انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الإلحاد»

أُزيل ٤٬٩٢١ بايت ،  ٧ نوفمبر ٢٠٢١
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٤٥: سطر ٤٥:
=أسباب ظهور الإلحاد=
=أسباب ظهور الإلحاد=


لظهور الإلحاد أسباب كثيرة كغيره من الظواهر الأخرى ولا شك أن أكبر الأسباب هو إغواء إبليس لمن اتبعه فقد أقسم على أن يبعد الناس عن ربهم ويغويهم عن اتباع أمره وشرعه عز وجل ثم انضافت إلى ذلك أسباب أخرى هي من صنع الإنسان كالرغبة الجامحة عند البعض في الانفلات التام عن الدين وأوامره ونواهيه لتحقيق رغباته الشهوانية المختلفة وبعض تلك الأسباب يعود إلى أمور سياسية كحب اليهود السيطرة على العالم. وبعضها يعود إلى طغيان الديانات المحرفة و على رأسها النصرانية التي هي صورة عن الوثنية حيث جاءت بأفكار لا يقبلها عقل ولا يقرها منطق وفوق ذلك طغيان الرهبان والبابوات الذين وصلوا إلى حد لا يطاق من إذلال الناس واستعبادهم مما جعلها أغلالا يتمنى أصحابها الخروج عنها إلى أي وجهة تكون فتلقفهم الملاحدة فأخرجوهم من الرمضاء إلى النار.
لظهور الإلحاد أسباب كثيرة كغيره من الظواهر الأخرى.. ولا شكّ أنّ أكبر الأسباب هو إغواء إبليس لمن اتّبعه، فقد أقسم على أن يبعد الناس عن ربّهم ويغويهم عن اتّباع أمره وشرعه عزّ وجلّ، ثمّ انضافت إلى ذلك أسباب أخرى هي من صنع الإنسان، كالرغبة الجامحة عند البعض في الانفلات التامّ عن الدين وأوامره ونواهيه لتحقيق رغباته الشهوانية المختلفة. وبعض تلك الأسباب يعود إلى أمور سياسية، كحبّ اليهود السيطرة على العالم. وبعضها يعود إلى طغيان الديانات المحرّفة. وبعض تلك الأسباب يعود إلى ظهور مذاهب فكرية كانت هي الأخرى كابوساً ثقيلاً جعل الناس يلهثون إلى التشبّث بأيّ حركة أو فكر، كالرأسمالية التي أشعلت في النفوس حبّ الأنانية والجشع المادّي والحقد والبغضاء، ممّا سهّل الأمر على الملاحدة للوصول إلى قلوب الناس والتضليل عليهم بأنّ في النظام الإلحادي الجديد كلّ ما يتمنّوه من السعادة والعيش الرغيد، وقد قيل:
وبعض تلك الأسباب يعود إلى ظهور مذاهب فكرية كانت هي الأخرى كابوسا ثقيلا جعل الناس يلهثون إلى التشبث بأي حركة أو فكر كالرأسمالية التي أشعلت في النفوس حب الأنانية والجشع المادي والحقد والبغضاء مما سهل الأمر على الملاحدة للوصول إلى قلوب الناس والتضليل عليهم بأن في النظام الإلحادي الجديد كل ما يتمنوه من السعادة والعيش الرغيد وقد قيل:
          يقضى على المرء في أيّام محنته        حتّى يرى حسناً ما ليس بالحسن
يقضى على المرء في أيام محنته        حتى يرى حسنا ما ليس بالحسن
وكان هذا الحال في الوقت الذي عم الجهل بالله تعالى وبدينه القويم وكان للأحوال الاقتصادية التي يمر بها الناس نصيب الأسد في تقبل الناس للإلحاد حيث انعدمت في المذهب الرأسمالي ونظام الإقطاع وسيطرة البابوات والأباطرة صفة الرحمة والعطف على الفقراء فازداد الأغنياء غنى وازداد الفقراء فقرا وذلا.
فاستغل الملاحدة تلك الأوضاع للتأثير على الناس بأن الأمر موكول إلى تصرفات الناس وليس هناك إله مدبر له فازداد نشاط دعاة الإلحاد وأظهروا أنفسهم بمظهر المنقذ للفقراء والساهر على مصالحهم والمهتم بمشاكلهم والمتصدي للقضاء على كل الأنظمة الفاسدة والطبقات المتجبرة وبعد أن قوي أمر الملاحدة واستولوا على الحكم في روسيا وغيرها وجهوا مدافعهم وبنادقهم إلى صدر كل من يأبى الدخول في ملتهم فأثخنوا في الأرض وأدخلوا شعوبهم في الإلحاد راغبين وراهبين.
ومما ساعد على انتشار الإلحاد أيضا ما وصل إليه الملاحدة من اكتشافات علمية هائلة مكنهم الله منها استدراجا لهم وإقامة للحجة عليهم على ضوء قوله تعالى:سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [فصلت:53]، فكلما تم لهم اكتشاف جديد فسروه على أنه من بركة تركه للإله وللدين وانطلاقهم أحرارا من ذلك فاغتر بهم كثير من الجهال وظنوا أن ذلك صحيحا وأن هذه الحياة التي يعيشها العالم اليوم من تقدم مادي وصناعات مختلفة وانفتاح تام على الشهوات والمتع المختلفة إنما هي دليل في نظر من لا يعرفون الدين الصحيح على أن الإنسان هو مالك هذا الكون وحده وهو الذي ينظم حياته كما يريد.
