عثمان بن عفان: كان من كبار الصحابة وثالث الخلفاء الراشدين. ولد بمكة، وأسلم بعد البعثة بقليل. هاجر إلى أرض الحبشة الهجرتين، ثم عاد إلى مكة وهاجر إلى المدينة. شهد أُحداً وما بعدها من المشاهد، وكان قد تخلَّف عن بدر، ويقال انّه تخلَّف عنها لتمريض زوجته رقية بنت رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم). وهو أحد الستة الذين رشحهم عمر بن الخطاب للخلافة، ففاز بها لقبوله بالشرط الذي اشترطه عبد الرحمن بن عوف في تحكيم سنّة الشيخين أبي بكر وعمر.

عثمان بن عفان (... ــ 35ق)

وهو ابن أبي العاص بن أميّة القُرشي الأُموي، أبو عبد اللَّه وأبو عمرو. ولد بمكة، وأسلم بعد البعثة بقليل. هاجر إلى أرض الحبشة الهجرتين، ثم عاد إلى مكة وهاجر إلى المدينة. شهد أُحداً [١] وما بعدها من المشاهد، وكان قد تخلَّف عن بدر، ويقال انّه تخلَّف عنها لتمريض زوجته رقية بنت رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم). وهو أحد الستة الذين رشحهم عمر بن الخطاب للخلافة، ففاز بها لقبوله بالشرط الذي اشترطه عبد الرحمن بن عوف في تحكيم سنّة الشيخين أبي بكر وعمر.[٢] وفي أيامه افتتحت أرمينية والقفقاز وخراسان وكرمان وسجستان وقبرس وغيرها. [٣]

من روی عنهم ومن رووا عنه

رُوي له عن رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) مائة وستة وأربعون حديثاً.

من روی عنهم ومن رووا عنه

روى عنه: زيد بن ثابت و أنس بن مالك و زيد بن خالد الجهني و عبدالله بن عمر و أبو هريرة، و أبان بن عثمان، وآخرون.

فتاواه وفقاهته

وقد عُدّ من المتوسطين في الفتيا من الصحابة، وذكر له الشيخ الطوسي في «الخلاف» ستين فتوى.
وكان يحكم برأيه ويجتهد في مقابل النص في كثير من الاحكام. ولمّا دحض عبد الرحمن بن عوف حججه في الإتمام بالسفر، قال عثمان: هذا رأي رأيته. [٤]
روى البخاري والبيهقي و أحمد بن حنبل عن عبدالله بن عمر قال ( واللفظ لَاحمد ): صلَّيت مع رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) ركعتين بمنى ومع أبي بكر ركعتين ومع عمر ركعتين، ومع عثمان صدراً من خلافته ثم صلَّاها أربعاً. [٥]
وروى البيهقي بإسناده عن مروان بن الحكم قال: شهدت عثمان وعلياً رضي اللَّه عنهما بين مكة وعثمان رضي اللَّه عنه ينهى عن المتعة، وأن يُجمع بينهما [ أي بين الحج والعمرة ]، فلما رأى ذلك علي رضي اللَّه عنه أهلّ بهما جميعاً، فقال: لبيك بعمرة وحجّة، فقال عثمان رضي اللَّه عنه: تراني أنهى الناس عن شيء وأنت تفعله، قال: ما كنت لَادع رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) لقول أحد من الناس[٦] وكان عثمان قد اختص أقاربه من بني أُمية بالمناصب والولايات[٧] وأعطاهم الأموال الطائلة، ممّا أثار نقمة الناس عليه.

من الأحداث التي وقع في أيامه

قال ابن قتيبة في «المعارف»: وكان ممّا نقموا على عثمان أنّه آوى الحكم بن أبي العاص وأعطاه مائة ألف درهم، وقد سيّره رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) ثم لم يؤْوه أبو بكر ولا عمر.
قالوا: وتصدّق رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) بمهروز موضع سوق المدينة على المسلمين فأقطعه عثمان الحارث بن الحكم أخا مروان، وأقطع فدك [٨] مروان، وهي صدقة رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) فوهبه كلَّه لمروان.
ومن الاحداث التي نقمت على عثمان أنّه نفى الصحابي الكبير أبا ذر الغفاري إلى الشام ثمّ استقدمه إلى المدينة لمّا شكى منه معاوية، ثم نفاه إلى الربذة، وكان أبو ذر ينكر على الولاة وبطانة عثمان استئثارهم بالأموال وعدم إنفاقها في وجوهها، وكان رحمه اللَّه تعالى يقول: واللَّه لقد حدثت أعمال ما أعرفها، واللَّه ما هي في كتاب اللَّه ولا سنّة نبيّه[٩]

