الخطابية
الخطابية من «الغلاة» وأتباع أبو الخطاب محمد بن مقلاص بن راشد. كان لقبه إسماعيل أو أبو طياب. وهو من غلاة الشيعة ومن العاملين في الإمامة لدى إسماعيل بن جعفر. يروي الكشي أن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) قال: «لعن الله أبا الخطاب ولعن الله من قتله معه ولعن الله من بقي منهم ولعن الله من دخل قلبه رحمة لهم»[١].
السيرة
كان أبو الخطاب متورطًا في إمامة إسماعيل بن جعفر، وكان في البداية من أصحاب محمد بن علي (باقر العلوم) (عليه السلام) والإمام جعفر الصادق (عليه السلام). ذكر أبو حاتم الرازي في كتابه «الزينة» الذي هو من تأليفات القرن الرابع الهجري اسم أبو الخطاب كأحد مؤسسي الإسماعيلية. في آثار الإسماعيلية، تناول كتابان بالتفصيل معتقدات أبو الخطاب. الأول هو الكتاب المشهور «أم الكتاب» من الكتب السرية والمقدسة للإسماعيليين في آسيا الوسطى، والذي اكتشفه وطبعَه فلاديمير إيفانوف. في هذا الكتاب يحتل أبو الخطاب مكانة عالية ويُذكر كمؤسس فرقة الإسماعيلية ويُعظم شأنه مثل سلمان الفارسي. الكتاب الثاني بعنوان «النصيرية» ويتضمن معلومات عن أبو الخطاب[٢]. يُعتبر النوبختي، وأبي خلف الأشعري، والكشي أول من تحدث في كتبهم عن مبالغات أبو الخطاب وأصحابه. يقول محمد بن عبد الكريم شهرستاني: كان أبو الخطاب يعتقد أن الأئمة هم أولًا رسول ثم الله، وكان يؤمن بألوهية جعفر بن محمد (عليه السلام) وآبائه، وكان يقول إن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) هو إله زمانه، وأنه ليس ذلك الذي يحس به الناس ويروون عنه، لأنه نزل من العالم الأعلى إلى هذا العالم وتجسد في صورة إنسان[٣].
التغير في العقائد
تذكر المصادر المتعلقة بالفرق والمذاهب أن أبو الخطاب لم يثبت على منهج واحد، إذ ادعى في البداية أنه وصي الإمام الصادق (عليه السلام) وتعلم من الإمام اسم الله الأعظم[٤]. ثم ادعى أن الأئمة في الحقيقة أنبياء[٥]، ثم قال إن النبي (صلى الله عليه وآله) والإمام علي وبقية الأئمة هم الله. كما كان يطلق على نفسه أحيانًا لقب النبي. وعندما توفيت ابنته ودفنت، حضر يونس بن ظبيان، أحد أتباعه، إلى قبرها وقال لها: السلام عليك يا بنت رسول الله، أي يا ابنة النبي، السلام عليك[٦]. بعد أن لعن الإمام الصادق (عليه السلام) أبو الخطاب وطرده بسبب اعتقاداته الباطلة، ادعى هو الألوهية بنفسه[٧].
النهاية
يكتب النوبختي أنه عندما وصل خبر أقوال أبو الخطاب الغالية وأصحابه إلى عيسى بن موسى والي الكوفة، حاربهم وقتل سبعين منهم في مسجد الكوفة، كما قبض على أبو الخطاب وقتله وعلق جثته على المشانق[٨].
الهوامش
- ↑ الشيخ الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ج 2، ص 584.
- ↑ محمد جواد مشكور، قاموس الفرق الإسلامية، مشهد، منشورات آستان قدس رضوي، سنة 1372 ش، الطبعة الثانية، ص 182، مع تحرير وتصحيح العبارات.
- ↑ نفس المصدر.
- ↑ سعد بن عبد الله الأشعري القمي، المقالات والفرق، ص 51.
- ↑ عبد القاهر بن طاهر البغدادي، الفرق بين الفرق، ص 247.
- ↑ محمد جواد مشكور، قاموس الفرق الإسلامية، مشهد، منشورات آستان قدس رضوي، سنة 1372 ش، الطبعة الثانية، ص 182، مع تحرير وتصحيح العبارات.
- ↑ عبد القاهر بن طاهر البغدادي، الفرق بين الفرق، ص 247.
- ↑ محمد جواد مشكور، قاموس الفرق الإسلامية، مشهد، منشورات آستان قدس رضوي، سنة 1372 ش، الطبعة الثانية، ص 182، مع تحرير وتصحيح العبارات.