مستخدم:M.nazari/ملعب

من ویکي‌وحدت
مراجعة ٠٦:٥٢، ١٨ أكتوبر ٢٠٢٣ بواسطة M.nazari (نقاش | مساهمات)

معاهدة أوسلو أو إتفاقيّة المساومة المعروفة بإسم أوسلو، هي المعاهدة التي عقدت بين منظّمة التحرير الفلسطینية والکيان الصهيوني المزيّف في عام 1993 م. ووقّع علی هذه المعاهدة یاسر عرفات رئيس منظّمة التحریر الفلسطینية آنذاك، تحت إشراف بیل کلینتون رئيس الولايات المتّحدة الأمريکية للمساومة مع إسحاق رابين رئيس وزراء الکيان الصهيوني. تدّعي هذه المعاهدة علی حلّ الصراع الفلسطیني الإسرائيلي في إطار زمني محدّد، والاعتراف المتبادل بوجود أيّ من فلسطين أو إسرائيل رسميّاً، وتأسيس دولة فلسطين في حدود 1967؛ لکن للأسف الشديد لم تتحقق أحلام تأسيس دولة فلسطين وقد تزايد الاستيطان والتهويد في قدس بعد إنعقاد هذه المعاهدة. وقد أثبت هذا الإتّفاق الذي وقّع عليه یاسر عرفات وإسحاق رابين في ساحة قصر الأبيض بأنّ التفاوض مع الکيان الصهيوني ليس الحلّ الصحيح. وسمّيت هذه المعاهدة بأسلو لأنّ مفاوضاتها السريّة قد حدثت بين فريق منظّمة التحرير الفلسطينية تحت رئاسة أحمد قريع وفريق الکيان الصهيوني تحت إشراف شيمون برز ورابين في أوسلو عاصمة نرويج.

أحکام هذه المعاهدة

  1. الإعتراف المتبادل: إعترفت منظمّة التحرير الفلسطينية علی الوجود بالکيان الصهيوني رسمياً، واعترف الکيان الموقّت أيضاً علی تمثيل منظّمة التحرير الشرعي لشعب فلسطين (ولا تقبل الجماعات الفلسطينية علی هذا الإعتراف).
  2. إقامة السلطة الذاتية في فلسطين: تمّ الاتفاق علی إقامة حکومة فلسطين الذاتية في الظفّة الغربية وقطاع غزّة خلال فترة إنتقالية تصل إلی خمس سنوات.
  3. التنفيذ التدريجي: تمّ الإتّفاق علی أن يتمّ تنفيذ الاتفاقيات بشکل تدريجي، علی نحو أن تبدأ المرحلة الأولی بإنسحاب الکيان الإسرائيلي الغاصب من بلاد جنين وأريحا.
  4. المفاوضات حول القضايا النهائية: تمّ الإتفاق علی أن تبدأ المفاوضات بين الطرفين حول القضايا النهائية کـبیت المقدس، أو المشرّدون الفلسطينيون، أو الحدود والمستوطنات، في السنة الثالثة من الفترة الانتقالية. لم يتمّ القيام بأيّ من هذه المفاوضات وتعتبر تل آبیب القدس عاصمة لها ولا تسمح للمشرّدين أبداٌ للعودة إليها.

تنظیمات فلسطين الذاتية

تأسست هذه التنظيمات وفقاً لمعاهدة أوسلو ومعاهدة غزه-أریحا في 22% من أراضي فلسطين لتکون دائرة موقتّة لإدارة شؤون فلسطينيين الذاتية في الضّفّة الغربية وقطاع غزّة. وقد استثني عن هذا الإتفاق فلسطينيين داخل المناطق المحتلّة بحجّة أنّهم کوناً قضيّة من قضايا إسرائيل الداخلية.

وحصل الطرفين بعد ذلك علی إتّفاقيات تفصيلية أخری التی کانت تکملة لإتفاق أوسلو، کإتّفاق باريس الاقتصادي في يوليو 1994 الذي حدّد العلاقات الإقتصادية والماليّة بين الطرفين. أو اتفاق قاهرة التمهيدي علی نقل السلطات المدنية في الضّفّة الغربية (في أغسطس 1994) الذي وضع أسس نفل هذه السلطات من الجانب الإسرائيلي إلی الجانب الفلسطيني. وتفاوض الطرفین بعد ذلك فیما یتعلق بتنفیذ المرحلة الثانية من معاهدة أوسلو لإنسحاب جيوش الکيان الصهيوني من مدن فلسطين في الضّفّة الغربية، إطلاق سراح الأسری الفلسطينيين من سجون هذا الکيان الغاصب وتنظيم انتخابات التقنين في أراضي فلسطين. وتمّ تقسيم منطقة الضّفّة الغربية إلی ثلاثة أجزاء، بالاحتفاظ علی حکم النظام الموقت علی حدوده، وعلی الأمنية في الخارج، وعلی القدس، وعلی مستوطنات الصهيونية، والمسؤولية علی حفظ الأمن الشامل للإسرائيليين.

