الوحدة

من ویکي‌وحدت
مراجعة ٠١:٣٨، ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ بواسطة Negahban (نقاش | مساهمات) (نقل Negahban صفحة مسودة:الوحدة إلى الوحدة)

الوحدة الإسلامية (وحدة الأمة الإسلامية) هو مصطلح تم تداوله بشكل أكبر في العالم المعاصر من قبل كلا الجانبين، أعداء الإسلام وأيضًا محبي الإسلام والأمة الإسلامية. هذا التطور في الأهمية والتركيز كان جزئياً نتيجة لفكر المفكرين المعاصرين في العالم الإسلامي والإصلاحيين الذين تابعوا بعد الحرب العالمية الثانية، حيث رأوا كيف أن الحكومات الاستعمارية كانت تنظر إلى الدول الإسلامية وثرواتها ومواردها الطبيعية بشكل مُستغِل. وقد شهدنا تراجع المسلمين، وخاصة حكام الدول الإسلامية، عن العظمة والمدنية المذهلة التي كانت عليها الأمور في صدر الإسلام. لهذا السبب، كانت عقولنا منذ فترة طويلة مرتبطة بمصطلحات مثل: الأمة الواحدة، دار الإسلام، الوحدة الإسلامية، الاتحاد الإسلامي، أمة محمدية، الكتلة الإسلامية، الجبهة الإسلامية، العالم الإسلامي، التضامن الديني والإخوة الإسلامية، وغيرها في نظريات المفكرين العرب وفي الأدب السياسي والقانوني.

فكرة الوحدة ووجهات نظر

المقصود من الوحدة الإسلامية هو إنه أتباع كل المذاهب الإسلامية المختلفة، في الوقت الذي يحافظون فيه على معتقداتهم وأحكامهم الخاصة بمذهبهم، يكونوا في علاقاتهم الاجتماعية والسياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية مع باقي المسلمين متماشين مع مصالح الإسلام العليا والأمة الإسلامية. وبناءً على هذا المفهوم للوحدة، الأمة الإسلامية لازم تتعاون وترتبط مع بعضها ضد أعداء الإسلام بشكل دائم كـ "يد واحدة".

في هذا التفسير للوحدة الإسلامية، بالتأكيد ما المقصود إنه الشيعة يصبحوا سنة أو السنة يصبحوا شيعة، وكل المسلمين في العالم يتحدوا في المعتقدات والأحكام والأصول والفروع وبهذه الطريقة ما يكون في أي اختلاف في الآراء في المعتقدات والأحكام الفقهية في المجتمع الإسلامي. الحقيقة إنه المقصود من الوحدة الإسلامية مو إنه ندمج المعتقدات ونوحد الأحكام العملية للمذهب الإسلامي، وكده شيء لایمكن أن يحصل في الواقع.

العلاقة بين الوحدة الإسلامية وتقريب المذاهب الإسلامية

كلمة تقريب مأخوذة من باب التفعيل ومن مادة "قرب" بمعنى القرب والمقاربة، كما قيل: القرب هو الأصل الصحيح الذي يدل على خلاف البعد. تقريب المذاهب الإسلامية في الاصطلاح يعني الجهد الجاد لتعزيز العلاقات بين أتباع هذه المذاهب من خلال فهم الاختلافات الموجودة بينهم وإزالة الآثار السلبية لهذه الاختلافات وليس الاختلافات نفسها؛ بكلمات أخرى، تقريب يعني تقريب وجهات النظر وتنسيق مواقف المسلمين.

في تفسير تقريب بشكل صحيح، يمكن القول: تقريب المذاهب الإسلامية هو أن جميع أتباع المذاهب الإسلامية وخاصة العلماء الدينيين، مع الحفاظ على مذهبهم وبناءً على الحوارات العلمية، يسعون لتوضيح المشتركات الدينية وتخفيف سوء الفهم الديني، ليُهيئوا أكثر فأكثر بيئة الاتحاد والتلاحم للأمة الإسلامية.

