Write، بيروقراطيون، إداريون
٤٬٩٤١
تعديل
لا ملخص تعديل |
Mohsenmadani (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
||
سطر ٢٩: | سطر ٢٩: | ||
</div> | </div> | ||
'''أبو عبداللَّه محمّد بن مكّي بن محمّد بن حامد المطّلبي الجزيني العاملي المعروف بالشهيد الأوّل''': من أشهر فقهاء [[الإمامية]]، و[[دعاة الوحدة الإسلامية|داعية وحدة]]. | '''أبو عبداللَّه محمّد بن مكّي بن محمّد بن حامد المطّلبي الجزيني العاملي المعروف بالشهيد الأوّل''': من أشهر فقهاء [[الإمامية]]، و[[دعاة الوحدة الإسلامية|داعية وحدة]]. | ||
=الولادة= | |||
<br>ونشأ وتعلّم ببلدته، وارتحل إلى [[العراق]]، فكان في مدينة [[الحلّة]]- وهي من مراكز العلم المشهورة يومذاك- سنة 751 ه، | ولد في جزّين(من قرى جبل عامل ب[[لبنان]]) سنة أربع وثلاثين وسبع مائة للهجرة على المشهور، وورّخ [[شمس الدين الجزري]] مولده بعد العشرين وسبع مائة. | ||
<br> | |||
<br>ويظهر أنّه أقام بالحلّة إلى سنة 757 ه، وأتقن الفقه وغيره، وأقرأ وصنّف فيها بعض تصانيفه، وسمع ببغداد سنة 758 ه، وقد زار خلال تواجده بالحلّة [[كربلاء]] و[[المدينة المنوّرة]]. | =الدراسة= | ||
ونشأ وتعلّم ببلدته، وارتحل إلى [[العراق]]، فكان في مدينة [[الحلّة]]- وهي من مراكز العلم المشهورة يومذاك- سنة 751 ه،. | |||
=ذة= | |||
أخذ الفقه والأُصول والحديث عن كبار المشائخ، كان من أجلّهم: فخر المحقّقين [[محمّد بن العلّامة الحسن ابن المطهّر الحلّي]]، ولازمه وانتفع به كثيراً، و[[عميد الدين عبد المطّلب بن محمّد ابن الأعرج الحسيني]]، وأخوه [[ضياء الدين عبد اللَّه ابن الأعرج]]، و[[تاج الدين محمّد بن القاسم ابن مُعيّة الحسني]]. كما أخذ وروى عن طائفة، منهم: [[جلال الدين أبو محمّد الحسن بن أحمد بن نجيب الدين محمّد ابن نما الحلّي]]، و[[شمس الدين أبو عبد اللَّه محمّد بن أحمد بن أبي المعالي الموسوي|شمس الدين أبو عبد اللَّه محمّد بن أحمد بن أبي المعالي<br>الموسوي]]، و[[أبو الحسن علي بن أحمد بن طراد المطارآبادي]]، و[[رضي الدين أبو الحسن علي ابن أحمد المزيدي]]، و[[أحمد بن محمّد بن إبراهيم ابن زُهرة الحلبي]]، و[[علي بن محمّد بن الحسن ابن زُهرة الحلبي]]، و[[مهنّأ بن سنان بن عبد الوهاب الحسيني المدني]]. | |||
<br>ويظهر أنّه أقام بالحلّة إلى سنة 757 ه، وأتقن الفقه وغيره، وأقرأ وصنّف فيها بعض تصانيفه، وسمع ببغداد سنة 758 ه، وقد زار خلال تواجده بالحلّة [[كربلاء]] و[[المدينة المنوّرة]]. وعاد إلى بلدته جزّين، وأسّس بها مدرسة، ونشر علمه بها. واستفاد ب[[دمشق]] من [[قطب الدين محمّد بن محمّد الرازي]] المتكلّم تلميذ العلّامة الحلّي، وحصل منه على إجازة في سنة 766 ه. | |||
