Write، confirmed، steward، إداريون
٣٬٣٠٦
تعديل
Mohsenmadani (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ٤٢: | سطر ٤٢: | ||
<br>وقد كُتبت عدّة كتب حوله، آخرها في [[إيران]] ما نشره [[المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية|المجمع العالمي للتقريب]] سنة 2007 م حول حياته وجهوده الوحدوية، كان لكاتب السطور شرف تحقيقه واستدراكه. | <br>وقد كُتبت عدّة كتب حوله، آخرها في [[إيران]] ما نشره [[المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية|المجمع العالمي للتقريب]] سنة 2007 م حول حياته وجهوده الوحدوية، كان لكاتب السطور شرف تحقيقه واستدراكه. | ||
=بعض من آرائه الوحدوية= | =بعض من آرائه الوحدوية= | ||
قد كان سيّد قطب يرى أنّه ما لم تتحقّق [[الوحدة الإسلامية|الوحدة]] بين المسلمين فإنّ الإمبريالية الغربية ستستمرّ في نهب ثروات وخيرات وموارد [[الأُمّة الإسلامية]]، وقاوم سيّد الحواجز والحدود الجغرافية بين البلاد | قد كان سيّد قطب يرى أنّه ما لم تتحقّق [[الوحدة الإسلامية|الوحدة]] بين المسلمين فإنّ الإمبريالية الغربية ستستمرّ في نهب ثروات وخيرات وموارد [[الأُمّة الإسلامية]]، وقاوم '''سيّد الحواجز والحدود الجغرافية بين البلاد الإسلامية'''، حيث كان يعتقد أنّ كلّ مكان يتواجد فيه المسلم وسط مسلمي ذلك المكان فهو جزء من الوطن الإسلامي، وأنّ الهجوم على إحدى البلدان الإسلامية هو هجوم على الإسلام. ورسالته إلى [[السيّد أبي القاسم الكاشاني]] التي أعلن فيها عن دعمه لحركة تأميم النفط الإيراني تعرب وتفصح عمّا كان يدور في خلده من أفكار حول الوحدة و[[التقريب]]، ومقامنا ليس مقام إيرادها، ومن أراد الاطّلاع على فقراتها فليراجع الكتاب الذي نشره [[المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية|المجمع العالمي للتقريب]] حول هذا المفكّر تحت عنوان «سيّد قطب... آية الجهاد». | ||
<br>ومن يقرأ مؤلّفات سيّد قطب- وعلى رأسها كتاب «الظلال»- فإنّه يلاحظ أنّ منهج هذا المفكّر في تحقيق الوحدة الإسلامية والتقارب بين المذاهب الفقهية والفرق الكلامية يقوم على عدّة دعائم، من أهمّها:<br>أوّلًا: أنّ العقيدة الإسلامية- عقيدة التوحيد والوحدة والأُخوّة والتكافل والمودّة- هي الأساس الراسخ الذي ينهض عليه كيان الأُمّة، وتتحقّق به عزّتها وكرامتها، ومن ثمّ كان<br>وقاية هذه العقيدة من كلّ عوامل الزيغ والضعف هو السبيل لأن تظلّ العقيدة الإسلامية القوّة التي تجمع تحت لوائها كلّ المؤمنين بها. | <br>ومن يقرأ مؤلّفات سيّد قطب- وعلى رأسها كتاب «الظلال»- فإنّه يلاحظ أنّ منهج هذا المفكّر في تحقيق الوحدة الإسلامية والتقارب بين المذاهب الفقهية والفرق الكلامية يقوم على عدّة دعائم، من أهمّها:<br>أوّلًا: أنّ العقيدة الإسلامية- عقيدة التوحيد والوحدة والأُخوّة والتكافل والمودّة- هي الأساس الراسخ الذي ينهض عليه كيان الأُمّة، وتتحقّق به عزّتها وكرامتها، ومن ثمّ كان<br>وقاية هذه العقيدة من كلّ عوامل الزيغ والضعف هو السبيل لأن تظلّ العقيدة الإسلامية القوّة التي تجمع تحت لوائها كلّ المؤمنين بها. | ||
