انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الروح»

من ویکي‌وحدت
لا ملخص تعديل
 
سطر ٤: سطر ٤:
== ما هي الروح ==
== ما هي الروح ==
الروح هي مصدر الحياة والوجود، فهي التي تمنح الكائن القدرة على الإحساس والحركة الإرادية<ref>مكارم شيرازي، ناصر، تفسير نمونه، الطبعة الرابعة، دار الكتب الإسلامية، 1363 هـ ش، ج12، ص250، طباطبائي، سيد محمد حسين، تفسير الميزان، بيروت: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، ج13، ص195.</ref>.
الروح هي مصدر الحياة والوجود، فهي التي تمنح الكائن القدرة على الإحساس والحركة الإرادية<ref>مكارم شيرازي، ناصر، تفسير نمونه، الطبعة الرابعة، دار الكتب الإسلامية، 1363 هـ ش، ج12، ص250، طباطبائي، سيد محمد حسين، تفسير الميزان، بيروت: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، ج13، ص195.</ref>.
في القرآن الكريم ورد عن الروح قوله تعالى: {{نص القرآن |ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً |السورة=الإسراء |الآية=85}} أي يسألونك عن الروح فقل: الروح من أمر ربي، وما أعطيتم من العلم إلا قليلاً.
في القرآن الكريم ورد عن الروح قوله تعالى: '''ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً (الإسراء/85)'''


في بعض التفاسير تحت هذه الآية ورد أنه من مجموع القرائن داخل الآية وخارجها يُستفاد أن السائلين استفسروا عن حقيقة روح الإنسان، هذه الروح العظيمة التي ينبع منها حياتنا وبمساعدتها نجعل الأرض والسماء ملعبنا، ونكشف أسرار العلوم ونتعمق في الموجودات. كانوا يريدون معرفة حقيقة هذه المعجزة في عالم الخلق. وبما أن الروح ذات بنية تختلف عن بنية المادة، وقوانينها تختلف عن قوانين المادة وخواصها الفيزيائية والكيميائية، فقد أُمر النبي محمد (صلى الله عليه وآله) أن يجيب بجملة قصيرة ومعبرة: الروح من عالم الأمر، أي لها خلق غامض.
في بعض التفاسير تحت هذه الآية ورد أنه من مجموع القرائن داخل الآية وخارجها يُستفاد أن السائلين استفسروا عن حقيقة روح الإنسان، هذه الروح العظيمة التي ينبع منها حياتنا وبمساعدتها نجعل الأرض والسماء ملعبنا، ونكشف أسرار العلوم ونتعمق في الموجودات. كانوا يريدون معرفة حقيقة هذه المعجزة في عالم الخلق. وبما أن الروح ذات بنية تختلف عن بنية المادة، وقوانينها تختلف عن قوانين المادة وخواصها الفيزيائية والكيميائية، فقد أُمر النبي محمد (صلى الله عليه وآله) أن يجيب بجملة قصيرة ومعبرة: الروح من عالم الأمر، أي لها خلق غامض.

المراجعة الحالية بتاريخ ٠٨:٥٠، ١٤ سبتمبر ٢٠٢٥

بدون إطار
بدون إطار

الروح هي جانب غير مادي من وجود الإنسان، وهي مصدر الحياة والفرق بين الأحياء والأموات. وقد دار نقاش فلسفي واسع بين العلماء حول حقيقة الروح وخصائصها. ويعتقد العلماء المسلمون استناداً إلى المصادر القرآنية والروائية بتجرد الروح وبقائها بعد الموت.

ما هي الروح

الروح هي مصدر الحياة والوجود، فهي التي تمنح الكائن القدرة على الإحساس والحركة الإرادية[١]. في القرآن الكريم ورد عن الروح قوله تعالى: ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً (الإسراء/85)

في بعض التفاسير تحت هذه الآية ورد أنه من مجموع القرائن داخل الآية وخارجها يُستفاد أن السائلين استفسروا عن حقيقة روح الإنسان، هذه الروح العظيمة التي ينبع منها حياتنا وبمساعدتها نجعل الأرض والسماء ملعبنا، ونكشف أسرار العلوم ونتعمق في الموجودات. كانوا يريدون معرفة حقيقة هذه المعجزة في عالم الخلق. وبما أن الروح ذات بنية تختلف عن بنية المادة، وقوانينها تختلف عن قوانين المادة وخواصها الفيزيائية والكيميائية، فقد أُمر النبي محمد (صلى الله عليه وآله) أن يجيب بجملة قصيرة ومعبرة: الروح من عالم الأمر، أي لها خلق غامض.

