الفرق بين المراجعتين لصفحة: «إبراهيم حمروش»

أُضيف ٣٬٨٣٩ بايت ،  ٢٩ يونيو ٢٠٢١
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
إبراهيم حمروش: رائد من روّاد النهضة الأزهرية الحديثة، وعلم من أعلام الأزهر الكبار في القرن العشرين، كانت له مواقف صلبة وشامخة، منها مواقفه الشجاعة في حرب فلسطين، وفي أثناء اندلاع المقاومة المسلّحة في منطقة القناة بعد إلغاء وزارة الوفد لمعاهدة 1936 في أكتوبر 1951. وصفه الأستاذ عبّاس محمود العقّاد في كتاب يومياته بقوله: "الشيخ حمروش بقية صالحة من بقايا المدرسة التي استفادت من قدوة أستاذها الشيخ محمّد عبده في العناية بعلوم اللغة والأدب والحكمة إلى جانب العناية بعلوم الفقه والشريعة".   
إبراهيم حمروش: رائد من روّاد النهضة الأزهرية الحديثة، وعلم من أعلام الأزهر الكبار في القرن العشرين، كانت له مواقف صلبة وشامخة، منها مواقفه الشجاعة في حرب فلسطين، وفي أثناء اندلاع المقاومة المسلّحة في منطقة القناة بعد إلغاء وزارة الوفد لمعاهدة 1936 في أكتوبر 1951. وصفه الأستاذ عبّاس محمود العقّاد في كتاب يومياته بقوله: "الشيخ حمروش بقية صالحة من بقايا المدرسة التي استفادت من قدوة أستاذها الشيخ محمّد عبده في العناية بعلوم اللغة والأدب والحكمة إلى جانب العناية بعلوم الفقه والشريعة".   


<div class="wikiInfo">
[[ملف:عبد المجيد سليم.jpeg|تصغير|مركز]]
{| class="wikitable aboutAuthorTable" style="text-align:Right" |+ |
!الاسم!! data-type="AuthorName" |إبراهيم حمروش‏
|-
|الاسم الکامل
| data-type="AuthorStandardName" |إبراهيم حمروش البحيري الأزهري
|-
|تاريخ الولادة
| data-type="AuthorBirthDate" |1297 ه / 1880 م
|-
|محلّ الولادة
| data-type="AuthorBirthPlace" |[[البحيرة]]/ [[مصر]]
|-
|تاريخ الوفاة
| data-type="AuthorDeadDate" |1380 هـ / 1960 م
|-
|المهنة
| data-type="AuthorOccupation" | شیخ الأزهر، وفقيه مصري
|-
|التلاميذ
| data-type="AuthorTeachers" |عبد الوهاب خلّاف، علي الخفيف، محمّد فرج السنهوري، حسنين مخلوف،  علّام نصّار، حسن مأمون
|-
|المذهب
| data-type="AuthorReligion" |سنّي
|}
</div>
=مدخل حول الأزهر ومشيخته=
مع تولّي أسرة [[محمّد علي باشا]] الحكم في مصر، تغيّرت عملية اختيار شيخ الأزهر، حيث كان يتمّ بتدخّل من الوالي، ومع الجهود المبذولة لتطوير جامع الأزهر وإصلاحه، ظهرت جماعة كبار العلماء سنة (1239هـ = 1911م) في عهد المشيخة الثانية للشيخ [[سليم البشري]]، ونصّ قانون الأزهر وقتها على أن يكون اختيار شيخ الجامع الأزهر من بين جماعة كبار العلماء، حيث يتمّ اختياره بطريق الانتخاب من بين هيئة كبار العلماء المرشّحين لشغل المنصب على أن يكون حاملاً للجنسية المصرية وحدها ومن أبوين مصريين مسلمين، وأن يكون من خرّيجي إحدى الكلّيات الأزهرية المتخصّصة في علوم أصول الدين والشريعة و[[الدعوة الإسلامية]] واللغة العربية، وأن يكون قد تدرّج في تعليمه قبل الجامعي بالمعاهد الأزهرية، وكان ذلك يضمن ما يجب أن يكون عليه شيخ الأزهر من العلم والمعرفة والسمعة وحسن الخلق.
وبصدور القانون رقم 103 لسنة 1961م الخاصّ بتطوير الأزهر، ألغيت هيئة كبار العلماء وحلّ محلّها ما عرف باسم: [[مجمع البحوث الإسلامية]]، ويتكوّن من 50 عضواً على الأكثر، كان من بينهم في بداية نشأته حوالي 20 من غير المصريّين من كبار علماء [[العالم الإسلامي]]، ولا تسقط عضوية أيّ منهم إلّا بالوفاة أو الاستقالة أو العجز الصحّي.
ومجمع البحوث هو الذي يقرّر إسقاط العضوية، وهو الذي يملأ المكان الشاغر بانتخاب أحد المرشّحين سواء بالاقتراع السرّي أو بأغلبية الأصوات، ويتمّ اختيار شيخ الأزهر بشكل عامّ من بين أعضاء المجمع، ويكون رئيس الجمهورية وحده هو صاحب القرار، وعلى أن يعيّن ولا يقال. ويُعيّن شيخ الأزهر في منصبه بعد صدور قرار من رئيس الجمهورية، ويعامل معاملة رئيس مجلس الوزراء من حيث الدرجة والراتب والمعاش.
وقد جعل هذا القانون شيخ الأزهر هو الإمام الأكبر وصاحب الرأي في كلّ ما يتّصل بالشئون الدينية وفي كلّ ما يتعلّق بالقرآن وعلوم الإسلام.


