عمّار الطالبي

من ویکي‌وحدت
الاسم عمّار الطالبي‏
الاسم الکامل عمّار الطالبي‏
تاريخ الولادة 1934م/1353ق
محل الولادة أوراس(الجزائر)
تاريخ الوفاة
المهنة استاد الجامعة
الأساتید
الآثار من مؤلّفاته: ابن باديس... حياته وآثاره (جمع ودراسة)،مدخل إلى عالم الفلسفة،اصطلاحات الفلاسفة، آراء أبي بكر بن العربي الكلامية ونقده للفلسفة اليونانية،آراء الخوارج الكلامية، وتحقيق كتاب الموجز في علم الكلام لأبي عمار عبد الكافي الإباضي، كما قام بتحقيق كتاب العواصم من القواصم و كتاب مبادئ أصول الفقه لابن باديس و کتاب أعز ما يطلب لابن تومرت و كتاب: الجواهر الحسان في تفسير القرآن لعبد الرحمن الثعالبي الجزائري و كتاب: المختصر في علم أصول الحديث لابن النفيس و كتاب إيضاح المحصول من برهان الأصول للإمام المازري و ...
المذهب سنی

عمّار الطالبي أُستاذ جامعي جزائري مرموق، وعضو الجمعية العمومية للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية.

الولادة

ولد عام 1934 م بمنطقة الأوراس في الجزائر.

الدراسة

تلقّى تعليمه العامّ ببلاده، ثمّ انتقل إلى تونس، حيث حصل من جامعة الزيتونة على ما يسمّى ب «شهادة التحصيل».

النشاطات

ابتعثته الحكومة الوطنية للثورة- وذلك بعد تأسيسها- إلى مصر، حيث التحق بكلّية الآداب في جامعة القاهرة، وحصل على ليسانس الفلسفة، وحصل على شهادتي الماجستير والدكتوراه من جامعة الإسكندرية.
لازم ندوة المفكّر الجزائري مالك بن نبي وهو مايزال طالباً في جامعة القاهرة.
عاد إلى الجزائر بعد الاستقلال، وعمل في مدرسة تكوين المعلّمين، ثمّ اختير معيداً بجامعة الجزائر، وتولّى رئاسة قسم الفلسفة بالجامعة، وعمل مديراً لمعهد العلوم الإسلامية التابع لجامعة الجزائر.
وهو أوّل مدير لجامعة الأمير عبد القادر الإسلامية بقسنطينة بالجزائر.
من مؤلّفاته: «ابن باديس... حياته وآثاره (جمع ودراسة)»، كما قام بتحقيق كتاب «العواصم من القواصم».

الآراء

وهو يرى أنّ الحياة الفكرية في المغرب الإسلامي تتّسم بالتأثّر بالأفكار التي تظهر في المشرق الإسلامي عبر التاريخ. ويرى في هذا الدليل وحدة الأُمّة الفكرية التي تأصّلت جذورها وبقيت حيّة مدى الدهر بالرغم من عوادي الزمن وفجائع التاريخ ومحاولات الفصل وافتعال الفروق.
ويرى أنّه لا يمكن التعرّف على شروط النهضة قبل معرفة الأُصول النفسية والاجتماعية للأُمّة؛ لأنّ التغيير ينطلق من الداخل النفسي والاجتماعي مصداقاً لقوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ‏ (سورة الرعد: 11).
ويرى أنّ ثورة الجزائر كانت جهاداً من أجل المبادئ والقيم الإسلامية، وأنّها لو قامت على غير ذلك لفشلت، ويتمنّى أن يؤتي هذا النجاح ثماره في العودة إلى الإسلام الحقيقي في أُصوله.
ويرى ضرورة الاهتمام بالدراسات في المجال النفسي والمجال الاجتماعي بما هو واقع في مجتمعاتنا الإسلامية؛ لأنّنا إلى الآن نكتفي بدراسات الغربيّين وبما كتبوه عن الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وننقله بحروف عربية.
ويعتقد أنّ استخلاص نتائج أبحاث الغربيّين وتطبيقها على المجتمعات الإسلامية هو من أكبر الأخطاء التي نرتكبها، ذلك أنّ النظريات الاجتماعية والنفسية الغربية نبتت في مجتمعات تختلف عن مجتمعاتنا.
ويرى أنّ مشكلة المسلمين ليست في وجود الإمكانيات، وإنّما في توجيه هذه الإمكانات وحسن التصرّف بها.
يقول: «ليست الأخلاق هي التي تؤسّس الدين وتبرّره كما يزعم فلاسفة التنوير، وإنّما الدين هو الذي يؤسّس الأخلاق ويبرّرها، ويعتقد الفيلسوف كنط أنّ الأخلاق تؤدّي إلى الدين. إنّ الواجب يقتضي أنّ تكون إنسانياً لا أسيراً لغرائزك وخوفك، فالأخلاق تتمثّل في هذا الإلزام الكلّي الذي يشمل الأنا والآخر معاً، فالقيم الأخلاقية تتّسع إلى أُفق الإنسانية قاطبة، فلا تكون الجماعة منغلقة في نطاق ثقافتها الخاصّة وقوميتها وتقاليدها الاجتماعية، بخلاف السياسة فإنّها سياسة لخدمة مصالح شعب معيّن ودولة معيّنة لا تعدوها، فالقيم الأخلاقية هي التي تجسّد آدمية الآدمي وهوية الإنسانية،
وتدعو للانفتاح على كلّ آدمي، فهي مواطنة عالمية، وليست مواطنة لدولة معيّنة، وهذا ما ينمّ على نضج الإنسان وكماله الروحي.
ولكنّ السياسة أوقعت البشرية في خوف من الأسلحة النووية في الحروب، وتسرّب الإشعاع، والانحباس الحراري، وتلوّث البيئة، وما إلى ذلك من أنواع الخوف والقلق وانعدام الأمن.