<br>وجاب عدّة بلدان مثل مكّة والمدينة وبغداد ودمشق وفلسطين، وأخذ بها عن نحو أربعين شيخاً من علماء [[السنّة]]، وروى عنهم صحاحهم وكثيراً من مصنّفاتهم، ومن هؤلاء:<br>[[شمس الدين محمّد بن يوسف القرشي الكرماني البغدادي الشافعي]]، و[[شهاب الدين أبو العبّاس أحمد بن الحسن الحنفي النحوي]]، و[[شرف الدين محمّد بن بكتاش التستري البغدادي الشافعي]]، وقاضي القضاة [[عزّ الدين عبد العزيز بن محمّد بن إبراهيم ابن جماعة الدمشقي المصري]]، و[[شمس الدين محمّد بن عبد اللَّه البغدادي الحنبلي]] القارئ الحافظ، والقاضي [[إبراهيم بن عبد الرحيم ابن جماعة الشافعي]]، و[[شمس الدين أبو عبد الرحمان محمّد بن عبد الرحمان البغدادي المالكي]]، و[[عبد الصمد بن إبراهيم بن الخليل]] شيخ دار الحديث ببغداد. | <br>وجاب عدّة بلدان مثل مكّة والمدينة وبغداد ودمشق وفلسطين، وأخذ بها عن نحو أربعين شيخاً من علماء [[السنّة]]، وروى عنهم صحاحهم وكثيراً من مصنّفاتهم، ومن هؤلاء:<br>[[شمس الدين محمّد بن يوسف القرشي الكرماني البغدادي الشافعي]]، و[[شهاب الدين أبو العبّاس أحمد بن الحسن الحنفي النحوي]]، و[[شرف الدين محمّد بن بكتاش التستري البغدادي الشافعي]]، وقاضي القضاة [[عزّ الدين عبد العزيز بن محمّد بن إبراهيم ابن جماعة الدمشقي المصري]]، و[[شمس الدين محمّد بن عبد اللَّه البغدادي الحنبلي]] القارئ الحافظ، والقاضي [[إبراهيم بن عبد الرحيم ابن جماعة الشافعي]]، و[[شمس الدين أبو عبد الرحمان محمّد بن عبد الرحمان البغدادي المالكي]]، و[[عبد الصمد بن إبراهيم بن الخليل]] شيخ دار الحديث ببغداد. | ||
=الأبعاد المختلفة للشهيد الأول= | |||
وكان الشهيد علّامة في الفقه، محيطاً بدقائقه، عالماً بالأُصول، محدّثاً، أديباً، شاعراً، ذا ذهن سيّال، وعقلية متفتّحة، ونظر ثاقب، وهو ممّن ترك آثاراً واضحة على [[الفقه الشيعي]] تجديداً وتطويراً وتنقيحاً. | |||
- قال فخر المحقّقين في حقّ تلميذه المترجم: «الإمام العلّامة الأعظم، أفضل علماء العالَم». | |||
-وقال [[شمس الدين الكرماني الشافعي]] في إجازته له: «إمام الأئمّة، صاحب الفضلين، مجمع المناقب والكمالات الفاخرة، جامع علوم الدنيا والآخرة». | |||
- وقال شمس الدين أبو الخير الجَزري الشافعي في وصفه: «شيخ [[الشيعة]] والمجتهد في مذهبهم، وهو إمام في الفقه والنحو والقراءة، صحبني مدّة مديدة، فلم أسمع منه ما يخالف السنّة». | |||
- وقال عنه [[نور الدين الكركي]]: «شيخنا الإمام، شيخ الإسلام، علّامة المتقدّمين، ورئيس المتأخّرين، حلّال المشكلات، وكشّاف المعضلات، صاحب التحقيقات الفائقة والتدقيقات الرائقة، حبر العلماء، وعلم الفقهاء». | |||
<br>وكانت له علاقات وثيقة ومراسلات مع ملك خراسان [[علي بن المؤيّد]]، يرجع تاريخها إلى أيّام إقامته في العراق. وفي السنوات الأخيرة من عمر الشهيد كتب إليه الملك المذكور رسالة التمس فيها منه التوجّه إلى بلاده ليكون مرجعاً | -وكان الشهيد يقيم مدداً غير قصيرة في دمشق، فاتّسعت شهرته، وعظُمت مكانته في النفوس، فالتفّوا حوله، وأخذوا عنه وتفقّهوا به، وحضر مجلسه العلماء من مختلف المذاهب، وسعى في نشر التشيّع في جو من التآلف ونبذ الخلافات، وجدّ في التحريض والردّ على أهل البدع (أمثال محمّد اليالوش وأتباعه). | ||
<br>وكانت له علاقات وثيقة ومراسلات مع ملك خراسان [[علي بن المؤيّد]]، يرجع تاريخها إلى أيّام إقامته في العراق. وفي السنوات الأخيرة من عمر الشهيد كتب إليه الملك المذكور رسالة التمس فيها منه التوجّه إلى بلاده ليكون مرجعاً للخراسانيّين، فأبى واعتذر له، ثمّ صنّف له في مدّة سبعة أيّام كتاب «اللمعة الدمشقية في فقه الإمامية»، وبعث بها إليه. | |||
