محمد رشيد رضا
محمّد رشيد رضا: باحث شهير، وأحد رجال الإصلاح الإسلامي.
الاسم | محمّد رشيد رضا |
---|---|
الاسم الکامل | محمّد رشيد رضا |
تاريخ الولادة | 1865م/1281ق |
محل الولادة | قلمون (لبنان) |
تاريخ الوفاة | 1935م/1354ق |
المهنة | متفکر، مصلح اجتماعی |
الأساتید | محمد عبده |
الآثار | مجلّة «المنار» التي أصدر منها 34 مجلّداً، وتفسير القرآن الكريم، وتاريخ الأُستاذ الإمام الشيخ محمّد عبده، ونداء للجنس اللطيف، والوحي المحمّدي، ويسر الإسلام وأُصول التشريع العامّ، والخلافة، وذكرى المولد النبوي، وررسالة السنّة والشيعة، ومحاورات المصلح والمقلّد |
المذهب | سنی |
الولادة
ولد محمّد رشيد بن علي رضا بن محمّد شمس الدين بن محمّد بهاء الدين بن منلّا علي خليفة القلموني البغدادي الأصل الحسيني النسب سنة 1865 م في «قلمون» من أعمال طرابلس الشام، وتعلّم فيها وفي طرابلس (المدرسة الرشيدية).
النشاطات
تنسّك، ونظم الشعر في صباه، وتعلّم التركية، وأخذ عن حسين الجسر، وكتب في بعض الصحف، ثمّ رحل إلى مصر سنة 1898 م، فلازم الإمام محمّد عبده وتتلمذ له، وكان قد اتّصل به قبل ذلك في بيروت.
ومن بعد ذلك أصدر مجلّة «المنار» لبثّ آرائه في الإصلاح الديني والاجتماعي، وأصبح مرجع الفتيا في التأليف بين الشريعة والأوضاع العصرية الجديدة، على حدّ تعبير الزركلي.
ولما أُعلن الدستور العثماني زار بلاد الشام، وخطب خطبة إصلاحية من على منبر الجامع الأُموي بدمشق، فاعترضه أحد أعدائه، فكانت فتنة عاد على أثرها إلى مصر.
أنشأ مدرسة «الدعوة والإرشاد»، ثمّ قصد سوريا أيّام الملك فيصل بن الحسين، وانتخب رئيساً للمؤتمر السوري، وغادر سوريا سنة 1920 م عند دخول الفرنسيّين إليها، فأقام في مصر مدّة، ثمّ رحل إلى الحجاز والهند وأُوروبّا، وعاد إلى مصر، وتوفّي فجأة في سيّارة كان راجعاً بها من السويس إلى القاهرة سنة 1935 م، ودفن بالقاهرة.
التأليفات
أشهر آثاره: مجلّة «المنار» التي أصدر منها 34 مجلّداً، وتفسير القرآن الكريم، وتاريخ الأُستاذ الإمام الشيخ محمّد عبده، ونداء للجنس اللطيف، والوحي المحمّدي، ويسر الإسلام وأُصول التشريع العامّ، والخلافة، وذكرى المولد النبوي، وررسالة السنّة والشيعة، ومحاورات المصلح والمقلّد.
يقول الدكتور محمّد عمارة: «وفي المرحلة الأُولى من تكوينه الفكري غلب عليه منهاج المنقول والمأثورات، وتأثّر كثيراً بكتاب «إحياء علوم الدين» للغزالي، فمال إلى الزهد والتصوّف، وانخرط مريداً في الطريقة النقشبندية، ومارس الوعظ والإرشاد في قريته والقرى المحيطة بها، وعيّنه متصرّف طرابلس- والذي أُعجب بخطابته- عضواً في شعبة المعارف.
لكن يظلّ الإنجاز الأعظم لرشيد رضا على الجبهة الفكرية إصداره وتحريره مجلّة «المنار»، وإذاعته لفكر محمّد عبده وجمال الدين الأفغاني، ومواصلته جهود محمّد عبده في تفسير القرآن «تفسير المنار»، وتأريخه لحياة محمّد عبده ومدرسته، والكتب الكثيرة
والفتاوى العديدة التي واصل فيها وبها حركة التيّار التجديدي، والتي خاض بها الكثير من المعارك الكبرى التي شهدها العالم الإسلامي في مرحلة الزحف الاستعماري والفكر التغريبي على عالم الإسلام.
