التعليم الحوزوي في العراق
مدخل
التعليم الدراسي الحوزوي هو نوع من ارقى انواع التعليم الديني،يتلقى فيه الطالب علوم الفقه والاصول والقران والتاريخ الاسلامي وعلوم العربية والتفسير والرجال وغيرها من العلوم النافعة والمهمة. وفي العراق يتركز التعليم الحوزوي في مدينة النجف الاشرف.
لمحات عن الدراسة في الحوزة العلمية
مدينة النجف الأشرف مرقد باب مدينة علم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)الإمام علي بن أبي طالب _ والنجف الأشرف بحد ذاتها مركز دارسي شيعي كبير ،وتعتبر المركز الرئيسي للدراسات الشيعية, ولها خاصية متميزة وذلك باستمرار الاجتهاد في استنباط الأحكام الشرعية فهي متطورة متجددة وذلك لتقليد الشيعة للمجتهد الحي, وفي النجف الأشرف أكثر من (24) مدرسة دينية ،أشهرها: الصدر, القوام, كاشف الغطاء, المهدية, الآخوند, الهندية, اليزدية, البروجردي, اللبنانية, القزوينية, الأزرية . كما تضم الحوزة العلمية في النجف الأشرف مختلف الجنسيات للطلبة الدارسين فيها من العراقيين والخليجيين والإيرانيين والباكستانيين والأفغان واللبنانيين والتبت والهنود وغيرهم.
إن نظام التعليم في الحوزة العلمية لا يخضع لنفوذ الدولة, ولا يمول من قبلها, وان مدارسها تدار من قبل المتولين عليها, وان الوازع الديني والانضباط النفسي هو القانون الوحيد الذي يدير هذه المدارس الدينية والحوزة العلمية.
ويرتدي طالب الحوزة العلمية (الروحاني) عمة سوداء أو بيضاء ،والأولى تدل على انه سيد أو هاشمي ،أما البيضاء فلا تدل على ذلك, ويعيش معظم الطلبة في غرف المدارس الدينية ويعتمدون على أنفسهم في إعداد الطعام وتنظيف الملابس, ويحصلون على راتب شهري من المراجع الدينية المتصدية للفتوى.
والطالب الحوزوي هو طالب مرة ومدرس مرة أخرى, فالمتقدم في المرحلة الدراسية يكون أستاذ للأدنى منه مرحلة فهو تلميذ وأستاذ في وقت واحد, كما لا يوجد وقت محدد للدراسة, فالطالب ربما يمكث كل عمره في الدرس والتدريس, وبعض الطلبة يدرس لفترة ثم يذهب إلى خارج النجف أو خارج بلده للتبليغ أو يرجع إلى موطنه للإرث الديني.
ويكون الطالب حراً في استخدام أوقات فراغه لدراسة أي موضوع آخر كتعلم اللغات الأجنبية أو الشعر, كما يتمتع بحرية في اختيار زميله وقرينه في الدرس, وكذلك أساتذته وتحديد ساعات الدراسة ومكان الدرس, وغالباً تكون في المدارس أو الجوامع أو مكاتب المرجعيات, وتتكون من حلقات دراس فقد تكون الحلقة من طالبين وقد تصل إلى المئات من الطلبة ،وهناك محاضرات المجتهدين وهي دروس البحث الخارج يأتي الكلام عنها.
ويختلف معدل التقدم العلمي للطالب من طالب إلى آخر وذلك على استعداده العلمي ومواظبته على درسه, فليس هناك أوقات محددة لتكميل أي مرحلة من المراحل بل تعتمد على الطالب, كما إن الطالب الحوزوي لا يطلب منه وثيقة امتحان علمية مصدقة لانتقاله من مرحلة إلى أخرى كما في الجامعات والمدارس الحكومية.
وتبدأ دروس الحوزة من بعد صلاة الفجر وتستمر إلى بعد صلاة المغرب بساعة واحدة, ويحدد الطلبة أوقاتهم الدراسية مع أساتذتهم الذين اختاروهم, وربما يدرّس أساتذة متعددون الموضوع نفسه في زمان واحد.
وإلى جانب الحلقة الدراسية هناك المباحثة ما بين الطالب وزميله حيث يناقشون الدرس الذي ألقي عليهم ويملك الطالب وقته في تحصيله العلمي لشحذ ذاكرته ومراجعة دروسه ومباحثته لما يروه ضرورياً.
المراحل الدراسية في الحوزة العلمية
تقسم الدراسة في الحوزة العلمية إلى ثلاثة مراحل:
المرحلة الأولى (المقدمات)
تعتبر مرحلة المقدمات من أهم المراحل لكونها تمثل توجّه الطالب المستقبلي اشتغالاً وتديناً وأخلاقاً, بل أصبحت المؤثر الأساس على دراسة اللغة العربية والبلاغة والمنطق.
