عبد الرحمان الكواكبي
الاسم | عبد الرحمان الكواكبي |
---|---|
الاسم الکامل | عبد الرحمان الكواكبي |
تاريخ الولادة | 1271 ه / 1855 م |
محل الولادة | حلب |
تاريخ الوفاة | 1320 هـ / 1902 م |
المهنة | فیلسوف |
الأساتید | |
الآثار | ألف العديد من الكتب وترك تراثاً ادبياً كبيراً من الكتب منها طبائع الاستبداد وأم القرى كما ألف العظمة لله وصحائف قريش وقد فقد مخطوطان مع جملة أوراقه ومذكراته ليلة وفاته. له الكثير من المخطوطات والكتب والمذكرات التي طبعت. وما زالت سيرة وكتب ومؤلفات عبد الرحمن الكواكبي مرجعاً هاماً لكل باحث. |
المذهب |
عبد الرحمان بن أحمد بن محمّد بن مسعود الكواكبي: من رجال الإصلاح الإسلامي.
ولد سنة 1855 م في حلب، وتعلّم بها، وتتلمذ على أبيه وعلى خورشيد أفندي الذي علّمه التركية والفارسية، وتولّى نقابة الأشراف بحلب أيضاً، واشتغل بالإدارة والتجارة، وارتاد ميدان العمل الحقوقي والصحفي، وأنشأ جريدتي «الاعتدال»، و «الشهباء»، فعطّلتهما الحكومة، وتولّى عدّة مناصب، فحنق عليه إعداء الإصلاح وسعوا به، فسجن وخسر جميع أمواله، فرحل إلى مصر، وساح في بعض البلاد كالحبشة وسلطنة هرر
والصومال والحجاز والهند وجاوة ومسقط، واستقرّ في القاهرة إلى أن توفّي بها سنة 1902 م مسموماً من قبل أعوان السلطان عبدالحميد الثاني وبتدبير من أبي الهدى الصيّادي.
وكان في صراع دائم مع ولاة الأتراك؛ لميوله العربية، ونزعاته الإسلامية، ونهجه الصريح في مقارعة الطغيان والاستبداد.
له مؤلّفان أشهر من نار على علم، هما: طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد، وأُمّ القرى. كما له مؤلّفات أُخرى سرقت من داره بعد وفاته بساعات، منها: صحائف قريش، العظمة للَّه، الأنساب، تجارة الرقيق وأحكامه في الإسلام، وغيرها.
وتعدّ أفكار الكواكبي من الأفكار الهامّة والمؤثّرة على الصعيد الوحدوي، وكان يعتصر ألماً لما تعانيه أُمّة الإسلام من أزمات، ويخاطب المسلمين: «تشتكون فقد الرابطة ولكم روابط من وجوه لا تفكّرون فيإحكامها!». ويكفي كتابه «أُمّ القرى» لبيان جهوده الوحدوية، وكان من المتأثّرين بأفكار السيّد جمال الدين الوحدوية، وله ميول إصلاحية واضحة ونزعة عارمة في ترميم البيت الإسلامي، من خلال دعوته إلى الوحدة الإسلامية، وتجاهله التمذهب، ورغبته في إيجاد الحدّ الممكن من الاتّحاد والتقريب بين أبناء الأُمّة الإسلامية.
كانت القضية الكبرى التي شغلت الكواكبي هي استقصاء أسباب تخلّف المسلمين، وبلورة دليل العمل لنهضتهم، وفي هذا الإطار جاءت الأفكار والقضايا التي عرض لها، والتي أودعها كتابيه الفريدين: «أُمّ القرى» و «طبائع الاستبداد».
ولقد احتلّت الحرّية كنقيض للاستبداد مكاناً محورياً في مشروعه الإصلاحي؛ لأنّه رأى في الاستبداد القيد الذي أعجز كلّ طاقات الأُمّة وملكاتها عن الحرّية والنهوض.
فالاستبداد مفسد للدين الذي هو الطاقة المحرّكة لجمهرة الأُمّة، وهو مفسد له في جانب الأخلاق الذي هو أخطر جوانبه حتّى ليكاد يحوّله إلى مجرّد عبادات وشعائر لا تقلق بال المستبدين.
والاستبداد مفسد للتربية باستبعاده السياسة وشؤون الاجتماع البشري من نطاق العلوم التي يربّى الناشئة عليها.
