Write، بيروقراطيون، إداريون
٤٬٩٤١
تعديل
لا ملخص تعديل |
Mohsenmadani (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
||
سطر ٣٠: | سطر ٣٠: | ||
</div> | </div> | ||
سيّد بن قطب بن إبراهيم بن حسن الشاذلي: مفكّر إسلامي مصري معروف، ورائد من روّاد حركة [[التقريب بين المذاهب الإسلامية]]. | سيّد بن قطب بن إبراهيم بن حسن الشاذلي: مفكّر إسلامي مصري معروف، ورائد من روّاد حركة [[التقريب بين المذاهب الإسلامية]]. | ||
=الولادة= | |||
ولد سنة 1906 م في قرية «موشا» في محافظة أسيوط، وحفظ القرآن وهو لم يتجاوز العاشرة من عمره، | |||
=الدراسة= | |||
تخرّج بكلّية دار العلوم ب[[القاهرة]] سنة 1934 م، وعمل في [[جريدة الأهرام|جريدة «الأهرام»]]، وكتب في مجلّتي «[[مجلّة الرسالة|الرسالة]]» و «[[مجلّة الثقافة|الثقافة]]» | |||
=النشاطات= | |||
وعيّن مدرّساً للّغة العربية، فموظّفاً في ديوان وزارة المعارف، ثمّ مراقباً فنّياً للوزارة، وأُوفد سنة 1948 م في بعثة لدراسة برامج التعليم إلى [[أميركا]]، ولمّا عاد منها سنة 1951 م انتقد البرامج التعليمية، حيث كان يراها من وضع الإنجليز، وطالب ببرامج تتمشّى والفكر الإسلامي الأصيل، وبنى على هذا استقالته في العام الثاني للثورة سنة 1953 م. | |||
<br>وانضمّ إلى حركة «[[الأُخوان المسلمين]]»، فترأس قسم نشر الدعوة، وتولّى تحرير جريدتهم لمدّة سنتين ابتداءً من عام 1953 م، فزجّ في السجن معهم، وعكف على تأليف الكتب ونشرها وهو في السجن، فصدر الحكم بسجنه 15 عاماً، غير أنّه خرج بعد 10<br>سنوات بعفو صحّي وبعد تدخّل [[عبد السلام عارف]] لدى [[عبد الناصر]]، واتّهم سنة 1965 م بمحاولة قلب نظام الحكم، فصدر الأمر بإعدامه، فأُعدم سنة 1966 م. | <br>وانضمّ إلى حركة «[[الأُخوان المسلمين]]»، فترأس قسم نشر الدعوة، وتولّى تحرير جريدتهم لمدّة سنتين ابتداءً من عام 1953 م، فزجّ في السجن معهم، وعكف على تأليف الكتب ونشرها وهو في السجن، فصدر الحكم بسجنه 15 عاماً، غير أنّه خرج بعد 10<br>سنوات بعفو صحّي وبعد تدخّل [[عبد السلام عارف]] لدى [[عبد الناصر]]، واتّهم سنة 1965 م بمحاولة قلب نظام الحكم، فصدر الأمر بإعدامه، فأُعدم سنة 1966 م. | ||
=تأليفاته= | |||
من تصانيفه: في ظلال القرآن، النقد الأدبي... أُصوله ومناهجه، العدالة الاجتماعية في الإسلام، التصوير الفنّي في القرآن، كتب وشخصيات، المستقبل لهذا الدين، معالم في الطريق، مشاهد القيامة في القرآن. | |||
<br>وبعد انتكاسة عام 1967 م قال المفكّر الإسلامي علّال الفاسي رئيس حزب الاستقلال في المغرب: «ما كان اللَّه لينصر حرباً يقودها قاتل سيّد قطب». | <br>وبعد انتكاسة عام 1967 م قال المفكّر الإسلامي علّال الفاسي رئيس حزب الاستقلال في المغرب: «ما كان اللَّه لينصر حرباً يقودها قاتل سيّد قطب». | ||
<br>وقد كُتبت عدّة كتب حوله، آخرها في [[إيران]] ما نشره [[المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية|المجمع العالمي للتقريب]] سنة 2007 م حول حياته وجهوده الوحدوية، كان لكاتب السطور شرف تحقيقه واستدراكه. | <br>وقد كُتبت عدّة كتب حوله، آخرها في [[إيران]] ما نشره [[المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية|المجمع العالمي للتقريب]] سنة 2007 م حول حياته وجهوده الوحدوية، كان لكاتب السطور شرف تحقيقه واستدراكه. | ||