أولاً: كتب اللغة العربية
1.الآجرومية. 2.قطر الندى لابن هشام. 3.ألفية ابن مالك لمحمد بن عبد الله بن مالك الطائي (ت672هـ). 4.مغني اللبيب لابن هشام. 5.شذا العرف في فن الصرف.
ثانياً: كتب البلاغة
1.مختصر المعاني والبيان لمسعود بن عمرو بن عبد الله التفتازاني (ت791هـ) 2.المطول للتفتازاني.
ثالثاً: كتب المنطق
1.كتاب المنطق للشيخ محمد رضا المظفر. 2.كتاب (الحاشية في المنطق) لمؤلفها الملا عبد الله بن شهاب الدين حسين اليزدي (ت988هـ).
رابعاً: كتب الفقه
1.المختصر النافع لأبي القاسم نجم الدين جعفر بن الحسن المعروف (بالمحقق الحلي) (ت676هـ)، وقد لخص فيه كتاب (شرائع الإسلام في مسائل الحلال والحرام). 2.الرسالة العملية لمرجع التقليد الأعلى للطائفة الإمامية ،وهي فتاويه لمقلديه التي يجب العمل على طبقها.
المرحلة الثانية (مرحلة السطوح)
يدرس الطالب فيها علم أصول الفقه والفقه نفسه.
أولاً: كتب علم أصول الفقه
1.معالم الدين للشيخ حسن بن زين الدين الشهيد الثاني.
2.الرسائل.
3.الكفاية.
ثانياً: كتب الفقه
1.شرائع الإسلام في مسائل الحلال والحرام للمحقق الحلي.
2.الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية لزين الدين بن علي المعروف بالشهيد الثاني (ت965هـ).
3.المكاسب للشيخ مرتضى بن محمد أمين الأنصاري (ت 1281هـ).
ثالثاً: كتب علم الكلام
1.الباب الحادي عشر.
2.التجريد.
3.منظومة السبزواري.
وترتيب هذه الكتب عند الدراسة حسب التسلسل المذكور آنفاً ،فمثلاً عند إكمال كتاب الشرائع ينتقل إلى اللمعة الدمشقية ثم إلى المكاسب ،وبذلك أكمل كتب الفقه وهكذا في باقي العلوم.
المرحلة الثالثة (مرحلة بحث الخارج)
وفي هذه المرحلة، يحضر الطالب الدروس التي يلقيها كبار العلماء المجتهدين في الفقه والأصول، وهي آخر مراحل الدراسة، وقد يبلغ فيها الطالب درجة الاجتهاد التي هي أعلى درجة في دراسته وعند بلوغه هذه الدرجة يصبح مجتهداً.
وقد امتازت جامعة النجف العلمية بمنح هذه الدرجة العالية التي يعترف بها في كثير من الأقطار الإسلامية ويعمل بفتاوى مجتهديها في تلك الأقطار. وتجري الدراسة في مرحلة "بحث الخارج" هذه على طريقة المناقشة والمحاورة إذ تكون عادة من دورات (أشبه ما تكون بالدورات التي تعقد في الجامعات الحديثة في موضوع معين يتولاها كبار العلماء المجتهدين في الفقه والأصول بإلقاء محاضرات يومية يشرح فيها الأستاذ مسألة من المسائل المطروحة للبحث شرحاً وافياً يتطرق فيه إلى آراء المذاهب الإسلامية المختلفة، ويستعرض أدلتها حول قضية من القضايا الفقهية أو الأصولية أو غيرها، ثم يبدي رأيه الخاص مع الدليل، ولكل أستاذ طريقته وأسلوبه في البحث ووضع منهج الدرس والأسس العلمية التي يقررها. وتعقد هذه الدورات عادة بحضور عدد كبير من الطلاب، ويعتمد ذلك على شهرة الأستاذ ومنزلته العلمية ودقة منهجه وأسلوبه في إلقاء الدرس. ويتمتع الطلاب في أثناء المحاضرات بالحرية التامة في المناقشة وإبداء الرأي، ولذا لا يتردد الطالب عن مناقشة أستاذه في أي قضية تتصل بموضوع الدرس والأستاذ يوجهه ويشجعه على المتابعة والتعمق في البحث وقوة الملاحظة، مما يدفع الكثير من الطلاب إلى التصدي لبلوغ درجة الاجتهاد. ويمتاز أسلوب الدراسة في هذه الدورات بإتاحة الفرصة للطالب لتقوية ثقته بنفسه وتشجيعه على إبداء آرائه في تقارير مكتوبة يقدمها إلى أستاذه فإن حازت رضاه منحه شهادة مكتوبة تسمى :(إجازة الاجتهاد)، وعندما يحصل الطالب على هذه الإجازة يصبح مجازا ،وهذا يعني أنه بلغ درجة الاجتهاد وأصبح مجتهدا. يتضح مما تقدم أن طريقة التدريس هذه التي قد لا تبعد عن طريقة التدريس في المدرسة النظامية أو المدرسة المستنصرية أيام بني العباس، وهي طريقة ذات نظام تعليمي وأسلوب يستند على أسس علمية واعتبارات تربوية ونفسية، أثبت علم النفس الحديث فائدتها في ترغيب الطالب في الدرس إذ تتاح له حرية اختيار موضوع وكتاب الدرس المعتمد، كما أنّ مكانة الأستاذ ومنزلته العلمية تحتل دورا مهما وحيويا في اجتذاب الطلاب إلى حلقات الدرس، واستمرارهم على مواصلته حتى بلوغ درجة الاجتهاد وهي أعلى المراحل. وكما سبقت الإشارة، فليس هناك كتاب مقرر بعينه يدرس في مرحلة (بحث الخارج)، ولكن هناك مراجع عديدة معتمدة تواكب تفكير الطالب ومستواه العلمي.
