الفرق بين المراجعتين لصفحة: «المسجد النبي»
| سطر ١٢٣: | سطر ١٢٣: | ||
{{الهوامش}} | {{الهوامش}} | ||
[[تصنيف: | [[تصنيف:المفاهيم و المصطلحات]] | ||
[[تصنيف:المملكة العربية السعودية]] | [[تصنيف:المملكة العربية السعودية]] | ||
مراجعة ١٦:١٦، ٩ نوفمبر ٢٠٢٥
المسجد النبوي يقع في قلب مدينة المدينة المنورة في المملكة العربية السعودية، على ارتفاع 597 مترًا فوق مستوى سطح البحر. يُعتبر المسجد النبوي ثاني المساجد التي بناها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد مسجد قباء، ويُقال أن بناءه استمر سبعة أشهر أو سنة كاملة.
التاريخ الإنشائي
عند وصول النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة المنورة، كان شيوخ القبائل وكبارها يتوقون إلى أن ينزل رسول الله بين ظهرانيهم لينالوا شرف استضافته. لكن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال: "أطلقوا ناقتي فإنها مأمورة". فتركوها تسير حتى بركت عند موضع مسجده اليوم.
كان الموقع ملكًا لطفلين يتيمين من بني النجار يُدعيان سهل وسهيل، وكانا يستخدمان الأرض لتجفيف التمر. فاشترى النبي صلى الله عليه وآله وسلم الأرض من معاذ بن عفراء - الوصي على الطفلين - وأسس فيها المسجد الذي أصبح نواة المسجد الحالي.
نقل أبو أيوب الأنصاري متاع النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى بيته، ومكث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عنده حتى تم بناء حجرة له ملاصقة للمسجد. وقد شارك النبي صلى الله عليه وآله وسلم بنفسه مع المسلمين في بناء المسجد، حيث كان ينقل الحجارة واللبن معهم. بلغت مساحة المسجد النبوي في عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حوالي 1050 مترًا مربعًا. كانت أرضيته من الرمل، وسقفه من جذوع النخل، وأعمدته من جذوع الأشجار.
ظلت قبلة المسجد النبوي تتجه نحو بيت المقدس لمدة ستة عشر شهرًا قبل أن يغير الله القبلة إلى الكعبة المشرفة قبل معركة بدر. وفي تلك الفترة، خصص النبي صلى الله عليه وآله وسلم مكانًا في الجانب الشرقي من المسجد ليكون ملجأ للفقراء والمسافرين، عُرف باسم الصُفَّة.[١]
التوسعات والتعميرات
بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، توالت توسعات المسجد النبوي على يد الخلفاء واحدًا تلو الآخر. لم تقتصر هذه التوسعات على زيادة المساحة فقط، بل شملت إضافة أبواب جديدة واستخدام أحدث الأساليب الزخرفية المعاصرة في كل عصر.
مع كل التوسعات التي تمت على مر السنين، فإن أكبر توسعة شهدها المسجد النبوي بدأت عام 1405هـ، حيث تم تجديده بالكامل وزيادة مساحته من 165,500 متر مربع (تسع 257,000 مصل) إلى 400,500 متر مربع (تسع 650,000 مصل).
يضم الحرم الآن 81 بابًا و27 قبة متحركة مصممة بشكل دائري جميل، يبلغ وزن كل منها 80 طنًا. كما تم تجهيز المسجد بأحدث أنظمة الكهرباء ومحطات البريد وتكييف الهواء. وتضم الساحات المحيطة مواقف سيارات تبلغ مساحتها 390,000 متر مربع تتسع لـ4,500 مركبة.
بالإضافة إلى ذلك، تم توفير شاشات تلفزيونية ثابتة ومتحركة، وأجهزة إنذار حساسة، وشبكات هاتفية لراحة الزوار.
العمارة وأماكن المسجد
الصُفَّة
كانت الصفة عبارة عن مظلة في الجانب الشرقي من المسجد النبوي، أعدت لإيواء المهاجرين الفقراء الذين لا مأوى لهم. عُرف هؤلاء المسلمون بأصحاب الصفة.
قبل تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة، كان محراب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في شمال المسجد. بعد تغيير القبلة، أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بتسقيف هذه المنطقة فصارت ملجأ للمسلمين المهاجرين المعدمين، وأصبحت جزءًا من المسجد بعد التوسعة في السنة السابعة للهجرة.
أما ما يُعرف اليوم بالصفة، فكان في الماضي "دكة الخواجات" - مقر الخصيان الذين كانوا يقومون على حراسة الحرم وخدمته.
منبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم
في البداية، كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يخطب مستندًا إلى جذع نخلة. ثم صنع له منبر في السنة السابعة أو الثامنة للهجرة، يتكون من درجتين ومقعد.
احترق منبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم عام 886هـ، فأرسل السلطان المملوكي "الأشرف قايتباي" منبرًا من الرخام الأبيض ليحل محله.
الروضة الشريفة
تقع هذه البقعة المباركة بين منبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحجرته، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: "ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة". تُغطى هذه المنطقة بسجاد أخضر يُميزها عن بقية أجزاء المسجد.
حجرة وقبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم
كان بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقع شرق المسجد النبوي، وهو المكان الذي دُفن فيه، وأصبح جزءًا من المسجد بعد التوسعات اللاحقة.
القبة الخضراء
اشتهر المسجد النبوي بقبته الخضراء، التي بُنيت في البداية من الخشب، ثم أعيد بناؤها بعد حريق وقع في العهد العثماني.
