جریر بن عبدالله
جرير بن عبد اللّه: قدم على رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) في العام الذي توفّي فيه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم)، فبايعه وأسلم. ثم شهد حرب القادسية، ثم نزل الكوفة. ولما قدم أمير المؤمنين علي (عليه السّلام) الكوفة بعد وقعة الجمل، كتب إلى جرير وكان عاملًا لعثمان على هَمَدان يدعوه إلى البيعة، فكتب إليه جرير جواب كتابه بالطاعة.
جرير بن عبد اللَّه (... ــ 54ق)
ابن جابر البَجَلي القَسْري، أبو عمرو، وقيل: أبو عبد اللَّه. قدم على رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) في العام الذي توفّي فيه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم)، فبايعه وأسلم. [١]
من روی عنه ومن رووا عنه
روى عن النبي (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم)، وعن عمر بن الخطاب. روى عنه ابناه: أيوب والمنذر، وأنس بن مالك، وشهر بن حوشب، والشعبي، وغيرهم. عُدّ من المقلَّين من الصحابة فيما رُوي عنه من الفتيا.
معيته مع الإمام علي
شهد حرب القادسية، ثم نزل الكوفة. ولما قدم أمير المؤمنين علي - عليه السّلام الكوفة بعد وقعة الجمل، كتب إلى جرير وكان عاملًا لعثمان على هَمَدان يدعوه إلى البيعة، فكتب إليه جرير جواب كتابه بالطاعة[٢] ثم أقبل إلى الكوفة فبايعه.
بعثه الإمام علی - عليه السّلام رسولًا إلى معاوية يدعوه إلى الدخول فيما دخل فيه المهاجرون والأنصار من طاعته، فلما قدم جرير على معاوية ماطله واستنظره[٣] وكتب معاوية إلى علي - عليه السّلام أن يجعل له الشام ومصر جباية، وألَّا يجعل لَاحد من بعده في عنقه بيعة.
فكتب الامام - عليه السّلام - إلى جرير: أمّا بعد: فانّما أراد معاوية ألَّا يكون لي في عنقه بيعة وأن يختار من أمره ما أحبّ وأراد أن يُريثك ويبطئك حتى يذوق أهل الشام، وأنّ المغيرة بن شعبة قد كان أشار عليّ أن استعمل معاوية على الشام وأنا حينئذ بالمدينة فأبيت ذلك عليه، ولم يكن اللَّه ليراني اتخذ المضلَّين عَضُداً، فإنّ بايعك الرجل، وإلَّا فأقبل والسلام.
وكان معاوية يدافع جريراً بالبيعة حتى ذاق الشام حسب تعبير الإمام ( عليه السّلام ).
ثمّ قدم جرير على أمير المؤمنين (عليه السّلام)، وأخبره خبر معاوية واجتماع أهل الشام على قتاله، ويُروى أنّ مالك الأَشتر عنّف جريراً، وأزرى عليه موقفه من معاوية، فخرج جرير إلى قرقيسياء[٤] فيما قيل، ولم يشهد صفين.
وفاته
توفّي بقرقيسياء، وقيل بالشَّراة ( السراة ) [٥] في سنة إحدى أو أربع وخمسين.
المصادر
- ↑ وقعة صفين لنصر بن مزاحم 18 و 32، الطبقات الكبرى لابن سعد 6- 22، التأريخ الكبير 2- 211، المعارف 166، الكنى و الأَسماء للدولابي 84، الجرح و التعديل 2- 502، اختيار معرفة الرجال 584، مشاهير علماء الامصار 76 برقم 275، الثقات لابن حبّان 3- 54، المعجم الكبير للطبراني 2- 290، المستدرك للحاكم 3- 464، أصحاب الفتيا من الصحابة و التابعين 48 برقم 14، جمهرة أنساب العرب 139، رجال الطوسي 13 و 36، الإستيعاب 1- 243، صفة الصفوة 1- 740، اللباب 1- 121، أسد الغابة 1- 279، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 3- 70، تهذيب الاسماء و اللغات 1- 147، الرجال لابن داود 61، رجال العلّامة الحلي 36، تهذيب الكمال 4- 533، سير أعلام النبلاء 2- 530، العبر للذهبي 1- 740، تاريخ الإسلام للذهبي (عهد معاوية (185، الوافي بالوفيات 11- 75، البداية و النهاية 8- 57، الجواهر المضيئة 2- 416، تهذيب التهذيب 2- 73، تقريب التهذيب 1- 127، تنقيح المقال 1- 210 برقم 1714، أعيان الشيعة 4- 71.
- ↑ و ذكر ابن أبي الحديد أنّ جريراً قام في أهل همدان خطيباً بعد ورود كتاب عليّ- عليه السّلام- إليه ثم قال: أتانا كتاب عليٍّ فلم؛ نرُدّ الكتاب بأرض العجَمْ. و لم نعصِ ما فيه لما أتى؛ و لما نُذمَّ و لما نُلَمْ. فصلی الإله على أحمد؛ رسول المليك تمام النعمْ. رسول المليك ومن بعده؛ خليفتنا القائم المُدَّعَمْ. علياً عنيتُ وصيَّ النبيّ؛ نجالد عنه غواةَ الأُمم
- ↑ انظر تاريخ الطبري: 3- 560 طبع مؤسسة الاعلمي.
- ↑ وهي بلد على نهر الخابور قرب رحبة مالك بن طوق على ستة فراسخ و عندها مصب الخابور في الفرات. معجم البلدان.
- ↑ الشَّراة: صقع بالشام بين دمشق و مدينة الرسول. و الشراة أيضاً جبل شامخ من دون عُسفان. أمّا السّراة: فهي الجبال و الأَرض الحاجزة بين تهامة و اليمن، و هي باليمن أخص.