=ولادته وأسرته=
=ولادته وأسرته=
سطر ٨: سطر ٤٥:
=تكوينه العلمي=
=تكوينه العلمي=


تلقّى الشيخ إبراهيم حمروش تعليماً دينياً تقليدياً بدأه في الكتّاب، ثمّ في الجامع الأزهر في القاهرة، وتخرّج في الأزهر بشهادة العالمية القديمة التي نالها عام 1906 في السادسة والعشرين من عمره. وقد كان قانون عالمية الأزهر في ذلك الوقت يقضي بالسماح لمن أمضى في الأزهر اثنتي عشرة سنة (أو أكثر) من الدراسة بأن يتقدّم لامتحان شهادة العالمية، ويحقّ لمن يحصل عليها التدريس بالجامع الأزهر. وكان لحصول الشيخ إبراهيم حمروش على هذه الشهادة بتفوّق قصّة لا تزال متداولة بسبب دلالتها على نبوغه المبكّر ، فقد كان امتحان مادّة أصول الفقه يدور على استيعاب مقدّمة كتاب "جمع الجوامع"، ولهذا كان الطلبة يعنون كلّ العناية بدراسة هذه المقدّمة ، ويتعمّقون في دراسة مسائلها من دون أن يعنوا عناية مماثلة ببقية الكتاب، ولكن الإمام عيد الرحمان الشربيني شيخ الأزهر في ذلك العام  قرّر أن تكون  المناقشة في مسائل الكتاب كلّه، واختار موضوع ” القياس”  ليكون موضوع المناقشة، ومن ثمّ أحجم كثير من الطلبة عن دخول الامتحان، فسمح لمن يلونهم أن يتقدّموا للامتحان، فتقدّم الشيخ إبراهيم حمروش، وفاز بالعالمية من الدرجة الأولى عن جدارة ، وكان النظام المتّبع يقتضي أن يؤدّي الطالب الامتحان في أربعة عشر علماً على مدى يوم طويل ، ولكن الشيخ إبراهيم حمروش أثبت جدارته، فاستحقّ تقدير أساتذته الممتحنين بعد ثلاث ساعات فقط.
تلقّى الشيخ إبراهيم حمروش تعليماً دينياً تقليدياً بدأه في الكتّاب، ثمّ في الجامع الأزهر في القاهرة، وتخرّج في الأزهر بشهادة العالمية القديمة التي نالها عام 1906 في السادسة والعشرين من عمره. وقد كان قانون عالمية الأزهر في ذلك الوقت يقضي بالسماح لمن أمضى في الأزهر اثنتي عشرة سنة (أو أكثر) من الدراسة بأن يتقدّم لامتحان شهادة العالمية، ويحقّ لمن يحصل عليها التدريس بالجامع الأزهر. وكان لحصول الشيخ إبراهيم حمروش على هذه الشهادة بتفوّق قصّة لا تزال متداولة بسبب دلالتها على نبوغه المبكّر ، فقد كان امتحان مادّة أصول الفقه يدور على استيعاب مقدّمة كتاب "جمع الجوامع"، ولهذا كان الطلبة يعنون كلّ العناية بدراسة هذه المقدّمة ، ويتعمّقون في دراسة مسائلها من دون أن يعنوا عناية مماثلة ببقية الكتاب، ولكن الإمام عيد الرحمان الشربيني شيخ الأزهر في ذلك العام  قرّر أن تكون  المناقشة في مسائل الكتاب كلّه، واختار موضوع ” القياس”  ليكون موضوع المناقشة، ومن ثمّ أحجم كثير من الطلبة عن دخول الامتحان، فسمح لمن يلونهم أن يتقدّموا للامتحان، فتقدّم الشيخ إبراهيم حمروش، وفاز بالعالمية من الدرجة الأولى عن جدارة، وكان النظام المتّبع يقتضي أن يؤدّي الطالب الامتحان في أربعة عشر علماً على مدى يوم طويل، ولكن الشيخ إبراهيم حمروش أثبت جدارته، فاستحقّ تقدير أساتذته الممتحنين بعد ثلاث ساعات فقط.