تقسيم المناطق

  • منطقة A (ألف): فهي من ناحية الأمنية والإدارة تحت إشراف و سيطرة السلطة الفلسطينية کاملاً، وتشمل مساحتها 18% من الضفة الغربية.
  • منطقة B (ب): فهي من ناحية الإدارة تحت إشراف السلطة الفلسطينية ومن ناحية الأمنية تحت سيطرة الکيان الصهيوني، وتشمل مساحتها 21% من الضفة الغربية.
  • منطقة C (ج): من ناحية الأمنية والإدارة تحت سيطرة الکيان الصهيوني کاملاً، وتشمل مساحتها 61% من الضفة الغربية.

تبلغ مساحة الضفة الغربية 5655 کيلومتراً مربعاً، أي 21% من مساحة فلسطين التاريخية. وتبلغ مساحة منطقة «ج أوC»، نحو 3450 کيلومتراً مربعاً التي هي تحت إشراف الکيان الصهيوني حالياً وتترکّز وتستمر فیها مستوطناتهم التي تعترض علیها حتی حلفاء تل أبیب الغربيين.

يسعی مجلس وزراء الکيان الصهيوني الفعلي برئاسة نتنیاهو لإحتلال منطقة ج من الضفة الغربية کلها وإنضمامها إلی الأراضي المحتلّة استمراراً لإجراءاتهم الغيرشرعية حول ضمّ مناطق من الضفة الغربية إلی الأراضي المحتلّة. وهي المنطقة التي يدمّر فيها جنود الصهاينة منازل الفلسطينيين، متناوباً واستمراراً بحجّة البناء دون استأذان وهذه مقدّمة لضمّ تلك الأراضي إلی فلسطين المحتلّة وبناءهم الغير الشرعي للمستوطنين فيها.

بعد معاهدة أوسلو

وقد شهد التاريخ بأنّ الصهاينة لم تلتزم بأيّ من المعاهدات التي وقّعت عليها حتی الآن، سواء کانت سياسية أم إقتصادية أم میدانية، ولن تستثنی معاهدة أوسلو من هذه القاعدة. ولم تتحقّق أحلام منظمّة التحرير الفلسطينية لتشکيل دولة فلسطين التي کانت تضنّها نتيجة لمعاهدة أوسلو. والمناطق التي کانت تحت سيطرة السلطة الفلسطينية بعد الإتفّاق، إحتلّها الصهاية مرّة أخری في أقلّ من 8 سنوات بعد توقيع معاهدة أوسلو. وهذا الأمر کان بداية لإنتفاضة الأقصی في 28 سبتمبر عام 2000 لأنّ ما يسمّی بعمليّة السلام في فلسطين وصل إلی طريق مسدود.

تکثّف الإستيطانات

قد تکثّفت الإستیطانات وعدد المستوطنين بعد معاهدة أوسلو، وشاهد الشعب الفلسطيني إحداث المزيد من الطرق الإلتفافية وتأسيس المناطق الصناعية لإستيطان الصهاينة في أراضي فلسطين.

وبلغ عدد المستوطنين من 90 ألف شخص في عام 1989 إلی 100 ألف شخص في عام 1991 وإلی 154 ألف شخص في عام 1996 وقبل إنتخاب بنیامین نتنیاهو رئيساً لوزراء الکيان الصهيوني. ثمّ بلغ عددهم إلی 205 ألف شخص في عام 2000 وإلی 327 ألف في عام 2010. حتی أن وصل عددهم في الضفة الغربية في عام 2022، دون إحتساب المستوطنين الساکنين في أحياء القدس الشرقية نحو 470 ألف شخص.

وفضلاً عن هذه الإستیطانات، تزايد أيضاً تهويد القدس ومسجد الأقصی یوماً بعد يوم، واستمرّت المساومات ومفاوضات منظّمات السلطة مع الصهاينة وتنسیقاتهم الأمنية معاً حتی الآن.

وقد حدثت إختلافات بين المجموعات الفلسطينية واستمرت منذ بداية توقيع معاهدة أوسلو حتی الآن. ويعتبر هذا الأمر إحدی أهداف الکيان الصهيوني الخفية من توقيعه لمعاهدة أوسلو. وحسب إعتقاد الکثير من المحلّلين معاهدة أوسلو هي الفخّ التي فتحها الصهاينة لغرض إنهاء مقاومة شعب فلسطين المسلّحة.