الفرق بين المراجعتين لصفحة: «دعاة الإصلاح»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
'''دعاة الإصلاح''':من يتّخذ [[التقريب]] هدفاً يسعى لتحقيقه بشتّى الوسائل المشروعة، ويؤمن به طريقاً مهيعاً للوصول إلى [[الوحدة الإسلامية]] المنشودة، ممّا يحقّق الرفاه و[[السلم الاجتماعي]] والتطوّر نحو مستقبل زاهر جميل يتعاضد فيه أبناء [[الأمّة]] جميعاً للوقوف بصلابة وتماسك بوجه التحديات التي تواجه مسيرتهم في هذا العالم الذي تحكمه المنافع والمصالح الضيّقة والشهوات.  
'''دعاة الإصلاح''': من يتّخذ [[الإصلاح]] هدفاً يسعى لتحقيقه بشتّى الوسائل المشروعة، ويؤمن به طريقاً مهيعاً للوصول إلى [[الوحدة الإسلامية]] المنشودة، ممّا يحقّق الرفاه و[[السلم الاجتماعي]] والتطوّر نحو مستقبل زاهر جميل يتعاضد فيه أبناء [[الأمّة]] جميعاً للوقوف بصلابة وتماسك بوجه التحدّيات التي تواجه مسيرتهم في هذا العالم الذي تحكمه المنافع والمصالح الضيّقة والشهوات.  


=الإصلاح لغةً واصطلاحاً=


الإصلاح ( ‏Reform‏ ) لغة : ضدّ الإفساد ، وهو من الصلاح المقابل للفساد وللسيّئة (1‏).
الإصلاح ( ‏Reform‏ ) لغةً: ضدّ الإفساد، وهو من الصلاح المقابل للفساد وللسيّئة(1‏).


(1‏) راجع : المصباح المنير ص345 ،القاموس المحيط ج1 ،ص243 .  
(1‏)راجع: المصباح المنير ص345،القاموس المحيط ج1 ،ص243.  


وفي القرآن ‏الكريم : ( خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً ) ( سورة التوبة : 102 ) ، ( وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ ‏إِصْلاَحِهَا ) ( سورة الأعراف : 56 ) .
وفي القرآن ‏الكريم: (خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً) (سورة التوبة: 102)،(وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ ‏إِصْلاَحِهَا) (سورة الأعراف: 56).
   
   
فالإصلاح هو : التغيير إلى الأفضل ، والحركات الإصلاحية ‏هي : الدعوات التي تحرّك قطاعات من البشر لإصلاح ما فسد في الميادين الاجتماعية المختلفة ، ‏انتقالاً بالحياة إلى درجة أرقى في سلّم التطوّر الإنساني .‏
فالإصلاح هو: التغيير إلى الأفضل. والحركات الإصلاحية ‏هي: الدعوات التي تحرّك قطاعات من البشر لإصلاح ما فسد في الميادين الاجتماعية المختلفة، ‏انتقالاً بالحياة إلى درجة أرقى في سلّم التطوّر الإنساني.‏


والإصلاح : تعديل أو تطوير غير جذري في العلاقات الاجتماعية دون المساس بأُسسها .  
والإصلاح أيضاً: تعديل أو تطوير غير جذري في العلاقات الاجتماعية دون المساس بأُسسها.  


‏والإصلاح الإسلامي : إحدى الوجوه المرادة في تقويم الاعوجاج وإقامة الأود الحاصل في الكيان ‏الإسلامي نتيجة الظروف المحيطة به والتحدّيات التي تواجهه . ولا يخفى أنّ ذلك يحتاج إلى سعي ‏حثيث وبذل للجهود ، فضريبة الإصلاح هي الاضطهاد ، على حدّ تعبير الأُستاذ [[عبد الوهاب حمّودة]] ‏المصري .‏
‏=إطلالة على الإصلاح الإسلامي=