<br>وثقُل أمر الشهيد على خصومه (من المتعصّبين والمبتدعين والنفعيّين)، فتقرّر حبسه في قلعة دمشق، فلبث فيها سنة كاملة، ثمّ عُمل محضر نُسبت فيه إليه أقاويل منكرة، ورفع إلى القاضي برهان الدين إبراهيم بن عبد الرحيم ابن جماعة- وكان ممّن يضمر العداوة له- فأنفذه إلى القاضي المالكي، فعقد مجلساً حضره القضاة وغيرهم، وأنكر الشهيد التهم الموجّهة إليه، لكن القاضي أفتى بإباحة دمه!<br>وقد تفقّه بالشهيد وروى عنه جماعة، منهم: أولاده جمال الدين أبو منصور الحسن، وضياء الدين أبو القاسم علي، ورضي الدين أبو طالب محمّد، وابنته الفقيهة أُمّ الحسن فاطمة المعروفة بستّ المشائخ، وزوجته الفقيهة أُمّ علي، و[[السيّد بدر الدين الحسن بن أيّوب|السيّد بدر الدين الحسن بن<br>أيّوب]] الشهير بابن الأعرج الأطراوي العاملي، و[[عبد الرحمان العتائقي]]، و[[أبو عبد اللَّه المقداد ابن عبد اللَّه السيوري الحلّي]]، و[[أبو جعفر محمّد بن تاج الدين عبد العلي بن نجدة الكركي]]، و[[شمس الدين محمّد بن علي بن موسى بن الضحّاك الشامي]]، و[[شمس الدين أبو عبد اللَّه محمّد بن محمّد بن زهرة الحسيني الحلبي]]، و[[عزّ الدين الحسن بن سليمان بن محمّد الحلّي]]، و[[زين الدين أبو الحسن علي بن الحسن بن محمّد الخازن الحائري]]، و[[عزّ الدين الحسين بن محمّد بن هلال الكركي]]، وآخرون. | <br>وثقُل أمر الشهيد على خصومه (من المتعصّبين والمبتدعين والنفعيّين)، فتقرّر حبسه في قلعة دمشق، فلبث فيها سنة كاملة، ثمّ عُمل محضر نُسبت فيه إليه أقاويل منكرة، ورفع إلى القاضي برهان الدين إبراهيم بن عبد الرحيم ابن جماعة- وكان ممّن يضمر العداوة له- فأنفذه إلى القاضي المالكي، فعقد مجلساً حضره القضاة وغيرهم، وأنكر الشهيد التهم الموجّهة إليه، لكن القاضي أفتى بإباحة دمه!<br>وقد تفقّه بالشهيد وروى عنه جماعة، منهم: أولاده جمال الدين أبو منصور الحسن، وضياء الدين أبو القاسم علي، ورضي الدين أبو طالب محمّد، وابنته الفقيهة أُمّ الحسن فاطمة المعروفة بستّ المشائخ، وزوجته الفقيهة أُمّ علي، و[[السيّد بدر الدين الحسن بن أيّوب|السيّد بدر الدين الحسن بن<br>أيّوب]] الشهير بابن الأعرج الأطراوي العاملي، و[[عبد الرحمان العتائقي]]، و[[أبو عبد اللَّه المقداد ابن عبد اللَّه السيوري الحلّي]]، و[[أبو جعفر محمّد بن تاج الدين عبد العلي بن نجدة الكركي]]، و[[شمس الدين محمّد بن علي بن موسى بن الضحّاك الشامي]]، و[[شمس الدين أبو عبد اللَّه محمّد بن محمّد بن زهرة الحسيني الحلبي]]، و[[عزّ الدين الحسن بن سليمان بن محمّد الحلّي]]، و[[زين الدين أبو الحسن علي بن الحسن بن محمّد الخازن الحائري]]، و[[عزّ الدين الحسين بن محمّد بن هلال الكركي]]، وآخرون. | ||
=التأليفات= | |||
وصنّف كتباً كثيرة، معظمها في الفقه، منها: اللمعة الدمشقية، الدروس الشرعية في فقه الإمامية، ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة، البيان في الفقه، الرسالة الألفية في فقه الصلاة، الرسالة النفلية، غاية المراد في شرح «الإرشاد» للعلّامة الحلّي، القواعد والفوائد في الفقه، تفسير الباقيات الصالحات، جامع البين من فوائد الشرحين في أُصول الفقه، الأربعون حديثاً، أجوبة مسائل الفاضل المقداد، أجوبة مسائل الأطراوي، والمزار. | |||
