الفرق بين المراجعتين لصفحة: «التابعون»

أُزيل ٦٧ بايت ،  ٣١ مايو ٢٠٢١
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
'''التابعون''': هم الطبقة الثانية من المسلمين الذين أخذوا علمهم ودينهم من صحابة رسول الله (صلّى الله عليه واله وسلّم) وقاموا خلفهم بحمل الرسالة والدعوة إليها، وهم شخصيات إسلاميّة لم تعاصر نبي الإسلام، وعاشت في فترة لاحقة بعد وفاته (في القرن الأوّل والقرن الثاني الهجري)، أو عاشت في فترته ولم تره وإنّما كان إيمانها ودخولها للإسلام بعد وفاته، وكان لها دور ملحوظ في فترة حياتها، فتعلّمت الحديث من الصحابة وعلّمته إلى غيرها.
'''التابعون''': هم الطبقة الثانية من المسلمين الذين أخذوا علمهم ودينهم من صحابة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وقاموا خلفهم بحمل الرسالة والدعوة إليها، وهم شخصيات إسلاميّة لم تعاصر نبي الإسلام، وعاشت في فترة لاحقة بعد وفاته (في القرن الأوّل والقرن الثاني الهجري)، أو عاشت في فترته ولم تره وإنّما كان إيمانها ودخولها للإسلام بعد وفاته، وكان لها دور ملحوظ في فترة حياتها، فتعلّمت الحديث من الصحابة وعلّمته إلى غيرها.


=تعريف التابعي في مصطلح الحديث=
=تعريف التابعي في مصطلح الحديث=
سطر ٤٧: سطر ٤٧:
الحادية عشرة: صغار الآخذين عن تبع الأتباع، كالترمذي ومن عاصره ممّن هو في درجته في اللقي.
الحادية عشرة: صغار الآخذين عن تبع الأتباع، كالترمذي ومن عاصره ممّن هو في درجته في اللقي.


وحاصل هذه الطبقات: أنّ من كان من الأولى فهم قبل المائة الهجرية ، وإن كان من الثانية إلى آخر السابعة فهم بعد المائة ، وإن كان من الثامنة حتّى نهاية الطبقات فهم بعد المائتين.
وحاصل هذه الطبقات: أنّ من كان من الطبقة الأولى فهم قبل المائة الهجرية ، وإن كان من الثانية إلى آخر السابعة فهم بعد المائة ، وإن كان من الثامنة حتّى نهاية الطبقات فهم بعد المائتين.


=مصادر معرفة التابعين=
=مصادر معرفة التابعين=
سطر ٥٧: سطر ٥٧:




=أثر التابعين في الحديث=
=عناية التابعين بالحديث=


كان للتابعين دور بارز في تدوين السنة لا يقل أهمية عن دور الصحابة رضي الله عنهم، فقد تلقى التابعون الرواية على أيدي الصحابة الأجلاء، وحملوا عنهم الكثير من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفهموا عنهم متى تُكره كتابة الحديث، ومتى تُباح، فقد تأسوا بالصحابة رضي الله عنهم، فمن الطبيعي أن تتفق آراء التابعين وآراء الصحابة حول تدوين وكتابة الحديث، ولذلك فقد ظهرت بعض تلك الأحاديث المدونة والصحف الجامعة للحديث الشريف التي اعتنى بكتابتها أكابر التابعين.
كان للتابعين دور بارز في تدوين السنّة لا يقّ أهمّية عن دور الصحابة، فقد تلقّى التابعون الرواية على أيدي الصحابة، وحملوا عنهم الكثير من الحديث النبوي، وفهموا عنهم متى تُكره كتابة الحديث، ومتى تُباح، فقد تأسّوا بالصحابة، فمن الطبيعي أن تتّفق آراء التابعين وآراء الصحابة حول تدوين وكتابة الحديث، ولذلك فقد ظهرت بعض تلك الأحاديث المدوّنة والصحف الجامعة للحديث الشريف التي اعتنى بكتابتها أكابر التابعين.


