الفرق بين المراجعتين لصفحة: «المرجعية الدينية في العراق»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
'''المرجعية الدينية''' : هي منصب ديني يرجع اليه الناس لمعرفة الأحكام الشرعية والحوادث المستجدة .  
'''المرجعية الدينية''' : هي منصب ديني يرجع اليه الناس لمعرفة الأحكام الشرعية والحوادث المستجدة .  


ويعتقد [[الشيعة]] ان المرجعية ثبتت بالدليل الشرعي ، اما في من يتصدى لها فقد ترك المجال لكل من تنطبق عليه شروط أهمها الاعلمية والتقوى ، وبهذا يتصدى لمنصب المرجعية في كل مرحلة مجموعة من العلماء ، ويبقى لكل واحد منهم اجتهاده وطريقته في التصدي ، وينفرد من بينهم ايضاً مرجع يسمى المرجع الاعلى ،الذي تناط به المسؤوليات الكبرى كرعاية الناس والعلم وغيرها .
ويعتقد [[الشيعة]] ان المرجعية ثبتت بالدليل الشرعي ، اما في من يتصدى لها فقد ترك المجال لكل من تنطبق عليه شروط أهمها الاعلمية والتقوى ، وبهذا يتصدى لمنصب المرجعية في كل مرحلة مجموعة من العلماء ، ويبقى لكل واحد منهم اجتهاده وطريقته في التصدي ، وينفرد من بينهم ايضاً مرجع يسمى المرجع الاعلى ،الذي تناط به المسؤوليات الكبرى كرعاية الناس وبسط العلم وغيرها من الأمور.


[[ملف:مراجع النجف.jpg|تصغير|صورة تجمع أشهر مراجع الدين الأحياء في العراق]]
[[ملف:مراجع النجف.jpg|تصغير|صورة تجمع أشهر مراجع الدين الأحياء في العراق]]
سطر ١١: سطر ١١:




المرحلة الأولى في تشكل المذهب الشيعي الاثني عشري في هذا السياق، كانت هي عصر حياة الأئمة المعصومين الأحد عشر بحسب المذهب، بدءًا من الإمام [[علي بن أبي طالب]] إلى [[الحسن العسكري]] والد الإمام [[الحجة المهدي]] الذي غاب غيبة صغرى منذ مولده في عام 250هـ، واختفى لمدة 75 عامًا بحسب العقيدة الشيعية، اتصل فيها بأتباعه عن طريق مجموعة من رجاله عرفوا باسم «[[السفراء الأربعة]]»، ثم غاب الغيبة الكبرى منذ عام 329 هـ حتى يومنا هذا، وينتظر الشيعة الاثنا عشرية عودته مرة أخرى مجددًا في آخر الزمان.
المرحلة الأولى في تشكل المذهب الشيعي الاثني عشري في هذا السياق، كانت هي عصر حياة الأئمة المعصومين الأحد عشر بحسب المذهب، بدءاً من الإمام [[علي بن أبي طالب]] إلى الإمام [[الحسن العسكري]] والد الإمام [[الحجة المهدي]] الذي غاب غيبة صغرى منذ مولده في عام 250هـ، واختفى لمدة معينة بحسب العقيدة الشيعية، اتصل فيها بأتباعه عن طريق مجموعة من رجاله عرفوا باسم «[[السفراء الأربعة]]»، ثم غاب الغيبة الكبرى حتى يومنا هذا، وينتظر الشيعة الاثنا عشرية عودته مرة أخرى مجدداً في آخر الزمان.




جدير بالذكر أن هؤلاء السفراء الأربعة ليسوا هم الوحيدين الذين ادَّعوا أنهم هم :«الباب» للإمام الغائب، أيًّا كانت هوية هذا الإمام، حيث انقسم المذهب الشيعي ذاتيًّا على نفسه، على امتداد تسلسل الأئمة، حيث ادَّعى آخرون الدعوى نفسها، فهناك من توقف في الترتيب عند [[جعفر الصادق]] وتبنى ترتيبًا وتسلسلًا آخر من الأئمة من بعده، وهناك من توقف عند [[موسى الكاظم]]، وهكذا. ومن هنا جاء التفرع والتعدد العقائدي والسياسي الكبير والمعقد داخل التشيع المبكر، قبل أن تضيق دائرة التشيع المذهبي وتنحصر في فرقه المعروفة اليوم، وعلى رأسها الشيعة الاثنا عشرية.
جدير بالذكر أن هؤلاء الأربعة هم السفراء الوحيدين للإمام الغائب، وادَّعى آخرون دعاوى أخرى، فهناك من توقف في الترتيب عند الإمام [[جعفر الصادق]] وتبنى ترتيبًا وتسلسلًا آخر من الأئمة من بعده، وهناك من توقف عند الإمام [[موسى الكاظم]]، وهكذا. ومن هنا جاء التفرع والتعدد العقائدي والسياسي الكبير والمعقد داخل التشيع المبكر، قبل أن تضيق دائرة التشيع المذهبي وتنحصر في فرقه المعروفة اليوم، وعلى رأسها الشيعة الاثنا عشرية.


