عماد مغنية
Moghniye.jpg
الإسم الکاملعماد مغنية
التفاصيل الذاتية
الولادة1962 م، ١٣٨١ ق، ١٣٤٠ ش
مكان الولادةلبنان
الوفاة1984 م، ١٤٠٣ ق، ١٣٦٢ ش
یوم الوفاة2008 م
مكان الوفاةسوريا
الدينالاسلام، الشيعة
النشاطاتمن أبرز القادة العسكريين في المقاومة الإسلامية اللبنانية، حزب الله

الشهيد الحاج عماد فايز مغنية المعروف ب الحاج رضوان هو من أبرز القادة العسكريين في المقاومة الإسلامية اللبنانية، حزب الله، بدأ نضاله ضمن صفوف حركة فتح وكان أحد المتعاونين في «القوة 17» التابعة لحركة فتح، وهي القوة العسكرية الخاصة، كانت تتولى حماية قيادات حركة فتح، وبعد خروج قوات منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان عام 1982 انتقل مغنية إلى حركة أمل، ولم يمكث بها طويلا إلى أن التحق عام 1983 بالمقاومة الإسلامية في لبنان، ولعب دورا في بدايات تأسيس حزب الله، وكان من المقربين من العلامة السيد محمَّد حسين فضل الله حيث عمل على رأس أمن السيد بعد محاولة اغتياله عام 1980 وفي عام 2006 قاد العمليات الميدانية للمقاومة وكان له الدور الأبرز في عملية أسر الجنديين الإسرائيليين على الحدود والتي تبعها انتصاراً آخر بعد 33 يوماً، اغتاله الموساد الإسرائيلي بعد أكثر من 25 عاماً من الملاحقة الاستخباراتية الأميركية – الإسرائيلية والغربية للوصول اليه، حيث استشهد عام 2008 في سيارة مفخخة في دمشق وبعد عدة محاولات فاشلة لاغتياله أودت بحياة أخويه جهاد وفؤاد. لقبّه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله “قائد الانتصارين” وقال يوم تأبينه:”حق الحاج عماد مغنية الشهيد على هذه الأمة أن تعرفه من اجلها لا من اجله، وحقه على الأمة ان تنصفه من اجلها لا من اجله، وحقه على الأمة أن تستلهم روحه ودرسه وجهاده من اجلها لا من اجله”، وتوجه “لإسرائيل” بالقول: ” في أي حرب مقبلة لن ينتظركم عماد مغنية واحد، ولا عدة آلاف من المقاتلين. لقد ترك لكم عماد مغنية خلفه عشرات الآلاف من المقاتلين المدربين المجهزين الحاضرين للشهادة”.

نشأته

ولد الشهيد عماد مغنية المعروف ب (الحاج رضوان) في 7 / 12 / 1962 م في مدينة صور جنوب لبنان، أبوه فايز مغنية، له شقيقان شهيدان هما: جهاد وفؤاد مغنية، ترعرع في كَنَف أُسرةٍ جنوبيةٍ متواضعةٍ ومتدينة، إذ ورث من أبُيه وأُمَه التديُّن، ومحبَّة آل البيت (ع) منذ صِغَره.كان الحاج عماد مُميَّزاً في طفولته، كما كان مُميَّزاً في شبابه حتى استشهاده، عُرِفَ عنه تَديُّنه ووَرَعُه وكثرة مزاحه، ومَحَبَّةُ الآخرين، لضيق العيش، انتقلت عائلة الحاج فايز مغنية إلى ضاحية بيروت الجنوبية، واستقرَّت في بلدة الشَيَّاح، إحدى بلدات الضاحية التي خَرَّجَت الكثير من شهداء وكوادر المقاومة، بقي في بيروت خلال حصارها، وبعد دخول العدو الصهيوني إلى عددٍ من أحيائها، وكان من المجاهدين الذين عملوا بِصَمتٍ ضِدَّ هذا العدو، وكبَّدهم خسائر حملوها معهم بعد تقهقرهم عن بيروت.لم يَكتَفِ الحاج عماد بخروج الإسرائيليين من بيروت، فلاحقهم جنوباً، وكان من أوَّل المؤسِّسين للعمل المقاوم ضد العدو الصهيوني ، إذ انتقل ورفاقه للانخراط في صفوف المقاومة منذ بدايات تأسيسها عام 1982، فكان الحاج رضوان الذي عُرِفَ عنه قائداً ومخططاً ومهندساً عسكرياً وأمنياً، يَقَفَ وراء العديد من العمليات الجهادية ضِدَّ الإسرائيليين، تخطيطاً وتنفيذاً.[١].

