الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الآخوند الخراساني»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
'''الآخوند الملّا محمّد كاظم بن حسين الهروي الخراساني''': عالم محقّق وفاضل مدقّق من أكابر علماء الإمامية ، كان جامعاً للعلوم العقلية والنقلية، فقيهاً كبيراً، ومجاهداً مصلحاً حامياً للبلاد الإسلامية من الغزو الأجنبي الاستعماري، حيث كان له جهاد مرير لإنقاذ بلاد المسلمين من براثن المحتلّين.
'''الآخوند الملّا محمّد كاظم بن حسين الهروي الخراساني''': عالم محقّق وفاضل مدقّق من أكابر علماء [[الإمامية]]، كان جامعاً للعلوم العقلية والنقلية، فقيهاً كبيراً، ومجاهداً مصلحاً حامياً للبلاد الإسلامية من الغزو الأجنبي الاستعماري، حيث كان له جهاد مرير لإنقاذ بلاد المسلمين من براثن المحتلّين.


<div class="wikiInfo">
<div class="wikiInfo">
سطر ٣٨: سطر ٣٨:
=دراسته=
=دراسته=


في عام 1277هـ هاجر إلى طهران وقرأ فيها المقدّمات والعلوم والمنطق وشيئاً من الفقه والأصول ، ثمّ هاجر إلى مدينة النجف الأشرف عام 1278هـ ، وقيل: عام 1279هـ .
في عام 1277هـ هاجر إلى [[طهران]] وقرأ فيها المقدّمات والعلوم والمنطق وشيئاً من الفقه والأصول ، ثمّ هاجر إلى مدينة [[النجف]] الأشرف عام 1278هـ ، وقيل: عام 1279هـ .


وقد تتلمذ على علمائها وفقهائها الكبار، منهم:
وقد تتلمذ على علمائها وفقهائها الكبار، منهم:
سطر ٤٨: سطر ٤٨:
2- السيّد محمّد حسن الشيرازي.
2- السيّد محمّد حسن الشيرازي.


قرّب السيّد محمد حسن الحسيني الشيرازي الآخوند الخراساني وأدناه ، وبعد هجرته إلى مدينة سامراء استقلّ الآخوند بالتدريس، وقام بإعادة دروس أستاذيه الشيخ الأنصاري والسيّد الشيرازي ، وقد استفاد من مجلس دروسه أكثر طلّاب مدرسة النجف.
قرّب السيّد محمّد حسن الحسيني الشيرازي الآخوند الخراساني وأدناه ، وبعد هجرته إلى مدينة [[سامرّاء]] استقلّ الآخوند بالتدريس، وقام بإعادة دروس أستاذيه الشيخ الأنصاري والسيّد الشيرازي ، وقد استفاد من مجلس دروسه أكثر طلّاب مدرسة النجف.


3- الشيخ راضي النجفي.
3- الشيخ راضي النجفي.
سطر ٥٨: سطر ٥٨:
يبدو أنّ الآخوند الخرساني أصبح زعيم الحوزة العلمية في النجف الأشرف بعد وفاة السيّد محمّد حسن الشيرازي عام 1312هـ/1895م، وأصبح علم النجف في عصره، وكان مجلس دروسه يضمّ أكثر من مائتين وألف من طلّاب العلم ما بين مجتهد ومراهق للاجتهاد.
يبدو أنّ الآخوند الخرساني أصبح زعيم الحوزة العلمية في النجف الأشرف بعد وفاة السيّد محمّد حسن الشيرازي عام 1312هـ/1895م، وأصبح علم النجف في عصره، وكان مجلس دروسه يضمّ أكثر من مائتين وألف من طلّاب العلم ما بين مجتهد ومراهق للاجتهاد.


يقول الشيخ الطهراني: "وقد سمعت ممّن أحصى تلاميذ شيخنا الأستاذ الأعظم المولى كاظم الخراساني في الدورة الأخيرة في بعض بعد الفراغ من الدرس أنّه زادت عدّتهم على الألف والمائتين". وكانت حلقة درسه من أعظم الحلقات العلمية في النجف الأشرف، فقد أنخرط فيها أكابر العلماء وجهابذة المجتهدين.  
يقول الشيخ الطهراني: "وقد سمعت ممّن أحصى تلاميذ شيخنا الأستاذ الأعظم المولى كاظم الخراساني في الدورة الأخيرة في بعض بعد الفراغ من الدرس أنّه زادت عدّتهم على الألف والمائتين". وكانت حلقة درسه من أعظم الحلقات العلمية في النجف الأشرف، فقد انخرط فيها أكابر العلماء وجهابذة المجتهدين.  


