الشيخية

مراجعة ١٥:١٦، ١٤ مارس ٢٠٢٥ بواسطة Halimi (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب' الشيخية فرقة من الفرق الشيعية الإثني عشرية نشأت في القرن التاسع عشر الميلادي على يد الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي (1753-1826م). تُعرف الشيخية بتفسيرها الفلسفي والعرفاني لبعض العقائد الشيعية، وخاصة فيما يتعلق بالإمامة والمعاد والوجود. ورغم بقائها ضمن الإطا...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)



الشيخية فرقة من الفرق الشيعية الإثني عشرية نشأت في القرن التاسع عشر الميلادي على يد الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي (1753-1826م). تُعرف الشيخية بتفسيرها الفلسفي والعرفاني لبعض العقائد الشيعية، وخاصة فيما يتعلق بالإمامة والمعاد والوجود. ورغم بقائها ضمن الإطار الشيعي الإمامي، فإنها تعرضت للنقد بسبب بعض أفكارها التي اعتُبرت مخالفة للتيار السائد.

1. النشأة والتأسيس

تعود أصول الشيخية إلى العالم الشيعي الشيخ أحمد الأحسائي، الذي وُلِد في الأحساء (شرق الجزيرة العربية) ونشأ في بيئة علمية، ثم انتقل إلى العراق وإيران حيث ذاع صيته بين العلماء والأمراء. كان له تفسير مميز للعقائد الشيعية، خاصة فيما يتعلق بالإمامة وعلم المعاد، مما أدى إلى بروز تيار فكري جديد سُمي بـ”الشيخية”.

بعد وفاة الشيخ الأحسائي، واصل الشيخ كاظم الرشتي (توفي 1843م) نشر أفكاره، ثم انقسم أتباعه إلى عدة تيارات بعد وفاته، أبرزها الشيخية الكرمانية والشيخية الإحسائية.

العقائد والمفاهيم الأساسية للشيخية

العقيدة في الإمامة

تؤمن الشيخية، مثل بقية الشيعة الإثني عشرية، بوجود 12 إمامًا معصومًا. لكنهم يختلفون في تفسير بعض جوانب الإمامة، حيث يرون أن هناك واسطة بين الإمام المهدي (عج) وعموم الناس، تُعرف بـ”الرجل الكامل”، وهو العالم الرباني الذي يتولى هداية الأمة في عصر الغيبة.

المعاد الجسماني

من أبرز المسائل التي أثارت جدلًا حول الشيخية تفسيرهم للمعاد. يعتقد الشيخ الأحسائي أن الجسد الأخروي يختلف عن الجسد الدنيوي، إذ يكون لطيفًا روحانيًا وليس ماديًا تمامًا. وقد أدى هذا الرأي إلى اتهام بعض العلماء له بإنكار المعاد الجسماني، رغم أنه لم يكن ينكر المعاد لكنه كان يقدمه بتفسير مختلف.

نظرية “الرجل الكامل

تعتبر هذه النظرية من أبرز الأفكار الفلسفية عند الشيخية. فكما أن هناك إمامًا معصومًا يمثل الحجة الإلهية، هناك أيضًا عالم رباني كامل في كل عصر يمثل الواسطة بين الناس والإمام الغائب (عج). هذا الشخص ليس معصومًا لكنه يمتلك معرفة خاصة تؤهله لتفسير تعاليم الإمام المهدي (عج).

التفسير الباطني للشرائع

يميل الشيخية إلى التفسير الرمزي لبعض الأحكام الشرعية والآيات القرآنية، ويرون أن هناك باطنًا للأحكام بالإضافة إلى ظاهرها. وقد أدى هذا الاتجاه إلى اختلافهم مع بعض العلماء التقليديين.


==الفرق الشيخية بعد وفاة الشيخ كاظم الرشتي، انقسم الشيخية إلى عدة تيارات، أبرزها:

الشيخية الكرمانية

تُعرف أيضًا بـ”الأسكوئية”، وأبرز قادتها الحاج محمد كريم خان الكرماني. هذا التيار يولي اهتمامًا كبيرًا بـ”الرجل الكامل” ويعتبره المرجع الأعلى للناس.

الشيخية الإحسائية (البحرانية)

وهي أقرب إلى المذهب الشيعي السائد، ويمثلها بعض علماء البحرين والأحساء. يؤمنون بأفكار الشيخ الأحسائي لكنهم لا يمنحون “الرجل الكامل” سلطة مطلقة.

البابية والبهائية

نشأت من بعض أتباع الشيخية، خاصة بعد أن ادعى السيد علي محمد الشيرازي (المعروف بـ”الباب”) أنه “الباب” للإمام المهدي. لاحقًا تطورت أفكاره إلى تأسيس الديانة البهائية.

الموقف الشيعي العام من الشيخية=

رغم أن الشيخية بقيت ضمن التشيع الإثني عشري، فإن بعض علمائها تعرضوا للنقد من قبل التيار الشيعي التقليدي، خاصة بسبب تفسيرهم للمعاد وإعطائهم مكانة خاصة لـ”الرجل الكامل”. كما أن بعض الفرق المنبثقة عن الشيخية، مثل البابية والبهائية، تعرضت لرفض قاطع من قبل الشيعة.

لكن في الوقت الحاضر، هناك تيارات من الشيخية تعيش ضمن الإطار الشيعي العام، خاصة في الأحساء والبحرين وإيران، وتتبنى تفسيرًا أكثر اعتدالًا لعقائدها.

الخاتمة

الشيخية تيار فكري داخل التشيع نشأ نتيجة اجتهادات الشيخ أحمد الأحسائي وتفسيراته الفلسفية لبعض العقائد. رغم الاختلافات بين تياراتها، فإنها بقيت ضمن المذهب الإمامي الإثني عشري، باستثناء الحركات التي انحرفت عنه مثل البابية والبهائية. لا تزال الشيخية موجودة حتى اليوم، خاصة في إيران والخليج العربي، لكنها أقل تأثيرًا مما كانت عليه في القرنين الماضيين.