ولم يترك دعاة الإلحاد أي فرصة لأتباعهم لالتقاط أنفاسهم ومدارسة أوضاعهم والتفكر الصحيح في خلق هذا الكون وما فيه من العجائب التي تنطق بوجود الخلاق العظيم لهذا الكون، وقد قيل إن أحد الملحدين تحدى أي مؤمن بالله يناظره فانبرى له أحد المؤمنين واتفقوا على تحديد موعد للمناظرة وحينما جاء وقت المناظرة تأخر المؤمن من الوصول ففرح الملحد وأخذ يصول ويجول ويتحدى وبعد وقت حضر المؤمن بعد أن انكسرت قلوب المؤمنين وملأها الهم والغم فسأله الملحد لماذا تأخرت عن الوصول فقال له إن بيني وبينكم هذا البحر ولم أجد سفينة وبينما أنا كذلك إذ نبتت شجرة في البحر وامتدت أغصانها وجذوعها وكبرت ثم تكسرت بعض أجزائها لتصنع منها قاربا حملني إليكم فقال الملحد هذا كلام لا يعقل فقال له المؤمن إذا كنتم لا تصدقون بوجود قارب صغير بدون موجد فكيف تصدقون بوجود هذا الكون وما فيه دون موجد؟!!، ثم قال المؤمن للملحد: أنت بلا عقل فقال الملحد: بلى إن لي عقلا فقال له المؤمن أين هو منك قال لا أدري. فقال المؤمن: شيء في جسمك تؤمن به ولا تراه ولا تريد أن تؤمن بالله حتى تراه فانقطع الملحد.
أما بالنسبة لظهور الإلحاد في ديار المسلمين فإنه يعود كذلك إلى أسباب كثيرة من أهمها حالة الانبهار بظهور هذه الماديات التي ظهرت على أيدي غير المؤمنين بالله تعالى وما أصاب قلوب ضعفاء الإيمان من انبهار تام برونق تلك الحضارة الزائفة الزائلة التي أخبر الله عنها بقوله يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ [الروم:7]، وانساق المنهزمون المغرمون بتلك الحضارة إلى التصديق بأن لا وجود لأي مدبر للعالم غير العالم نفسه خصوصا وأن المغلوب دائما يقلد الغالب ويجب أن يتظاهر بصفاته ليجبر النقص الذي يحس به أمامه. وكان الأحرى بهؤلاء المنهزمين أن يعتزوا بدينهم ويضاعفوا الجهد والعمل ليستغنوا عن منة الملاحدة عليهم وحينما رأوا ما هم عليه من الضعف والاستخذاء أمام ما تنتجه المصانع الكافرة ألقوا باللوم على الإسلام فعل العاجز المنقطع أو الغريق الذي يمسك بكل حبل وجهلوا أو تجاهلوا أن الإسلام يأمر بالقوة والعمل بما لا يدانيه أي فكر أو مذهب والآيات في كتاب الله تعالى والأحاديث في سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم على هذا أشهر من أن تذكر.
و على كل حال فقد ظهر الإلحاد بشكله الجديد المدروس المنظم كبديل لكل الأديان وزعماؤه هم البديل الجديد عن الأنبياء والرسل والمتمسكون بالإلحاد هم المتطورون المتقدمون والتاركين له هم الرجعيون المتخلفون وللباطل صولة ثم يضمحل فبعد تلك السنوات العجاف التي قوي فيها شأن الإلحاد والملحدين ظهرت الحقيقة للعيان وإذا بالإلحاد والملحدين ما هم إلا سماسرة اليهودية العالمية وأنهم يهدفون إلى استحمار العالم ومحو أخلاق الجوييم وتحطيم حضاراتهم وإبطال دياناتهم وكشأن كل المذاهب الباطلة والأفكار الجاهلية بدأ الموت يدب في جسم هذا الإلحاد البغيض وإذا بالناس يكتشفون زيف أقاويله وأفانين خدعة فبدؤوا يهربون منه زرافات ووحدانا وعرف الناس أن الإلحاد هو الذي سبب لهم الشقاء والفقر وتزايد الأحقاد والقلق والاضطراب وأنه هو الذي سهل للمجرمين طرق الإجرام وظهور الفتن والضلال إذ ليس فيه ثواب ولا عقاب في الآخرة ولا رب يجازي المجرمين بعذابه والمطيعين بثوابه فما الذي يمنع المجرم من تنفيذ جريمته وما الذي يجعل قلب الغني يشفق على الفقير وما الذي يمنع السارق والغشاش والخائن ومدمن المخدرات ما الذي يمنع هؤلاء من تحقيق رغباتهم. وللقارئ عظة مما يقع في العالم الملحد من أنواع الجرائم والظلم في جو مشحون بالتوترات والهموم قال تعالى: وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى [طه:124].
وإذا كانت المظالم والأنانيات وحب الشهوات وغيرها تحصل بين المؤمنين بالله تعالى فما هو الظن بالمجتمعات التي لا تؤمن بالله ربا ولا بالإسلام دينا ولا بمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا، ولا ضمير حي يذكرها بما للآخرين من حقوق ما هو الظن بتلك المجتمعات الذين هم كالأنعام أو أضل الذين لا يعيشون في بيئات أسرية متحابة يعرف بعضهم للبعض الآخر ما له من حقوق صلة الرحم وحفظ الأنساب وتقوية المودة فيما بينهم. فأين الأولاد بعد أن ابتلعتهم دور الحضانات الحكومية، وأين الأزواج بعد أن تفرق الجميع في كل اتجاه تلبية لحاجاتهم المعيشية واللهو أيضا، وأين بقية الأقارب وقد تكفل الإلحاد بمحاربة أي وجود لذلك، وأين تلاحم المجتمع كله بعد أن تعهد الملاحدة بتفريق المجتمعات وضرب بعضهم بالبعض الآخر عن طريق الجاسوسية الهائلة إلى حد أن أي شخص لا يأمن الآخر بأي حال فأصبحت المجتمعات الإلحادية تعيش فيما بينها كما تعيش قطعان الذئاب أو السمك في البحر و على المسلمين أن يأخذوا العظة بغيرهم وأن يفروا من تلك الأفكار وصداقات زعماء تلك المجتمعات كما يفر الصحيح من المجذوم، بل وأشد، وأن يرجعوا إلى الله تعالى ويبتهلوا إليه أن لا يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلا.