وهو مفسد للعلوم عندما يستبعد علوم الحياة التي تفتق ملكات الإبداع والنقد والمقاومة من إطار العلوم التي تسمح النظم المستبدّة بدراستها، ففرائص المستبدّ ترتعد من علوم الحياة، مثل: الحكمة النظرية، والفلسفة العقلية، وحقوق الأُمم، والسياسة المدنية، والتاريخ المفصّل، والخطابة الأدبية... إنّه يخاف من العلوم التي توسّع العقول، وتعرّف الإنسان ما هو الإنسان؟ وما هي حقوقه؟ وهل هو مغبون؟ وكيف الطلب؟ وكيف النوال؟
وكيف الحفظ؟
والاستبداد مفسد للاقتصاد؛ لأنّه يحوّل ثروة الأُمّة التي هي عطاء اللَّه وفيضه في الطبيعة من دائرة «اشتراك الأُمّة فيها» إلى حيث تصبح احتكاراً لقلّة من الأغنياء، يصبحون أعواناً للمستبدّ؛ إذ الأغنياء ربائط المستبدّ، يذلّهم فيئنّون، ويستدرّهم فيحنّون، ولهذا يرسخ الذلّ في الأُمم التي يكثر أغنياؤها.
ولذلك جاءت دراسة الكواكبي عن الاستبداد فريدة في بابها، وأصبح كتابه «طبائع الاستبداد» وحيداً في موضوعه، وشغلت هذه القضية مكان المحور في مشروعه الإصلاحي.
ومن كلماته الجامعة في الحرّية والاستبداد: «إنّ الهرب من الموت موت، وطلب الموت حياة.... وإنّ الخوف من التعب تعب، والإقدام على التعب راحة!.... والحرّية هي شجرة الخلد، وسقياها قطرات من الدم المسفوح.... والأسارة (العبودية) هي شجرة الزقّوم، وسقياها أنهر من دم المخاليق المخانيق.... والاستبداد لو كان رجلًا وأراد أن ينتسب لقال: أنا الشرّ، وأبي الظلم، وأُمّي الإساءة، وأخي الغدر، وأُختي المسكنة، وعمّتي الضرّ، وخالي الذلّ، وابني الفقر، وبنتي البطالة، وعشيرتي الجهالة، ووطني الخراب، أمّا ديني وشرفي وحياتي فالمال، المال، المال!»، فالحرّية أُمّ الفضائل جميعاً، والاستبداد رأس الرذائل بإطلاق.
وفي تشخيص الكواكبي لأسباب تخلّف المسلمين- والذي سمّاه «الفتور» الذي يحول بين الأُمّة وبين الحركة والنهضة- رصد- وخاصّة في كتابه «أُمّ القرى»- كلّ الأمراض التي أصابت الحضارة الإسلامية، الخطير منها والصغير، وسلّط الضوء على الأسباب الأساسية للتخلّف، مثل:
1- عقيدة الجبر والزهد المفضية إلى لون من التصوّف المعطّل لطاقات الناس، فالطرق الصوفية - وليس التصوّف المهذّب للنفس والمزكّي لها- قد اجتذبت جماهير غفيرة، أدارت ظهرها لأسباب التقدّم وسننه وقوانينه، وأخلدت إلى التواكل واستنامت للبدع والخرافات.
2- انعدام التنظيمات والجمعيات التي تؤلّف بين طاقات الناس، وتضمن للأفكار بالشورى حصافة أكبر وحصانة تفوق الآراء المفردة، كما تضمن للمشاريع الكبرى الدوام الذي يتجاوز عمر الأفراد وهممهم. وبعبارة الكواكبي: «فإنّ الجمعيات القانونية المنتظمة يتسنّى لها الثبات على مشروعها عمراً طويلًا، يفي بما لا يفي به عمر الواحد الفرد، وتأتي بأعمالها كلّها بعزائم صادقة لا يفسدها التردّد، وهذا هو سرّ ما ورد في الأثر من أنّ يد اللَّه مع الجماعة!».
وهو بذلك قد نبّه على أهمّية وضرورة التنظيمات السياسية والأحزاب والجمعيات كأدوات للنهضة وأوعية لتجميع وترشيد طاقات الأُمّة الإسلامية.
3- الإغراق في الشهوات الحسّية على النحو الذي لا يميّز بين رسالة الإنسان وغرائز الحيوان في هذه الحياة!