الهدف من تقريب هو الهدف العام والرئيسي، وهو اتحاد الأمة الإسلامية الذي يتحقق عندما يكون المسلمون متحدين في أصول الإسلام – تلك الأصول التي بدونها لا يُعترف بالمؤمن كمسلم – أي أن يدركوا أنهم متحدون في هذه الأصول وفي مسائل أخرى، يتطلعون كما لو أن هدفهم ليس العناد مع الآخرين أو السيطرة عليهم، بل يسعون في هذا الطريق للبحث عن الحق والحقيقة والمعرفة السليمة. وفي هذه الحالة، إذا تمكنوا بموضوعية من الوصول إلى اتفاق في مسألة خلافية ما، فهذا هو الأفضل، وإلا فليحتفظ كل واحد بما يراه مناسباً لنفسه ويكون متفهماً تجاه الآخرين لعدم وصولهم لما وصل إليه، إذ إن الاختلاف في غير أصول الدين لا يضر بالإيمان، ولن يُخرج المختلفين في هذه المسائل من دائرة الإسلام.

أما بالنسبة للاختلاف بين التقريب واتحاد، يجب أن نقول إن هاتين الكلمتين في اصطلاح المصلحين المسلمين لهما معنى قريب من بعضهما وهدف واحد وهو إنشاء التضامن والتوافق بين المسلمين؛ لكن يمكن أن نقول إنّ اصطلاح اتحاد الأمة الإسلامية أعمّ ويشمل الجوانب السياسية والاجتماعية والعلمية، بينما اصطلاح «التقريب بين المذاهب الإسلامية» له طابع علمي ونظري أكثر ويناقش بين العلماء الدينيين الذين يسعون من خلال المناظرات والحوارات العلمية واتباع الأساليب العلمية والأخلاقية إلى إعداد أرضية أكبر للتعرف على مذاهب إسلامية من أصول وفروع بعضها البعض، والسعي للتخلص من سوء الفهم الديني.

ضرورة وحدة الأمة الإسلامية

ينظر الإسلام إلى مبدأ الوحدة والاتحاد من المنظور السياسي والاجتماعي ويؤكد على أهميته؛ لذا فإن القرآن يصف المؤمنين بأنهم إخوة لبعضهم البعض ويقول:

في سورة حجرات|آية 10 «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ»، حيث أصبح هذا الرباط الأخوي بين المسلمين مدينة النبي راسخًا لدرجة أنه لفترة بعد عقد الأخوة، كانوا يرثون من بعضهم البعض حتى نزلت الآية: «وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ» (سورة انفال، آية 75)، وقد نسخ هذا الحكم. اليوم، في ظل الظروف التي يبذل فيها أعداء الإسلام كل جهدهم لمكافحة ومواجهة الإسلام، يبدو أن الوحدة الإسلامية أكثر ضرورة من أي وقت مضى، واهتمام بالاختلافات والقضايا المثيرة للخلاف لن يؤدي إلى شيء سوى إهدار الموارد واستفادة العدو من هذه الاختلافات.

يمكن إثبات ضرورة «الوحدة الإسلامية» من جوانب مختلفة:

التأكيد على الوحدة في الآيات والروايات

في كثير من آيات القرآن الكريم، تم التوصية بوحدة الأمة الإسلامية: «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا» سورة آل عمران، آية 103.

العلامة طباطبائي في تفسير هذه الآية قال: «ربما يكون السبب في أن "الاعتصام بحبل الله وعدم التفرق" نعمة من الله، إشارة إلى أن دعوتكم للاعتصام وعدم التفرقة ليست بلا سبب. السبب في دعوتكم لذلك هو أنكم شهدتم بأعينكم ثمرات الوحدة والاجتماع، مرارة العداوة وحلاوة المحبة والمودة والأخوة، وبسبب التفرقة كنتم على حافة جرف النار، ومن خلال الوحدة والمودة نجوتم من النار»[١]. القرآن الكريم يعتبر الاختلاف من أسوأ العقوبات، حيث يقول: «وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ» سورة آل عمران، آية 105.

كما أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة (عليهم السلام) دائمًا يأكدون على مسألة الوحدة، وبالمثال نذكر بعض الروايات:

  1. قال النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم): «أيها الناس! عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة[٢].
  2. كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «الجماعة رحمة و الفرقة عذاب».
  3. وفي موضع آخر قال النبي محمد: «يد الله على الجماعة والشيطان مع من خالف الجماعة يركض».
  4. قال الإمام علي (عليه السلام): عليكم بالتواصل والتبادل، واحذروا من التدابر والتقاطع.

وصلات خارجية

الهوامش

  1. المیزان فی تفسیر القرآن، سید محمدحسین طباطبایی، جامعه مدرسین، قم، 1417 ق، ج 3، ص 574.
  2. میزان الحکمة، محمد محمدي ری شهری، دارالحدیث، قم، 1389ش، ح ۲۴۳۴.

المصادر