٢٬٧٩٦
تعديل
لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ١٣: | سطر ١٣: | ||
وأمّا بالنسبة إلى استنادها إلى الوحي فقد لا يكون ذلك، بل ربّما كانت تلك الأفكار محاربة له فتنسب إلى مؤسّسيها، فيقال: الفكر الماركسي أو الفكر الفلسفي اليوناني أو غير ذلك من الأفكار التي تنسب إمّاإلى شخصيات مؤسّسيها أو إلى بلدانهم أو إلى اتّجاهاتهم وغير ذلك. | وأمّا بالنسبة إلى استنادها إلى الوحي فقد لا يكون ذلك، بل ربّما كانت تلك الأفكار محاربة له فتنسب إلى مؤسّسيها، فيقال: الفكر الماركسي أو الفكر الفلسفي اليوناني أو غير ذلك من الأفكار التي تنسب إمّاإلى شخصيات مؤسّسيها أو إلى بلدانهم أو إلى اتّجاهاتهم وغير ذلك. | ||
ومن هنا يتّضح أنّه إذا أطلق لفظ الفكر فإنّ المراد به هو ما يصدر عن العقل من شتّى المفاهيم والمبتكرات الدينية أو الدنيوية. | ومن هنا يتّضح أنّه إذا أطلق لفظ (الفكر) فإنّ المراد به هو ما يصدر عن العقل من شتّى المفاهيم والمبتكرات الدينية أو الدنيوية. | ||
ومن هنا سمّيت مذاهب فكرية نسبةً إلى المذهب الذي تنسب إليه كلّ طائفة، ونسبةً كذلك إلى أفكارها التي تعتنقها مبتكرة لها أو مقلّدة. | ومن هنا سمّيت مذاهب فكرية نسبةً إلى المذهب الذي تنسب إليه كلّ طائفة، ونسبةً كذلك إلى أفكارها التي تعتنقها مبتكرة لها أو مقلّدة. | ||
سطر ٤٦: | سطر ٤٦: | ||
لظهور الإلحاد أسباب كثيرة كغيره من الظواهر الأخرى.. ولا شكّ أنّ أكبر الأسباب هو إغواء إبليس لمن اتّبعه، فقد أقسم على أن يبعد الناس عن ربّهم ويغويهم عن اتّباع أمره وشرعه عزّ وجلّ، ثمّ انضافت إلى ذلك أسباب أخرى هي من صنع الإنسان، كالرغبة الجامحة عند البعض في الانفلات التامّ عن الدين وأوامره ونواهيه لتحقيق رغباته الشهوانية المختلفة. وبعض تلك الأسباب يعود إلى أمور سياسية، كحبّ اليهود السيطرة على العالم. وبعضها يعود إلى طغيان الديانات المحرّفة. وبعض تلك الأسباب يعود إلى ظهور مذاهب فكرية كانت هي الأخرى كابوساً ثقيلاً جعل الناس يلهثون إلى التشبّث بأيّ حركة أو فكر، كالرأسمالية التي أشعلت في النفوس حبّ الأنانية والجشع المادّي والحقد والبغضاء، ممّا سهّل الأمر على الملاحدة للوصول إلى قلوب الناس والتضليل عليهم بأنّ في النظام الإلحادي الجديد كلّ ما يتمنّوه من السعادة والعيش الرغيد، وقد قيل: | لظهور الإلحاد أسباب كثيرة كغيره من الظواهر الأخرى.. ولا شكّ أنّ أكبر الأسباب هو إغواء إبليس لمن اتّبعه، فقد أقسم على أن يبعد الناس عن ربّهم ويغويهم عن اتّباع أمره وشرعه عزّ وجلّ، ثمّ انضافت إلى ذلك أسباب أخرى هي من صنع الإنسان، كالرغبة الجامحة عند البعض في الانفلات التامّ عن الدين وأوامره ونواهيه لتحقيق رغباته الشهوانية المختلفة. وبعض تلك الأسباب يعود إلى أمور سياسية، كحبّ اليهود السيطرة على العالم. وبعضها يعود إلى طغيان الديانات المحرّفة. وبعض تلك الأسباب يعود إلى ظهور مذاهب فكرية كانت هي الأخرى كابوساً ثقيلاً جعل الناس يلهثون إلى التشبّث بأيّ حركة أو فكر، كالرأسمالية التي أشعلت في النفوس حبّ الأنانية والجشع المادّي والحقد والبغضاء، ممّا سهّل الأمر على الملاحدة للوصول إلى قلوب الناس والتضليل عليهم بأنّ في النظام الإلحادي الجديد كلّ ما يتمنّوه من السعادة والعيش الرغيد، وقد قيل: | ||