وقد شهدت مدرسة النجف في عهد الشيخ الآخوند الخراساني نموّا ًكبيراً ، وقد ذاع صيتها العلمي في الآفاق ، وقد تلقّى حاكم النجف العثماني يومذاك من آل الآلوسي في الأستانة كتاباً جاء فيه : "بلغنا أنّ عالماً خراسانياً ظهر في النجف ، وجدّد معالم الأصول ، وأنّه في هذا العصر كالعضدي في زمانه ، فأرسل ترجمته بقدر ما تستطيع".  
وقد شهدت مدرسة النجف في عهد الشيخ الآخوند الخراساني نموّا ًكبيراً ، وقد ذاع صيتها العلمي في الآفاق، وقد تلقّى حاكم النجف العثماني يومذاك من آل الآلوسي في [[الأستانة]] كتاباً جاء فيه: "بلغنا أنّ عالماً خراسانياً ظهر في النجف ، وجدّد معالم الأصول ، وأنّه في هذا العصر كالعضدي في زمانه ، فأرسل ترجمته بقدر ما تستطيع".  


وكان قد اتّخذ من الجامع الهندي مكاناً للدرس ، وكانت له الروعة والهيبة إذا استوى فوق منبره، فكان صوته يصل إلى جميع أرجاء الجامع على سعته ، فقد وصف بصوت صاف نفّاذ.  
وكان قد اتّخذ من [[الجامع الهندي]] مكاناً للدرس ، وكانت له الروعة والهيبة إذا استوى فوق منبره، فكان صوته يصل إلى جميع أرجاء الجامع على سعته، فقد وصف بصوت صاف نفّاذ.  


ولم يتأخّر عن مجلسه على كبر سنّه حتّى أنّه في ذات يوم خاض الوحول التي سبّبتها الأمطار الغزيرة إلى حضور درسه معتمداً على بعض المساندين له ، في الوقت الذي تغيّب عن في ذلك اليوم جمع من طلبة العلم بسبب هطول الأمطار.
ولم يتأخّر عن مجلسه على كبر سنّه، حتّى أنّه في ذات يوم خاض الوحول التي سبّبتها الأمطار الغزيرة إلى حضور درسه معتمداً على بعض المساندين له، في الوقت الذي تغيّب عن في ذلك اليوم جمع من طلبة العلم بسبب هطول الأمطار.


=الآخوند الخراساني والمشروطة=
=الآخوند الخراساني والمشروطة=


لقد اقترنت حركة "المشروطة" بالآخوند الخراساني، واقترنت حركة "المستبدّة" بالسيّد محمّد كاظم اليزدي، وعند تزعّم الآخوند لحركة المشروطة أمر بعزل السلطان محمّد علي شاه القاجاري ، وأفتى بوجوب المشروطة والاتّحاد بين الأمّة الإسلامية، وكان له اتّصال دائم بالدستوريّين الإيرانيّين، وبواسطته اشتدّت المطالبة بالدستور ، وأراد الآخوند من علماء النجف الأشرف تأييده في هذه الفكرة وتعضيد حركة المشروطة، ولكنّ السيّد اليزدي عارضه.  
لقد اقترنت حركة "[[المشروطة]]" بالآخوند الخراساني، واقترنت حركة "المستبدّة" بالسيّد [[محمّد كاظم اليزدي]]، وعند تزعّم الآخوند لحركة المشروطة أمر بعزل السلطان [[محمّد علي شاه القاجاري]] ، وأفتى بوجوب المشروطة والاتّحاد بين [[الأمّة الإسلامية]]، وكان له اتّصال دائم بالدستوريّين الإيرانيّين، وبواسطته اشتدّت المطالبة بالدستور، وأراد الآخوند من علماء النجف الأشرف تأييده في هذه الفكرة وتعضيد حركة المشروطة، ولكنّ السيّد اليزدي عارضه.  


وقد أشار لآخوند في فتواه إلى: أنّ الخروج على الدستور هو بمثابة الخروج على تعاليم الإسلام نفسه، وقد أشارت أحداث في تلك الفترة إلى وجود تيّارين فكريين أحدهما يمثّل التيّار التقدّمي، وقد عرف باسم: "المشروطة"، وثانيهما التيّار المحافظ ، وقد عرف باسم: "المستبدّة". وقد أدّى هذا الانشطار إلى مناقشات ومحاججات عنيفة كادت أن تعصف بالمدرسة النجفية وتؤدّي إلى كارثة اجتماعية خطيرة.
وقد أشار لآخوند في فتواه إلى: أنّ الخروج على الدستور هو بمثابة الخروج على تعاليم الإسلام نفسه. وقد أشارت أحداث في تلك الفترة إلى وجود تيّارين فكريين أحدهما يمثّل التيّار التقدّمي، وقد عرف باسم: "المشروطة"، وثانيهما التيّار المحافظ، وقد عرف باسم: "المستبدّة". وقد أدّى هذا الانشطار إلى مناقشات ومحاججات عنيفة كادت أن تعصف بالمدرسة النجفية وتؤدّي إلى كارثة اجتماعية خطيرة.