=المقصود من مفهوم الرحمة في الإسلام

مفهوم الرحمة في الإسلام من المفاهيم الكلّية التي تتجاوز الإنسان والحيوان إلى كلّ الموجودات، فهي رحمة كونية وَ رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ‏ءٍ (سورة الأعراف: 156)، وفي حديث: «إنّ رحمتي تغلب غضبي»، فهذه الرحمانية لا تعدل قيمتها قيمة في حياة الإنسان.
ولهذا ذهب طه عبد الرحمان إلى القول: إنّ الأصل في كلّ شي‏ء هو الرحمة بحيث تكون هي أوّل الأشياء على الإطلاق، ويأتي إسم «الرحمان» بعد اسم الجلالة «اللَّه» مباشرة في البسملة، وقد يرادفه كما في قوله تعالى: قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى‏ (سورة الإسراء: 110)، فكلّ شي‏ء إنّما هو أثر من آثار رحمة اللَّه، والمؤمن يتشبّه بأخلاق اللَّه، ويتخلّق بالإحسان الذي يعمّ كلّ شي‏ء، وعليه‏
يتأسّس كلّ خلق وكلّ سلوك ربّاني جدير باستخلاف الإنسان.
لكن هل القيم الأخلاقية وحدها كافية لأن يسود الأمن؟ إنّ الإنسان بجانب كونه حيواناً اجتماعياً لا يحيى حياة إنسانية إلّافي مجتمع، فإنّه أيضاً حيوان أناني شديد الحبّ للخير لنفسه، ولذلك احتاج الناس إلى تدبير آخر نسمّيه سياسة وسلطة، يقول اللَّه تعالى:
لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ وَ أَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَ الْمِيزانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَ أَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَ مَنافِعُ لِلنَّاسِ‏ (سورة الحديد: 25)، فبجانب الكتاب والميزان- أي: الأحكام والقانون من أجل سيادة العدل- أشارت الآية إلى الحديد، إلى استعمال السلطة التي تردع الذين هم أسرى لأهوائهم وأنانيتهم لا يراعون قانوناً ولا خلقاً ولا ديناً، فيقطعون السبيل، ويعتدون، ويسفكون الدماء، لذلك كلّه احتاج الناس إلى سبيل آخر بعد القيم والقوانين، وهو السلطة التي تستعمل القوّة والحديد لإلزام هؤلاء بالقانون.
وغاية التدبير السياسي معالجة التنازع بين الناس، وصراع المصالح المختلفة بطريقة نتفادى بها العنف والخوف وسفك الدماء، ومعنى هذا: أنّنا نحتاج إلى دولة كي يصبح الناس غير خاضعين للحالة الطبيعية الخارجة عن كلّ قانون وكلّ شريعة وكلّ قيمة أخلاقية، تضمن أن يتحاكم الناس إلى القانون والعدل، وهذا معنى السياسة التي تدير هذا التنازع، وتمنعه من أن يصبح عدواناً وعنفاً. فالسياسة بهذا المعنى إنّما هي إدارة سلمية للصراع لا حرب فيها ولا عنف يقوم به أحد الأطراف أو جميعها، وتعالج هذا على صعيد المجتمع كلّه، فهي فنّ حياة متوازنة في دولة واحدة، يقتضي هذا سلطة وحكماً تعالج بهما المواجهات، وتسوّى على أساس قانون يحسم به النزاع، وعدم اتّفاق المصالح والآراء بين الأحزاب وفئات المجتمع المختلفة، ولا سبيل لغير هذا إلّاالعنف والمقاتلة. والسياسة إنّما غايتها تدبير ذلك كلّه تدبيراً متوازناً يتلافى به أن تقع الفوضى والعدوان وسبل العنف. فلا وجود لسياسة دون سلطة معترف بها تضمن هذا التوازن، وتمنع العدوان على الأشخاص وحقوقهم».