يقضى على المرء في أيّام محنته حتّى يرى حسناً ما ليس بالحسن | يقضى على المرء في أيّام محنته حتّى يرى حسناً ما ليس بالحسن | ||
سطر ٨٩: | سطر ٩٠: | ||
=الأفكار والمعتقدات= | =الأفكار والمعتقدات= | ||
إنكار وجود الله سبحانه، الخالق | 1.إنكار وجود الله سبحانه، الخالق البارئ المصوّر (تعالى الله عمّا يقولون علوّاً كبيراً). | ||
2.إنّ الكون والإنسان والحيوان والنبات وجد صدفة، وسينتهي كما بدأ، ولا توجد حياة بعد الموت. | |||
النظرة الغائية | |||
إنكار معجزات | 3.إنّ المادّة أزلية أبدية، وهي الخالق والمخلوق في نفس الوقت. | ||
عدم الاعتراف بالمفاهيم | |||
ينظر الملاحدة للتاريخ باعتباره صورة للجرائم والحماقة وخيبة | 4.النظرة الغائية للكون، والمفاهيم الأخلاقية تعيق تقدّم العلم. | ||
المعرفة | |||
الإنسان | 5.إنكار معجزات الأنبياء؛ لأنّ تلك المعجزات لا يقبلها العلم، كما يزعمون. | ||
الحاجات هي التي | |||
ومن العجب أنّ الملحدين المادّيّين يقبلون معجزات الطفرة الوحيدة التي تقول بها الداروينية، ولا سند لها إلّا الهوس والخيال! | |||
6.عدم الاعتراف بالمفاهيم الأخلاقية، ولا بالحقّ والعدل، ولا بالأهداف السامية، ولا بالروح والجمال. | |||
7.ينظر الملاحدة للتاريخ باعتباره صورة للجرائم والحماقة وخيبة الأمل، وقصّته لا تعني شيئاً. | |||
8.المعرفة الدينية في رأي الملاحدة تختلف اختلافاً جذريّاً وكلّيّاً عن المعرفة بمعناها العقلي أو العلمي. | |||
9.الإنسان مادّة تنطبق عليه قوانين الطبيعة التي اكتشفتها العلوم كما تنطبق على غيره من الأشياء المادّية. | |||
10.الحاجات هي التي تحدّد الأفكار، وليست الأفكار هي التي تحدّد الحاجات. | |||
=الجذور الفكرية والعقائدية= | |||
نشأ الإلحاد الحديث مع العقلانية والشيوعية والوجودية. | نشأ الإلحاد الحديث مع العقلانية والشيوعية والوجودية. | ||
وقد نشر اليهود الإلحاد في الأرض، مستغلّين حماقات الكنيسة ومحاربتها للعلم، فجاءوا بثورة العلم ضدّ الكنيسة، وبالثورة الفرنسية والداروينية والفرويدية، وبهذه الدعوات الهدّامة للدين والأخلاق تفشّى الإلحاد في الغرب، والهدف الشرّير لليهودية العالمية الآن هو إزالة كلّ دين على الأرض؛ ليبقى اليهود وحدهم أصحاب الدين! | |||
=الانتشار وأماكن النفوذ= | |||
انتشر الإلحاد أوّلاً في أوروبّا، وانتقل بعد ذلك إلى أمريكا وبقاع من العالم. وعندما حكمت الشيوعية في ما كان يعرف بالاتّحاد السوفيتي قبل انهياره وتفكّكه، فرضت الإلحاد فرضاً على شعوبه، وأنشأت له مدارس وجمعيات. وحاولت الشيوعية نشره في شتّى أنحاء العالم عن طريق أحزابها. | |||
