قيس بن سعد

من ویکي‌وحدت

قيس بن سعد بن عبادة: خدم النبيّ (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم)، فكان منه بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير، وحمل راية الأنصار في بعض الغزوات، واستعمله (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) على الصدقة، وكان يطعم الناس في أسفاره مع النبي (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم). وكان قيس من كبار شيعة أمير المؤمنين (عليه السّلام) ومناصحيه، ولَّاه (عليه السّلام) مصر، فبايعه الناس واستقامت له مصر، وجبى الخراج، ثم عُزل بـ محمد بن أبي بكر، وشهد وقعتي صفين و النهروان، وجعله علي (عليه السّلام) على شرطة الخميس الذين كانوا يبايعون على الموت. ولما استُخلف الإمام الحسن بعد استشهاد أبيه «عليهما السلام» وجه قيساً على مقدّمته لقتال معاوية، فلمّا عُقد الصلح بين الحسن (عليه السّلام) وبين معاوية، رجع قيس إلى المدينة، فلم يزل بها حتى توفي في آخر زمن معاوية.

قيس بن سعد بن عبادة (... ــ 59ق)

أبو عبد اللَّه المدني، من أحفاد ابن دليم بن حارثة الأنصاري الخزرجي، فهو ابن سعد بن عبادة [١] خدم النبيّ (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم)، فكان منه بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير، وحمل راية الأنصار في بعض الغزوات[٢]، واستعمله (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) - على الصدقة، وكان يطعم الناس في أسفاره مع النبي (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) [٣]
قال جابر الأنصاري: خرجنا في بعث كان عليهم قيس بن سعد، ونحر لهم تسع ركائب، فلما قدموا على رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) ذكروا له من أمر قيس، فقال: إنّ الجود من شيمة أهل ذلك البيت[٤]

منزلته عند الإمام علي

وكان قيس من كبار شيعة أمير المؤمنين (عليه السّلام) ومناصحيه، ولَّاه (عليه السّلام) مصر في صفر سنة ست وثلاثين، فبايعه الناس واستقامت له مصر، وجبى الخراج، ثم عُزل بمحمد بن أبي بكر، وشهد وقعتي صفين[٥] و النهروان، وجعله علي (عليه السّلام) على شرطة الخميس الذين كانوا يبايعون على الموت.

منزلته عند الإمام الحسن

ولما استُخلف الإمام الحسن بعد استشهاد أبيه «عليهما السلام» وجه قيساً على مقدّمته لقتال معاوية، فلمّا عُقد الصلح بين الحسن (عليه السّلام) وبين معاوية، رجع قيس إلى المدينة، فلم يزل بها حتى توفي في آخر زمن معاوية.

من روی عنهم ومن رووا عنه

حدّث قيس بالكوفة والشام ومصر والمدينة.
روى عنه: أنس بن مالك، وعبد اللَّه بن مالك الجيشاني، و عبد الرحمن بن أبي ليلى، والشعبي، والوليد بن عَبَدة، وعريب بن حُميد الهمداني، وأبو ميسرة عمرو بن شرحبيل الهمداني، وميمون بن أبي شبيب الرّبعي، و عروة بن الزبير، وغيرهم.

