الفرق بين المراجعتين لصفحة: «آية الاعتصام بحبل الله»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٣: سطر ٣:
=مدخل=
=مدخل=


حذَّر علماء الدين من خطورة الانقسام والفرقة، التي تعطّل مسيرة الأمّة الإسلامية عن ركب التنمية والحضارة، وتغلق أبواباً كثيرة في وجه الوحدة ولمّ الشمل، مشدّدين على أهمّية الاعتصام بحبل الله تعالى والبعد عن التشرذم والتصارع.  
حذَّر علماء الدين من خطورة الانقسام والفرقة، التي تعطّل مسيرة الأمّة الإسلامية عن ركب التنمية والحضارة، وتغلق أبواباً كثيرة في وجه الوحدة ولمّ الشمل، مشدّدين على أهمّية الاعتصام بحبل الله تعالى والبعد عن التشرذم والتصارع.
وفي هذا يقول الله تعالى: «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا»، ولا شكّ في أنّ المجتمعات العربية والإسلامية الآن في أمسّ الحاجة إلى هذه القيم التي حثّّ عليها القرآن الكريم في أكثر من موضع، حيث إنّ الخلافات والتنازع من أخطر الأمور التي يرتكبها الناس فيما بينهم، وقد نهانا القرآن الكريم عن التنازع، فقال الله تعالى: «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إنّ الله مع الصابرين».


وأوضح العلماء أنّ الإسلام دين ترابط وتوحّد، ويحثّ المسلم على التماسك والاعتصام؛ حتّى يستطيع أن ينهض بمجتمعه ووطنه، فلا بناء ولا نهضة بلا ترابط وتوحّد بين أفراد المجتمع، مشيرين إلى أنّ النزاعات مناقضة تماماً للإسلام وتعاليمه السامية.  
وأوضح العلماء أنّ الإسلام دين ترابط وتوحّد، ويحثّ المسلم على التماسك والاعتصام؛ حتّى يستطيع أن ينهض بمجتمعه ووطنه، فلا بناء ولا نهضة بلا ترابط وتوحّد بين أفراد المجتمع، مشيرين إلى أنّ النزاعات مناقضة تماماً للإسلام وتعاليمه السامية.  
سطر ٩: سطر ١١:
حول دعوة ديننا الحنيف إلى وحدة المسلمين، يقول رئيس جامعة الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية الدكتور أحمد عمر هاشم: «لقد دعا الإسلام الحنيف إلى التوحّد والترابط وعدم التنازع، وإلى جمع الكلمة، وتوحيد الصفّ، والاعتصام بحبل الله؛ لأنّ العمل بغير ذلك يؤدّي إلى الهلاك».  
حول دعوة ديننا الحنيف إلى وحدة المسلمين، يقول رئيس جامعة الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية الدكتور أحمد عمر هاشم: «لقد دعا الإسلام الحنيف إلى التوحّد والترابط وعدم التنازع، وإلى جمع الكلمة، وتوحيد الصفّ، والاعتصام بحبل الله؛ لأنّ العمل بغير ذلك يؤدّي إلى الهلاك».  


وفي هذا يقول الله تعالى: «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا»، ولا شكّ في أنّ المجتمعات العربية والإسلامية الآن في أمسّ الحاجة إلى هذه القيم التي حثّّ عليها القرآن الكريم في أكثر من موضع، حيث إنّ الخلافات والتنازع من أخطر الأمور التي يرتكبها الناس فيما بينهم، وقد نهانا القرآن الكريم عن التنازع، فقال الله تعالى: «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إنّ الله مع الصابرين». 
ويضيف الدكتور أحمد عمر هاشم: "الأمّة الإسلامية تمرّ الآن بفترة من الانقسام والخلاف الحادّ الذي يهدّد مسيرتها في ركب التنمية والحضارة، ويغلق أبواباً كثيرة في وجه الوحدة ولمّ الشمل لمواجهة الأخطار الخارجية التي تتربّص بهذه الأمّة التي وصفها الله تعالى بقوله: «كنتم خير أمّة أخرجت للناس»، وهو الأمر الذي يطمئن قلوبنا جميعاً بأنّ الله تعالى معنا بقدرته وحلمه وعونه للمّ الشمل ونبذ أيّ خلاف أو انقسام في صفوف الأمّة، وهذا يفرض على علماء الإسلام ورجال العلم أن يتدخّلوا بكلّ ما يملكون من علم  وتقوى لعلاج الانقسامات والخلافات التي تهدّدنا جميعاً، وذلك باتّباع سبل الدعوة الحسنة إلى لمّ الشمل ونبذ الخلافات مصداقاً لقوله تعالى: «فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظّاً غليظ القلب لانفضّوا من حولك»، بالإضافة إلى إتباع سبل الحوار الليّن الرقيق المقام على التراحم ووصل الصفوف ولمّ الشمل".
 
