٢٬٧٩٦
تعديل
لا ملخص تعديل وسمان: تحرير من المحمول تعديل ويب محمول |
(←مدخل) وسمان: تحرير من المحمول تعديل ويب محمول |
||
سطر ٦: | سطر ٦: | ||
من أبسط معاني الفقه في اللغة هوَ الفهم، فيُقال: فَقِهَ فُلان، أي: فهم، وأفقه فُلاناً، أي: أفهمه، ويُقال: فقهَ الشيخُ المسألة، أي: عقِلَها وفهمها وعرف المُراد منها. وقد وصفَ الله سُبحانهُ وتعالى تسبيحَ كُلّ شيءٍ له وبأنّنا لا نفهُم هذا التسبيح بقولهِ: (ولكن لا تفقهونَ تسبيحهُم)، أي: لا نفهم هذا التسبيح. | من أبسط معاني الفقه في اللغة هوَ الفهم، فيُقال: فَقِهَ فُلان، أي: فهم، وأفقه فُلاناً، أي: أفهمه، ويُقال: فقهَ الشيخُ المسألة، أي: عقِلَها وفهمها وعرف المُراد منها. وقد وصفَ الله سُبحانهُ وتعالى تسبيحَ كُلّ شيءٍ له وبأنّنا لا نفهُم هذا التسبيح بقولهِ: (ولكن لا تفقهونَ تسبيحهُم)، أي: لا نفهم هذا التسبيح. | ||
ويقع المعنى الاصطلاحي للفقه على | ويقع المعنى الاصطلاحي للفقه على نوعين، أو يُفسّرُ اصطلاحاً على أمرين، وهُما: أن يُقصد بهِ معرفة [[الأحكام الشرعية]] المُتعلّقة بأعمال المُكلّفين وأقوالهم، والمُكتسبة من أدلّتها التفصيليّة.. وهذه الأدلّة التفصيليّة هيَ [[القرآن الكريم]] و[[السنّة النبوية]] الشريفة وما يتعلّق بهما من إجماع واجتهاد.. فهذهِ المعرفة للأحكام الفقهيّة تكون بالفهم الصحيح لمصادر التشريع الرئيسيّة، وهيَ: كلامُ الله تعالى الذي لا يأتيهِ الباطل من بينِ يديهِ ولا من خلفه، وأيضاً سُنّةُ النبيّ مُحمّد (عليهِ الصلاةُ والسلام)، وهيَ: كُلّ ما وردَ عنهُ (صلّى اللهُ عليهِ وآله وسلّم) من قولٍ أو فعلٍ أو تقرير أو صفة، وكذلك إجماع [[الأمّة]] بعُلمائها على حُكمٍ من الأحكام. أمّا المعنى الآخر للفقه فالمقصود بهِ: الأحكام الشرعيّة نفسها، أي: أنَّ أحكامَ الصلاة وأحكامَ الصيام والزكاة والحجّ والبيوع والمُعاملات بشتّى أنواعها هيَ فقه، فكُلّ هذهِ الأحكام وغيرها يُقصد بها أيضاً فقه، ففي الأمر الأوّل أنتَ تعرف الأحكام الشرعيّة وتفهمها، وهذا فقهٌ، والحُكم نفسهُ هوَ أيضاً فقه. | ||
أمّا المذهب فهو: الطريقة والمعتقد الذي يذهب إليه صاحبه، ويبنى منه [[مراجع الدين]]. وهو مجموعة من الآراء والنظريات العلمية، ارتبط بعضها ببعض ارتباطاً يجعلها وحدة منسّقة لفكر أو مدرسة. ومنه المذاهب الفقهية، والعقدية، والأدبية، والعلمية، والفلسفية. | أمّا المذهب فهو: الطريقة والمعتقد الذي يذهب إليه صاحبه، ويبنى منه [[مراجع الدين]]. وهو مجموعة من الآراء والنظريات العلمية، ارتبط بعضها ببعض ارتباطاً يجعلها وحدة منسّقة لفكر أو مدرسة. ومنه: المذاهب الفقهية، والعقدية، والأدبية، والعلمية، والفلسفية. | ||
=أسس وقواعد الفقه الزيدي= | =أسس وقواعد الفقه الزيدي= | ||
سطر ١٤: | سطر ١٤: | ||