<br>ومن هنا كان سيّد قطب يرفض كلّ ما أخذ به الفلاسفة والمتكلّمون من مناهج عقيمة في دراسة العقيدة، كان يرى- وهو على حقّ في هذا على ما قيل- أنّ تلك المناهج فرّقت [[الأُمّة]] ولم تحم العقيدة من أسباب الانحراف والفساد، وكان لذلك يؤكّد دائماً على وجوب الأخذ بالأُسلوب القرآني في دراسة العقيدة. فهذا الأُسلوب مزاج من الفكر والوجدان، والعقل والشعور. والإنسان ليس عقلًا صرفاً ولا وجداناً صرفاً، فمخاطبته وفق فطرته التي فطرها اللَّه عليها هو أقصر طريق لصحّة الإيمان وسلامة اليقين. | <br>ومن هنا كان سيّد قطب يرفض كلّ ما أخذ به الفلاسفة والمتكلّمون من مناهج عقيمة في دراسة العقيدة، كان يرى- وهو على حقّ في هذا على ما قيل- أنّ تلك المناهج فرّقت [[الأُمّة]] ولم تحم العقيدة من أسباب الانحراف والفساد، وكان لذلك يؤكّد دائماً على وجوب الأخذ بالأُسلوب القرآني في دراسة العقيدة. فهذا الأُسلوب مزاج من الفكر والوجدان، والعقل والشعور. والإنسان ليس عقلًا صرفاً ولا وجداناً صرفاً، فمخاطبته وفق فطرته التي فطرها اللَّه عليها هو أقصر طريق لصحّة الإيمان وسلامة اليقين. | ||
سطر ٥١: | سطر ٥١: | ||
<br>وكان يرى أنّ الفكر المادّي الإلحادي الشيوعي سينهار أوّلًا، ثمّ يليه الفكر الرأسمالي. | <br>وكان يرى أنّ الفكر المادّي الإلحادي الشيوعي سينهار أوّلًا، ثمّ يليه الفكر الرأسمالي. | ||
<br>وقد حدث ما ذهب إليه الرجل بعد وفاته بنحو ربع قرن، وسيحدث أيضاً الانهيار بالنسبة إلى الفكر الرأسمالي الغربي مهما طال به الأمر. وهذا يعني: إفلاس كلّ النظم البشرية، ولن ينقذ الناس من فوضى المناهج والنظريات الوضعية إلّاالإسلام، وحتّى يتحقّق ذلك يجب على المؤمنين بهذا الدين أن يكونوا في حياتهم وفي علاقاتهم صورة حيّة واقعية لهذا الدين، حتّى يقودوا غيرهم إليه، ويكونوا دائماً روّاداً على طريق الحقّ والخير للناس كافّة. | <br>وقد حدث ما ذهب إليه الرجل بعد وفاته بنحو ربع قرن، وسيحدث أيضاً الانهيار بالنسبة إلى الفكر الرأسمالي الغربي مهما طال به الأمر. وهذا يعني: إفلاس كلّ النظم البشرية، ولن ينقذ الناس من فوضى المناهج والنظريات الوضعية إلّاالإسلام، وحتّى يتحقّق ذلك يجب على المؤمنين بهذا الدين أن يكونوا في حياتهم وفي علاقاتهم صورة حيّة واقعية لهذا الدين، حتّى يقودوا غيرهم إليه، ويكونوا دائماً روّاداً على طريق الحقّ والخير للناس كافّة. | ||
<br>على أنّ سيّد قطب كان في جهاده من أجل دينه وأُمّته لا يهادن الباطل، ولا يخشى في الحقّ لومة لائم، وقد ذهب شهيداً بسبب شجاعته وصلابة يقينه، وقد حاول الذين آذوه وقتلوه أن يمنعوا فكره وآراءه من الذيوع والانتشار، ولكن (الزبد يذهب جفاءاً وما ينفع الناس فإنّه يمكث في الأرض)، وقد ذاعت أفكار سيّد قطب على مستوى [[العالم الإسلامي]]، بل على مستوى العالم كلّه، وترجمت مؤلّفاته، وبخاصّة «الظلال» إلى أكثر من لغة غير عربية، والأمل وطيد أن تجد هذه الأفكار طريقها للتطبيق حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَ يَكُونَ<br>الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ (سورة الأنفال: 39)، وَ اللَّهُ غالِبٌ عَلى أَمْرِهِ وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (سورة يوسف: 21). | <br>على أنّ '''سيّد قطب''' كان في جهاده من أجل دينه وأُمّته لا يهادن الباطل، ولا يخشى في الحقّ لومة لائم، وقد ذهب شهيداً بسبب شجاعته وصلابة يقينه، وقد حاول الذين آذوه وقتلوه أن يمنعوا فكره وآراءه من الذيوع والانتشار، ولكن (الزبد يذهب جفاءاً وما ينفع الناس فإنّه يمكث في الأرض)، وقد ذاعت أفكار سيّد قطب على مستوى [[العالم الإسلامي]]، بل على مستوى العالم كلّه، وترجمت مؤلّفاته، وبخاصّة «الظلال» إلى أكثر من لغة غير عربية، والأمل وطيد أن تجد هذه الأفكار طريقها للتطبيق حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَ يَكُونَ<br>الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ (سورة الأنفال: 39)، وَ اللَّهُ غالِبٌ عَلى أَمْرِهِ وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (سورة يوسف: 21). | ||
= المراجع = | = المراجع = |