انتقل إلى المحتوى

الدعاء

من ویکي‌وحدت
مراجعة ١٣:١٣، ٢ سبتمبر ٢٠٢٥ بواسطة Negahban (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب'بدون إطار|يسار '''الدعاء''' هو كلمات تُقال في أوقات مختلفة في مقام الاستغاثة من الله وطلب المغفرة أو طلب الخير والبركة وتحقيق الحاجة. الدعاء هو الميل والانتباه نحو الله، وهو طلب الحاجة من الله لنفسه أو لغيره. ورد هذا اللفظ مكرراً في الحديث...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
بدون إطار
بدون إطار

الدعاء هو كلمات تُقال في أوقات مختلفة في مقام الاستغاثة من الله وطلب المغفرة أو طلب الخير والبركة وتحقيق الحاجة. الدعاء هو الميل والانتباه نحو الله، وهو طلب الحاجة من الله لنفسه أو لغيره. ورد هذا اللفظ مكرراً في الحديث والقرآن الكريم. والدعاء نفسه يعد تفسيراً للقرآن وشرحاً للمعارف الإسلامية. على سبيل المثال، كتاب صحيفة السجادية للإمام علي بن الحسين (زين العابدين) عليه السلام هو كتاب دعاء.

معنى الدعاء في اللغة

الدعاء في اللغة يعني النداء وطلب العون، وفي الاصطلاح الشرعي يعني الكلام مع الحق تعالى على نحو طلب الحاجة وطلب حل المشكلات من عنده[١]. وفي الأحاديث وردت آداب وشروط لقبول الدعاء وعوائق لعدم قبوله.

مكانة الدعاء في القرآن والأحاديث

يحث القرآن الكريم الناس كثيراً وبأساليب متعددة على الدعاء ويحذر من التهاون وعدم الاستفادة من هذا المفتاح للرحمة والسعادة:

  • «وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون»[٢].
  • وأحياناً يقول: «وقال ربكم ادعوني أستجب لكم»[٣].
  • وأحياناً يعرض نماذج من الدعوات المستجابة التي جربها كثير من الناس: «أم من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء...»[٤].
  • وفي بعض المواضع يؤكد أن الدعاء ميزان وزن الإنسان وقيمته عند الله تعالى: «قل لو لم يكن دعاؤكم لاستمعت لكم ربّي»[٥].
  • وعلى النقيض، يذم الذين يدعون الله فقط عند الشدة والمحنة، ويهدد الذين يبتعدون عن الدعاء بالنار: «إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين»[٦].

كما وردت أحاديث كثيرة في باب الدعاء تدل على أهميته ومحبوبيته، نذكر منها:

آداب الدعاء في القرآن

  1. يجب أن يكون الدعاء مقروناً بالإيمان والعمل الصالح: قالب:آية
  2. أن يكون من الإخلاص: قالب:آية
  3. أن يكون بتضرع وسرية: قالب:آية
  4. مقروناً بالخوف والرجاء: قالب:آية
  5. في أوقات مخصوصة: قالب:آية

آداب الدعاء في أحاديث المعصومين

  1. من آداب الدعاء أن يبدأ بحمد الله والصلاة على النبي. عن الإمام علي عليه السلام: "إذا أردت أن تُستجاب حاجتك، فابدأ بدعاء:

لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم، سبحان الله رب السماوات السبع وما فيهن ورب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين، اللهم إني أسألك بأنك ملك مقتدر وأنت على كل شيء قدير، ما تشاء من كل شيء يكون"، ثم اطلب حاجتك[٩].

  1. من أسباب استجابة الدعاء أن يقطع الإنسان رجاءه من جميع الناس ويأمل فقط في الله، قال جعفر بن محمد (الصادق) عليه السلام: "إذا علم الله ذلك من قلبه لم يسأل الله شيئاً إلا أعطاه"[١٠]. وفي رواية أخرى أكد على "توجه القلب": "إن الله لا يستجيب دعاءً لا يكون فيه توجّه القلب إليه، وكان مصحوباً باللهو والغفلة، فإذا دعوت فأقبل بقلبك ثم استيقن بالإجابة"[١١].
  2. عن الإمام الصادق عليه السلام: قبل الدعاء اقرأ سورة الفاتحة، سورة الإخلاص، آية الكرسي وسورة القدر التي تحتوي على الاسم الأعظم لله، ثم توجه نحو القبلة وادعُ[١٢].
  3. أيضاً عن الإمام الصادق عليه السلام: من آداب الدعاء السجود، وقبل ذكر الحاجة سبع مرات قول "يا أرحم الراحمين"[١٣].
  4. في بعض الروايات عنه أيضاً: قبل طلب الحاجة يُردد عشر مرات "يا الله، يا الله" أو "يا رب، يا الله"[١٤][١٥].

كيفية الدعاء وتجنب الأدعية غير المجدية

في الآية (74 من سورة الفرقان) ورد أن عباد الله المميزين هم أهل الدعاء، ويطلبون من الله ثلاث حاجات:

  1. زوجة صالحة؛
  2. ولد صالح؛
  3. أن يصل إلى مقام القيادة والقدوة والهداية للناس، أي يولي اهتماماً لجودة الدعاء ويطلب الأمور المهمة ويسعى لتحقيقها.

