الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الفضل بن دكين بن حمّاد»

|الفضل بن دكين (عمرو) بن حمّاد (أبو نعيم) <ref> الطبقات الكبرى‏ 6 : 400 ، كتاب الثقات 7 : 319 ، موضّح أوهام الجمع والتفريق 2 : 364 ، سفينة البحار 77 : 99 .</ref>

|130 هجري قمري

|219 هجري قمري

|أبو نُعَيْم، أبو الفَضل <ref> أخبار القضاة 2: 165، تاريخ بغداد 12: 346، رياض العلماء 4: 359.</ref>.

|التَيْمي، القَرَشي، الطَّلْحي <ref> تهذيب الكمال 23: 197، رجال صحيح مسلم 2: 131.</ref>.

|الأَحْول، المُلائي، الكوفي <ref> كتاب التاريخ الكبير 7: 118، الجرح والتعديل 7: 61.</ref>.

|التاسعة <ref> تقريب التهذيب 2: 110.</ref>.

'''الفضل بن دكين بن حمّاد''' هو اشتهر بكنيته «أبو نُعَيم» <ref> المصدر السابق.</ref>، وكان مولى‏ طلحة بن عبداللَّه القُرَشي <ref> كتاب التاريخ الكبير 7: 118.</ref>. ولد في الكوفة وعاش ما يقرب من 90 سنة <ref> كتاب الثقات 7: 319.</ref>. ولم تذكر عنه كتب التراجم والتاريخ كثيراً، بل إنّ المصادر المتقدّمة للشيعة لم تذكر شيئاً عنه سوى‏ ورود اسمه في أسانيد بعض الروايات.

 

وكان أبو نُعيم مزّاحاً ذا دعابة <ref> تاريخ بغداد 12: 347.</ref>، وكان شريكاً لعبد السلام بن حرب في دكّان واحد يبيعان الملاء، وكان من الرواة عنه، وقد أخذ عنه آلاف الروايات <ref> تهذيب الكمال 23: 197.</ref>. وذكر له عدد من الأولاد، منهم: صُلَيْحة ومَيْثم وعبد الرحمان. وقد توفّي مَيثم في حياة أبيه، وخلف ابناً اسمه أحمد الذي صار من رواة أبي نُعَيم <ref> تاريخ بغداد 12: 359، تهذيب الكمال 12: 202، 215.</ref>.

 

وذكر عدد كبير من الرجاليّين والمؤرّخين تشيّعه، ومن جملتهم: أبو الفرج الإصفهاني  وابن مَعين والخطيب البغدادي وابن الأثير والطبرسي والذهبي وأبو الفداء وابن حجر والأفندي <ref> قاموس الرجال 8: 401 - 402، ميزان الاعتدال 3: 350، تاريخ بغداد 12: 351.</ref>.

 

كما أورد أبو الفرج الإصفهاني اسمه ضمن من ثار مع أبي السرايا ضدّ المأمون العباسي سنة 199 ه <ref> مقاتل الطالبيّين: 552.</ref>. وقد استظهر التستري من هذا: أنّ أبا نُعَيم كان من الزيدية <ref> قاموس الرجال 8: 402.</ref>.

 

ونقل الذهبي عن ابن الجنيد الخُتَّلي، قال: «سمعت ابن مَعين يقول: كان أبونُعَيم إذا ذكر إنساناً فقال: هو جيد وأثنى‏ عليه فهو شيعي، وإذا قال: فلان كان مرجئاً فاعلم أنّه صاحبَ سنّة لا بأس به». ثمّ عقّب الذهبي فقال: «هذا قول دالّ على‏ أنّ يحيى‏ كان يميل إلى‏ الإرجاء» <ref> ميزان الاعتدال 3: 350.</ref>. وأضاف السيد شرف الدين معقّباً: «ودالّ أيضاً على‏ أنّه كان يرى‏ الفضل شيعياً جلداً» <ref> المراجعات: 89 رسالة (16).</ref>.