ويضيف الدكتور أحمد عمر هاشم: "الأمّة الإسلامية تمرّ الآن بفترة من الانقسام والخلاف الحادّ الذي يهدّد مسيرتها في ركب التنمية والحضارة، ويغلق أبواباً كثيرة في وجه الوحدة ولمّ الشمل لمواجهة الأخطار الخارجية التي تتربّص بهذه الأمّة التي وصفها الله تعالى بقوله: «كنتم خير أمّة أخرجت للناس»، وهو الأمر الذي يطمئن قلوبنا جميعاً بأنّ الله تعالى معنا بقدرته وحلمه وعونه للمّ الشمل ونبذ أيّ خلاف أو انقسام في صفوف الأمّة، وهذا يفرض على علماء الإسلام ورجال العلم أن يتدخّلوا بكلّ ما يملكون من علم  وتقوى لعلاج الانقسامات والخلافات التي تهدّدنا جميعاً، وذلك باتّباع سبل الدعوة الحسنة إلى لمّ الشمل ونبذ الخلافات مصداقاً لقوله تعالى: «فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظّاً غليظ القلب لانفضوا من حولك»، بالإضافة إلى إتباع سبل الحوار الليّن الرقيق المقام على التراحم ووصل الصفوف ولمّ الشمل".