رابعا: التأسيس وأبرز الشخصيات
وكان هذا الحال في الوقت الذي عمّ الجهل بالله تعالى وبدينه القويم، وكان للأحوال الاقتصادية التي يمرّ بها الناس نصيب الأسد في تقبّلهم للإلحاد، حيث انعدمت في المذهب الرأسمالي ونظام الإقطاع وسيطرة البابوات والأباطرة صفة الرحمة والعطف على الفقراء، فازداد الأغنياء غنىً وازداد الفقراء فقراً وذلّاً. فاستغل الملاحدة تلك الأوضاع للتأثير على الناس بأنّ الأمر موكول إلى تصرّفات الناس، وليس هناك إله مدبّر له، فازداد نشاط دعاة الإلحاد وأظهروا أنفسهم بمظهر المنقذ للفقراء والساهر على مصالحهم والمهتمّ بمشاكلهم والمتصدّي للقضاء على كلّ الأنظمة الفاسدة والطبقات المتجبّرة. وبعد أن قوي أمر الملاحدة واستولوا على الحكم في روسيا وغيرها وجّهوا مدافعهم وبنادقهم إلى صدر كلّ من يأبى الدخول في ملّتهم، فأثخنوا في الأرض وأدخلوا شعوبهم في الإلحاد راغبين وراهبين.