 

ونقل الطبري الإمامي - المتوفّى‏ في القرن السادس الهجري - بإسناده المتّصل، قال: «قدم أبو نُعَيم الفضل بن دُكَين بغداد، فنزل الرُمَيْلة - وهي محلّة بها - فاجتمع إليه أصحاب الحديث ونصبوا له كرسياً صعد إليه، وأخذ يعظ الناس ويذكّرهم، ويروي لهم الأحاديث، وكانت أياماً صعبة في التقية، فقام رجل من آخر المجلس وقال له: يا أبا نُعَيم، أتتشيّع؟! قال: فكره الشيخ مقالته، وأعرض عنه بوجهه... وعاد إلى‏ السؤال، وقال: يا أبا نُعَيم، أتتشيّع؟ فقال: يا هذا، كيف بليت بك؟! وأيّ ريحٍ هبّت بك إليّ؟! نعم، سمعت الحسن بن صالح بن حيّ، يقول: سمعت جعفر بن محمّدعليه السلام، يقول: حبّ علي عبادة، وخير العبادة ما كتمت» <ref> بشارة المصطفى‏: 86، بحار الأنوار 39: 279.</ref>. وقد نقل الخطيب البغدادي هذه الرواية مع بعض الاختلاف بطريقين، وفي أحدهما كان السائل هو ابن أبي نُعَيم... وفي الرواية الأخرى‏ أنّه كان من خراسان <ref> تاريخ بغداد 12: 350.</ref>.

 

وروى‏ الخطيب أيضاً عن يوسف بن حسّان، قال: «قال أبو نُعَيم: ما كتبت عليَّ الحَفَظَة أنّي سببت معاوية، قال: قلت: أحكي هذا عنك؟ قال: نعم أحكه عنّي» <ref> المصدر السابق: 351.</ref>.

 

ونقل محقّق كتاب تاريخ الإسلام عن كتاب أحوال الرجال للجوزجاني: أنّ أبا نُعَيم كوفي المذهب، صدوق اللسان. وأضاف هذا المحقّق قائلاً: «ويقصد بكوفي المذهب: أنّه كان يتشيّع» <ref> تاريخ الإسلام 15: 347 هامش (2)، وانظر: الكامل في التاريخ 6: 445، المختصر في أخبار البشر 2: 33، مقدّمة فتح الباري: 434.</ref>. وصرّح ابن الأثير بتشيّع أبي نُعَيم، وقال: «وله طائفة تُنسب إليه يقال لها: الدُكَيْنية» <ref> الكامل في التاريخ 6: 445.</ref>. لكنّا لم نجد لها ذكراً في كتب الملل والنحل.

 

ويقول عبداللَّه الأفندي الإصفهاني: «أبو نُعَيم كان من أكابر محدّثي قدماء علماء الخاصّة» <ref> رياض العلماء 4: 359.</ref>.

ونجد مثل هذه العبارة للرجاليّين الشيعة حول حفيده أحمد بن مَيثم بن أبي نُعَيم <ref> معجم رجال الحديث 3: 140.</ref>، حيث قالوا: «كان من ثقات أصحابنا الكوفيّين، ومن فقهائهم، وله كتب منها: الدلائل، المتعة، النوادر، الملاحم، الشراء والبيع» <ref> المصدر السابق: 140 - 141.</ref>.

 

وكان أبونُعَيم ممّن ابتلي في فتنة خلق القرآن سنة 218 ه، فامتنع عن القول بخلقه، وقال لوالي الكوفة: «أدركت الكوفة وبها أكثر من سبع مائة شيخ - وفي رواية: ثلاثمائة - الأعمش فمن دونه، يقولون: القرآن كلام اللَّه، وعنقي أهون عندي من زري هذا» <ref> تاريخ بغداد 12: 349.</ref>.

 

وقال الذهبي: «ثبت عنه أنّه كان يأخذ على‏ الحديث شيئاً قليلاً لفقره، قال علي بن خشرم: سمعت أبا نُعَيم يقول: يلومونني على‏ الأخذ وفي بيتي ثلاثة عشر نفساً، وما في بيتي رغيف. قلت: لاموه على‏ الأخذ، يعني: من الإمام، لا من الطلبة» <ref> سير أعلام النبلاء 10: 152.</ref>.