<br>وقد اعتنى العلماء بكثير من كتبه الفقهية شرحاً وتعليقاً وتدريساً. | <br>وقد اعتنى العلماء بكثير من كتبه الفقهية شرحاً وتعليقاً وتدريساً. | ||
=الإستشهاد= | |||
<br>قتل شهيداً بدمشق في تاسع جمادى الأُولى سنة ستّ وثمانين وسبع مائة، ثمّ صُلب، ثمّ أُحرق، وذلك في عهد [[السلطان برقوق]] ونائبه ب[[الشام]] بيدَمر. | <br>قتل شهيداً بدمشق في تاسع جمادى الأُولى سنة ستّ وثمانين وسبع مائة، ثمّ صُلب، ثمّ أُحرق، وذلك في عهد [[السلطان برقوق]] ونائبه ب[[الشام]] بيدَمر. | ||
<br>ومن شعر الشهيد:<br>عظُمت مصيبة عبدِكَ المسكينِ<br>في نومه عن مهر حورِ العينِ<br>الأولياء تمتّعوا بك في الدجى<br>بتهجّد وتخشّع وحنينِ<br>فطردتني عن قرع بابك دونهم<br>أتُرى لعُظم جرائمي سبقوني<br>أوَجَدتهم لم يُذنبوا فرحمتَهم<br>أم أذنبوا فعفوتَ عنهم دوني<br>إنّ لم يكن للعفو عندك موضعٌ<br>للمذنبين فأين حسنُ ظنوني<br><br><br>لقد نشأ الشهيد الأوّل في بيت عرف بالعلم والتقوى، فوالده الشيخ [[مكّي بن محمّد بن حامد الجزئيني]] قال عنه الحرّ العاملي: «بأنّه من فضلاء المشايخ في زمانه»، وأيضاً عبّر عن جدّه: «بأنّه عالم ثقة»، ومن الطبيعي أن ينعكس هذا المناخ على شخصية الشهيد ونمط | <br>ومن شعر الشهيد:<br>عظُمت مصيبة عبدِكَ المسكينِ<br>في نومه عن مهر حورِ العينِ<br>الأولياء تمتّعوا بك في الدجى<br>بتهجّد وتخشّع وحنينِ<br>فطردتني عن قرع بابك دونهم<br>أتُرى لعُظم جرائمي سبقوني<br>أوَجَدتهم لم يُذنبوا فرحمتَهم<br>أم أذنبوا فعفوتَ عنهم دوني<br>إنّ لم يكن للعفو عندك موضعٌ<br>للمذنبين فأين حسنُ ظنوني<br><br><br>لقد نشأ الشهيد الأوّل في بيت عرف بالعلم والتقوى، فوالده الشيخ [[مكّي بن محمّد بن حامد الجزئيني]] قال عنه الحرّ العاملي: «بأنّه من فضلاء المشايخ في زمانه»، وأيضاً عبّر عن جدّه: «بأنّه عالم ثقة»، ومن الطبيعي أن ينعكس هذا المناخ على شخصية الشهيد ونمط تفكيره وهو يشاهد ملّة الكفر تستبيح أرضه وتقهر شعبه، ممّا فرض على قسم من الناس أن يدينوا بغير دينهم. من هنا كانت ذهنية الشهيد تتجاوز حدود القرية لتلامس حدود [[الأُمّة الإسلامية]] في جميع مذاهبها وألوانها، فالخطر المحدق بها يتجاوز حدود كلّ مذهب منهم. | ||
<br>عمل الشهيد على أن يصبح رمزاً دينياً ورقماً صعباً في المعادلة العلمية والفكرية، وجبل عامل في ذلك الوقت لا يستطيع أن يحقّق له طموحه، حيث لم يكن مستقلّاً علمياً بسبب الظروف الأمنية التي كانت تعيشها المنطقة، ولذلك بمجرّد أن استنفذ الطاقات العلمية في جبل عامل غادرها إلى الحوزة الأُمّ، الحلّة آنذاك، وقال هذا كلّ من ترجم عنه في الأعيان وأمل الآمل والروضات، فالاحتلال الصليبي للمنطقة جعل أوضاع أهل هذا الجبل قاسية للغاية، فكما ينقل [[السيّد حسن الأمين]] عن تاريخ جبل عامل: كان الناس يعيشون الغربة في أوطانهم، ويدفعون الجزية إلى الأفرنج، ويشاطرونهم الغلّات، ومع ذلك لم ينقطع وجود علماء فضلاء كانوا يقومون بدورهم