دراسته

دخل المدرسة الابتدائية في بيروت والمتوسطة وكذلك الثانوية، ثم دخل بعد ذلك إلى الجامعة الأمريكية في بيروت، سافر في أوائل الثمانينات إلى قم فتلقى العلوم الدينية والحوزوية [٢].

علاقته مع المقاومين الفلسطينين

في مطلع شبابه بدأ نشاطه الأمني منتسبا إلى حركة التحرير الفلسطينية (فتح) عندما كانت في لبنان، وكان مع حلول 1982 أحد كبار الضباط في قوة مكلفة بحماية قادتها الذين كان من بينهم ياسر عرفات. ولكن بعد اتفاقية أوسلو سردت علاقتها مع الفتح وبدء العمل مع حركات اسلامية فكان له علاقة خاصة مع قيادات حماس والجهاد الإسلامي. كان حازماً في توفير الدعم المالي والإعلامي لانتفاضتي فلسطين ونسج علاقة متينة مع الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي، الأمين العام السابق لحركة الجهاد. ثم ارتبط الحاج عماد بعلاقة وثيقة مع الدكتور رمضان عبد الله شلح الأمين العام للجهاد بعد الشقاقي، وبنى علاقات استثنائية مع قيادات حماس في الداخل والخارج، حتى إن البعض لا يعرف ربما، أن الحاج عماد، قبيل استشهاده بساعات، كان في اجتماع مع زعيم حماس خالد مشعل في حضور قياديين من الحركة في دمشق. بعد استئناف التواصل مع أبو عمار، لم يغفل الحاج عماد الحاجة إلى حضور مباشر لمقاومين في الميدان. كان بالإضافة الى تعاون وثيق ومميز مع حماس والجهاد، يعمل على تأمين انتقال كوادر ومقاتلين من داخل فلسطين الى سوريا ولبنان وإيران لإخضاعهم لدورات عسكرية ومنحهم المعرفة والخبرة والدراسات اللازمة، ثم العمل على إعادتهم إلى الأراضي المحتلّة. وقد طوّرت قوى المقاومة في فلسطين آليات النقل هذه، برغم الحصار الذي كان النظام الأمني لحسني مبارك يفرضه عليهم.

وعندما كان الحاج عماد يشعر بالحاجة إلى الحضور المباشر، لم يكن يتردد في إرسال مَن يجب إرساله إلى الأراضي المحتلة. وقد نجحت إسرائيل، مرتين على الأقل، في كشف مقاومين من حزب الله واعتقالهم، سواء بجهود منها، أو بجهود عملاء لها داخل أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، أو بسبب أخطاء واجهت المقاومين أنفسهم. لكن الحاج لم يكن يترك هؤلاء يعيشون لوقت طويل في السجون، وكان سعيه الدائم إلى تنفيذ عمليات أسر لجنود العدو، يقوى بحافز إطلاق هؤلاء الكوادر. وقد مثّل تطور عمل حماس والجهاد الاسلامي داخل فلسطين المحتل، ونشوء العديد من التشكيلات النضالية والجهادية دافعاً مهمّاً للحاج عماد إلى التطوير، وتفرغ لإعداد الخطط والبرامج لدعم هذه الفصائل داخل فلسطين. وقد شرع في توفير مستلزمات مواجهة العدو تدريباً وتسليحاً ودعماً لوجستياً ومادياً، فأنشأ داخل المقاومة الإسلامية تشكيلاً خاصاً لفلسطين، وفّر له المستلزمات المطلوبة، وكان همّه تدريب الشباب الفلسطيني وإيصال السلاح إلى فلسطين، ولعله في داخله كان يردّ بعضاً من الجميل لرفاق الأمس الذين أمدّوه بالسلاح عند انطلاقة المقاومة الإسلامية في لبنان. بعد توفير المقوّمات الأساسية للصمود العسكري على مستوى السلاح الخفيف والمتوسط لكل من حماس والجهاد وكتائب شهداء الأقصى وكتائب العودة واللجان الشعبية وكتائب أبو الريش وغيرها من الفصائل المقاومة، شرع الحاج عماد بتنفيذ قرار قيادة المقاومة الإسلامية توفير الدعم المفتوح للمقاومة في فلسطين.

ووفّرت سوريا وإيران الدعم الإضافي والاستراتيجي، وشرع بتمكين المقاومين في فلسطين من إنتاج القدرة النوعية لمواجهة العدو سعياً إلى تحقيق توازن تكتيكي ونوعي مع العدو. ولم يكن يغفل عن بناء التشكيلات والتخصصات، كالمشاة وسلاح الهندسة والقناصة والوحدة المضادة للدروع والقوة الصاروخية، فضلاً عن بناء تشكيلات منظمة ونموذجية لخوض حرب عصابات مع جيش العدو. حتى إن قيادياً رفيعاً في كتائب عز الدين القسّام قال إن الحاج عماد كان شريكنا في حرب غزة. لم يكن الحاج عماد يفرّق بين مقاوم وآخر. لم يدع سبيلاً الى فلسطين إلّا سلكه غير آبه بكل اللّاءات والممنوعات التي كانت تطوّق فلسطين قبل الأطواق المفروضة من العدو أسلاكاً وجدراناً، فلا عباب البحر ردّه ولا أمواجه العاتية، ولا وعورة الأرض والجبال والوديان حالت دون إيصال السلاح إلى فلسطين من فوق الأرض ومن… تحتها.[٣].

