محمد بن إدريس الشافعي
محمد بن إدريس الشافعي هو إمام أحد المذاهب الأربعة الفقهية أهل السنة، ويطلق على أتباعه في الفقه شافعي.
حياة الشافعي وآثاره
اسمه محمد بن إدريس ابن عباس بن عثمان بن شافع وكنيته أبو عبدالله. وُلِدَ في عام 150 هجري بعد وفاة أبو حنيفة في مدينة غزة. يُعرف الشافعي في أوساط أهل السنة بـ "ناصر الحديث" و "مجدد القرن الثالث".
تعلم الشافعي الحديث والفقه في مكة على يد مسلمي زنجى. في سن العشرين، درس في مجلس مالك بن أنس في المدينة، وكان له تواصل مع محمد بن حسن الشيباني وعبدالله بن عباس.
ذهب الشافعي إلى مصر في عام 200 هجري، وتوفي في أواخر شهر رجب عام 204، ودفن في القاهرة.
كتب الشافعي
يُروى أنه كتب 113 كتابًا في الفقه والتفسير والأصول والأدب وغيرها. من كتبه التي ما زالت باقية "الرسالة" في علم الأصول، "الحجة"، "الوصايا الكبيرة"، "اختلاف أهل العراق"، "إبطال الاستحسان"، "جامع المزني الكبير والصغير"، و"أحكام القرآن". يُعتبر كتاب "الأم" أهم كتبه الفقهية.
بعض الآراء البارزة للشافعي
أ) يجب أن يتصف القائد الديني بخصيصتين: الأولى أن يكون قرشيًا، والثانية أن يكون له رأي موافق من الناس. القيادة بدون بيعة إلا في حالة الضرورة غير مشروعة، ولهذا اعتبر الشافعي خلافة حضرت علي حقًا، واعتبر من يعارضه مثل معاوية من أهل البغي.
ب) الحديث ينطبق فقط على قول رسول الله.
ج) يظهر حب كبير للصحابة في مذهب الشافعي.
د) التوسل والتبرك بأولياء الله له مكانة مقبولة.
هـ) الالتزام بصلاة الجمعة والجماعات والعيدين البارزين للمسلمين من الخصائص الأخرى لمذهب الشافعي.
فقه الشافعي
يربط فقه الشافعي بين فقه أهل الرأي وفقه أهل النقل والحديث. بدأ الشافعي في فقهه بالاستناد إلى القرآن للحكم والتشريع، وكان يعتبر السنة النبوية مفسرة ومبينة للقرآن. أعطى الشافعي أهمية كبيرة للحديث، وأخذ بعين الاعتبار جميع شروط الراوي من صدق وأمانة وحفظ وغيرها. بعد القرآن والحديث، كان يهتم بإجماع المسلمين في المسائل الفقهية، وكان له شروط لذلك. لم يكن يحب علم الكلام واعتبره بدعة. وضع الشافعي قواعد لعلم الأصول، حيث اعتبر الفخر الرازي نسبة الشافعي إلى علم الأصول كالنسبة بين أرسطو وعلم المنطق.
المذهب القديم والمذهب الجديد للشافعي
كان للشافعي في الحجاز والعراق منذ بلوغه حتى سن الخمسين مذهبًا، وبعد دخوله إلى مصر أصبح هذا المذهب قديمًا، وتبرأ الشافعي من جميع مسائل ذلك المذهب. يوضح كتاب "رسائل الشافعي" أسس المذهب الجديد، وكتاب "الأم" الذي يتكون من أربعة آلاف صفحة يحتوي على مسائل هذا المذهب الجديد.
بإجماع الفقهاء، يُعتبر كتاب "الحجة" مذهب الشافعي القديم.
أصول الفقه أو قوانين الاجتهاد
حدد الشافعي استنباط الأحكام الفرعية في الكتاب والسنة والإجماع وآثار الصحابة والقياس، وأقام دلائل قوية في رد الاستحسان بمعنى المصلحة ورأي العقول العامة، وكان يعتبر العرف والمصالح المرسلة باطلة.
تميّزات أصول مذهب الشافعي عن باقي المذاهب
1- مذهب الشافعي يمثل توازنًا بين ثلاثة مذاهب مختلطة، وهي مذهب القرآن في مكة، ومذهب الحديث في المدينة، ومذهب أهل الرأي في العراق.
2- اعتبر الأحكام الدينية بعيدة عن عادات الأقوام ومن فوق مستوى المصلحة ورأي العقول العامة، ولا يوجد شيء يسمى مصالح مرسلة.
3- كان تنظيم الاجتهاد ووضع قواعد أصول الفقه من ابتكارات الشافعي، حيث إن العلماء الفقهاء قبله إذا اهتموا بقواعد أصولية، كان ذلك وفقًا لذوقهم وليس نتيجة لاهتمامهم بالقواعد الأصولية.
المصادر
1- فقه تطبيقي لمذاهب خمسة: جعفري، حنفي، شافعي، مالكي، حنبلي لمحمد حواد مغنية.
2- تحليل حياة الشافعي لعبدالله أحمديان.
3- الأئمة الأربعة لأهل السنة والجماعة لمحمد رؤوف توکلی.
4- وكالة أنباء آفتاب.
مستخرج من: الموسوعة الإسلامية نقلاً عن موقع رحماء.