=بين الأستاذية والقضاء=
=بين الأستاذية والقضاء=
سطر ١٦: سطر ٥٣:
بدأ الشيخ إبراهيم حمروش حياته الوظيفية عقب تخرجه مباشرة، إذ عيّن مدرّساً في الأزهرسنة 1906 وهو في السادسة والعشرين من عمره بعد حصوله على الشهادة العالمية القديمة، ثمّ انتقل للعمل بالقضاء الشرعي في 13 يونيو 1908، ولم يلبث في القضاء إلّا قرابة مائة يوم، حيث اختير مدرّساً في مدرسة القضاء الشرعي في أوّل عهدها، في الوقت الذي كان أغلب مدرّسيها من خرّيجي دار العلوم، وكان في اختياره اعتراف صريح من رجال المعارف بقدرة الأزهر على قيادة التطوير التعليمي والعلمي في هذا المجال، وبهذه الصفة تأكّدت صلته المبكّرة بالزعيم سعد زغلول باشا و بابن أخته الأستاذ التربوي الأشهر عاطف بركات باشا ناظر مدرسة القضاء الشرعي.
بدأ الشيخ إبراهيم حمروش حياته الوظيفية عقب تخرجه مباشرة، إذ عيّن مدرّساً في الأزهرسنة 1906 وهو في السادسة والعشرين من عمره بعد حصوله على الشهادة العالمية القديمة، ثمّ انتقل للعمل بالقضاء الشرعي في 13 يونيو 1908، ولم يلبث في القضاء إلّا قرابة مائة يوم، حيث اختير مدرّساً في مدرسة القضاء الشرعي في أوّل عهدها، في الوقت الذي كان أغلب مدرّسيها من خرّيجي دار العلوم، وكان في اختياره اعتراف صريح من رجال المعارف بقدرة الأزهر على قيادة التطوير التعليمي والعلمي في هذا المجال، وبهذه الصفة تأكّدت صلته المبكّرة بالزعيم سعد زغلول باشا و بابن أخته الأستاذ التربوي الأشهر عاطف بركات باشا ناظر مدرسة القضاء الشرعي.


