عيسى أحمد قاسم
الشيخ عيسى أحمد قاسم، رجل ديني وناشط سياسي واجتماعي، منأبرز قادة المعارضة البحرينية ويحظى بتأييد كبير من قبل أتباع المقاومة داخل البحرين وخارجها ويعتبر "الأب الروحي"لثورة الشعب البحريني المعارضةأكمل دراسته الحوزوية في كلّ من حوزة النجف الأشرف وحوزة قم العلمية، ومن تلامذة الشهيد محمد باقر الصدر، وكان عضواً في كل من المجلس التأسيسي والمجلس الوطني البحريني، اسقطت السلطات البحرينية جنسيته في الـ 20 من يونيو/ حزيران 2016، وأثارت بذلك انتقادات دولية وغضبا شعبيا عارماً.
نشأته
وُلد عيسى أحمد قاسم عام 1940 في قرية الدراز شمال غرب المنامة عاصمة البحرين لأسرة شيعية والدها يمتهن الصيد البحري. توفي والده وهو في الرابعة من عمره فرعته أمه وإخوته.
دراسته
تعلم الشيخ عيسى القرآن الكريم في الكتاتيب، وفي عام 1951 م دخل المدراس الحكومية إذ تتلمذ بمدرسة البديع الابتدائية للبنين، وتخرج منها وانتظم بثانوية المنامة وحصل على الشهادة الثانوية وكان ذلك في عام 1958 في عام 1959م انخرط في سلك التدريس فصار معلما لمادتي اللغة العربية والتربية الإسلامية وفي عام 1962م بدأ الشيخ يفكر بجدية في تجنيد نفسه لخدمة الدين الحنيف، فاتجه إلى جانب عمله كمعلم نحو تعلم الفقه على يد السيد علوي الغريفي، وبعد أن أنهى المقدمات الفقهية مثل شرائع الاسلام فكر جدّيا في الهجرة للتحصيل الديني، وما لبث حتى اتخذ قراره الحاسم في الاستقالة من مهمة التعليم ومن ثم الهجرة إلى خارج الوطن.[١].
دراسته الحوزوية
وفي العام 1962 سافر الشيخ إلى النجف الأشرف ودرس في كلية الفقه على يد فقهاء ومنهم "الشهيد السيد محمد باقر الصدر"، ليعود الى البحرين في العام 1969 بعد حصوله على الشهادة العليا في العلوم الإسلامية والشرعية.
وبعد استقلال البحرين عام 1971، شارك الشيخ قاسم بوضع الدستور للبلاد، بعد أن استدعاه جمع من الشخصيات للمشاركة في المجلس التأسيسي، فترشح وفاز بنسبة عالية من الأصوات، وأصبح عضوًا من أعضاء المجلس. كما كان له الدور البارز في ادخال مجموعة من المواد الإسلامية في الدستور. وبعد الانتهاء من وضع الدستور، ترشح للمجلس الوطني، وكان رئيسًا للكتلة الدينية في المجلس إلى أن حُلً عام 1975 بسبب الوضع الأمني السيء في البحرين آنذاك. [٢] وفي العام 1992، هاجر الشيخ إلى الجمهورية الإسلامية ايران لدراسة العلوم الدينية، وتابع دراسته على أيدي كبار العلماء في مدينة قم المقدسة، أمثال:السيد محمود الهاشمي والسيد كاظم الحائري والشيخ فاضل لنكراني وحاز على مرتبة عالية في علوم الفقه والشريعة. ومن ثم عاد إلى البحرين في 8 مارس/ آذار 2001 بعد التصويت على ميثاق العمل الوطني. ليعود في العام 2001 الى وطنه البحرين وسط استقبال حاشد، وقد رافق موكبه جمع كبير من الشعب البحريني.[٣]. بعد عودته وفي عام 2005، أسس الشيخ قاسم "المجلس العلمائي الإسلامي" وتولى رئاسته في الدورة الأولى، إضافة الى مهامه التوعوية والدينية من خلال إمامته لمسجد الإمام الصادق (عليه السلام) في مدينة الدراز..