الزيدية من [[الطوائف الشيعية]] من الناحية العقائدية، لكنَّهم اقتبسوا في فقههم وأصولهم من [[أهل السنّة]] أيضاً، فقالوا بالقياس مثلاً. ومذهبهم الفقهي يشابه بعض الشيء مذهب [[أبي حنيفة]]. | الزيدية من [[الطوائف الشيعية]] من الناحية العقائدية، لكنَّهم اقتبسوا في فقههم وأصولهم من [[أهل السنّة]] أيضاً، فقالوا بالقياس مثلاً. ومذهبهم الفقهي يشابه بعض الشيء مذهب [[أبي حنيفة]]. | ||
وتتلخّص أفكارهم فيما يلي : باب [[الاجتهاد]] عندهم مفتوح على مصراعيه، ومن عجز عنه قلّد، وتقليد [[أهل البيت]] (عليهم السلام) أولىٰ من غيرهم. | وتتلخّص أفكارهم فيما يلي: باب [[الاجتهاد]] عندهم مفتوح على مصراعيه، ومن عجز عنه قلّد، وتقليد [[أهل البيت]] (عليهم السلام) أولىٰ من تقليد غيرهم. | ||
وقد اعتمد الفقه الزيدي على الأسس والمعطيات التالية كمصادر للاستنباط: | وقد اعتمد الفقه الزيدي على الأسس والمعطيات التالية كمصادر للاستنباط: | ||
سطر ٣٠: | سطر ٣٠: | ||
4 ـ [[القياس]]. | 4 ـ [[القياس]]. | ||
وقد اعتبر الإمام القاسم بن محمّد أنَّ الردَّ إلى الكتاب والسنّة الذي وردت فيه نصوص شرعية هو حقيقة القياس فيما لا نصَّ فيه. | وقد اعتبر الإمام القاسم بن محمّد أنَّ الردَّ إلى الكتاب والسنّة الذي وردت فيه نصوص شرعية هو حقيقة القياس فيما لا نصَّ فيه. كما أنَّهم يدرجون [[المصالح المرسلة]] ضمن القياس، ويسمّونها قياساً. | ||
5 ـ العقل. | 5 ـ العقل. | ||
وقد ورد عن أحمد بن يحيى أنَّ المجتهد إذا لم يجد في الشرع طريقاً للتحليل والتحريم- أي: لا حكم في الموضوع ذي الصلة- رجع إلى ما يقضي به العقل. | وقد ورد عن أحمد بن يحيى: أنَّ المجتهد إذا لم يجد في الشرع طريقاً للتحليل والتحريم- أي: لا حكم في الموضوع ذي الصلة- رجع إلى ما يقضي به العقل. | ||
6 ـ الاجتهاد. | 6 ـ الاجتهاد. | ||
سطر ٤٠: | سطر ٤٠: | ||
ويذهبون إلى [[التصويب]] في الاجتهاد، وقد ورد عن أحمد بن يحيى قوله: «وكلّ مجتهد مصيب في الأصحّ». وورد أيضاً: «اعلم أنَّ لا هلاك في المسائل الاجتهادية قطعاً؛ إذ المخالف فيها مصيب». | ويذهبون إلى [[التصويب]] في الاجتهاد، وقد ورد عن أحمد بن يحيى قوله: «وكلّ مجتهد مصيب في الأصحّ». وورد أيضاً: «اعلم أنَّ لا هلاك في المسائل الاجتهادية قطعاً؛ إذ المخالف فيها مصيب». | ||
وانفتاح باب الاجتهاد لديهم | وانفتاح باب الاجتهاد لديهم يكون بدرجة كبيرة، بحيث إنَّهم يأخذون من أهل السنَّة والشيعة في مجال أصول الفقه، ولا يتقيَّدون بمذهب خاصّ، برغم أنَّهم من الشيعة، ولأجل ذلك يرى الشيخ [[محمّد أبو زهرة]] هذا المذهب الأكثر نماءً وقدرة على مسايرة العصر. | ||
وحدَّد أحمد بن يحيى ابن المرتضى أصول المذهب الزيدي بالنحو الآتي: | وحدَّد أحمد بن يحيى ابن المرتضى أصول المذهب الزيدي بالنحو الآتي: |
تعديل