وفي سنة 1310 ه (1892 م) حدث له تحّول في توجّهه الفكري، إذ بينهما هو يقلّب في أوراق والده عثر على بعض أعداد مجلّة «العروة الوثقى» التي أصدرها من باريس جمال الدين الأفغاني ومحمّد عبده في سنة 1884 م، فأحدث فكرها في عقله انقلاباً عميقاً وشاملًا،
وبدأ بهذا الفكر مرحلة من حياته أصبح فيها- وعلى امتداد أكثر من أربعين عاماً- ترجمان فكر هذا التيّار الإصلاحي في اليقظة الإسلامية الحديثة، وقد تحدّث هو نفسه عن هذا التحوّل الذي أحدثته في فكره أعداد «العروة الوثقى» فقال: «لقد كان كلّ عدد منها كسلك من الكهرباءن اتّصل بي فأحدث في نفسي من الهزّة والانفعال والحرارة والاشتعال ما قذف بي من طور إلى طور ومن حال إلى حال... وتعلّمت منها أنّ الإسلام ليس روحانياً أُخروياً فقط،
بل هو دين روحاني جسماني، أُخروي دنيوي، من مقاصده هداية الإنسان إلى السيادة في الأرض بالحقّ، ليكون خليفة اللَّه في تقرير المحبّة والعدل، فتعلّقت نفسي بوجوب إرشاد المسلمين عامّة إلى المدنية والمحافظة على ملكهم ومباراة الأُمم العزيزة في العلوم والفنون والصناعات وجميع مقومات الحياة، فطفقت أستعدّ لذلك استعداداً....».
ومنذ ذلك التاريخ سعى رشيد رضا لصحبة الأفغاني، فلمّا لم يتيسّر له ذلك هاجر إلى مصر سنة 1315 ه (1897 م)، فلقى الإمام محمّد عبده، واتّفق معه على أن يكون تلميذه وترجمان فكره، وأصدر مجلّة «المنار» التي ظلّت منبر هذا التيّار التجديدي لأكثر من أربعين عاماً.
وبعد وفاة الإمام محمّد عبده سنة 1905 م واستقلال رشيد رضا بالقيادة الفكرية لهذا التيّار، زاد اقترابه من «العمل السياسي»، فاهتمّ بمعالجة علاقات العرب بالأتراك، والمسألة الشرقية، والتدخّل الاستعماري الغربي في الشرق الإسلامي، وشؤون الخلافة الإسلامية، والخطر الصهيوني على فلسطين، وكان أحد أقطاب «حزب اللامركزية» الذي أراد إصلاح الإدارة العثمانية على نحو يحفظ وحدة الدولة ويستجيب للطموحات العربية
المشروعة في إطارها، وهو الحزب الذي تكوّن سنة 1330 ه (1912 م)، كما كانت له علاقات بالمشاريع السياسية للشريف حسين بن علي، والملك عبد العزيز آل سعود».
نشاطه الوحدوي
كان له نشاط وحدوي، ترجمه عن طريق تصريحاته المنثورة في «المنار» وغيره من مؤلّفاته، ومن خلال حضوره للمؤتمر الإسلامي المنعقد في القدس سنة 1350 ه، ومن خلال ارتباطه بكبار رجال الإصلاح الإسلامي كالشيخ محمّد عبده الذي تتلمذ لديه ولازمه وتأثّر بأفكاره الإصلاحية، ومن خلا وضعه ل «القاعدة الذهبية في التقريب»، وهي قاعدة للتعامل بين المختلفين من أهل القبلة، مؤدّاها: (التعاون في المتّفق عليه، والتعذير في المختلف عليه).
وقد قام بتحوير هذه القاعدة الباحث المصري عبدالحليم محمّد أبو شقّة صاحب موسوعة «تحرير المرأة في عصر الرسالة»، فجعلها بصيغة: (التعاون في المتّفق عليه، والتحاور في المختلف عليه)، حيث يرى أنّ كلّ مختلف فيه قابل للحوار إذا كان الحوا جادّاً ومخلصاً في طلب الحقيقة وبعيداً عن التعصّب والانغلاق.
المراجع
(انظر ترجمته في: المعاصرون: 334- 337، الأعلام الشرقية 3: 1075، الأعلام للزركلي 6: 126، الأزهر في ألف عام 2: 34- 42، معجم المفسّرين 2: 529، موسوعة السياسة 2: 817، الموسوعة العربية العالمية 22: 368، شخصيات لها تاريخ لعبد الرحمان المصطاوي: 242، عظماء الإسلام: 294- 295، أعلام التراث: 60- 62، المفسّرون للأيازي: 665- 673، النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين 1: 235- 250، موسوعة طبقات الفقهاء 14: 703- 705، موسوعة أعلام الفكر الإسلامي:
946- 947، شخصيات لها تاريخ لمحمّد عمارة: 193- 196، من أعلام الإحياء الإسلامي: 21- 62، رعاة الإصلاح: 116- 160، خمسون شخصية أساسية في الإسلام: 307- 313، موسوعة الأعلام 2: 263 و 264، المعجم الوسيط فيما يخصّ الوحدة التقريب 2: 7 و 112).