ومن أشهر ما كتب في القرن الأول الصحيفة الصحيحة لهمام بن مُنَبِّه الصنعاني (المتوفى سنة 131هـ)، تلك الصحيفة التي رواها عن أبي هريرة رضي الله عنه، وقد وصلتنا هذه الصحيفة كاملة كما رواها ودونها، وقد طبعت عدة طبعات، منها طبعة بتحقيق الدكتور رفعت فوزي طبعة مكتبة الخانجي  (1406 هـ)، ويزيد من توثيق هذه الصحيفة أن الإمام أحمد قد نقلها بتمامها في مسنده، كما نقل الإمام البخاري عددًا كثيرًا من أحاديثها في صحيحه، وتضم صحيفة همام مائة وثمانية وثلاثين حديثًا، ولهذه الصحيفة أهمية تاريخية؛ لأنها حجة قاطعة على أن الحديث النبوي قد دون في عصر مبكر، وتصحح القول بأن الحديث لم يدون إلا في أوائل القرن الهجري الثاني، وذلك أن همامًا لقي أبا هريرة قبل وفاته، وقد توفي أبو هريرة رضي الله عنه سنة 59 هـ، فمعنى ذلك أن الوثيقة دونت في منتصف القرن الأول الهجري.
ومن أشهر ما كتب في القرن الأوّل الصحيفة الصحيحة لهمام بن مُنَبِّه الصنعاني (المتوفّى سنة 131هـ)، تلك الصحيفة التي رواها عن أبي هريرة، وقد وصلتنا هذه الصحيفة كاملة كما رواها ودوّنها، وقد طبعت عدّة طبعات، منها طبعة بتحقيق الدكتور رفعت فوزي طبعة مكتبة الخانجي  (1406 هـ). ويزيد من توثيق هذه الصحيفة أنّ الإمام أحمد قد نقلها بتمامها في مسنده، كما نقل البخاري عدداً كثيراً من أحاديثها في صحيحه، وتضمّ صحيفة همام مائة وثمانية وثلاثين حديثاً، ولهذه الصحيفة أهمّية تاريخية؛ لأنّها حجّة قاطعة على أنّ الحديث النبوي قد دوّن في عصر مبكّر، وتصحّح القول: بأنّ الحديث لم يدوّن إلّا في أوائل القرن الهجري الثاني، وذلك أنّ هماماً لقي أبا هريرة قبل وفاته، وقد توفّي أبو هريرة سنة 59 هـ، فمعنى ذلك أنّ الوثيقة دوّنت في منتصف القرن الأوّل الهجري.


وهذا سعيد بن جبير الأسدي (المتوفى سنة 95هـ) كان يكتب عن ابن عباس حتى تمتلئ صحفه، وكانت للحسن بن أبي الحسن البصري كُتُبٌ يتعاهدها، فقد قال إن لنا كُتُبًا كنا نتعاهدها. وممن كتب في هذه الفترة التابعي الجليل عامر بن شراحيل الشعبي (المتوفي سنة 103 هـ)، فقد روي عنه أنه قال: "هذا باب من الطلاق جسيم، إذا اعتدت المرأة وورثت..." ثم ساق فيه أحاديث.
وهذا سعيد بن جبير الأسدي (المتوفّى سنة 95هـ) كان يكتب عن ابن عبّاس حتّى تمتلئ صحفه، وكانت للحسن بن أبي الحسن البصري كُتُبٌ يتعاهدها، فقد قال: "إنّ لنا كُتُباً كنّا نتعاهدها". وممّن كتب في هذه الفترة التابعي عامر بن شراحيل الشعبي (المتوفّى سنة 103 هـ)، فقد روي عنه أنّه قال: "هذا باب من الطلاق جسيم، إذا اعتدّت المرأة وورثت..." ثمّ ساق فيه أحاديث.