وعن الاهتداء بسنّة الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، قال الدكتور أحمد عمر هاشم: "علينا أن نقتدي بسيرة سيّدنا محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم) في لمّ الشمل ونبذ الفرقة بين المسلمين من خلال الحكمة والوعي، ولنا في صلح الحديبية مثال رائع علي القيادة الحكيمة، حيث حرص (صلّى الله عليه وآله وسلّم) على التوفيق بين صفّي الأمة من مؤيّدي الصلح ومعارضيه، كاشفاً لهم الخير الذي سينعكس على الأمّة جرّاء هذا الصلح فيما بعد، وهو ما كشفته الأحداث، لتثبت قيادته الحكيمة وقراراته المستمدّة من مراقبة الله تعالى له قبل مراقبة المعارضين والمؤيّدين من صفّي الأمة. ويؤكّد لهم أنّ الإسلام دين ترابط وتوحّد، ويحثّ المسلم على الترابط والاعتصام حتّى يستطيع أن ينهض بمجتمعه ووطنه، فلا بناء ولا نهضة من دون ترابط وتوحّد بين أفراد المجتمع، ولهذا شدّد القرآن الكريم في أكثر من موضع على أهمّية الترابط في حياة المجتمع المسلم، والبعد عن التنازع، فقال الله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبيّن الله لكم آياته لعلكم تهتدون). كما قال أيضاً جل شأنه: (وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إنّ الله مع الصابرين)، ومن ثمّ فإن النزاعات والخلافات هي بلا شكّ أمور مناقضة تماماً للإسلام وتعاليمه التي تحثّ على التوحّد والترابط".  
وعن الاهتداء بسنّة الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، قال الدكتور أحمد عمر هاشم: "علينا أن نقتدي بسيرة سيّدنا محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم) في لمّ الشمل ونبذ الفرقة بين المسلمين من خلال الحكمة والوعي، ولنا في صلح الحديبية مثال رائع علي القيادة الحكيمة، حيث حرص (صلّى الله عليه وآله وسلّم) على التوفيق بين صفّي الأمة من مؤيّدي الصلح ومعارضيه، كاشفاً لهم الخير الذي سينعكس على الأمّة جرّاء هذا الصلح فيما بعد، وهو ما كشفته الأحداث، لتثبت قيادته الحكيمة وقراراته المستمدّة من مراقبة الله تعالى له قبل مراقبة المعارضين والمؤيّدين من صفّي الأمة. ويؤكّد لهم أنّ الإسلام دين ترابط وتوحّد، ويحثّ المسلم على الترابط والاعتصام حتّى يستطيع أن ينهض بمجتمعه ووطنه، فلا بناء ولا نهضة من دون ترابط وتوحّد بين أفراد المجتمع، ولهذا شدّد القرآن الكريم في أكثر من موضع على أهمّية الترابط في حياة المجتمع المسلم، والبعد عن التنازع، فقال الله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبيّن الله لكم آياته لعلكم تهتدون). كما قال أيضاً جل شأنه: (وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إنّ الله مع الصابرين)، ومن ثمّ فإن النزاعات والخلافات هي بلا شكّ أمور مناقضة تماماً للإسلام وتعاليمه التي تحثّ على التوحّد والترابط".  
سطر ٢٣: سطر ٢٣:
ويقول الدكتور محمّد عمارة: "لقد كانت قيمة الرحمة التي حثّّ عليها الإسلام الحنيف الطريق النموذجي لتحقيق الوحدة بين المسلمين، والبعد عن التشرذم والانقسام، وكانت في الوقت نفسه نقطة الانطلاق إلى تحقيق الوحدة لمجتمع المدينة عندما هاجر الرسول(صلّى الله عليه وآله وسلّم) إليها، حيث تمّ توحيد القبائل العربية في المدينة للدفاع الجماعي عن المدينة ضدّ أعدائها، وأصبح الدفاع بهذا الشكل مسؤولية جماعية وليس مسؤولية كلّ قبيلة على حدة، وقد أدّت المؤاخاة إلى إمكانية الدخول في معاهدة مع المخالفين. وقد تمخض هذا كلّه عن صدور صحيفة المدينة التي اشتملت على اثنين وخمسين بنداً تمّ فيها تحديد العلاقات بين أطراف المجتمع في المدينة، وكانت نقطة الانطلاق إلى تأسيس الدولة في المدينة التي يمكن القول: إنّها تحوّلت بعد الوثيقة إلى مدينة ودولة تقوم على أســاس من الســلام والوحدة التي ساهمت في تشكيل شبكة من العلاقات القبلية القائمة على أساس من الأخوّة والودّ".
ويقول الدكتور محمّد عمارة: "لقد كانت قيمة الرحمة التي حثّّ عليها الإسلام الحنيف الطريق النموذجي لتحقيق الوحدة بين المسلمين، والبعد عن التشرذم والانقسام، وكانت في الوقت نفسه نقطة الانطلاق إلى تحقيق الوحدة لمجتمع المدينة عندما هاجر الرسول(صلّى الله عليه وآله وسلّم) إليها، حيث تمّ توحيد القبائل العربية في المدينة للدفاع الجماعي عن المدينة ضدّ أعدائها، وأصبح الدفاع بهذا الشكل مسؤولية جماعية وليس مسؤولية كلّ قبيلة على حدة، وقد أدّت المؤاخاة إلى إمكانية الدخول في معاهدة مع المخالفين. وقد تمخض هذا كلّه عن صدور صحيفة المدينة التي اشتملت على اثنين وخمسين بنداً تمّ فيها تحديد العلاقات بين أطراف المجتمع في المدينة، وكانت نقطة الانطلاق إلى تأسيس الدولة في المدينة التي يمكن القول: إنّها تحوّلت بعد الوثيقة إلى مدينة ودولة تقوم على أســاس من الســلام والوحدة التي ساهمت في تشكيل شبكة من العلاقات القبلية القائمة على أساس من الأخوّة والودّ".


=وقفة تاريخية=


يتناول علماء مركز الفتوة بالأزهر الشريف اليوم معنى الوِحدة من خلال تفسير الآية الكريمة "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَة اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً" {سورة آل عمران: آية 103}.


كان العرب في الجاهليّة وقبل الإسلام أعداءً يضرب بعضهم رقاب بعض، وتقوم بينهم الحروب لأتفه سبب وأقلّه، وهنا يمتنّ الله عليهم بنعمة الألفة ويذكّرهم كيف كانوا، ثمّ كيف آل أمرهم بعد أن جمع الإسلام هذه القلوب المتنافرة، فأصبحوا بنعمةِ الله إخواناً، وينهاهم عن أن يحدثوا ما يكون به التفرّق، ويزول معه الاجتماع والألفة، فيعودُ بهم الحال إلى ما كانوا عليه في الجاهليّة من التدابر والقطيعة.