ومن خلال هذا الموقع الأثير درس عليه الفقه وأصول الفقه في مدرسة القضاء الشرعي مجموعة من النوابغ اللامعين في الحياة العامّة بعد هذا، من أمثال: الشيخ عبد الوهاب خلّاف، والشيخ على الخفيف، والشيخ محمّد فرج السنهوري وزير الأوقاف في نهاية عهد الملكية، والشيخ حسنين مخلوف مفتي الديار المصرية، والشيخ علّام نصّار مفتي الديار المصرية، والشيخ حسن مأمون شيخ الأزهر ومفتي الديار المصرية.
ومن خلال هذا الموقع الأثير درس عليه الفقه وأصول الفقه في مدرسة القضاء الشرعي مجموعة من النوابغ اللامعين في الحياة العامّة بعد هذا، من أمثال: الشيخ عبد الوهاب خلّاف، والشيخ علي الخفيف، والشيخ محمّد فرج السنهوري وزير الأوقاف في نهاية عهد الملكية، والشيخ حسنين مخلوف مفتي الديار المصرية، والشيخ علّام نصّار مفتي الديار المصرية، والشيخ حسن مأمون شيخ الأزهر ومفتي الديار المصرية.


وبعد ثمانية أعوام من عمله بالتدريس في مدرسة القضاء الشرعي انتقل الشيخ إبراهيم حمروش من الأستاذية ليتولّى القضاء مرّة ثانية (1916)، وبقي في مناصب القضاء الشرعي فترة من الزمن، وفي هذا السلك توثّقت صلته بابن جيله الشيخ محمّد مصطفي المراغي، فلمّا تولّى المراغي مشيخة الأزهر للمرّة الأولى سنة 1928 عمل على نقله من القضاء الشرعي للأزهر، حيث كان من أبرز معاونيه في إدارته للأزهر ووضعه لمناهجه وتنظيمه لإدارة العملية التربوية التعليمية في عهدها الجديد، وقد تولّى الشيخ إبراهيم حمروش في عهدي الشيخين المراغي والظواهري مجموعة من مناصب الأزهر الكبيرة في تعاقب سريع لم يتح مثله لغيره من قبل ولا من بعد، فقد عهد إليه الشيخ المراغي بعمادة (مشيخة) معهد أسيوط الديني في 12 أكتوبر 1928، ثمّ شغل منصب المفتّش العامّ في إدارة الأزهر بالقاهرة في أوّل  ديسمبر 1929، ثمّ تولّى عمادة (مشيخة) معهد الزقازيق الديني في 25 ديسمبر 1929.
وبعد ثمانية أعوام من عمله بالتدريس في مدرسة القضاء الشرعي انتقل الشيخ إبراهيم حمروش من الأستاذية ليتولّى القضاء مرّة ثانية (1916)، وبقي في مناصب القضاء الشرعي فترة من الزمن، وفي هذا السلك توثّقت صلته بابن جيله الشيخ محمّد مصطفى المراغي، فلمّا تولّى المراغي مشيخة الأزهر للمرّة الأولى سنة 1928 عمل على نقله من القضاء الشرعي للأزهر، حيث كان من أبرز معاونيه في إدارته للأزهر ووضعه لمناهجه وتنظيمه لإدارة العملية التربوية التعليمية في عهدها الجديد، وقد تولّى الشيخ إبراهيم حمروش في عهدي الشيخين المراغي والظواهري مجموعة من مناصب الأزهر الكبيرة في تعاقب سريع لم يتح مثله لغيره من قبل ولا من بعد، فقد عهد إليه الشيخ المراغي بعمادة (مشيخة) معهد أسيوط الديني في 12 أكتوبر 1928، ثمّ شغل منصب المفتّش العامّ في إدارة الأزهر بالقاهرة في أوّل  ديسمبر 1929، ثمّ تولّى عمادة (مشيخة) معهد الزقازيق الديني في 25 ديسمبر 1929.


=عمادته لكلّية اللغة العربية=
=عمادته لكلّية اللغة العربية=
٢٬٧٩٦

تعديل