إذاً، المقصود بقوله تعالى: "الروح من أمر الله" هو أن الروح كائن غامض، وشرح العلامة طباطبائي لمعنى كلمة "الأمر" هو أنها تُستخدم حيث لا يوجد تدرج، أي ليست مادية ولا خاضعة للحركة المادية، فالروح التي هي من أمر الله تعني أنها كائن غير مختلط بالمادة أو الزمان أو المكان ولا يمكن الإشارة إليه، بل هو كائن مستقل يمتلك الحياة والعلم والقدرة، وليس من صفات الأحوال[٢].

عندما يُذكر ارتباط الروح بالجسد وتأثيرهما المتبادل، يُطلق عليه اسم "النفس"، وعندما تُناقش الظواهر الروحية بمعزل عن الجسد يُطلق عليها اسم "الروح". ويعتقد العلماء والفلاسفة أن الروح حقيقة فوق طبيعية وفوق مادية[٣]. ومن التعريفات السابقة يتضح أن الروح كائن غير مادي، لذلك لا تمتلك شكلاً بمعنى الشكل الهندسي، لأن الشكل من خصائص الموجودات المادية، والروح ليست مادية.

إثبات الروح

يرى البعض أن النوم والرؤيا دلالة على وجود روح فوق مادية تنفصل عن الجسد أثناء النوم. وفي مقابل هذا الاستدلال، يُذكر تأثير الأدوية الكيميائية التي تؤثر على عملية الحلم والنوم، والتي تسبب أحياناً كوابيس ليلية، مما يدل على أن النوم والرؤيا ليست إلا صوراً تتشكل في الدماغ المادي. ومن هذه الأدوية: أتورفاستاتين، سيمفاستاتين، ريفاستيجمين، دونيبيزيل وبروبرانولول[٤].

من وجهة نظر الطبيعيين، الروح لا تحمل أي قيمة علمية أو فلسفية لأنها فوق طبيعية. لكن الأمر المهم هو أن المؤمنين من جهة يؤمنون بأن الروح غير مادية، ومن جهة أخرى يؤمنون بوجود الروح في جسم الإنسان.

مكانة الروح بعد الموت

أولاً

استناداً إلى آيات وأحاديث متعددة، فإن روح الإنسان بعد انفصالها عن الجسد عند الموت تدخل عالماً يسمى البرزخ. والبرزخ في اللغة العربية يعني المكان الفاصل بين شيئين، وبما أن عالم ما بعد الموت هو الفاصل بين الحياة المؤقتة في الدنيا والحياة الأبدية في الآخرة، فقد ورد في القرآن الكريم وأحاديث الأولياء أن هذا العالم يسمى البرزخ.

وفقاً لرؤية مدرسة الأنبياء الإلهية، بعد انتهاء أيام الحياة الدنيا وحلول الموت، تنفصل روح الإنسان عن الجسد وتنتقل إلى عالم البرزخ، وهناك تواصل حياتها. فإذا كان المتوفى من الصالحين، ينعم في ذلك العالم جزاءً لأعماله الصالحة، وإذا كان من الأشرار والمذنبين يعذب على أعماله السيئة، ويظل هذا الوضع قائماً حتى يوم القيامة حين يُبعث الناس بأمر الله من قبورهم للحساب في محكمة العدل الإلهي[٥].

ثانياً

رغم أن بعض الناس في دول مثل الهند يؤمنون بنظرية التناسخ، أي أن الأرواح تعود مجدداً في أجساد أخرى إلى الدنيا، فإن هذه النظرية جذبت اهتمام كثير من الناس وصدقها البعض، لكنها لا أساس لها وتتناقض مع تعاليم الأديان السماوية وخاصة القرآن الكريم.

وفقاً لمذهب الأنبياء الإلهي، القضاء الحكيم لله في نظام الكون العام هو أن روح الإنسان بعد الموت لا تعود إلى الدنيا لتبدأ حياة جديدة، بل تبقى في عالم البرزخ المؤقت حتى تقوم القيامة وتنتقل إلى دار الآخرة الأبدية... والعودة إلى الدنيا لأداء الأعمال الصالحة والتعايش مع الأرواح العليا وفق المذهب الإسلامي، الذي هو عين البرهان والمنطق، أمر ضعيف وغير صحيح، وقد أعلن القرآن الكريم بوضوح استحالة وقوعه[٦]. لذلك، الروح بعد موت الإنسان لا تسمح لها بالدخول إلى الدنيا بالمعنى المذكور.