 

هو من كبار حفّاظ الحديث، ومن فقهاء الكوفة، واتّفق أهل الحديث والرجال من أهل السنّة على‏ أنّه في أعلى‏ مرتبةٍ من الصدق والإتقان والاعتبار <ref> الجرح والتعديل 7: 61، 62، كتاب الثقات 7: 319، سير أعلام النبلاء 10: 147، تاريخ بغداد 12: 353، تاريخ أسماء الثقات: 383، تهذيب التهذيب 8: 246.</ref>. ومع أنّ قدماء الرجاليّين من الشيعة لم يذكروه، إلّا أنّ صاحب رياض العلماء ذكر أنّه معتمد وموثوق به بين الشيعة وأهل السنّة <ref> رياض العلماء 4: 359. وقال المامقاني في ترجمة الفضل بن دُكَين: «إنّ توثيقهم (أي أهل السنّة)... إنّما يكون مدحاً مدرجاً للرجل في الحسان» (تنقيح المقال 2: ق‏2: 8).</ref>.

 

=من روى‏ عنهم ومَن رووا عنه <ref> أُنظر: تهذيب الكمال 23: 197 - 204، رجال صحيح البخاري 2: 606، رجال صحيح مسلم 2: 131.</ref>=

 

وروى‏ عنه جماعة، منهم: البخاري، مسلم، أحمد، أحمد بن إسحاق بن صالح، حفيده: أحمد بن مَيثم بن أبي نُعَيم، عبداللَّه بن المبارك، إسحاق بن راهويه، أبو زُرْعة عبيداللَّه بن عبدالكريم، ابن سعد، ابن مَعين، يعقوب بن شيبة السدوسي، بنته: صُلَيْحة، يوسف بن موسى‏. وقد وردت بعض رواياته في المصادر الحديثية للشيعة؛ كالكافي وتهذيب الأحكام وأمالي الصدوق وأمالي الطوسي والإرشاد للمفيد <ref> أُنظر: بحار الأنوار 42: 224، معجم رجال الحديث 14: 305، مستدركات علم رجال الحديث 6: 204، أمالي المفيد: 298، كتاب الخصال: 70، إرشاد المفيد 1: 14، تهذيب الأحكام 4: 152.</ref>. كما أورد محدّثو أهل السنّة رواياته في الصحاح الستّة وغيرها من الكتب <ref> تهذيب الكمال 23: 219، تهذيب التهذيب 8: 243.</ref>. وكان كثير الحديث <ref> تهذيب التهذيب 8: 248.</ref>. ويُعدّ من رواة حديث الغدير في القرن الثالث <ref> الغدير 1: 85، 174.</ref>.

 

نقل المزي بسنده المتّصل به عن النبي‏ صلى الله عليه وآله أنّه قال: «قال اللَّه عزّ وجل: الصوم لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وأكله وشربه من أجلي، والصوم جُنّة، وللصائم فرحتان: فرحة حين يفطر وفرحة حين يلقى‏ اللَّه عزّ وجلّ، ولخلوق فم الصائم أطيب عند اللَّه من ريح المسك» <ref> تهذيب الكمال 23: 219.</ref>.

 

وذكر الذهبي: «أنّ الحافظ أبا نُعَيم الإصفهاني جمع عدداً من أحاديث أبي نُعَيم المُلائي بسند متّصل في جزءٍ مستقلّ، وعدّة ذلك ثمانية وسبعون حديثاً» <ref> سير أعلام النبلاء 10: 153.</ref>.

 

توفّي أبو نُعَيم ليلة الثلاثاء في [[الكوفة]] سنة 219 ه، في خلافة [[المعتصم]]، وأُخذ في جهازه بالليل، وأُخرج باكراً، فدفن ولم يعلم به كثير من الناس.

 

وكان قد أُخرج به إلى‏ الجبانة، وحضره رجل من آل [[جعفر بن أبي طالب]]، يقال له: [[محمّد بن داود]]، فقدّمه ابنه [[عبد الرحمان بن أبي نُعَيم]] فصلّى‏ عليه، ثمّ جاء الوالي وهو [[محمّد بن عبد الرحمان بن عيسى‏ بن موسى الهاشمي]] فلامهم ألّا يكونوا أخبروه بموته، ثمّ تنحّى‏ به عن القبر فصلّى‏ عليه ثانيةً هو وأصحابه ومن لحقه من الناس <ref> الطبقات الكبرى‏ 6: 400-401، تاريخ الإسلام 15: 346، تاريخ خليفة: 391، شذرات الذهب 2: 46.</ref>.