ولا يفرّق بين الإصلاح وبين مصطلح الثورة في مستوى التغيير وشموله ، وإنّما من حيث ‏الأُسلوب في التغيير وزمن التغيير ، فكلاهما إسلامي ،  يعني التغيير الشامل والعميق ، لكنّ الثورة ‏تسلك سبل العنف غالباً والسرعة في التغيير ، في حين تتمّ التغييرات الإصلاحية بالتدريج ، وكثيراً ما ‏تعطي الثورة الأولوية لتغيير الواقع ، في حين تبدأ مناهج الإصلاح عادةً بتغيير الإنسان وإعادة صياغة ‏نفسه وفق الدعوة الإصلاحية ، وبعد ذلك ينهض هذا الإنسان بتغيير الواقع وإقامة النموذج الإصلاحي ‏الجديد .‏
الإصلاح الإسلامي: إحدى الوجوه المرادة في تقويم الاعوجاج وإقامة الأود الحاصل في الكيان ‏الإسلامي نتيجة الظروف المحيطة به والتحدّيات التي تواجهه. ولا يخفى أنّ ذلك يحتاج إلى سعي ‏حثيث وبذل للجهود، فضريبة الإصلاح هي الاضطهاد، على حدّ تعبير الأُستاذ [[عبد الوهاب حمّودة]] المصري.‏


ولذلك وصفت رسالات الرسل ( عليهم الصلاة والسلام ) بأنّها دعوات إصلاح ، فيقول رسول الله ‏شعيب (عليه السلام) : ( إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ ) ( سورة هود : 88 ) .‏
ولا يفرّق بين الإصلاح وبين مصطلح الثورة في مستوى التغيير وشموله، وإنّما من حيث ‏الأُسلوب في التغيير وزمن التغيير، فكلاهما إسلامي، يعني التغيير الشامل والعميق، لكنّ الثورة ‏تسلك سبل العنف غالباً والسرعة في التغيير، في حين تتمّ التغييرات الإصلاحية بالتدريج، وكثيراً ما ‏تعطي الثورة الأولوية لتغيير الواقع، في حين تبدأ مناهج الإصلاح عادةً بتغيير الإنسان وإعادة صياغة ‏نفسه وفق الدعوة الإصلاحية، وبعد ذلك ينهض هذا الإنسان بتغيير الواقع وإقامة النموذج الإصلاحي ‏الجديد.‏


ومن هنا يتبيّن أنّ المصلح هو : المزيل للفساد والعداوة ، والآتي بما هو صالح ونافع ، والمسالم ‏والمصافي ، والمستقيم المؤدّي لواجباته .
ولذلك وصفت رسالات الرسل (عليهم الصلاة والسلام) بأنّها دعوات إصلاح، فيقول رسول الله ‏شعيب (عليه السلام): (إِنْ أُرِيدُ إِلّا الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ) (سورة هود: 88).‏
 
ومن هنا يتبيّن أنّ المصلح هو: المزيل للفساد والعداوة، والآتي بما هو صالح ونافع، والمسالم ‏والمصافي، والمستقيم المؤدّي لواجباته.
   
   
وهذا هو ديدن المصلحين في [[الأُمّة الإسلامية]] ، إلاّ أنّه قلّ أن ‏تجد مصلحاً أو مرشداً إلاّ لقيته قد ضاق من الاضطهاد ألواناً ، وأصاب من العنت والشقاء ضروباً ، ‏وليست هذه السنّة ـ أي : سنّة الاضطهاد والشقاء ـ وقفاً على رسل الله وأنبيائه ، بل هي مطّردة في ‏جميع المجاهدين لإصلاح البشرية، الذين يحاربون المفسدين للنظم الاجتماعية الصحيحة ، ويكافحون ‏شرور الطغيان ، ويعملون على هدم صروح البغي والتفرقة والعدوان في أيّ عصر كانوا وإلى أيّ أُمّة ‏انتسبوا .‏
وهذا هو ديدن المصلحين في [[الأمّة الإسلامية]]، إلّا أنّه قلّ أن ‏تجد مصلحاً أو مرشداً إلّا لقيته قد ضاق من الاضطهاد ألواناً، وأصاب من العنت والشقاء ضروباً، ‏وليست هذه السنّةـ أي: سنّة الاضطهاد والشقاءـ وقفاً على رسل الله وأنبيائه، بل هي مطّردة في ‏جميع المجاهدين لإصلاح البشرية، الذين يحاربون المفسدين للنظم الاجتماعية الصحيحة، ويكافحون ‏شرور الطغيان، ويعملون على هدم صروح البغي والتفرقة والعدوان في أيّ عصر كانوا وإلى أيّ أُمّة ‏انتسبوا.‏