4- اختلال التوازن بين شؤون الدنيا وشؤون الآخرة في حياة عامّة المسلمين، على النحو الذي جعل «من دأب الشرقيّين ألّا يفكّروا في مستقبل قريب، كأنّ أكبر همّهم منصرف إلى ما بعد الموت فقط»، على حين أنّ الإسلام قد جعل الدنيا عنواناً للآخرة، ونبّه على أنّ اختلال التوازن بينهما لا بدّ وأن يفضي إلى خسران الصفقتين معاً.
لقد نبّه الكواكبي إلى كثير من أمراض الفكر والسلوك المتوطّنة في حياة العامّة والخاصّة، وسلّط كلّ الأضواء على أمراض الإدارة العثمانية، أمراض الظلم الاجتماعي، والاستبداد بالحكم، والتحلّل الإداري، والفقر الحضاري، وتقليد الأجنبي، والاحتقار للعرب. وجاهر بضرورة تحرير الأُمّة العربية من نير العثمانيّين، وإعادة الخلافة العربية، وتجديد حياة المسلمين بتجديد الفكر الإسلامي الحديث الذي لا بدّ وأن يستجيب لمشكلات العصر الذي يعيشون فيه.
ومن كلماته الجامعة في أسباب فتور الأُمّة الإسلامية تلك التي تقول: «من أسباب فتور المسلمين: تحوّل نوع السياسة الإسلامية، فلقد كانت نيابية اشتراكية، أي: ديمقراطية تماماً، فصارت بعد الراشدين ملكية مقيّدة، ثمّ صارت أشبه بالمطلقة. ولقد أثبت الحكماء أنّ المنشأ الأصلي لشقاء الإنسان هو وجود السلطة القانونية منحلّة، ولو قليلًا، لفسادها، أو لغلبة سلطة شخصية أو أشخاصية عليها... ومن أعظم أسباب فقر أُمّتنا أنّ شريعتنا مبنية على أنّ في أموال الأغنياء حقّاً معلوماً للبائس والمحروم، لكنّ حكوماتنا قد قلبت الموضوع، فصارت تجبي الأموال من الفقراء والمساكين وتبذلها للأغنياء، وتحابي بها المسرفين والسفهاء!».
لقد دعا إلى حكومة شورية خاضعة لرقابة الأُمّة، «فالحكومة من أيّنوع كانت لا تخرج عن وصف الاستبداد ما لم تكن تحت المراقبة الشديدة والمحاسبة التي لا تسامح فيها».
وحاول تأليف الجمعيات التي تعمل في سبيل تطبيق المشروع الإصلاحي الذي بشّر به؛ لأنّه لم يكن من أنصار الثورات العفوية والتمرّدات غير المدروسة، وإنّما أكّد على «أنّه يجب قبل مقاومة الاستبداد تهيئة ما يستبدل به الاستبداد».
المراجع
(انظر ترجمته في: تاريخ آداب اللغة العربية (ضمن المؤلّفات الكاملة لجرجي زيدان) 15: 412- 413، مشاهير الشرق (ضمن المؤلّفات الكاملة لجرجي زيدان) 1: 322- 324، إيضاح المكنون 2: 77، معجم المطبوعات العربية والمعرّبة 2: 1574- 1576، إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء 7: 473- 487، المعاصرون: 279- 284، روّاد النهضة الحديثة (ضمن المؤلّفات الكاملة لمارون عبّود) 2: 257- 263، زعماء الإصلاح: 188- 209، الأعلام الشرقية 3: 908، الأعلام للزركلي 3: 298، معجم المؤلّفين 5: 115- 116، الإعلام بتصحيح كتاب الأعلام: 71- 72، موسوعة السياسة 3: 829- 830، موسوعة المورد 6: 41، موسوعة أعلام العرب 1: 301- 302، موسوعة أعلام الفكر الإسلامي: 663- 667، شخصيات لها تاريخ لعبد الرحمان المصطاوي: 226، معجم الأُدباء للجبوري 3: 264، معجم الشعراء للجبوري 3: 124- 125، كفاح علماء الإسلام: 203- 207، الموسوعة العربية العالمية 20: 149، الجامع في تاريخ الأدب العربي الحديث: 84- 89، موسوعة مشاهير وعظماء: 94، تاريخ الحضارات العامّ 6: 580، رعاة الإصلاح: 162- 204، شخصيات لها تاريخ لمحمّد عمارة: 180- 187، موسوعة الأعلام 3: 459، المعجم الوسيط فيما يخصّ الوحدة والتقريب 1: 360- 361).