 
والسفراء الأربعة في المذهب الشيعي الاثني عشري على التوالي هم:
كان السفراء الأربعة في المذهب الشيعي الاثني عشري على التوالي هم:


1. [[عثمان بن سعيد العمري]] المكنَّى بأبي عمرو السمَّان: تستَّر على دعوته السرية بعمله الظاهر في بيع السمن، وكان يخفي أموال «الخمس» التي كان يدفعها الشيعة للأئمة من آل البيت في وعاء بضاعته.
1. [[عثمان بن سعيد العمري]] المكنَّى بأبي عمرو السمَّان: تستَّر على دعوته السرية بعمله الظاهر في بيع السمن، وكان يخفي أموال «الخمس» التي كان يدفعها الشيعة للأئمة من آل البيت في وعاء بضاعته.


2. [[محمد بن عثمان بن سعيد العمري]]، وهو ابن أبي عمرو السمان، وتولَّى السفارة ردحًا طويلًا من الزمن، بدءًا من عام 265 هـ حتى عام 305هـ، أي حوالي 40 عامًا.
2. [[محمد بن عثمان بن سعيد العمري]]، وهو ابن أبي عمرو السمان، وتولَّى السفارة ردحاً طويلاً من الزمن، حوالي 40 عاماً.


3. [[الحسين بن روح النوبختي]]، وتولى السفارة من عام 305هـ حتى 326هـ.
3. [[الحسين بن روح النوبختي]].


4. [[علي بن محمد السَّمَري]]، وهو آخر السفراء، ولم يوصِ بعده بالسفارة لأحد، ولذلك انتهت بوفاته في عام 329هـ عصر الغيبة الصغرى.
4. [[علي بن محمد السَّمَري]]، وهو آخر السفراء، ولم يوصِ بعده بالسفارة لأحد، ولذلك انتهى بوفاته عصر الغيبة الصغرى.


بعد نهاية عصر الأئمة وعصر السفراء الأربعة خلال الغيبة الصغرى، بدأ عصر الغيبة الكبرى، وهنا حل العلماء والفقهاء من الشيعة محل الأئمة، سواء في الرجوع إليهم في الفتاوى في أمور الدين والدنيا، أو في تلقي أموال الأخماس، ولا يبلغ من الدارسين تلك المرتبة إلا من بلغ مرتبة الاجتهاد، وهؤلاء من يطلق عليهم لقب «آية الله العظمى».
بعد نهاية عصر الأئمة وعصر السفراء الأربعة خلال الغيبة الصغرى، بدأ عصر الغيبة الكبرى، وهنا حل العلماء والفقهاء من الشيعة محل الأئمة، سواء في الرجوع إليهم في الفتاوى في أمور الدين والدنيا، أو في تلقي أموال الأخماس، ولا يبلغ من الدارسين تلك المرتبة إلا من بلغ مرتبة الاجتهاد، وهؤلاء من يطلق عليهم لقب «آية الله العظمى».
سطر ٣٥: سطر ٣٤:




يبدأ القزويني سرده من العصر العباسي الثاني الذي شهد ضعفًا غير مسبوق في سلطة الخلافة الإسلامية التي سيطر على عاصمة حكمها [[بنو بويه]] الشيعيين؛ الأمر الذي وفر مناخًا ملائمًا لازدهار التشيع الذي تبلورت أفكار مذهبه الإمامي خلاله على يد الشيخ [[المفيد]] المتوفَّى عام 413هـ، حيث ألَّف الأخير المصنفات الرئيسية التي أسست للمذهب في العقيدة وأصول الفقه، وتعلم على يديه أبرز العلماء والمراجع الشيعة ك[[الشريف المرتضى]] وأخوه [[الشريف الرضي]] و[[الطوسي]].
يبدأ القزويني سرده من العصر العباسي الثاني الذي شهد ضعفًا غير مسبوق في سلطة الخلافة الإسلامية التي سيطر على عاصمة حكمها [[بنو بويه]] الشيعيين؛ الأمر الذي وفر مناخاً ملائماً لازدهار التشيع الذي تبلورت أفكار مذهبه الإمامي خلاله على يد الشيخ [[المفيد]] المتوفَّى عام 413هـ، حيث ألَّف الأخير المصنفات الرئيسية التي أسست للمذهب في العقيدة وأصول الفقه، وتعلم على يديه أبرز العلماء والمراجع الشيعة أمثال [[الشريف المرتضى]] و[[الشريف الرضي]] و[[الطوسي]].




سطر ٤٧: سطر ٤٦:




لعبت [[حوزة النجف]] أيضًا منذ مطلع القرن العشرين، أدوارًا سياسية كبيرة، من أبرزها دعمها [[الحركة الدستورية]] في إيران في عام 1906، وفي تدشين العديد من المنظمات السياسية والسرية في العراق الحديث، مثل منظمة الشباب المسلم و[[حزب الدعوة]] الذي كان تحت مرجعية السيد [[محسن الحكيم]]، وبقيادة السيد [[محمد باقر الصدر]] الذي يعد أحد أهم المفكرين الإسلاميين الشيعة في القرن الماضي.
لعبت [[حوزة النجف]] أيضًا منذ مطلع القرن العشرين، أدواراً سياسية كبيرة، من أبرزها دعمها [[الحركة الدستورية]] في إيران في عام 1906، وفي تدشين العديد من المنظمات السياسية والسرية في العراق الحديث، مثل منظمة الشباب المسلم و[[حزب الدعوة]] الذي كان تحت مرجعية السيد [[محسن الحكيم]]، وبقيادة السيد [[محمد باقر الصدر]] الذي يعد أحد أهم المفكرين الإسلاميين الشيعة في القرن الماضي.




٢٬٧٩٦

تعديل