يقول الدكتور [[محمّد عمارة]] : « والناظر في تاريخ المجتمعات الإنسانية يرى سلسلة من التدافع بين ‏دعوات الإصلاح وحركاته وبين الفساد والإفساد في تلك المجتمعات ، وعلى سبيل المثال: نجد الحركة ‏الإصلاحية التي قادها [[جمال الدين الأفغاني]] منذ النصف الثاني للقرن التاسع عشر بدءاً من [[مصر ‏]] وشمولاً لكلّ العالم الإسلامي تمثّل إحياءً وتجديداً للفكر الإسلامي بالعودة إلى منابعه الجوهرية: [[القرآن ‏الكريم]] ، و[[السنّة النبوية]] الصحيحة ، ومناهج السلف الصالح » .‏
يقول الدكتور [[محمّد عمارة]]: «والناظر في تاريخ المجتمعات الإنسانية يرى سلسلة من التدافع بين ‏دعوات الإصلاح وحركاته وبين الفساد والإفساد في تلك المجتمعات، وعلى سبيل المثال: نجد الحركة ‏الإصلاحية التي قادها [[جمال الدين الأفغاني]] منذ النصف الثاني للقرن التاسع عشر بدءاً من [[مصر ‏]] وشمولاً لكلّ العالم الإسلامي تمثّل إحياءً وتجديداً للفكر الإسلامي بالعودة إلى منابعه الجوهرية: [[القرآن ‏الكريم]]، و[[السنّة النبوية]] الصحيحة، ومناهج السلف الصالح».‏


وقد قدّم بعض هؤلاء المجدّدين مشاريع لعملهم ، يمكن تلخيصها فيما يلي :‏
=أطروحات دعاة الإصلاح=


‏1 ـ نقد ورفض الجمود والتقليد ، سواء أكان هذا التقليد للسلف وجموداً على تراثهم ، أم تقليد ‏الغرب والجمود على الثقافة الحداثية للتغريب .
قد قدّم بعض هؤلاء المجدّدين أطروحات ومشاريع لعملهم، يمكن تلخيصها فيما يلي:


‏2 ـ التجديد الذي يؤدّي إلى تحرير الفكر من القيود ، وفهم الدين على طريقة سلف الأُمّة قبل ‏ظهور الخلاف ، والرجوع في كسب معارف الدين إلى ينابيعها الأُولى ، واعتبار الدين من ضمن ‏موازين العقل البشري ، وإصلاح أساليب اللغة العربية ، والتمييز بين ما للحكومة من حقّ الطاعة ‏على الشعب ، وما للشعب من حقّ العدالة على الحكومة .‏
‏1 ـ نقد ورفض الجمود والتقليد، سواء أكان هذا التقليد للسلف وجموداً على تراثهم، أم تقليد ‏الغرب والجمود على الثقافة الحداثية للتغريب.‏


‏3 ـ الإصلاح بالإسلام ، لا بالمشاريع الغريبة على البيئة الإسلامية .‏
‏2 ـ التجديد الذي يؤدّي إلى تحرير الفكر من القيود، وفهم الدين على طريقة سلف الأُمّة قبل ‏ظهور الخلاف، والرجوع في كسب معارف الدين إلى ينابيعها الأُولى، واعتبار الدين من ضمن ‏موازين العقل البشري، وإصلاح أساليب اللغة العربية، والتمييز بين ما للحكومة من حقّ الطاعة ‏على الشعب، وما للشعب من حقّ العدالة على الحكومة.‏


‏4 ـ [[الوسطية]] الإسلامية التي برِئت من [[الغلو]] والإغراق في المادّية أو في الروحانية .‏
‏3 ـ الإصلاح بالإسلام، لا بالمشاريع الغريبة على البيئة الإسلامية.‏


‏5 ـ العقلانية المؤمنة التي تجمع بين العقل والنقل .‏
‏4 ـ [[الوسطية]] الإسلامية التي برِئت من [[الغلو]] والإغراق في المادّية أو في الروحانية.‏