المكتبة
يضم المسجد النبوي مكتبتين تحتويان على مخطوطات قديمة قيمة، تقع الأولى في مركز الحرم والثانية في الطابق السفلي بالجزء الجنوبي من المسجد، كما توجد مكتبة رقمية أيضًا.[٢]
أعمدة المسجد النبوي
لا يزال هناك ثمانية أعمدة من عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المسجد، مميزة باللون الأبيض، منها:
عمود حنَّانة كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يخطب الجمعة مستندًا إلى هذا العمود، وعندما صنع له المنبر تركه. وروي أن العمود حنَّ حنينًا لفراق النبي، مما أكسبه هذه التسمية.
عمود التوبة يُسمى أيضًا "عمود أبي لبابة"، حيث ربط نفسه فيه بعد أن أخطأ في قضية بني قريظة، وبقي مربوطًا حتى نزلت آية قبول توبته.
عمود الحرس كان علي بن أبي طالب عليه السلام يقف بجانب هذا العمود لحماية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كما كان مصلاه.
عمود الوفود كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يستقبل عند هذا العمود وفود القبائل والبعثات الدبلوماسية.
عمود السرير كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يضع بجانب هذا العمود سريرًا من جريد النخل للراحة.
مقام جبريل عليه السلام كان الملاك جبريل عليه السلام يتردد على هذا المكان لمقابلة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
أبواب ومآذن المسجد النبوي
الأبواب عندما بُني المسجد النبوي أول مرة، كان له ثلاثة أبواب. وبعض الصحابة بنوا بيوتًا ملاصقة للمسجد وفتحوا أبوابًا تؤدي مباشرة إليه.
في السنة الثالثة للهجرة، قبل غزوة أحد، أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بسد جميع الأبواب إلا باب علي بن أبي طالب عليه السلام.
تغير عدد أبواب المسجد عبر التاريخ، وأشهرها: - باب الرحمة - باب جبريل - باب السلام - باب النساء يبلغ عدد أبواب المسجد حاليًا 81 بابًا.
المآذن أضيفت المآذن الأولى للمسجد في توسعة الوليد بن عبد الملك، حيث بُنيت أربع مآذن في أركان المسجد. ثم أضيفت مئذنة خامسة. كانت المآذن الرئيسية تشمل: - المآذن السليمانية والمجيدية في الضلع الشمالي - مئذنة قايتباي وباب السلام في الجانبين الجنوبي الشرقي والغربي
أضيفت في التوسعات الحديثة ست مآذن جديدة، ليصبح العدد الإجمالي عشر مآذن.[٣]
محاريب المسجد النبوي
يوجد في المسجد النبوي عدة محاريب، أشهرها:
محراب النبي مكان في المسجد النبوي بُني عليه محراب، لكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن له محراب مبني، وإنما بُني هذا المحراب في سنوات لاحقة - على الأرجح في زمن عمر بن عبد العزيز - في المكان الذي كان يصلي فيه النبي.
محراب التهجد كان موجودًا بجانب عمود التهجد، حيث كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقوم الليل. وفي القرون اللاحقة، بُني محراب في هذا المكان تكريمًا لذكرى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثم أزيل في عهد آل سعود.
محراب فاطمة عليها السلام يقع هذا المحراب جنوب محراب التهجد، داخل مقصورة بيت فاطمة الزهراء عليها السلام الذي ألحق بالمسجد. وردت روايات عنه، منها ما روي عن الإمام الحسن المجتبى عليه السلام أنه قال: "رأيت أمي فاطمة ليلة جمعية في محرابها قائمة حتى أصبحت تذكر المؤمنين والمؤمنات وتدعو لهم. فقلت: يا أماه، لم لا تدعين لنفسك؟ فقالت: يا بني، الجار ثم الدار."
مدفن السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام
بينما يرى معظم أهل السنة والجماعة أن قبر السيدة فاطمة عليها السلام يقع في البقيع، تؤكد روايات الشيعة أنه في بيتها الذي أصبح الآن جزءًا من المسجد النبوي. ومن ذلك ما روي عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام: "دفنت فاطمة سلام الله عليها في بيتها، فأدخله عمر بن عبد العزيز في المسجد."
وعلى الرغم من أن علماء الشيعة لم يجزموا في هذه المسألة، إلا أنهم يرجحون أن قبر السيدة فاطمة عليها السلام يقع حاليًا في المسجد النبوي.
المكانة الدينية والروحية
يُعتبر المسجد النبوي ثاني أقدس مسجد عند المسلمين بعد المسجد الحرام، وله أحكام فقهية خاصة.
أضافت الأماكن التاريخية في المسجد وحوله أهمية كبيرة إليه، مثل قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبيته، ووجود مقبرة البقيع التي تضم رفات العديد من صحابة النبي وأهل بيته.[٤]
عادة ما يزور المسلمون هذا المسجد قبل أو بعد أداء فريضة الحج، معتبرين هذه الزيارة مكملة للثواب الروحي لرحلتهم.[٥]
للمسجد النبوي مكانة خاصة عند الشيعة، من أبرز مظاهرها: - حادثة سد الأبواب، حيث أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم من قبل الله بسد جميع الأبواب التي تفتح على المسجد إلا باب علي بن أبي طالب عليه السلام - احتمال دفن السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام في المسجد النبوي بين قبر النبي ومنبره[٦] - وجود البقيع بجوار المسجد ومراقد أئمة البقيع فيه.
الهوامش
- ↑ معلومات كاملة عن المسجد النبوي
- ↑ تعريف بمساجد العالم
- ↑ التعرف على المسجد النبوي في المدينة المنورة
- ↑ جعفریان، آثار اسلامی مکه و مدینه، ۱۳۸۷ش، ص۲۳۹.
- ↑ الأميني، الغدير، ۱۴۱۶ق، ج۵، ص۱۶۵-۱۶۹.
- ↑ الصدوق، من لا يحضره الفقيه، ۱۴۱۳ق، ج۲، ص۵۷۲.