وكان الآخوند يتحدّث باسم النجف الأشرف بصفته لسانها الناطق، فكان قد أبرق إلى السلطان عبد الحميد الثاني عند إعلانه الدستور بأنّ المجتهدين في النجف يطالبون بالدستور كفرض ديني، وقد أراد أن تسلك إيران الطريق الذي سلكته الدولة العثمانية، وغرضه من ذلك تحجيم سلطة الشاه وتقييد مقرّراته عن طريق إعلان الدستور وتأسيس المجلس، وقد التفّ حول الآخوند أعلام كبار لهم المقام العلمي الرفيع، وكان هو المحور الذي يدور الجميع من حوله.  
وكان الآخوند يتحدّث باسم النجف الأشرف بصفته لسانها الناطق، فكان قد أبرق إلى السلطان [[عبد الحميد الثاني]] عند إعلانه الدستور بأنّ المجتهدين في النجف يطالبون بالدستور كفرض ديني، وقد أراد أن تسلك إيران الطريق الذي سلكته [[الدولة العثمانية]]، وغرضه من ذلك تحجيم سلطة الشاه وتقييد مقرّراته عن طريق إعلان الدستور وتأسيس المجلس، وقد التفّ حول الآخوند أعلام كبار لهم المقام العلمي الرفيع، وكان هو المحور الذي يدور الجميع من حوله.  


ولعلّ الكثير من الأعلام قد أيّدوا الآخوند الخراساني بعد إصداره فتواه التي جاء فيها: "إنّ الإقدام على مقاومة المجلس العالي بمنزلة الإقدام على مقاومة أحكام الدين الحنيف ، فواجب المسلمين أن يقفوا دون أيّ حركة ضدّ المجلس".  
ولعلّ الكثير من الأعلام قد أيّدوا الآخوند الخراساني بعد إصداره فتواه التي جاء فيها: "إنّ الإقدام على مقاومة المجلس العالي بمنزلة الإقدام على مقاومة أحكام الدين الحنيف ، فواجب المسلمين أن يقفوا دون أيّ حركة ضدّ المجلس".  


وإنّ ما ورد في كتاب الشيخ محمّد حسين النائيني "تنبيه الأمّة وتنزيه الملّة في وجوب المشروطية" يتّفق مع مضمون فتوى الآخوند، وقد أراد به البرهنة على أنّ مقاومة الاستبداد والعمل من أجل حكم دستوري (شوروي) أمر يتّفق والشريعة الإسلامية ، ولا يتناقض معها. وقد استند في إثبات صحّة ما ذهب إليه على القرآن والسنّة ونهج البلاغة. وقد وجّه الشيخ النائيني نقداً لاذعاً لآراء المؤيّدين للاستبداد والمعارضين للدستورية (المشروطية)، فقد أحدث كتاب النائيني دوياً في الأوساط العلمية والاجتماعية، وذلك بعد أن قام الأستاذ صالح الجعفري من ترجمته من الفارسية إلى اللغة العربية ونشره في مجلّة "العرفان" تحت عنوان "الاستبدادية والديمقراطية".
وإنّ ما ورد في كتاب الشيخ [[محمّد حسين النائيني]] "[[تنبيه الأمّة وتنزيه الملّة]] في وجوب المشروطية" يتّفق مع مضمون فتوى الآخوند، وقد أراد به البرهنة على أنّ مقاومة [[الاستبداد]] والعمل من أجل حكم دستوري (شوروي) أمر يتّفق والشريعة الإسلامية، ولا يتناقض معها. وقد استند في إثبات صحّة ما ذهب إليه على القرآن والسنّة و[[نهج البلاغة]]. وقد وجّه الشيخ النائيني نقداً لاذعاً لآراء المؤيّدين للاستبداد والمعارضين للدستورية (المشروطية)، فقد أحدث كتاب النائيني دوياً في الأوساط العلمية والاجتماعية، وذلك بعد أن قام الأستاذ [[صالح الجعفري]] بترجمته من الفارسية إلى اللغة العربية ونشره في [[مجلّة "العرفان"]] تحت عنوان "الاستبدادية والديمقراطية".


=جهاده=
=جهاده=
٢٬٧٩٦

تعديل