الإلحاد بدعة جديدة لم توجد في القديم إلا في النادر في بعض الأمم والأفراد.
وممّا ساعد على انتشار الإلحاد أيضاً ما وصل إليه الملاحدة من اكتشافات علمية هائلة مكّنهم الله منها استدراجاً لهم وإقامة للحجّة عليهم على ضوء قوله تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) [سورة فصلت:53]، فكلّما تمّ لهم اكتشاف جديد فسّروه على أنّه من بركة تركه للإله وللدين وانطلاقهم أحراراً من ذلك، فاغترّ بهم كثير من الجهّال وظنّوا أنّ ذلك هو الصحيح وأنّ هذه الحياة التي يعيشها العالم اليوم من تقدّم مادّي وصناعات مختلفة وانفتاح تامّ على الشهوات والمتع المختلفة إنّما هي دليل في نظر من لا يعرفون الدين الصحيح على أنّ الإنسان هو مالك هذا الكون وحده وهو الذي ينظّم حياته كما يريد.
يعد أتباع العلمانية هم المؤسسون الحقيقيين للإلحاد، ومن هؤلاء : أتباع الشيوعية والوجودية والداروينية.
الحركة الصهيونية أرادت نشر الإلحاد في الأرض فنشرت العلمانية لإفساد أمم الأرض بالإلحاد والمادية المفرطة والانسلاخ من كل الضوابط التشريعية والأخلاقية كي تهدم هذه الأمم نفسها بنفسها، وعندما يخلو الجو لليهود يستطيعون حكم العالم.
نشر اليهود نظريات ماركس في الاقتصاد والتفسير المادي للتاريخ ونظريات فرويد في علم النفس ونظرية دارون في أصل الأنواع ونظريات دور كايم في علم الاجتماع، وكل هذه النظريات من أسس الإلحاد في العالم.
أما انتشار الحركات الإلحادية بين المسلمين في الوقت الحاضر، فقد بدأت بعد سقوط الخلافة الإسلامية.
صدر كتاب في تركيا عنوانه: مصطفى كمال للكاتب قابيل آدم يتضمن مطاعن قبيحة في الأديان وبخاصة الدين الإسلامي. وفيه دعوة صريحة للإلحاد بالدين وإشادة بالعقلية الأوروبية.
إسماعيل أحمد أدهم. حاول نشر الإلحاد في مصر، وألف رسالة بعنوان لماذا أنا ملحد؟ وطبعها بمطبعة التعاون بالإسكندرية حوالي سنة 1926م.
إسماعيل مظهر أصدر في سنة 1928م مجلة العصور في مصر، وكانت قبل توبته تدعو للإلحاد والطعن في العرب والعروبة طعناً قبيحاً. معيداً تاريخ الشعوبية، ومتهماً العقلية العربية بالجمود والانحطاط، ومشيداً بأمجاد بني إسرائيل ونشاطهم وتفوقهم واجتهادهم.
أسست في مصر سنة 1928م جماعة لنشر الإلحاد تحت شعار الأدب واتخذت دار العصور مقراً لها واسمها رابطة الأدب الجديد وكان أمين سرها كامل كيلاني.. وقد تاب إلى الله بعد ذلك.
من أعلام الإلحاد في العالم:
أتباع الشيوعية: ويتقدمهم كارل ماركس 1818 – 1883م اليهودي الألماني. وإنجلز عالم الاجتماع الألماني والفيلسوف السياسي الذي التقى بماركس في إنجلترا وأصدرا سوياً المانيفستو أو البيان الشيوعي سنة 1820 – 1895م.
أتباع الوجودية: ويتقدمهم:
جان بول سارتر.
وسيمون دوبرفوار.
والبير كامي.
وأتباع الداروينية.
ومن الفلاسفة والأدباء:
نيتشه/ فيلسوف ألماني.
برتراند راسل 1872 – 1970م فيلسوف إنكليزي.
هيجل 1770 – 1831م فيلسوف ألماني قامت فلسفته على دراسة التاريخ.
هربرت سبنسر 1820 – 1903م إنكليزي كتب في الفلسفة وعلم النفس والأخلاق.
فولتير 1694 – 1778م أديب فرنسي.
في سنة 1930م ألف إسماعيل مظهر حزب الفلاح ليكون منبراً للشيوعية والاشتراكية. وقد تاب إسماعيل إلى الله بعد أن تعدى مرحلة الشباب وأصبح يكتب عن مزايا الإسلام.
ومن الشعراء الملاحدة الذين كانوا ينشرون في مجلة العصور.
الشاعر عبد اللطيف ثابت الذي كان يشكك في الأديان في شعره..
والشاعر الزهاوي يعد عميد الشعراء المشككين في عصره.