ويبرز من جيل التابعين عدد آخر من العلماء الذين اهتموا بالحديث واحتفظوا بأجزاء وصحف كانوا يروونها؛ منهم محمد بن مسلم بن تدرس الأسدي (المتوفى سنة 126هـ) والذي كتب بعض أحاديث الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري، وقد وصلت إلينا من آثاره أحاديث أبي الزبير عن غير جابر، جمعها أبو الشيخ عبد الله بن جعفر بن حيان الأصبهاني (المتوفى سنة 369 هـ) وقد طبع بتحقيق بدر بن عبد الله البدر طبعة مكتبة الرشد بالرياض (1417 هـ)، وأيوب بن أبي تميمة السختياني (المتوفى سنة 131هـ) وقد وصل إلينا بعض حديثه جمعه إسماعيل بن إسحاق القاضي البصري (المتوفى سنة 282 هـ) وهو مخطوط في المكتبة الظاهرية مجموع 4/2 ويقع في خمس عشرة ورقة، وغير هؤلاء كثير.
ويبرز من جيل التابعين عدد آخر من العلماء الذين اهتمّوا بالحديث واحتفظوا بأجزاء وصحف كانوا يروونها.. منهم: محمّد بن مسلم بن تدرس الأسدي (المتوفّى سنة 126هـ) والذي كتب بعض أحاديث الصحابي جابر بن عبد الله الأنصاري، وقد وصلت إلينا من آثاره أحاديث أبي الزبير عن غير جابر، جمعها أبو الشيخ عبد الله بن جعفر بن حيّان الأصبهاني (المتوفّى سنة 369 هـ)، وقد طبع بتحقيق بدر بن عبد الله البدر طبعة مكتبة الرشد بالرياض (1417 هـ)، وأيّوب بن أبي تميمة السختياني (المتوفّى سنة 131هـ)، وقد وصل إلينا بعض حديثه الذي جمعه إسماعيل بن إسحاق القاضي البصري (المتوفّى سنة 282 هـ)، وهو مخطوط في المكتبة الظاهرية مجموع 4/ويقع في خمس عشرة ورقة، وغير هؤلاء كثير.


وهكذا شاعت الكتابة بين مختلف الطبقات في ذلك العصر، حتى أن الأمراء قد ظهرت عنايتهم بالكتابة، فهذا الخليفة الخامس الراشد عمر بن عبد العزيز (المتوفي سنة 101 هـ) يروي عنه أبو قلابة قال: "خرج علينا عمر بن عبد العزيز لصلاة الظهر ومعه قِرْطَاس، ثم خرج علينا لصلاة العصر وهو معه، فقلت: يا أمير المؤمنين، ما هذا الكتاب؟ قال: حديث، حدثني به عَوْن بن عبد الله فأعجبني، فكتبته".
وهكذا شاعت الكتابة بين مختلف الطبقات في ذلك العصر، حتّى أنّ الأمراء قد ظهرت عنايتهم بالكتابة، فهذا الخليفة عمر بن عبد العزيز (المتوفّى سنة 101 هـ) يروي عنه أبو قلابة قائلاً: "خرج علينا عمر بن عبد العزيز لصلاة الظهر ومعه قِرْطَاس، ثمّ خرج علينا لصلاة العصر وهو معه، فقلت: يا أمير المؤمنين، ما هذا الكتاب؟ قال: حديث حدّثني به عَوْن بن عبد الله فأعجبني، فكتبته".


ولم يعد أحد ينكر كتابة الحديث في أواخر القرن الأول الهجري وأوائل القرن الثاني،  وعليه فقد نشطت الحركة العلمية وازداد التدوين والقراءة على العلماء، ولكن ذلك كان بشكل فردي، ومع كثرة الكتابة في ذلك العصر إلا أنه قد ظهرت أمور أقلقت العلماء واستنفرت همتهم للحفاظ على الحديث الشريف، فمن تلك الأمور المستجدة:
ولم يعد أحد ينكر كتابة الحديث في أواخر القرن الأوّل الهجري وأوائل القرن الثاني،  وعليه فقد نشطت الحركة العلمية وازداد التدوين والقراءة على العلماء، ولكن ذلك كان بشكل فردي.