=بعض من آرائه الوحدوية= | |||
قد كان سيّد قطب يرى أنّه ما لم تتحقّق [[الوحدة الإسلامية|الوحدة]] بين المسلمين فإنّ الإمبريالية الغربية ستستمرّ في نهب ثروات وخيرات وموارد [[الأُمّة الإسلامية]]، وقاوم سيّد الحواجز والحدود الجغرافية بين البلاد الإسلامية، حيث كان يعتقد أنّ كلّ مكان يتواجد فيه المسلم وسط مسلمي ذلك المكان فهو جزء من الوطن الإسلامي، وأنّ الهجوم على إحدى البلدان الإسلامية هو هجوم على الإسلام. ورسالته إلى [[السيّد أبي القاسم الكاشاني]] التي أعلن فيها عن دعمه لحركة تأميم النفط الإيراني تعرب وتفصح عمّا كان يدور في خلده من أفكار حول الوحدة و[[التقريب]]، ومقامنا ليس مقام إيرادها، ومن أراد الاطّلاع على فقراتها فليراجع الكتاب الذي نشره المجمع العالمي للتقريب حول هذا المفكّر تحت عنوان «سيّد قطب... آية الجهاد». | |||
<br>ومن يقرأ مؤلّفات سيّد قطب- وعلى رأسها كتاب «الظلال»- فإنّه يلاحظ أنّ منهج هذا المفكّر في تحقيق الوحدة الإسلامية والتقارب بين المذاهب الفقهية والفرق الكلامية يقوم على عدّة دعائم، من أهمّها:<br>أوّلًا: أنّ العقيدة الإسلامية- عقيدة التوحيد والوحدة والأُخوّة والتكافل والمودّة- هي الأساس الراسخ الذي ينهض عليه كيان الأُمّة، وتتحقّق به عزّتها وكرامتها، ومن ثمّ كان<br>وقاية هذه العقيدة من كلّ عوامل الزيغ والضعف هو السبيل لأن تظلّ العقيدة الإسلامية القوّة التي تجمع تحت لوائها كلّ المؤمنين بها. | <br>ومن يقرأ مؤلّفات سيّد قطب- وعلى رأسها كتاب «الظلال»- فإنّه يلاحظ أنّ منهج هذا المفكّر في تحقيق الوحدة الإسلامية والتقارب بين المذاهب الفقهية والفرق الكلامية يقوم على عدّة دعائم، من أهمّها:<br>أوّلًا: أنّ العقيدة الإسلامية- عقيدة التوحيد والوحدة والأُخوّة والتكافل والمودّة- هي الأساس الراسخ الذي ينهض عليه كيان الأُمّة، وتتحقّق به عزّتها وكرامتها، ومن ثمّ كان<br>وقاية هذه العقيدة من كلّ عوامل الزيغ والضعف هو السبيل لأن تظلّ العقيدة الإسلامية القوّة التي تجمع تحت لوائها كلّ المؤمنين بها. | ||
<br>ومن هنا كان سيّد قطب يرفض كلّ ما أخذ به الفلاسفة والمتكلّمون من مناهج عقيمة في دراسة العقيدة، كان يرى- وهو على حقّ في هذا على ما قيل- أنّ تلك المناهج فرّقت [[الأُمّة]] ولم تحم العقيدة من أسباب الانحراف والفساد، وكان لذلك يؤكّد دائماً على وجوب الأخذ بالأُسلوب القرآني في دراسة العقيدة. فهذا الأُسلوب مزاج من الفكر والوجدان، والعقل والشعور. والإنسان ليس عقلًا صرفاً ولا وجداناً صرفاً، فمخاطبته وفق فطرته التي فطرها اللَّه عليها هو أقصر طريق لصحّة الإيمان وسلامة اليقين. | <br>ومن هنا كان سيّد قطب يرفض كلّ ما أخذ به الفلاسفة والمتكلّمون من مناهج عقيمة في دراسة العقيدة، كان يرى- وهو على حقّ في هذا على ما قيل- أنّ تلك المناهج فرّقت [[الأُمّة]] ولم تحم العقيدة من أسباب الانحراف والفساد، وكان لذلك يؤكّد دائماً على وجوب الأخذ بالأُسلوب القرآني في دراسة العقيدة. فهذا الأُسلوب مزاج من الفكر والوجدان، والعقل والشعور. والإنسان ليس عقلًا صرفاً ولا وجداناً صرفاً، فمخاطبته وفق فطرته التي فطرها اللَّه عليها هو أقصر طريق لصحّة الإيمان وسلامة اليقين. | ||
سطر ٤٦: | سطر ٥٣: | ||