يقولون: "ربنا اجعل لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين"، والتعبير "قرة العين" رمز للكمال والسعادة، لأن الزوج الصالح والولد الصالح سبب راحة النفس وسرورها، وبذلك يضيء القلب. وبعبارة أخرى، الزوج والولد الصالحان يضيئان حياة الإنسان ويمنحانه الصفاء والسمعة الطيبة في الدنيا والآخرة.

هذا الدعاء مفيد وله آثار باهرة، على عكس الأدعية الفارغة أو قليلة الفائدة التي لا قيمة لها. يجب أن يكون للإنسان في كل شيء، حتى في الدعاء، همّة عالية ونظرة سامية، وبنور الدعاء يصل إلى المراتب العليا، حتى يدعو أن يكون إماماً وقدوة للناس.

لا يجب حصر الدعاء في الأمور المادية أو طلب الأمور التافهة من الله.

وعلى هذا الأساس قال الإمام الصادق عليه السلام: "أربع دعوات لا تُستجاب":

  • من جلس في بيته وقال: "اللهم ارزقني"، فيقال له: ألم آمرك بالسعي والعمل؟
  • من له زوجة (سيئة الطباع تزعجه دائماً) ويدعو أن يخلصه الله منها، فيقال له: ألم أمنحك حق الطلاق؟
  • من له مال وأعطى قرضاً بلا شهود، والآخر ينكر، ويدعو أن يلين قلب المدين ويؤدي الدين، فيقال له: ألم آمرك بأخذ الشهود عند الإقراض؟[١٦]
  • وعندما ندرس أدعية الأنبياء والأئمة والأولياء، نجد أن طلباتهم كانت تدور حول أمور معنوية، اجتماعية وسياسية رفيعة.

مثلاً، كان دعاء إبراهيم عليه السلام: قالب:آية "ربنا اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي، ربنا وتقبل دعائي".

وكان دعاء الراسخين في العلم (الأئمة): قالب:آية "ربنا لا تزيغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وامنحنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب".

وكان دعاء أصحاب الكهف: قالب:آية "ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشداً".

الاطلاع على أدعية أئمتنا كما في صحيفة السجادية ومفاتيح الجنان يعلمنا كيف ندعو، مثلاً الإمام الحسين عليه السلام في جزء من دعاء عرفه يقول: اللهم اجعلني أخشاك كأني أراك، وأسعدني بتقواك، ولا تشقني من معصيتك[١٧] أي: "اللهم اجعل خشيتك في قلبي كأنني أراك، وأسعدني بتقواك، ولا تجعلني شقيًا بسبب معصيتك".

ولتوضيح المسألة، نعرض القصة التالية: ورد أن الله أوحى إلى أحد أنبياء بني إسرائيل أن يبلغ عابداً معيناً أن ثلاث دعوات له مستجابة عندنا، فأبلغ النبي ذلك العابد، فأخبر زوجته، فطلبت منه أن يجعل أحد الدعوات لها، فوافق العابد، فدعا أن يجعلها من أجمل النساء في زمانها، فاستجاب الله، وأصبحت جميلة جداً، فوقع فيها ملوك وشباب أُثرياء، وأرسلوا إليها رسائل أن تترك زوجها الزاهد وتتزوج منهم، فغرّتها هذه المظاهر، وكانت تسيء لزوجها دائماً، فغضب العابد ودعا الدعاء الثاني: "اللهم اجعل زوجتي كلباً"، فاستجيب له، وتحول زوجته إلى كلب، فجاء أهلها يطلبون منه الدعاء الثالث لإعادتها إلى حالتها الأولى، فاستجاب، وعادت زوجته إلى أول حال، فذهبت الثلاث دعوات هباءً[١٨]. لو لم يكن ذلك الزاهد جاهلاً، لكان استغل هذه الفرصة لتحقيق سعادته في الدنيا والآخرة.[١٩].

انظر أيضاً

الهوامش

  1. فيومي، أحمد؛ المصباح المنير، قم، منشورات هجرت، 1414هـ، الطبعة الثانية، تحت مادة الدعاء.
  2. سورة البقرة، 186.
  3. سورة غافر، 60.
  4. سورة النمل، 62.
  5. سورة الفرقان، 77.
  6. سورة غافر، 60.
  7. مجلسي، محمد باقر؛ بحار الأنوار، بيروت، مؤسسة الوفاء، 1403هـ، الطبعة الثانية، ج 93، ص 302، حديث 39.
  8. عاملي، محمد بن حسن؛ وسائل الشيعة، بيروت - لبنان، إحياء التراث العربي، 1370هـ، ج 7، ص 30.
  9. أحمد بن محمد البرقي، محاسن، ج 1، ص 35-36.
  10. الكافي، ج 2، ص 148.
  11. الكافي، ج 2، ص 473.
  12. المصباح الكفعمي، فصل 31، ص 308.
  13. وسائل الشيعة، ج 7، ص 88، حديث 8810.
  14. الكافي، ج 2، ص 519-520.
  15. حاج سيد أحمد زنغاني (توفي رمضان 1393 هـ/1352 ش) ذلك الفقيه الورع المتخلق بالأخلاق الإلهية.
  16. أصول الكافي، ج 2، ص 511.
  17. مفاتيح الجنان، دعاء عرفه.
  18. بحار الأنوار، ج 14، ص 485.
  19. الدعاء وكيفيته https://hawzah.net › مجلة › عرض.