داود بن نصير
داود بن نصير: ويعرف بـ داود الطائي، كان فقيهاً وزاهداً ذكره أصحاب التراجم والرجال من أهل السنة بالثناء والخير، وقيل في حقه: «لو كان داود في الأُمم الماضية لقصّ اللَّه علينا من خبره». وهو أحد الرواة المشتركين في مصادر أهل السنة و الشيعة، ووثّقه ابن معين والعجلي و ابن حبان و ابن حجر. وعدّه الشيخ الطوسي في أصحاب ورواة الإمام الصادق عليه السلام، من دون أن يذكر له جرحاً أو تعديلاً.
الإسم | أبان بن تغلب |
---|---|
الألقاب وسائر الأسماء | أبان، الإمام المقرئ، العالم الكبير |
الولادة | غير مذكور |
الوفات | سنة 141هـ في الكوفة |
من روى عنهم | روى عن الإمام علي بن الحسين (عليهما السلام)، والإمام الباقر (عليه السلام)، والإمام الصادق (عليه السلام)، وروى عن جماعة، منهم: سُليمان الأعمش، الفضيل بن عُمَير، أبو إسحاق الهمداني و... |
من رووا عنه | روى عنه خلق كثير، منهم: شُعبة بن الحجّاج، إدريس بن يزيد الأودي، سُفيان ابن عُيَيْنَة، أبو الفرج، أبو أيوب، أبو جميلة، ابن أبي عُمَيْر، جميل بن درّاج . |
من رواياته | يروي مسلم بإسناد فيه أبان، عن النبي (صلى الله عليه وآله) أ نّه قال: «لايدخل الجنّة من كان في قلبه مثقال ذرّة من كِبَر» |
الدين والمذهب | الإسلام، التشيع |
النشاطات | أحد الرواة المشتركين بین الشيعة و أهل السنة |
داود بن نُصَيْر (حدود 83 ــ حدود 160ق)
من الرواة المشتركين.[١]
كنيته: أبو سليمان.[٢]
نسبه: الطائي.[٣]
لقبه: الكوفي.[٤]
طبقته: الثامنة.[٥]
كان داود قد شغل نفسه بالعلم، ودرس الفقه وغيره من العلوم، ثم اختار بعد ذلك العزلة لنفسه، وآثر الانفراد والخلوة، ولزم العبادة واجتهد فيها إلى آخر عمره، وقدم بغداد أيام المهدي ثم عاد إلى الكوفة.[٦] يقول أبو نُعَيم الفَضل بن دُكَيْن - وكان تلميذه في الحديث -: «رأيت داود الطائي وكان من أفصح الناس وأعلمهم بالعربية، يلبس قلنسوةً طويلةً سوداء، وكان يختلف إلى أبي حنيفة».[٧]
وذكروا: أنّ محمد بن قحطبة أمير الكوفة قال: احتاج إلى مؤدّبٍ يؤدّب أولادي، حافظ لكتاب اللَّه، عالم بسنّة رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وبالآثار والفقه والنحو والشعر وأيام الناس، فقيل له: مايجمع هذه الأشياء إلّا داود الطائي.[٨]
وإنّما كان سبب زهد داود الطائي أنّه كان يجالس أبا حنيفة، فقال له أبو حنيفة يوماً: أمّا الأداة فقد أحكمناها، فقال داود: فأيّ شيءٍ بقي؟ قال: بقي العمل به، قال: فنازعتني نفسي إلى العزلة والوحدة، فقلت لها: حتّى تجلسي معهم فلاتجيبي في مسألةٍ، قال: فكان يجالسهم سنة قبل أن يعتزل، قال: فكانت المسألة تجيء وأنا أشدّ شهوة للجواب فيها من العطشان إلى الماء فلا أُجيب فيها، قال: فاعتزلتهم بعد، وكان لايخرج من منزله حتّى يقول المؤذّن: قد قامت الصلاة، فيخرج فيصلّي، فإذا سلّم الإمام أخذ نعله ودخل منزله.[٩]
كان داود يعيش في دار ورثها من أُمّه، وكان ينتقل في بيوت الدار، كلّما تخرب بيت من الدار انتقل منه إلى آخر، ولم يعمّره حتّى أتى على عامة بيوت الدار[١٠] وذكروا أنّه عاش 20 سنة من حياته بثلاثمائة درهم فقط.[١١]