ثالثاً

رغم استحالة عودة الروح إلى الدنيا بعد الموت كما ذكرنا، يجب الانتباه إلى أن بعض الأحاديث تشير إلى أن أرواح بعض الأشخاص تتواصل مع ذويهم، وهذا صحيح ومختلف عن التناسخ، وهنا بعض الأمثلة من الأحاديث:

  1. عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: المؤمن يرى أهله وما يحب، وبعض المؤمنين يزورون أهلهم كل أسبوع يوم الجمعة، وبعضهم حسب عمله يستطيع أن يلتقي بهم[٧].
  2. عن الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) في جواب سؤال عن لقاء الأرواح مع ذويها قال: في كل جمعة وكل شهر وكل سنة مرة حسب منزلة المؤمن، يمكنه زيارة أهله، وطريقة اللقاء هي أن يشرف على أهله بصورة كائن لطيف غير مرئي، فإذا رأى منهم أعمالاً حسنة فرح، وإذا رأى أعمالاً سيئة حزن[٨].
  3. في حديث آخر قال: روح المؤمن تستأذن من ربها ويأذن الله له، ويرسل معه ملكين، يزوران أهله، يسمعان كلامهم وينظران إليهم[٩].

من هذه الأحاديث نستخلص:

  • أ) أرواح المؤمنين تستطيع رؤية أهلهم وذويهم والأشخاص الذين يحبونهم، وتتابع أحوالهم وقصصهم.

حتى بعض الروايات تقول إن روح الكافر تزور عائلته وتشعر بألم لرؤية أعمالهم السيئة[١٠].

  • ب) ارتباط الأرواح بعالم الدنيا قوي لدرجة أن الأعمال الخيرة التي يقوم بها أحدهم للأموات تصل إليهم. قال النبي محمد (صلى الله عليه) إن عيسى عليه السلام مر بقبر ورأى صاحبه يعذب، فلما مر مرة أخرى لم ير آثار العذاب، فسأل الله فأوحى إليه أن ولداً لذلك الرجل كان يعمل خيراً في الدنيا، فببركة عمل الولد رفع العذاب عن أبيه[١١].
  • ج) ارتباط الأرواح بالبشر هو من باب إشرافها عليهم، أي أنها تراهم ولا تدخل الدنيا بشكل مادي.

رابعاً

روح كل شخص يمكنها زيارة أهله بحسب نور إيمانه وروحه، ولهذا في الروايات من يزور أهله كل أسبوع، وآخر كل شهر، وثالث كل سنة.

خامساً

بما أن الأرواح كائنات مجردة وغير مادية، فهي لا تمتلك شكلاً خاصاً.

مواضيع ذات صلة

الهوامش

  1. مكارم شيرازي، ناصر، تفسير نمونه، الطبعة الرابعة، دار الكتب الإسلامية، 1363 هـ ش، ج12، ص250، طباطبائي، سيد محمد حسين، تفسير الميزان، بيروت: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، ج13، ص195.
  2. طباطبائي، سيد محمد حسين، ترجمة تفسير الميزان، طهران: مركز نشر محمدي، 1363 هـ ش، ج24، ص38.
  3. مكارم شيرازي، ناصر، تفسير نمونه، الطبعة الرابعة، دار الكتب الإسلامية، 1363 هـ ش، ج12، ص250-256.
  4. ن. فخر (1395 هـ ش). برهان العلية. ص26-27.
  5. الكلام الفلسفي، المعاد من حيث الروح والجسد، دار نشر هيئة نشر المعارف الإسلامية، 1360 هـ ش، القسم 1، ص263.
  6. الكلام الفلسفي، المعاد من حيث الروح والجسد، دار نشر هيئة نشر المعارف الإسلامية، 1360 هـ ش، القسم 1، ص266-270.
  7. التهراني، سيد حسين، معادشناسي، نشر حكمة، 1403 هـ ق، ج3، ص220.
  8. التهراني، سيد حسين، معادشناسي، نشر حكمة، 1403 هـ ق، ج3، ص222.
  9. التهراني، سيد حسين، معادشناسي، نشر حكمة، 1403 هـ ق، ج3، ص223.
  10. التهراني، سيد محمد حسين، معادشناسي، نشر حكمة، ج3، ص220.
  11. التهراني، سيد محمد حسين، معادشناسي، نشر حكمة، ج3، ص225.