وفاته

ثم كانت الوفود من مصر والبصرة والكوفة ومعهم أهل المدينة، يطلبون منه أن يردّ المظالم ويعزل كل عامل كرهوه، فأعطاهم الرضى، فانصرف القوم، فلمّا كان المصريون ببعض الطريق وجدوا كتاباً مع غلام عثمان إلى عامله على مصر أن يضرب أعناق رؤَساء المصريين، فرجعوا إلى المدينة وحصروه مدة ثم قتلوه وذلك في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين، ودفن في حشّ كوكب. [١٠]

المصادر

  1. قال ابن الاثير: و انتهت الهزيمة بجماعة المسلمين، فيهم عثمان بن عفان و غيره إلى الاعوص، فأقاموا به ثلاثاً ثم أتوا النبي ص فقال لهم حين رآهم: لقد ذهبتم فيها عريضة. الكامل في التأريخ: 2- 158. و انظر تاريخ الطبري: 2- 203 حوادث سنة 3 ه.
  2. الطبقات الكبرى 3 84- 53 و 4- 168، المحبّر 14، التأريخ الكبير 6- 208، تاريخ المدينة المنورة 3 1147- 952، المعارف 110 117 و 84، الامامة و السياسة 25 46، المعرفة و التاريخ 3- 395 و 398 و 399، تاريخ اليعقوبي 2 177- 162، اختيار معرفة الرجال 25 و 27 و 32 و 91 و 142، العقد الفريد 5 60- 26، المستدرك على الصحيحين 3 107- 95، حلية الاولياء 1 61- 55، الاحكام في أُصول الاحكام لابن حزم الاندلسي 2- 88، أصحاب الفتيا من الصحابة و التابعين 44 برقم 8، الإستيعاب 3- 69، أُسد الغابة 3- 376، الكامل في التأريخ 3- 153 و 154 و 79، العبر 1- 26، تذكرة الحفّاظ 1 10- 8، مرآة الجنان 1- 90، النجوم الزاهرة 1- 92، تهذيب التهذيب 7- 139، الاصابة 2- 455، السير للشماخي 1 49- 29، طبقات الحفّاظ 13، كنز العمال 13 104- 27، الصواعق المحرقة 104 115، شذرات الذهب 1- 40، بحار الانوار طبع كمپاني 8 323- 301، تاريخ التمدن الإسلامي 2- 318 و 1- 76 و 1- 270، أعيان الشيعة 1 443- 437 و 4- 237، تتمة المنتهى في تاريخ الخلفاء ص 12، الاعلام للزركلي 4- 210.
  3. وكان عبد الرحمن بن عوف قد أخذ بيد الامام علي- عليه السّلام- و اشترط عليه هذا الشرط، فأبى (عليه السّلام) أن يقبله، فأرسل يده.
  4. الكامل لابن الاثير: 3- 103 في حوادث سنة تسع و عشرين.
  5. صحيح البخاري: 2- 161 كتاب الحج، باب الصلاة بمنى، السنن الكبرى: 3- 126 باب الامام المسافر يؤم المقيمين، المسند: 2- 148. و ذكر (ابن التركماني) في ذيل السنن الكبرى للبيهقي: 3- 144 من طريق سفيان بن عيينة عن جعفر بن محمد عن أبيه، قال: اعتلّ عثمان و هو بمنى، فأتى علي فقيل له: صلّ بالناس، فقال: إنّ شئتم صلّيت بكم صلاة رسول اللّه ص، قالوا: لا، إلّا صلاة أمير المؤمنين يعنون عثمان أربعاً، فأبى.
  6. السنن الكبرى: 4- 352 كتاب الحج، باب جواز القران، صحيح البخاري: 2- 142 كتاب الحج، باب التمتع و القران.
  7. فكان بالشام كلّها معاوية و بالبصرة سعيد بن العاص، و بمصر عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح، و بخراسان عبد اللّه بن عامر بن كريز، و بالكوفة الوليد بن عقبة بن أبي معيط. وقد ولي عبد اللّه بن عامر البصرة، و ولي سعيد بن العاص الكوفة أيضاً.
  8. وفي تعليق للعلّامة الاميني أنّ فدك إن كانت في‌ء للمسلمين كما ادّعاه أبو بكر، فما وجه تخصيصها بمروان، و إن كانت نحلة من رسول اللّه ص لبضعته الزهراء «عليها السّلام» كما ادّعته و شهد لها أمير المؤمنين و ابناها الامامان السبطان و أُمّ أيمن، فأي مساس بها لمروان؟ انظر الغدير: 8- 237.
  9. انظر ترجمته في كتابنا هذا. كما أنّ عثمان سيّر نفراً من أشراف أهل الكوفة إلى الشام منهم: صعصعة ابن صوحان و مالك الأَشتر و عمرو بن الحمق الخزاعي وزيد بن صوحان و جندب بن زهير الغامدي و كميل بن زياد النخعي، انظر الكامل لابن الاثير: 3- 137.
  10. تاريخ الطبري: 3- 400، ط. مؤسسة الاعلمي، بيروت.