إن هذه المرحلة لا تخضع للزمن المحدد, وربما يستمر الطالب فيها حتى نهاية عمره, وان غاية طلبة هذه المرحلة هي الوصول إلى درجة الاجتهاد.
مميزات الدراسة في الحوزة العلمية
1.لا تخضع الدراسة في الحوزة العلمية لأي سلطة خارجية سواء أكانت حكومية أم غير حكومية.
2.إن طالب العلم يحصّل العلم لغرض العلم ولا يهدف إلى دوافع دنيوية من وظيفة أو شهادة بل لنشر الدين الإسلامي وتبليغ الأحكام الشرعية, فلهذا طالب الحوزة يجمع بين التقوى وطلب العلم.
3.يتميز طالب الحوزة بالقناعة والزهد فلا حياة مترفة في الحوزة العلمية مع ما يتصفون من الكرم والجود ما أكرمهم الله من إحكام الدين.
4.تقوم الدراسة في الحوزة العلمية على حرية التعليم مطلقاً من حيث الأستاذ والتلميذ والدرس والمكان والزمان, كما لا توجد حدود للمناظرات والاستفسارات, فحرية البحث هي الأساس في التعليم.
5.إن انتقال الطالب من مرحلة علمية إلى مرحلة أخرى يعتمد على قدرته العلمية واختباره فلا امتحانات ولا رقيب. فلا هنالك عليه زمن محدد ولا صفوف محددة ولا امتحانات معينة بل مليء إرادته ينتقل من مرحلة إلى أخرى ومن كتاب إلى آخر بعد قناعته باجتياز تلك المرحلة بفهمها واستيعابها.
6.إن شخصية الطالب الحوزوي تتأثر وتتكون من خلال القدرة الحسنة والرفقة الطيبة والمجالس الدينية للشعائر الإسلامية وحلقات الدروس مضافاً إلى التزامه الديني.
7.يشترط في الالتحاق في الحوزة العلمية أن يكون الطالب غير منتمي إلى حزب أو تيار سياسي أو جمعية ما أو وظيفة رسمية.
تطوّر التعليم في الحوزة العلمية
شهدت حوزة النجف في العراق تطورات كبيرة في نظامها التعليمي في منتصف القرن المنصرم، وبالتحديد ما بين أربعينياته وستينياته. فقد وصل عدد طلابها إلى ما بين 15 و20 ألف طالب من مختلف أنحاء البلاد التي يسكنها أبناؤها الشيعة إلى جانب مواطنيهم من المذاهب الأخرى. وكان أكثر من ألف شخص يحضرون درس السيّد أبي القاسم الخوئي وحده. ويعتبر الأخير مؤسس المنهج الفقهي السائد في النجف وفي قم أيضاً، إلى حد كبير لغاية الآن. وفي خلال الفترة الزمنيّة نفسها، تأسست أول كلية أكاديميّة في النجف على يد محمد رضا المظفر ،وقد خرّجت أعداداً كبيرة من كبار علماء النجف.
لكن منذ سبعينيات القرن الماضي وبالتزامن مع وصول حزب البعث إلى السلطة، عرفت حوزة النجف تراجعاً إثر التضييقات السياسيّة عليها. وقد اشتدّت التضييقات بعد صحوة التشيّع السياسي في النجف وتصادمه مع النظام الحاكم آنذاك. كذلك أدّت الحرب الإيرانيّة–العراقيّة إلى تقليص عدد الطلاب الأجانب بشكل ملحوظ. وفي العام 1991، أدّى قمع الانتفاضة الشيعيّة إلى تعطيل شبه كامل لنشاطات الحوزة.