    1- ظهور الوضع بسبب الخلافات السياسية أو المذهبية، حتى إنه ظهرت أحاديث وروايات أنكرها كثير من المتخصصين في الحديث، أمثال الزهري (المتوفي سنة 124 هـ) حيث يقول: لولا أحاديث تأتينا من قبل المشرق ننكرها لا نعرفها ما كتبت حديثًا ولا أذنت في كتابته. وعلى أثر ذلك اتجه العلماء إلى وضع علم يحفظ الرواية من التحريف أو الكذب، فاهتموا بتمييز الرجال، والحكم عليهم، فكانت تلك بذور علم يسمى علم الجرح والتعديل.
ومع كثرة الكتابة في ذلك العصر إلّا أنّه قد ظهرت أمور أقلقت العلماء واستنفرت همّتهم للحفاظ على الحديث الشريف، فمن تلك الأمور المستجدّة:
    2- خشية ذهاب العلم بموت العلماء الحاملين لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبذلك يضيع ميراث النبوة.
 
1- ظهور الوضع بسبب الخلافات السياسية أو المذهبية، حتى إنه ظهرت أحاديث وروايات أنكرها كثير من المتخصصين في الحديث، أمثال الزهري (المتوفي سنة 124 هـ) حيث يقول: لولا أحاديث تأتينا من قبل المشرق ننكرها لا نعرفها ما كتبت حديثًا ولا أذنت في كتابته. وعلى أثر ذلك اتجه العلماء إلى وضع علم يحفظ الرواية من التحريف أو الكذب، فاهتموا بتمييز الرجال، والحكم عليهم، فكانت تلك بذور علم يسمى علم الجرح والتعديل.
 
2- خشية ذهاب العلم بموت العلماء الحاملين لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبذلك يضيع ميراث النبوة.


وتلك الأمور دفعت العلماء إلى خدمة السنة وكتابتها، حتى إن أولياء الأمر اتجهوا إلى تدوين السنة، فحمل الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز الأموي لواء ذلك الاتجاه، فكتب إلى عامله على المدينة أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم (المتوفي سنة  117هـ) قال: "اكتب إليَّ بما ثبت عندك من الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإني خشيت دروس العلم وذهابه"، وأمره في موطن آخر بجَمْع رواية عَمْرَة بنت عبد الرحمن الأنصارية (المتوفية سنة 98هـ) وكانت خالة أبي بكر بن حزم، وقد نشأت في حجر أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
وتلك الأمور دفعت العلماء إلى خدمة السنة وكتابتها، حتى إن أولياء الأمر اتجهوا إلى تدوين السنة، فحمل الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز الأموي لواء ذلك الاتجاه، فكتب إلى عامله على المدينة أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم (المتوفي سنة  117هـ) قال: "اكتب إليَّ بما ثبت عندك من الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإني خشيت دروس العلم وذهابه"، وأمره في موطن آخر بجَمْع رواية عَمْرَة بنت عبد الرحمن الأنصارية (المتوفية سنة 98هـ) وكانت خالة أبي بكر بن حزم، وقد نشأت في حجر أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.


وقد شارك العلماء في تلك الخدمة مشاركة فعالة، فقام محمد بن مسلم بن شهاب الزهري (المتوفي سنة 124هـ) بجمع السنن بأمر من عمر بن عبد العزيز، وقد وصلت تلك الصحف التي جمعها ابن شهاب لعمر بن عبد العزيز. قال ابن شهاب: أمرنا عمر بن عبد العزيز بجمع السنن، فكتبناها دفترًا دفترًا، فبعث إلى كل أرض له عليها سلطان دفترًا. ولكن لم يكتب لعمر بن عبد العزيز رؤية ثمار دعوته تلك كاملة فقد توفي قبل إتمام ذلك الأمر.
وقد شارك العلماء في تلك الخدمة مشاركة فعالة، فقام محمد بن مسلم بن شهاب الزهري (المتوفي سنة 124هـ) بجمع السنن بأمر من عمر بن عبد العزيز، وقد وصلت تلك الصحف التي جمعها ابن شهاب لعمر بن عبد العزيز. قال ابن شهاب: أمرنا عمر بن عبد العزيز بجمع السنن، فكتبناها دفترًا دفترًا، فبعث إلى كل أرض له عليها سلطان دفترًا. ولكن لم يكتب لعمر بن عبد العزيز رؤية ثمار دعوته تلك كاملة فقد توفي قبل إتمام ذلك الأمر.
٢٬٧٩٦

تعديل