علقمة بن قيس بن عبدالله

الاسم	علقمة بن قيس بن عبدالله
تاريخ الولادة	بحدود 30 سنة قبل الهجرة
تاريخ الوفاة	بعد سنة 60 هجري قمري
كنيته	أبو شِبْل .
نسبه	النَخَعي .
لقبه	الكوفي .
طبقته	الثانية (مخضرم) .

علقمة بن قيس بن عبدالله هو ينتسب إلى‏ النَخع من قبيلة مَذْحج، إحدى‏ قبائل همدان الكبيرة، وقد اشتهرت قبيلة همدان بالعلم والجهاد. إخوته: أُبيّ ويزيد والحارث، وابنا أخيه الفقيهان: الأسود وعبدالرحمان ابنا يزيد، ومن النَخع ابن أُخته الفقيه إبراهيم بن يزيد ابن الأسود. ومن هذه القبيلة أيضاً مالك الأشتر، و كُميل بن زياد الذي قتله الحجّاج صبراً .

ترجمته

وكان أخوه الحارث جليلاً فقيهاً. كما واشتهر أُبيّ بالفقه وكثرة الصلاة، واستشهد في معركة صفّين مع أمير المؤمنين ‏عليه السلام. وأمّا مالك المعروف بالأشتر فقد كان أحد الفرسان المشهورين يوم الجمل وصفّين، وكان مع أمير المؤمنين علي‏ عليه السلام، مات بالقلزم مسموماً سنة 37 من الهجرة، سمّه معاوية في العسل، ولمّا بلغه الخبر قال: إنّ للَّه جنوداً من العسل! وروي عن ابن أُخته إبراهيم: أنّ عبداللَّه كنّاه أبا شِبْل، ولم يولد له .

وكان علقمة راهب أهل الكوفة عبادةً وعلماً، وفضلاً وفقهاً ، فقيل له: لو صلّيت في المسجد وتجلس ونجلس معك فنسأل! فقال: أكره أن يقال: هذا علقمة. كما وقيل له: لو دخلت على‏ الأمير فأمرته بخير! قال: لن أصيب من دنياهم شيئاً إلّا أصابوا من ديني أفضل منه . وعن إبراهيم قال: قرأ علقمة القرآن في ليلة. وروي عنه أنّه قال: كنت رجلاً قد أعطاني اللَّه حسن صوت في القرآن، فكان عبداللَّه يستقرئني ويقول: إقرأ فداك أبي وأُمي، فإنّي سمعت النبي ‏صلى الله عليه وآله يقول: «حسن الصوت تزيين للقرآن» .

وكان ممّن غزا خراسان، وأقام بخوارزم سنين، ودخل مرو وأقام بها مدّة. كما واشترك في معركة صفّين، وأُصيبت إحدى رجليه فعرج منها ، وكان يقول: «ما أحبّ أنّ رجلي أصحّ ما كانت؛ لما أرجو بها من حسن الثواب»، وكان يقول: «لقد كنتُ أحبّ أن أبصر أخي في نومي، فرأيته، فقلت له: يا أخي، ما الذي قدمتم عليه؟ فقال لي: التقينا نحن وأهل الشام بين يدي اللَّه سبحانه، فاحتججنا عنده فحججناهم، فما سررت بشي‏ءٍ منذ عقلت سروري بتلك الرؤيا» .

وورد علقمة المدائن في صحبة الإمام علي‏ عليه السلام، وشهد معه الخوارج بالنهروان أيضاً. كان علقمة من تلامذة ابن مسعود في الفقه والحديث والقراءة. وتفقّه به ائمةٌ؛ كإبراهيم والشعبي ، وكان إبراهيم يأخذ بركابه. وكان الشعبي يقول: «إن كان أهل بيت خُلقوا للجنّة فهم أهل هذا البيت: علقمة والأسود» .

وعدّه الفضل بن شاذان من التابعين الكبار، ورؤسائهم، وزهّادهم. ويرى‏ الخطيب البغدادي وابن عساكر: أنّه كان مقدَّماً في الفقه والحديث. وقال الذهبي: «كان فقيهاً إماماً بارعاً، طيّب الصوت بالقرآن، ثبتاً فيما ينقل، صاحب خير وورع» .

موقف الرجاليّين منه

وثّقه ومدحه أغلب الرجاليّين من أهل السنّة، منهم: أحمد وعثمان بن سعيد وابن معين والفضل بن دُكَيْن والذهبي وابن حجر. وأمّا رجاليّو الشيعة فقد ذكره الكشّي في رجاله وقال فيه: «كان فقيهاً في دينه، قارئاً لكتاب اللَّه، عالماً بالفرائض». وأورده ابن داود والعلّامة الحلّي في القسم الأول من كتابيهما ضمن المعتمدين ، كما ووثّقه المامقاني .

هذا وعدّه الأميني واحداً من آلاف من الشيعة الذين هم مشايخ أعلام السنّة ورواة الحديث في صحاحهم الستّ وغيرها. وورد في خبرٍ ما يدلّ على‏ كون علقمة من ثقات أميرالمؤمنين‏ عليه السلام .

من روى‏ عنهم ومن رووا عنه

روى‏ عن الإمام علي‏ عليه السلام. وروى‏ أيضاً عن جماعة، منهم: سلمان، ابن مسعود، عمر، عثمان، خالد بن الوليد، خبّاب بن الأرتّ، عمار، عائشة، سعد بن أبي وقّاص، سَلَمة بن يزيد الجعفي. وروى‏ عنه جماعة، منهم: الشعبي، أبو وائل، عبيد بن نُضيلة، إبراهيم النَخَعي، ابن سيرين، سَلَمة بن كُهَيْل، عبد الرحمان بن يزيد، يزيد بن معاوية النَخَعي. وقد وردت رواياته في الصحاح الستّة، وبعض المصادر الشيعية .

من رواياته

روى‏ علقمة عن ابن مسعود: أنّ النبي‏ صلى الله عليه وآله قال: «الخلق كلّهم عيال اللَّه، وأحبّكم إلى‏ اللَّه من أحسن إلى‏ عياله» . وروى‏ أيضاً عنه قال: قال رسول اللَّه‏ صلى الله عليه وآله: «إنّ اللَّه تعالى‏ يحبّ أن تُقبل رخصه، كما يحبّ أن تُؤتى‏ عزائمه» .

وفاته

اختلف المؤرّخون في تاريخ وفاته، إلّا أنّ المسلَّم به أنّه توفّي بعد سنة 60 ه، وعن الأسود: أنّ علقمة أوصى‏ أن يلقّنه لا إله إلّا اللَّه، وأن لايؤذّن به أحداً .