وبعد سقوط نظام صدّام حسين، لم يبقَ شيء من معالم حوزة النجف سوى جيل من المعمّرين الذين حُرموا من تربية أجيال جديدة لفترة طويلة. وكان عدد الطلاب آنذاك قد قدِّر بثلاثة آلاف شخص، بين معمّرين من طبقة تلامذة السيّد أبي القاسم الخوئي ومنهم السيّد علي السيستاني نفسه وأعداد من الطلبة الشباب الذين دخلوا الحوزة في منتصف التسعينيات وسط ظهور التيار الصدري في سياق الحملة الإيمانيّة المدعاة التي قام بها النظام السابق.
ومنذ العام 2003 سلكت حوزة النجف مسار التطوير الكمّي والكيفي. فارتفع عدد الطلاب من ثلاثة آلاف طالب إلى 13 ألف طالب، بحسب ما تبيّن في دراسة ميدانيّة عن وضع حوزة النجف. ومن جديد، توجّه الطلاب الأجانب إلى النجف. أما عددهم فنحو خمسين طالباً من الهند وباكستان وتايلاند وفرنسا والولايات المتحدة الأميركيّة وكندا وإيران، بالإضافة إلى دول أخرى.
وقد تزايد عدد الدروس العليا أو ما يسمى بـ”البحث الخارج” ليبلغ عشرين درساً. ولعلّ أكثر الدروس الذي يجذب الطلاب هو درس الشيخ محمد إسحاق الفياض أحد المراجع الأربعة للنجف، إذ يحضره نحو 500 طالب. كذلك تتوفّر أعداد كبيرة من الدروس في المستويات الأدنى، وهي تعرف بـ”المقدمات” و”السطوح”.
كذلك تنوعّت مواد الدراسة مقارنة بالماضي لتشمل دروساً في الفلسفة والعرفان ونظريّة المعرفة والدراسات المقارنة للأديان وعلوم أخرى، بالإضافة إلى الفقه الذي كان سائداً بشكل شبه حصري في السابق.
إلى ذلك، تأسست جامعات وكليات أكاديميّة عديدة في السنوات العشر الماضية قصدها عدد كبير من الطلبة الذين راحوا يجمعون ما بين الدراسة التقليديّة في الحوزة والدراسة الجامعيّة في آن واحد. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الجامعات تتميّز بأساتذة جامعيّين وحوزويّين، ما يتيح مجالاً لتوسيع التبادل المعلوماتي والنقاش العلمي بين الطرفَين.
ومن أبرز المشاريع في هذا المجال، مدرسة دار العلم التابعة لمؤسسة السيد أبي القاسم الخوئي والتي تضمّ كليّة مختصّة بدراسات الأديان المقارنة. ويوضح المشرف على هذا المشروع أنه ما زال قيد الإنشاء، لكن مناهجه ومساره العام سبق وأعِدّت، واشار إلى أنه من المقرّر دعوة أساتذة غير مسلمين لتدريس الأديان الأخرى في النجف، للطلاب المهتمين بدراسات الأديان المقارنة.
وكان عدد من الطلاب والأساتذة الحوزيّين قد عمدوا مؤخراً إلى إكمال دراساتهم الأكاديميّة في جامعات أجنبيّة، منها جامعات غير إسلاميّة من قبيل جامعة القديس يوسف للآباء اليسوعيّين في لبنان ،ومنها جامعات غير شيعيّة مثل جامعة آل البيت الأردنيّة. كذلك، ثمّة محاولات مكثّفة من قبل المؤسسات التعليميّة والبحثيّة في النجف لإرسال بعثات طالبيّة إلى جامعات غربيّة عبر برامج تبادل الطلاب. فتستضيف النجف طلاباً غربيّين في مجالات مرتبطة بالدراسات الإسلاميّة والشيعيّة، في مقابل أن يقصد طلاب نجفيّون الجامعات الغربيّة لإكمال دراساتهم في مجالات تخصّصهم.
وعلى صعيد منهجيّة الاستنباط الديني، ثمّة تطوّر ملحوظ. فالمتابع يلحظ انفتاحاً كبيراً على المناهج والرؤى الحديثة. وعلى سبيل المثال، ظهرت مؤخراً خصوصيّة في حوزتَي النجف وقم على حدّ سواء، تتمثّل بالاتجاه نحو القراءة التاريخيّة للظواهر الدينيّة بخاصة في مجال دراسات الفقه. ويمكن تمييز هذه الخصوصيّة تحديداً في منهجيّة السيستاني ونجلَيه محمد رضا ومحمد باقر في النجف. كذلك، فإن التوجّه نحو الدراسات المقارنة بين الأديان والمذاهب قد شهد توسعاً كبيراً، ما يظهر نوعاً من الانفتاح نحو الآخر غير المسلم أو غير الشيعي.
المصدر
مقتبس مع تعديلات من موقع:www.kashifalgetaa.com\www.iraqicivilsociety.org