‏6 ـ الوعي بسنن الله الكونية التي تحكم عوالم المخلوقات ، وجعل هذه السنن علماً من العلوم ‏المدوّنة .‏
‏5 ـ العقلانية المؤمنة التي تجمع بين العقل والنقل.‏


‏7 ـ الدولة في الإسلام مدنية ـ إسلامية ، لا كهنوتية ولا علمانية
‏6 ـ الوعي بسنن الله الكونية التي تحكم عوالم المخلوقات، وجعل هذه السنن علماً من العلوم ‏المدوّنة.‏


‏8 ـ [[الشورى]] ، أي : مشاركة الأُمّة في صنع القرارات .
‏7 ـ الدولة في الإسلام مدنية ـ إسلامية، لا كهنوتية ولا علمانية.  


‏9 ـ العدالة الاجتماعية التي تحقّق التكافل الاجتماعي بين الأُمّة كلّها .‏
‏8 ـ [[الشورى]]، أي: مشاركة الأُمّة في صنع القرارات.‏


‏10 ـ إنصاف المرأة لتشارك الرجل في القيام بفرائض وتكاليف العمل العامّ (‏6‏).‏
‏9 ـ العدالة الاجتماعية التي تحقّق التكافل الاجتماعي بين الأُمّة كلّها.‏


(‏6) نقل عن د.محمّد عمارة في المعجم الوسيط للساعدي ج1 ،ص93 .
‏10 ـ إنصاف المرأة لتشارك الرجل في القيام بفرائض وتكاليف العمل العامّ(‏2‏).


وراجع لجميع ما تقدّم موسوعة أعلام الدعوة والوحدة والإصلاح ج1 ،ص13-26 .
(‏2) نقل عن د.محمّد عمارة في المعجم الوسيط للساعدي ج1 ،ص93.


وراجع أيضاً موسوعة أعلام الدعوة والوحدة والإصلاح ج1 ،ص13-26.


=المصدر=
=المصدر=


1.البيّنات .
1.القاموس المحيط.
 
تأليف: عبد القادر مصطفى المغربي(ت 1956 م)\نشر :المطبعة السلفية ومكتبتها-القاهرة\1344ه .
 
2.رجال الفكر والدعوة في الإسلام .
 
تأليف: أبي الحسن الندوي (ت 1420ه)\نشر : دار ابن كثير-دمشق وبيروت\الطبعة الثانية-1425ه .
 
3.القاموس المحيط .
 
تأليف : محمّد بن يعقوب الفيروزآبادي (ت817ه)\نشر : دار الجيل-بيروت .
 
4.المصباح المنير .
 
تأليف : أحمد بن محمّد الفيومي (ت 770ه)\نشر : دار الفكر-بيروت .


5.المعجم الوسيط فيما يخصّ الوحدة والتقريب .
تأليف: محمّد بن يعقوب الفيروزآبادي (ت817ه)\نشر: دار الجيل-بيروت.


تأليف : محمّد جاسم الساعدي\نشر : المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية-طهران\ الطبعة الأولى-1431ه .
2.المصباح المنير.


6.موسوعة أعلام الدعوة والوحدة والإصلاح .
تأليف: أحمد بن محمّد الفيومي (ت 770ه)\نشر: دار الفكر-بيروت.


تأليف : محمّد جاسم الساعدي\نشر : المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية-طهران\ الطبعة الأولى-1431ه .
3.المعجم الوسيط فيما يخصّ الوحدة والتقريب.


7.موسوعة الحضارة الإسلامية .
تأليف: محمّد جاسم الساعدي\نشر: المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية-طهران\الطبعة الأولى-1431ه.


تأليف : مجموعة من الباحثين\نشر : المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية-القاهرة\1426ه .
4.موسوعة أعلام الدعوة والوحدة والإصلاح.


[[تصنيف:الإصلاح]]
تأليف: محمّد جاسم الساعدي\نشر: المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية-طهران\الطبعة الأولى-1431ه.


[[تصنيف:التجديد]]
[[تصنيف: الإصلاح]]
[[تصنيف:الإسلام]]
[[تصنيف: التجديد]]
[[تصنيف: الإسلام]]
٢٬٧٩٦

تعديل