  خامسا: الأفكار والمعتقدات
ولم يترك دعاة الإلحاد أيّ فرصة لأتباعهم لالتقاط أنفاسهم ومدارسة أوضاعهم والتفكّر الصحيح في خلق هذا الكون وما فيه من العجائب التي تنطق بوجود الخلاق العظيم لهذا الكون.
 
أمّا بالنسبة إلى ظهور الإلحاد في ديار المسلمين فإنّه يعود كذلك إلى أسباب كثيرة، من أهمّها: حالة الانبهار بظهور هذه المادّيات التي ظهرت على أيدي غير المؤمنين بالله تعالى، وما أصاب قلوب ضعفاء الإيمان من انبهار تامّ برونق تلك الحضارة الزائفة الزائلة التي أخبر الله عنها بقوله: (يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ) [سورة الروم:7]، وانساق المنهزمون المغرمون بتلك الحضارة إلى التصديق بأن لا وجود لأيّ مدبر للعالم غير العالم نفسه، خصوصاً وأنّ المغلوب دائماً يقلّد الغالب ويجب أن يتظاهر بصفاته ليجبر النقص الذي يحسّ به أمامه. وكان الأحرى بهؤلاء المنهزمين أن يعتزّوا بدينهم ويضاعفوا الجهد والعمل ليستغنوا عن منّة الملاحدة عليهم، وحينما رأوا ما هم عليه من الضعف والاستخذاء أمام ما تنتجه المصانع الكافرة ألقوا باللوم على الإسلام، فعل العاجز المنقطع أو الغريق الذي يمسك بكلّ حبل، وجهلوا أو تجاهلوا أنّ الإسلام يأمر بالقوّة والعمل بما لا يدانيه أيّ فكر أو مذهب، والآيات في كتاب الله تعالى والأحاديث في سنّة المصطفى (صلّى الله عليه وآله وسلّم) على هذا أشهر من أن تذكر.
 
و على كلّ حال فقد ظهر الإلحاد بشكله الجديد المدروس المنظّم كبديل لكلّ الأديان، وزعماؤه هم البديل الجديد عن الأنبياء والرسل، والمتمسّكون بالإلحاد هم المتطوّرون المتقدّمون، وإنّ التاركين له هم الرجعيّون المتخلّفون، وللباطل صولة ثمّ يضمحل.
   