خصائصه

وكان فارساً مغواراً، جواداً كريماً، داهية باقعة، محاججاً قديراً، خطيباً مفوّهاً، عالماً بـ الکتاب و السنة، وافر العقل، راسخ العقيدة، متهالكاً في ولاء أهل البيت، متفانياً في نصرتهم.
قال فيه الإمام علی (عليه السّلام) لما ولَّاه مصر: وهو ممن أرضى هدْيَه، وأرجو صلاحه ونصحه. [٦]
وقال إبراهيم الثقفي: كان شيخاً شجاعاً مجرّباً، مناصحاً لعلي ولولده، ولم يزل على ذلك إلى أن مات. وقال المسعودي: كان من الزهد والديانة والميل إلى عليّ بالموضع العظيم.
وقال ابن عبد البرّ: كان أحد الفضلاء الجلَّة من دهاة العرب من أهل الرأي والمكيدة في الحرب مع النجدة والسخاء والشجاعة وكان شريف قومه، وكان أبوه وجدّه كذلك.
وقال الذهبي في سيره: وجود قيس يُضرب به المثل، وكذلك دهاؤه.
وقال الحلبي في سيرته: من وقف على ما وقع بين قيس بن سعد وبين معاوية لرأى العجب من وفور عقله.
رُوي أنّ قيساً كان في سريّة فيها أبو بكر وعمر فكان يستدين ويطعم الناس فقالا: إن تركناه أهلكَ مال أبيه فهمّا بمنعه، فسمع سعد فقال للنبي (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم): من يعذرني منهما يبخّلان علی ابني[٧] وكان قيس يقول في دعائه: اللَّهمّ هب لي حمداً ومجداً، فإنّه لا مجد إلَّا بفعال، ولا فعال إلَّا بمال، اللهم لا يُصلحني القليل، ولا أصلح عليه.
وكان يقول: لولا أني سمعت رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) يقول: «المكر والخديعة في النار» لكنتُ من أمكر هذه الأُمّة.
ويقول: لولا الإسلام لمكرتُ مكراً لا تطيقه العرب. [٨]

وفاته

لمّا عُقد الصلح بين الحسن (عليه السّلام) وبين معاوية، رجع قيس إلى المدينة، فلم يزل بها حتى توفي في آخر زمن معاوية.

المصادر

  1. و قيل: أبو عبد الملك.
  2. طبقات خليفة 235 برقم 973 و 494 برقم 2556، تاريخ خليفة 149، 152، 172، 275، الطبقات الكبرى لابن سعد 6- 52، التأريخ الكبير 7- 141 برقم 636، رجال البرقي 65، المعرفة و التاريخ 1- 299، ثقات ابن حبان 3- 339، الجرح و التعديل 7- 99 برقم 560، رجال الكشي 102 برقم 49، أصحاب الفتيا من الصحابة و التابعين 101 برقم 111، رجال الطوسي 26 برقم 1 و 54 برقم 1، تاريخ بغداد 1- 177، أُسد الغابة 4- 215، الكامل في التأريخ 3- 268، تهذيب الاسماء و اللغات 61 برقم 75، رجال ابن داود 279 برقم 1210، مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 21- 102، تهذيب الكمال 24- 40 برقم 4906، سير أعلام النبلاء 3- 102، تهذيب التهذيب 8- 395، الاصابة 3- 239 برقم 7179، شذرات الذهب 1- 52، جامع الرواة 2- 25، بهجة الآمال 6- 89، تنقيح المقال 2- 31 برقم 9712، أعيان الشيعة 8- 452، الغدير 2- 67، معجم رجال الحديث 14- 93 برقم 9652، قاموس الرجال 7- 396.
  3. مختصر تاريخ دمشق.
  4. تهذيب التهذيب: 8- 396.
  5. قال ابن الاثير في أُسد الغابة: 4- 216: و هو القائل يوم صفّين: هذا اللواء الذي كنّا نحفّ به، مع النبي و جبريل لنا مدد. ما ضرّ من كانت الانصار عيْبته، أن لا يكون له من غيرهم أحد. قوم إذا حاربوا طالت أكفُّهمُ، بالمشرفية حتى يفتح البلد.
  6. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 6- 59 (ولاية قيس بن سعد على مصر ثم عزله).
  7. سير أعلام النبلاء: 3- 106.
  8. ذكر العلّامة الاميني في «الغدير «2- 73 انّ شهرة قيس بالدهاء مع تقيّده المعروف بالدين، و كلاءته حمى الشريعة، و كفِّه نفسه عما يُخالف ربّه، تُثبت له الاولوية و التقدم و البروز بين دهاة العرب، و لا يعادله من الدهاة الخمسة الشهيرة أحد إلّا عبد اللّه بن بُديل، و ذلك لاشتراكهما في المبدأ، و التزامهما بالدين الحنيف، و الكفِّ عن الهوى. و بقية الدهاة الخمسة هم: معاوية، و عمرو بن العاص، و المغيرة بن شعبة.