<br>على أنّ سيّد قطب كان في جهاده من أجل دينه وأُمّته لا يهادن الباطل، ولا يخشى في الحقّ لومة لائم، وقد ذهب شهيداً بسبب شجاعته وصلابة يقينه، وقد حاول الذين آذوه وقتلوه أن يمنعوا فكره وآراءه من الذيوع والانتشار، ولكن (الزبد يذهب جفاءاً وما ينفع الناس فإنّه يمكث في الأرض)، وقد ذاعت أفكار سيّد قطب على مستوى [[العالم الإسلامي]]، بل على مستوى العالم كلّه، وترجمت مؤلّفاته، وبخاصّة «الظلال» إلى أكثر من لغة غير عربية، والأمل وطيد أن تجد هذه الأفكار طريقها للتطبيق حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَ يَكُونَ<br>الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ (سورة الأنفال: 39)، وَ اللَّهُ غالِبٌ عَلى أَمْرِهِ وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (سورة يوسف: 21). | <br>على أنّ سيّد قطب كان في جهاده من أجل دينه وأُمّته لا يهادن الباطل، ولا يخشى في الحقّ لومة لائم، وقد ذهب شهيداً بسبب شجاعته وصلابة يقينه، وقد حاول الذين آذوه وقتلوه أن يمنعوا فكره وآراءه من الذيوع والانتشار، ولكن (الزبد يذهب جفاءاً وما ينفع الناس فإنّه يمكث في الأرض)، وقد ذاعت أفكار سيّد قطب على مستوى [[العالم الإسلامي]]، بل على مستوى العالم كلّه، وترجمت مؤلّفاته، وبخاصّة «الظلال» إلى أكثر من لغة غير عربية، والأمل وطيد أن تجد هذه الأفكار طريقها للتطبيق حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَ يَكُونَ<br>الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ (سورة الأنفال: 39)، وَ اللَّهُ غالِبٌ عَلى أَمْرِهِ وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (سورة يوسف: 21). | ||
= المراجع = | |||
(انظر ترجمته في: الأعلام للزركلي 3: 147- 148، موسوعة السياسة 3: 398- 399، موسوعة المورد 8: 219، النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين 3: 146- 168، معجم الروائيّين العرب:<br>193- 194، نثر الجواهر والدرر 1: 499، موسوعة ألف شخصية مصرية: 303- 304، الموسوعة العربية العالمية 13: 370، المفسّرون للأيازي: 512- 517، معجم الشعراء منذ بدء عصر النهضة 1: 521- 522، عظماء الإسلام: 251- 254، شخصيات لها تاريخ لمحمّد عمارة: 231- 236، رسائل الأعلام إلى العلّامة أبي الحسن الندوي: 143- 144، خمسون شخصية أساسية في الإسلام: 348- 355، موسوعة الأعلام 2: 407- 408، رجالات التقريب: 306- 316 و 410- 416، المعجم الوسيط فيما يخصّ الوحدة والتقريب 1: 299- 300). | (انظر ترجمته في: الأعلام للزركلي 3: 147- 148، موسوعة السياسة 3: 398- 399، موسوعة المورد 8: 219، النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين 3: 146- 168، معجم الروائيّين العرب:<br>193- 194، نثر الجواهر والدرر 1: 499، موسوعة ألف شخصية مصرية: 303- 304، الموسوعة العربية العالمية 13: 370، المفسّرون للأيازي: 512- 517، معجم الشعراء منذ بدء عصر النهضة 1: 521- 522، عظماء الإسلام: 251- 254، شخصيات لها تاريخ لمحمّد عمارة: 231- 236، رسائل الأعلام إلى العلّامة أبي الحسن الندوي: 143- 144، خمسون شخصية أساسية في الإسلام: 348- 355، موسوعة الأعلام 2: 407- 408، رجالات التقريب: 306- 316 و 410- 416، المعجم الوسيط فيما يخصّ الوحدة والتقريب 1: 299- 300). | ||
<br> | <br> | ||
[[تصنيف:روّاد التقريب]] | [[تصنيف:روّاد التقريب]] | ||
[[تصنيف:علماء مصر]] | [[تصنيف:علماء مصر]] |