وقال أبو الربيع الأعرج: «دخلت على داود الطائي ببيته بعد المغرب، فقرّب إليّ كسيرات يابسة، فعطشت، فقمت إلى دن فيه ماء حارّ، فقلت: رحمك اللَّه، لو اتخّذت إناءً غير هذا يكون فيه الماء، فقال لي: إذا كنت لا أشرب إلّا بارداً، ولا آكل إلّا طيّباً، ولا ألبس إلّا ليّناً، فما أبقيت لآخرتي؟».[١٢]
موقف الرجاليّين منه
ذكره أصحاب التراجم والرجال من أهل السنة بالثناء والخير، فاعتبره سفيان الثوري وأبو نُعَيم الأصفهاني والذهبي وابن حجر من أهل البصيرة، وفقيهاً، وزاهداً.[١٣] وقال محارب بن دثار: «لو كان داود في الأُمم الماضية لقصّ اللَّه علينا من خبره».[١٤]
ووثّقه ابن معين والعجلي وابن حبان وابن حجر.[١٥]
هذا وعدّه الشيخ الطوسي في أصحاب ورواة الإمام الصادق عليه السلام، من دون أن يذكر له جرحاً أو تعديلاً.[١٦] كما واعتبره المامقاني مجهول الحال.[١٧]
من روى عنهم ومن رووا عنه
روى عن جماعة، منهم: هشام بن عُرْوة، حُمَيْد الطويل، سليمان الأعمش، عبدالملك بن عُمَيْر، حبيب بن أبي عَمْرة، إسماعيل بن أبي خالد.[١٨]
وروى عنه جماعة، منهم: إسماعيل بن عُليّة، زافِر بن سليمان، مُصعَب بن المِقْدام، وكيع بن الجرّاح، سُفيان بن عُيَيْنَة، إسحاق بن منصور السَلولي، أبو نُعَيم الفضل بن دكين. وقد أورد رواياته النسائي و الكليني و الطوسي.[١٩]
من رواياته
روى داود بواسطتين عن النبي صلى الله عليه وآله أنّه قال: «تجوّزوا في الصلاة، فإنّ خلفكم الضعيف والكبير وذا الحاجة».[٢٠] وروى أيضاً عنه صلى الله عليه وآله: «إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون صاحبهما، فإنّ ذلك يحزنه».[٢١]
وروى عن أبي سعيد قال: لمّا نزلت «وآت ذا القربى حقّه» دعا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فاطمة فأعطاها فدكاً.[٢٢]
وفاته
توفّي سنة 160 أو 162 أو 165 هـ بالكوفة، في زمان المهدي العباسي، وذكروا في سبب وفاته: أنّه قرأ في إحدى الليالي آيةً حول جهنّم، فبقي الليل كلّه يبكي، حتّى وجدوه ميّتاً عند الصباح.[٢٣]
المصادر
- ↑ الطبقات الكبرى 6: 367، جامع الرواة 1: 309.
- ↑ كتاب الثقات 6: 282، أعيان الشيعة 6: 385، معجم رجال الحديث 8: 135.
- ↑ كتاب التاريخ الكبير 3: 240، تهذيب التهذيب 3: 176، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 3: 157.
- ↑ تهذيب الكمال 8: 455، قاموس الرجال 3: 266.
- ↑ تقريب التهذيب 1: 234.
- ↑ تاريخ بغداد 8: 347، وفيات الأعيان 2: 259.
- ↑ سير أعلام النبلاء 7: 424.
- ↑ تاريخ الإسلام 1: 179، تاريخ بغداد 8: 349.
- ↑ صفة الصفوة 3: 131 - 132، حلية الأولياء 7: 341 - 342.
- ↑ تاريخ بغداد 8: 348، تهذيب الكمال 8: 457.
- ↑ تاريخ بغداد 8: 348.
- ↑ المصدر السابق 350.
- ↑ تهذيب التهذيب 3: 176، حلية الأولياء 7: 335، سير أعلام النبلاء 7: 422، تقريب التهذيب 1: 234.
- ↑ المصادر السابقة.
- ↑ تهذيب التهذيب 3: 176، تقريب التهذيب 1: 234، تاريخ الثقات: 148.
- ↑ رجال الطوسي: 189.
- ↑ تنقيح المقال 1: 416.
- ↑ تهذيب الكمال 8: 455، تهذيب التهذيب 3: 176.
- ↑ تهذيب الكمال 8: 461، الكافي 7: 248، تهذيب الأحكام 10: 135.
- ↑ حلية الأولياء 7: 364.
- ↑ المصدر السابق.
- ↑ شواهد التنزيل 1: 439.
- ↑ الطبقات الكبرى 6: 367، كتاب الثقات 6: 282، تاريخ بغداد 8: 354، طبقات الفقهاء: 142.