علاقته مع حزب الله

بعد خروج حركة التحرير الفلسطينية من لبنان عام 1982م التحق الشهيد مغنية بمجاهدين حركة أمل. ثم بعد ذلك إلتحق المقاومة الإسلامية حزب الله، وكان عماد مغنية من المؤسسين الأوائل لحزب الله. ثم أصبح قائد العمليات الخاصة في حزب الله، كما إنه كان قائد العمليات العسكرية في حرب تموز عام 2006 م، التي استمرت ثلاثة وثلاثين يوما، حيث وضعت الحرب أوزارها بانتصار حزب الله [٤].

اميريكا أدرجه في صدارة قائمة المطلوبين

وفي عام 1982، بتهمة قيادته ثلاث عمليات، جعلته في صدارة قائمة المطلوبين من قبل الولايات المتحدة وفرنسا. والعمليات كانت: تفجير السفارة الاميركية في بيروت في أبريل (نيسان) 1983 والتي اسفرت عن مقتل 63 اميركيا، وتفجير مقر قوات المارينز الاميركية في بيروت، الذي أودى بحياة 241 أميركيا، وتفجير معسكر الجنود الفرنسيين في البقاع، والذي اسفر عن مقتل 58 فرنسيا. ووصفت المصادر الأميركية بأنه أكبر شخص على كوكب الأرض قتل أميركيين،وعينت جائزة لمن يدل عليه والتي ارتفعت من 5 مليون دولار إلى 25 مليون دولار بعد أحداث سبتمبر 2001، عندما كان اسمه على رأس قائمة من 22 اسم وزعتها الولايات المتحدة،[٥].

إستشهاده

مساء 12/2/2008، كان الحاج عماد في سوريا. أنهى للتو اجتماعات مع أرفع القيادات الفلسطينية المقيمة في دمشق. كان البحث مخصصاً لدراسة سبل تطوير قدرات المقاومة الفلسطينية داخل فلسطين وغزة على وجه الخصوص. بعد العاشرة ليلاً بنحو ربع ساعة، غادر الحاج عماد شقة في أحد مباني حي كفرسوسة. نزل منفرداً وتوجه سيراً على الأقدام نحو سيارته التي كان قد ركنها في باحة واسعة مساحتها تبلغ حوالى 800 متر مربع تقع قبالة مجموعة من الأبنية، وتستخدم موقفاً للسيارات. عند الساعة العاشرة والثلث، دوى انفجار. هرع البعض الى المكان، بمن فيهم من كان الحاج برفقتهم في تلك الشقة، ليتبيّن أنه استشهد على الفور. عندما وصل الحاج عماد مغنية إلى خارج بوابة المبنى، وعلى بعد 9 أمتار تقريباً من سيارة من نوع جيب ميتسوبيشي «باجيرو» رصاصية اللون موديل 2006، كانت مركونة عند أقرب نقطة من بوابة المبنى، وقع الانفجار الذي أدى إلى استشهاده بمفرده على الفور. [٦].

التلفزيون والإذاعة الرئيسية في« إسرائيل» الإعلان عن مقتل مغنية فور نشره في نشرات إخبارية خاصة، ووصفته بأنه “أخطر إرهابي في الشرق الأوسط منذ 30 سنة”. وعنون موقع “واي-نت” التابع لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية تقريره: “تمت تصفية الحساب: عماد مغنية تمت تصفيته في دمشق” وقالت وزارة الخارجية الأمريكية أن: العالم بات أفضل بدونه. فيما بعد، ظهرت تقارير صحفية في صحيفة صانداي تايمز البريطانية نقلا عن مصادر استخبارتية إسرائيلية تفيد بأن عملاء للموساد نفذوا عملية الاغتيال بتفخيخ سيارة مغنية عن طريق استبدال مسند رأس مقعد السائق في سيارة عماد مغنية بمسند يحتوي على شحنة متفجرات قليلة لكنها شديدة الانفجار بالتعاون مع أجهزة استخبارات عربية قد تكون جمعت معلومات عن تحركات مغنية وقدمتها للموساد . نقلت الجزيرة عن جريدة “صنداي تايمز” البريطانية أنه في اليوم الذي دفن فيه مغنية استدعى رئيس الوزراء« الإسرائيلي» إيهود أولمرت مدير الموساد إلى بيت إجازته بالجليل، وتقول مصادر مطلعة إنه أثنى عليه ووعده بأن يحتفظ بمنصبه حتى نهاية العام 2009. [٧].