التبليغي الديني. | <br>عمل الشهيد على أن يصبح رمزاً دينياً ورقماً صعباً في المعادلة العلمية والفكرية، وجبل عامل في ذلك الوقت لا يستطيع أن يحقّق له طموحه، حيث لم يكن مستقلّاً علمياً بسبب الظروف الأمنية التي كانت تعيشها المنطقة، ولذلك بمجرّد أن استنفذ الطاقات العلمية في جبل عامل غادرها إلى الحوزة الأُمّ، الحلّة آنذاك، وقال هذا كلّ من ترجم عنه في الأعيان وأمل الآمل والروضات، فالاحتلال الصليبي للمنطقة جعل أوضاع أهل هذا الجبل قاسية للغاية، فكما ينقل [[السيّد حسن الأمين]] عن تاريخ جبل عامل: كان الناس يعيشون الغربة في أوطانهم، ويدفعون الجزية إلى الأفرنج، ويشاطرونهم الغلّات، ومع ذلك لم ينقطع وجود علماء فضلاء كانوا يقومون بدورهم التبليغي الديني. | ||
<br>حيث كانت مدينته الحلّة، فما أن وصل إليها حتّى فوجئ بموت ورحيل [[العلّامة الحلّي]]، وعاد أهل العلم إلى نجله فخر المحقّقين، فبقي ما يزيد على عقد من الزمن تلميذاً وباحثاً منكبّاً على العلم بلا ملل ولا ضجر حتّى استبانت مكانته العلمية، ممّا جعل فخر المحقّقين يقول عنه: «إنّني استفدت منه أكثر ممّا استفاد منّي»، وإن كان هذا الكلام محمولًا على المبالغة، لكن أن يصدر عن موقع بهذا الحجم له دلالته الواضحة على المقصود. | <br>حيث كانت مدينته الحلّة، فما أن وصل إليها حتّى فوجئ بموت ورحيل [[العلّامة الحلّي]]، وعاد أهل العلم إلى نجله فخر المحقّقين، فبقي ما يزيد على عقد من الزمن تلميذاً وباحثاً منكبّاً على العلم بلا ملل ولا ضجر حتّى استبانت مكانته العلمية، ممّا جعل فخر المحقّقين يقول عنه: «إنّني استفدت منه أكثر ممّا استفاد منّي»، وإن كان هذا الكلام محمولًا على المبالغة، لكن أن يصدر عن موقع بهذا الحجم له دلالته الواضحة على المقصود. | ||
سطر ٦٢: | سطر ٦٧: | ||
<br>وقد كان شديد الحرص على توحيد كلمة المسلمين عن طريق محاولة التقريب بين المذاهب الفقهية، وتجنّب الخوض في المسائل الخلافية التي تثير الجدل. | <br>وقد كان شديد الحرص على توحيد كلمة المسلمين عن طريق محاولة التقريب بين المذاهب الفقهية، وتجنّب الخوض في المسائل الخلافية التي تثير الجدل. | ||
= المراجع = | |||
(انظر ترجمته في: جامع الرواة 2: 203، نقد الرجال 4: 329، شذرات الذهب 6: 294، أمل الآمل 1: 181- 183، لؤلؤة البحرين: 143- 148، رياض العلماء 5: 180- 191، الفوائد الرضوية: 645- 653، هدية الأحباب: 165، أعيان الشيعة 10: 59- 64، الطليعة من شعراء الشيعة 2: 291- 292، رجالات التقريب: 298- 301، المعجم الوسيط فيما يخصّ الوحدة والتقريب 1: 313- 314). | (انظر ترجمته في: جامع الرواة 2: 203، نقد الرجال 4: 329، شذرات الذهب 6: 294، أمل الآمل 1: 181- 183، لؤلؤة البحرين: 143- 148، رياض العلماء 5: 180- 191، الفوائد الرضوية: 645- 653، هدية الأحباب: 165، أعيان الشيعة 10: 59- 64، الطليعة من شعراء الشيعة 2: 291- 292، رجالات التقريب: 298- 301، المعجم الوسيط فيما يخصّ الوحدة والتقريب 1: 313- 314). | ||
<br> | <br> | ||
[[تصنيف:روّاد التقريب]] | [[تصنيف:روّاد التقريب]] | ||
[[تصنيف:دعاة الوحدة الإسلامية]] | [[تصنيف:دعاة الوحدة الإسلامية]] |