قال الله تعالى في محكم كتابه ومبرم خطابه  :
إن الفرقة تؤدّي إلى الضعف، والضعف يُجرّئ أعداء الأمة عليها، ولا يستقيمُ حال أمّة من الأمم إلّا بالاتّفاقِ والائتلاف، ونبذ التخالف والفرقة، لذا حذّر النّبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من الفرقةِ فقال: "إِيّاكُمْ وَالفٌرْقَةِ"، وقال (عليه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم): "يدُ الله معَ الجَمَاعَةِ"، وحتّى عملياً حين أرادَ النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أن يؤسّسَ مجتمعاً قوياً بالمدينة فإنّ أوّل ما صنعه هو أن آخى بين المهاجرين والأنصار، ونحنُ إذ نقرأ التّاريخ تطالعنا تلك السطور المريرة، تحكي مَا حدث لمّا وقع الخلاف بين المسلمين، ودبّت الفرقة في صفوفهم.  
 
(وَآعْتَصِموا بِحَبْلِ اللهِ جَميعآ وَلا تَفَرَّقوا)[2] .
 
 
هذه الآية الشريفة من الآيات التي يدعو إليها دعاة الوحدة الإسلامية من كلّ المذاهب والفرق ، مع هذا نجد المسلمين لا زالوا متفتّتين ومتشتّتين ، ولا زال الاختلاف والافتراق قائم على قدم وساق ، وكأنّهم عجزوا عن العمل بها، وكأنّ تكليفها ممّـا لا يطاق ، والحال  :


(لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسآ إلّا وُسْعَها)[3] .
نعم، قد تطرأ على الأمّة أسباب الخلاف والفرقة، لكنّ الله أرشدهم إلى ما يحسم مادّة النزاع، وهو الاعتصام بكتاب الله وسنّة نبيه، فهذا الّذي به تتّفق الكلمة، ويتبدّد الشتات.. يقول الله تعالى: "فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ"{سورة آل عمران:59}. وممّا يحسن إيراده أنّ الآية والأمر بالوحدة ليس فيها دليلٌُ على تحريم الاختلاف في وجهات النظر والرؤية لشئون الحياة والفهم، فإنّ ذلك لا يتعذّر معه الجمع، ومازال الصحابة يختلفون في أحكام الحوادث، وهمْ مع ذلك متآلفون.. إنّ الأمّة اليوم على مفرق طرقٍ، وهي أحوج ما تكون إلى نبذ الشقاق، وجمع الكلمة، وتوحيد الصفّ، ولا يمكن أن تجتمع القلوب إلّا على أخوّة في الله، تنطفئ بها الأحقاد التاريخيّة، والثارات القديمة، والأطماع الشخصيّة، ورايات العنصريّة: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ){ سورة الأنبياء: آية 92}.  


ويتناول علماء مركز الفتوي بالأزهر الشريف، اليوم معني الوِحدة، من خلال تفسير الآية الكريمة "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا " {آل عمران: آية 103}.
=تحليل الآية=