ابو مهدي المهندس يتحدث عنه

الشهيد ابو مهدي المهندس كان له علاقة خاصة مع الشهيد عماد مغنية وقد بعث رسالة بمناسبة زكراه العاشر: اما بعد فقط بعثتُ اليكم عبدا من عباد الله لا ينام ايام الخوف و لا ينكل عن الاعداء ساعات الروع اشد على الفجار من حريق النار وهو مالك ابن الحارث الاشتر هكذا كان عماد عندما اتحدث عن عماد اتحدث عن مدرسة، عماد الذي عشتُ معهُ قرابة العشرين عام عماد الذي عملتُ معهُ بحوالي ربع قرن ليس الموقف سهلاً عند الحديث عن عماد كان عماداً للمقاومة و عماداً للتضحية وخيمة للمجاهدين في كل السوح دورة هو التأسيس و التدريب و الدعم و اعطاء كل ما استطاع و كل ما عندهُ لكل من يتحمل في هذة الساحة في لبنان بنا المقاومة هو و اخوتة و في العراق و نحن في بغداد و بعد 10 سنوات نقيم لأول مرة احتفالاً بذكراه ذكرى هذا الراحل العظيم هذه المدرسة الكبيرة السلام عليكَ اخي و عزيزي و صديقي و رفيقي عماد يوم ولدت و يوم جاهدت و يوم استشهدت. [٨].

شخصيته في نظر الفريق الشهيد قاسم سليماني

الشهيد الفريق قاسم سليماني كان له علاقة خاصة مع الشهيد الحاج عماد مغنية وفي لقاء تلفيوزوني يتحدث عنه ويقول: الحق أن الشهيد عماد مغنية كان لواءً بالمعنى الحقيقي للكلمة. كان لواءً في ساحة الحرب صفاته أشبه بصفات مالك الأشتر. وقلت عند استشهاده لاحقاً، وهذا الكلام ليس في مكانه الآن، [عند استشهاده] حصلت نفس الحالات والعبارات التي حصلت لسيدنا أمير المؤمنين عند استشهاد مالك، أي أنّ حالة حزن وهمّ استثنائي استولت على الإمام، حتى أنه بكى فوق المنبر وقال: «مَالِكٌ وَمَا مَالِكٌ، وَاَللَّهِ لَوْ كَانَ جَبَلاً لَكَانَ فِنْداً وَلَوْ كَانَ حَجَراً لَكَانَ صَلْداً لاَ يَرْتَقِيهِ اَلْحَافِرُ وَلاَ يُوفِي عَلَيْهِ اَلطَّائِرُ» ثم قال هذه العبارة المهمة للغاية وهي أن مالك كان لي كما كنت لرسول الله. وقد كان الحال نفسه بالنسبة لعماد مغنية، أي إن عماد كان بالنسبة للمقاومة بمثل هذه المكانة، وقلت إنني لو أردت أن أتجاوز هذه الأعراف السائدة عندنا فيجب أن أشبهه بمالك في عبارة الإمام أمير المؤمنين عنه. قال فلتلد النساء حتّى يلدن مثل مالك. لقد كان عماد مثل هذه الشخصية. لقد كان يتولّى إدارة الكثير من المهمات والساحات الصعبة وكانت إدارة هذه العمليات الخاصة على عاتقه وكان يشرف عليها ويديرها عن قرب. [٩].

كلمة السيد حسن نصر الله في تشييعه

قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في تشييع القائد مغنية يوم 14-2-2008 “إذا كان دم الشيخ راغب أخرجهم من أغلب الأرض اللبنانية وإذا كان دم السيد عباس أخرجهم من الشريط الحدودي المحتل باستثناء مزارع شبعا فإنّ دم عماد مغنية سيخرجهم من الوجود إنشاء الله، هذا الكلام ليس للإنفعال وليس من موقع العاطفة بل بلحظة تبصر وتأمل.. أقول للعدو قبل الصديق أنّ الحاج عماد أنجز مع إخوانه كل عمله، وهو اليوم إذ يرحل شهيدا لم يبقِ خلفه إلاّ القليل مما يجب القيام به.. لا وهن ولا ضعف ولا خلل في جسد المقاومة وصف المقاومة، إخوة عماد مغنية سيواصلون طريقه ومشروعه وجهاده.. وليعرف العدو أنّه ارتكب حماقة كبيرة جدا. [١٠].

الهوامش