يوجد الآن في الهند جمعية تسمّى: "جمعية النشر الإلحادية"، وهي حديثة التكوين، وتركّز نشاطها في المناطق الإسلامية، ويرأسها "جوزيف إيدا مارك"، وكان مسيحيّاً من خطباء التنصير، ومعلّماً في إحدى مدارس الأحد، وعضواً في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، وقد ألّف في عام 1953م كتاباً يدعى: "إنّما عيسى بشر"، فغضبت عليه الكنيسة وطردته، فتزوّج بامرأة هندوكية، وبدأ نشاطه الإلحادي، وأصدر مجلّة إلحادية باسم: "إيسكرا"، أي: شرارة النار. ولمّا توقّفت عمل مراسلاً للمجلّة الأسبوعية "كيالا شبدم"، أي: صوت كيالا. وقد نال جائزة الإلحاد العالمية عام 1978م، ويعتبر أوّل من نالها في آسيا. | |||
=الخلاصة= | |||
إنّ الإلحاد مذهب فلسفي يقوم على إنكار وجود الله سبحانه وتعالى، ويذهب إلى أنّ الكون بلا خالق. ويعدّ أتباع العقلانية هم المؤسّسون الحقيقيّون للإلحاد الذي ينكر الحياة الآخرة، ويرى أنّ المادّة أزلية أبدية، وأنّه لا يوجد شيء اسمه: معجزات الأنبياء، فذلك ممّا لا يقبله العلم في زعم الملحدين، الذين لا يعترفون أيضاً بأيّة مفاهيم أخلاقية، ولا بقيم الحقّ والعدل، ولا بفكرة الروح. ولذا فإنّ التاريخ عند الملحدين هو صورة للجرائم والحماقات وخيبة الأمل وقصّته لا تعني شيئاً، والإنسان مجرّد مادّة تطبّق عليه كافّة القوانين الطبيعية. | |||
=مراجع للتوسّع= | |||
- صراع مع الملاحدة، عبد الرحمن الميداني. | - صراع مع الملاحدة، عبد الرحمن الميداني. | ||
- الملل والنحل، للشهرستاني ط | |||
- الفلسفات الكبرى، بياردو كاسيه – سلسلة زدني علماً- بيروت. | - الملل والنحل، للشهرستاني ط 1980م، بتحقيق: محمّد سيّد كيلاني. | ||
- الإلحاد وعلاقته باليهود والنصارى، مقال للدكتور | |||
- الفلسفات الكبرى، بياردو كاسيه – سلسلة: "زدني علماً"- بيروت. | |||
- الإلحاد وعلاقته باليهود والنصارى، مقال للدكتور محمّد بن سعد الشويعر، نشر بمجلّة "البحوث الإسلامية" العدد: 14. | |||
المراجع الأجنبية : | المراجع الأجنبية : | ||
- History of Philosophy by F.C. Copleston. Burns. London 1947. | - History of Philosophy by F.C. Copleston. Burns. London 1947. | ||
- Existentialism and Humanism by J.P. Sartre, London 1955. | - Existentialism and Humanism by J.P. Sartre, London 1955. | ||
- History of Modern Philosophy by H. Hoffding. London 1956. | - History of Modern Philosophy by H. Hoffding. London 1956. | ||
=المصدر= | =المصدر= | ||
المقالة مقتبسة مع تعديلات من | المقالة مقتبسة مع تعديلات من الموقع التالي: | ||
www.dorar.net | www.dorar.net | ||
[[تصنيف: مذاهب وتيّارات فكرية معاصرة]] | [[تصنيف: مذاهب وتيّارات فكرية معاصرة]] | ||
[[تصنيف: العالم الإسلامي]] | [[تصنيف: العالم الإسلامي]] | ||
[[تصنيف: النظريات النقدية]] | [[تصنيف: النظريات النقدية]] |
تعديل