نشاطاته السياسية والإجتماعية
وشارك الشيخ "عيسى قاسم"، بصفته عضوا في المجلس التأسيسي لوضع دستور للبحرين عام 1971. ومع الشروع في قيام المجلس التأسيسي لوضع دستور دولة البحرين استدعاه جمع في البحرين للقدوم والترشيح لهذا المجلس، وفاز بأعلى الأصوات، وكان له مع المجموعة الإسلامية في المجلس التأثير البارز في إدخال كثير من المواد الإسلامية في الدستور. وفي سنة 1971 رشح نفسه للمجلس الوطني واعتبر نفسه رئيساً للكتلة الدينية في المجلس، حتى تم حل المجلس، كان من أبرز المؤسسين جمعية التوعية الإسلامية في عام 1971م وقد عارض نظام آل خليفة منذ بدء الثورة الشعبية في البحرين عام 2011، وانتقد بشدة الأسرة الحاكمة في البلاد. وتتهمه الحكومة البحرينية بالوقوف وراء المظاهرات في البحرين ومحاولة تأسيس نظام بديل، وقررت وزارة الداخلية في المملكة تجريده، من الجنسية البحرينية، بزعم سعيه "لإثارة الانقسام المذهبي في البلاد". وفي عام 1996 اتهمته السلطات البحرينية بالضلوع في "مؤامرة" لقلب نظام الحكم وتأسيس مجموعة معارضة، وبالوقوف وراء المظاهرات في البحرين، حسب زعمها[٤].
شعبيته
يمتلك الشيخ أكبر قاعدة شعبية في البلاد وتعتبره الأغلبية في البحرين قائدا لها، وله العديد من المواقف الوطنية، كما يحظى الشيخ قاسم بشعبية كبيرة في عموم الخليج الفارسي والمنطقة. وينظر إليه باعتباره طالب بالعدالة الإجتماعية والإصلاح السياسي في البلاد.
إسقاط جنسيته
في عام 2011 انطلقت مسيرات وتظاهرات سلمية كبيرة عمت شوارع البحرين، وكان الشيخ قاسم من أبرز الداعمين لهذه التحركات من خلال مواقفه المعارضة للأسرة الحاكمة وللنظام البحريني. وعلى إثر هذه الأحداث، وفي 20 يونيو/حزيران 2016 أعلنت وزارة الداخلية البحرينية أن مجلس الوزراء أصدر قرارا بالموافقة على إسقاط الجنسية البحرينية عن "المدعو عيسى أحمد قاسم"، وطالبته وعائلته بالخروج الفوري من البلاد، وهددته بالترحيل القسري. وفي العام 2017 أصدرت المحكمة البحرينية حكمها في قضية الشيخ، وأدانته بالسجن لمدة سنة واحدة مع وقف التنفيذ ثلاث سنوات إضافة إلى غرامة مالية بقيمة 100 ألف دينار ومصادرة أموال الخمس في حساباته المصرفية. وانتقد مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشدة هذا القرار وقال إنه "غير مبرر" وفقا للقانون الدولي. وقال مركز البحرين لحقوق الإنسان إن إسقاط الجنسية عن عيسى قرار "اعتباطي"، وإن الخطوة تشكل "ضربة أخرى توجه لحرية التعبير في البحرين" وكذلك انتقد مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشدة هذا القرار وقال إنه "غير مبرر" وفقا للقانون الدولي، كما انتقدت الجمهورية اسلامية وحزب الله اللبناني. [٥].وصفت الولايات المتحدة الأميركية إسقاط البحرين جنسية آية الله قاسم، بأنه قرار تعسفي. التوصيف الأميركي سبقه تحذير للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي أعرب عن قلقه الأسبوع الماضي بسبب حملة القمع التي تشنها المنامة ضد الشعب الأعزل. ومن باكستان أكد مجلس وحدة المسلمين في البلاد أن الحكومة البحرينية الظالمة تجاوزت كل الحدود وأغلقت أبواب الحلول السلمية، وأعرب عن تضامنه الكامل مع الشعب البحريني. [٦].
موقفه من الطوفان الاقصى=
وظائفه ومسؤولياته== وبعد إكماله المرحلة الثانوية انخرط عيسى عام 1959 في سلك التدريس مدرسا لمادتيْ اللغة العربية والتربية الإسلامية. وفي 1972 أسس "جمعية التوعية الإسلامية" فترأسها ثلاث دورات خلال 1972-1983. كما أسس عام 2005 "المجلس الإسلامي العلمائي" الذي ترأسه دورة واحدة، وهو عضو في الهيئة العليا للمجمع العالمي لأهل البيت. [٧].