وإذا كانت المظالم والأنانيّات وحبّ الشهوات وغيرها تحصل بين المؤمنين بالله تعالى، فما هو الظنّ بالمجتمعات التي لا تؤمن بالله ربّاً ولا بالإسلام ديناً ولا بمحمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) رسولاً، ولا ضمير حيّ يذكّرها بما للآخرين من حقوق؟ ما هو الظنّ بتلك المجتمعات الذين هم كالأنعام أو أضلّ، الذين لا يعيشون في بيئات أسرية متحابّة يعرف بعضهم للبعض الآخر ما له من حقوق صلة الرحم وحفظ الأنساب وتقوية المودّة فيما بينهم؟
 
=التأسيس وأبرز الشخصيّات=
 
الإلحاد بدعة جديدة لم توجد في القديم إلّا في النادر في بعض الأمم والأفراد. ويعدّ أتباع العلمانية هم المؤسّسون الحقيقيّون للإلحاد، ومن هؤلاء: أتباع الشيوعية والوجودية والداروينية.
 
الحركة الصهيونية أرادت نشر الإلحاد في الأرض، فنشرت العلمانية لإفساد أمم الأرض بالإلحاد والمادّية المفرطة والانسلاخ من كلّ الضوابط التشريعية والأخلاقية؛ كي تهدم هذه الأمم نفسها بنفسها، وعندما يخلو الجوّ لليهود يستطيعون حكم العالم.
 
نشر اليهود نظريات "ماركس" في الاقتصاد والتفسير المادّي للتاريخ، ونظريات "فرويد" في علم النفس، ونظرية "دارون" في أصل الأنواع، ونظريات "دوركايم" في علم الاجتماع.. وكلّ هذه النظريات من أسس الإلحاد في العالم.
 
أمّا انتشار الحركات الإلحادية بين المسلمين في الوقت الحاضر فقد بدأ بعد سقوط الخلافة الإسلامية..
صدر كتاب في تركيا عنوانه: "مصطفى كمال" للكاتب قابيل آدم يتضمّن مطاعن قبيحة في الأديان، وبخاصّة الدين الإسلامي، وفيه دعوة صريحة للإلحاد بالدين وإشادة بالعقلية الأوروبية.
 
إسماعيل أحمد أدهم حاول نشر الإلحاد في مصر، وألّف رسالة بعنوان: "لماذا أنا ملحد"؟ وطبعها بمطبعة التعاون بالإسكندرية حوالي سنة 1926م.
 
إسماعيل مظهر أصدر في سنة 1928م مجلّة "العصور" في مصر، وكانت قبل توبته تدعو للإلحاد والطعن في العرب والعروبة طعناً قبيحاً، معيداً تاريخ الشعوبية، ومتّهماً العقلية العربية بالجمود والانحطاط، ومشيداً بأمجاد بني إسرائيل ونشاطهم وتفوّقهم واجتهادهم.
 
هذا، ومن أعلام الإلحاد في العالم:
 
أ.أتباع الشيوعية: ويتقدّمهم: "كارل ماركس" 1818 – 1883م اليهودي الألماني، و"إنجلز" عالم الاجتماع الألماني والفيلسوف السياسي الذي التقى بماركس في إنجلترا وأصدرا سوياً "المانيفستو" أو البيان الشيوعي سنة 1820 – 1895م.
 
ب.أتباع الوجودية: ويتقدّمهم: "جان بول سارتر"، و"سيمون دوبرفوار"، و"ألبير كامو".
 
ج.أتباع الداروينية.
 
ومن الفلاسفة والأدباء: "نيتشه" الفيلسوف الألماني، "برتراند راسل" 1872 – 1970م الفيلسوف الإنجليزي، "هيجل" 1770 – 1831م الفيلسوف الألماني الذي قامت فلسفته على دراسة التاريخ، "هربرت سبنسر" 1820 – 1903م العالم الإنجليزي الذي كتب في الفلسفة وعلم النفس والأخلاق، "فولتير" 1694 – 1778م الأديب الفرنسي.
 
في سنة 1930م ألّف إسماعيل مظهر "حزب الفلاح" ليكون منبراً للشيوعية والاشتراكية. وقد تاب إسماعيل إلى الله بعد أن تعدّى مرحلة الشباب، وأصبح يكتب عن مزايا الإسلام.
 
=الأفكار والمعتقدات=


إنكار وجود الله سبحانه، الخالق البارئ، المصور، تعالى الله عمّا يقولون علواً كبيراً.
إنكار وجود الله سبحانه، الخالق البارئ، المصور، تعالى الله عمّا يقولون علواً كبيراً.
٢٬٧٩٦

تعديل