كان العرب في الجاهليّة، وقبل الإسلام أعداءً يضرب بعضهم رقاب بعض، وتقوم بينهم الحروب لأتفه سبب وأقلّه، وهنا يمتنّ الله عليهم بنعمة الألفة ويذكّرهم كيف كانوا، ثمّ كيف آل أمرهم بعد أن جمع الإسلام هذه القلوب المتنافرة، فأصبحوا بنعمةِ الله إخوانًا، وينهاهم عن أن يحدثوا ما يكون به التّفرق، ويزول معه الاجتماع والألفة، فيعودُ بهم الحال إلى ما كانوا عليه في الجاهليّة من التّدابر والقطيعة، إن الفرقة تؤدّي إلى الضعف، والضعف يُجرّئ أعداء الأمة عليها، ولا يستقيمُ حال أمّة من الأمم إلاّ بالاتّفاقِ والائتلاف، ونبذ التّخالف والفرقة، لذا حذّر النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- من الفرقةِ فقال:" إِيّاكُمْ وَالفٌرْقَةِ"، وقال عليه أفضل الصّلاة وأتمّ التّسليم:" يدُ الله معَ الجَمَاعَةِ"، وحتّى عمليًّا حين أرادَ النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يؤسّسَ مجتمعًا قويًّا بالمدينة، فإنّ أوّل ما صنعه هو أن آخى بين المهاجرين والأنصار، ونحنُ إذ نقرأ التّاريخ تطالعنا تلك السطور المريرة، تحكي مَا حدث لمّا وقع الخلاف بين المسلمين، ودبّت الفرقة في صفوفهم، نعم قد يطرأ على الأمّة أسباب الخلاف والفرقة، لكنّ الله أرشدهم إلى ما يحسم مادة النّزاع، وهو الاعتصام بكتاب الله وسنّة نبيه فهذا الّذي به تتّفق الكلمة، ويتبدّد الشتات، يقول الله تعالى:" فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ"{آل عمران:59}، ومما يحسن إيراده أن الآية والأمر بالوحدة ليس فيها دليلٌُ على تحريم الاختلاف في وجهات النّظر، والرؤية لشئون الحياة، والفهم، فإن ذلك لا يتعذّر معه الجمع، ومازال الصّحابة يختلفون في أحكام الحوادث، وهمْ مع ذلك متآلفون، إنّ الأمّة اليوم على مفرق طرقٍ، وهي أحوج ما تكون إلى نبذ الشقاق، وجمع الكلمة، وتوحيد الصّف، ولا يمكن أن تجتمع القلوب إلا على أخوّة في الله، تنطفئ بها الأحقاد التّاريخيّة، والثّارات القديمة، والأطماع الشخصيّة، ورايات، العنصريّة،" إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ "{ الأنبياء: آية 92} صدق الله العظيم .
قال الله تعالى في محكم كتابه ومبرم خطابه:(وَآعْتَصِموا بِحَبْلِ اللهِ جَميعآ وَلا تَفَرَّقوا).


هذه الآية الشريفة من الآيات التي يدعو إليها دعاة الوحدة الإسلامية من كلّ المذاهب والفرق، مع هذا نجد المسلمين لا زالوا متفتّتين ومتشتّتين، ولا زال الاختلاف والافتراق قائم على قدم وساق، وكأنّهم عجزوا عن العمل بها، وكأنّ تكليفها ممّـا لا يطاق، والحال: (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إلّا وُسْعَها).


فالاعتصام بحبل الله جميعآ ممّـا في وسع الإنسان ، فإنّه قد كلّفنا الله جلّ جلاله به ، وحثّنا الإسلام ورسوله الأكرم على ذلک ، فلماذا نجح الاستعمار والاستكبار العالمي في سياسته البغيضة (فرّق تسد)؟!... ولماذا تمزّق المسلمون ولا زال التناحر بينهم والاختلاف ؟!... ومتى نعمل بهذه الآية الكريمة لتعود لنا عزّتنا وكرامتنا، ويسود ديننا ربوع الأرض ، ذلک الدين القويم الإسلام العظيم ، الذي به ختمت الأديان السماويّة قد أنزل الله سبحانه لسعادة الإنسان وإنقاذ البشرية من حضيض الجهل والشقاء إلى قمّة العزّ والشرف والسعادة ، بكلّ أبعادها في الحياة الدنيوية والاُخروية .
فالاعتصام بحبل الله جميعاً ممّـا في وسع الإنسان، فإنّه قد كلّفنا الله جلّ جلاله به، وحثّنا الإسلام ورسوله الأكرم على ذلك ، فلماذا نجح الاستعمار والاستكبار العالمي في سياسته البغيضة (فرّق تسد)؟!... ولماذا تمزّق المسلمون ولا زال التناحر بينهم والاختلاف ؟!... ومتى نعمل بهذه الآية الكريمة لتعود لنا عزّتنا وكرامتنا، ويسود ديننا ربوع الأرض ، ذلک الدين القويم الإسلام العظيم ، الذي به ختمت الأديان السماويّة قد أنزل الله سبحانه لسعادة الإنسان وإنقاذ البشرية من حضيض الجهل والشقاء إلى قمّة العزّ والشرف والسعادة ، بكلّ أبعادها في الحياة الدنيوية والاُخروية .


فهل في الآية المقدّسة من حكمةٍ وسرٍّ خاصّ ورمزٍ مخصوص ؟!
فهل في الآية المقدّسة من حكمةٍ وسرٍّ خاصّ ورمزٍ مخصوص ؟!
٢٬٧٩٦

تعديل