انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «تفسير القرآن الكريم»

من ویکي‌وحدت
أنشأ الصفحة ب' '''تفسير القرآن الكريم''' تفسير القرآن الكريم هو عملية شرح وتفسير آيات القرآن الكريم بهدف فهم معانيها ودلالاتها بشكل صحيح ودقيق. يهدف التفسير إلى توضيح معاني الآيات الكريمة، وربطها بالسياق التاريخي واللغوي، وبيان الأحكام الشرعية، والقيم الأخلاقية، والمرئي...'
 
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:




'''تفسير القرآن الكريم''' تفسير القرآن الكريم هو عملية شرح وتفسير آيات القرآن الكريم بهدف فهم معانيها ودلالاتها بشكل صحيح ودقيق. يهدف التفسير إلى توضيح معاني الآيات الكريمة، وربطها بالسياق التاريخي واللغوي، وبيان الأحكام الشرعية، والقيم الأخلاقية، والمرئيات الروحية التي تحتويها. التفسير من كلمة "فَسَرَ" تعني توضيح وإظهار، وفي الاصطلاح يعني: إزالة الغموض عن اللفظ الصعب والمعقد، الذي يكون في نقل المعنى المراد غير كافٍ ومشكلاً.
'''تفسير [[القرآن|القرآن الكريم]]''' هو عملية شرح وتفسير آيات القرآن الكريم بهدف فهم معانيها ودلالاتها بشكل صحيح ودقيق. يهدف التفسير إلى توضيح معاني الآيات الكريمة، وربطها بالسياق التاريخي واللغوي، وبيان الأحكام الشرعية، والقيم الأخلاقية، والمرئيات الروحية التي تحتويها. التفسير من كلمة "فَسَرَ" تعني توضيح وإظهار، وفي الاصطلاح يعني: إزالة الغموض عن اللفظ الصعب والمعقد، الذي يكون في نقل المعنى المراد غير كافٍ ومشكلاً.


= الفرق بين التفسير والترجمة =
= الفرق بين التفسير والترجمة =

مراجعة ١٢:٢٢، ١٥ يوليو ٢٠٢٥


تفسير القرآن الكريم هو عملية شرح وتفسير آيات القرآن الكريم بهدف فهم معانيها ودلالاتها بشكل صحيح ودقيق. يهدف التفسير إلى توضيح معاني الآيات الكريمة، وربطها بالسياق التاريخي واللغوي، وبيان الأحكام الشرعية، والقيم الأخلاقية، والمرئيات الروحية التي تحتويها. التفسير من كلمة "فَسَرَ" تعني توضيح وإظهار، وفي الاصطلاح يعني: إزالة الغموض عن اللفظ الصعب والمعقد، الذي يكون في نقل المعنى المراد غير كافٍ ومشكلاً.

الفرق بين التفسير والترجمة

إن هذه النقطة هي الحدود الفاصلة بين التفسير والترجمة؛ لأن الترجمة تكون في الحالات التي يكون فيها المعنى اللغوي للكلمة غير واضح. لكن التفسير هو عندما يكون المعنى اللغوي واضحًا، ومع ذلك لا يزال هناك هالة من الغموض تحيط به.[١]

قال العلامة طباطبائي: التفسير هو توضيح معاني آيات القرآن الكريم وكشف المراد والمدلول منها.[٢]

أهمية ومكانة علم التفسير

أهمية ومكانة علم التفسير: علم التفسير مقارنة بالعلوم الأخرى له أهمية من ثلاثة جوانب:

أ. من حيث الموضوع: لأنه موضوعه كلام الله، وهو مصدر كل الحكم. أحداث السابقين وكل ما يمر عليه من الزمن لن يشيخ، وعجائبه لا تنتهي.

ب. من حيث الغرض والفائدة: من حيث الهدف والغرض، فإن أمتن وأنفع العلوم هو علم التفسير، الذي لا يفنى.

ج. من حيث شدة الحاجة: كل كمال دنيوي وديني، قريباً أو بعيداً، يحتاج إلى علوم الشرع ويحتاج إلى المعارف الدينية، وهذا يتوقف على كتاب الله.[٣]

أسباب الحاجة إلى التفسير

يمكن تلخيص أسباب الحاجة إلى التفسير في عدة نقاط:

1. فقدان الوعي البشري اللازم: أحد الأسباب المهمة للحاجة إلى التفسير هو ضعف المعرفة البشرية. فهم القرآن الكريم يعتمد على توفر معلومات متنوعة، وفقدان أي منها يجعل فهم القرآن الكريم غامضًا ويجعل الحاجة إلى التفسير ضرورية. تشير الدراسات القرآنية والتاريخية إلى أنه في زمن النزول، كانت بعض الكلمات القرآنية مبهمة لبعض المتلقين القرآن الكريم، ولم يكونوا على دراية بمعناها. على سبيل المثال، عندما سُئل أبوبكر عن معنى "كلالة"، لم يكن يعرفه وقال: "أرأيي إن كان صواباً فمن الله، وإن كان خطأً فمنّي ومن الشيطان". وعندما سُئل عن معنى "أبّا" من عمر، قال: "نُهيَنا عن التعقيد والتكلف". في هذه الحالات، فإن فهم آيات القرآن الكريم يتطلب الوصول إلى معاني الكلمات المعنية، والوصول إلى المعاني العرفية لهذه الكلمات يعتبر جزءًا من التفسير.

في بعض الحالات، فإن الجهل بأسباب النزول وظروفها يجعل معنى الآية ومقصودها غامضًا، مما يستدعي الحاجة إلى التفسير.

أحيانًا، تُستخدم في القرآن الكريم استعارات وتشبيهات دقيقة تحتاج إلى معرفة كافية وبراعة في التطبيقات، مما يجعل فهمها صعباً على الأشخاص العاديين ويستدعي التفسير.

عدم الوعي بمصداق معين يُشار إليه في بعض الآيات، وعدم الوعي والمهارة الكافية في فهم معاني الألفاظ المشتركة واستخداماتها المجازية، وفهم القرائن المتصلة وغير المتصلة بالآيات، مثل العلاقة أو عدم العلاقة بين الآيات (السياق) والروایات المتعلقة بـ الآيات، هي أمور أخرى تسهم في الحاجة إلى التفسير.[٤]

2. المعارف الكثيرة والألفاظ المحدودة: القرآن الكريم يستخدم الحد الأدنى من الألفاظ والجمل لتشكيل معاني عميقة. هذا الكتاب يقدم جميع المعارف التي يحتاجها البشر لسعادتهم في حجم ضئيل جداً من الألفاظ والعبارات، مما يجعل فهم بعض الآيات يحتاج إلى تأمل ودقة أكبر وبحث أعمق لفهم مقصود الله، ومن هنا تنشأ ضرورة التفسير.

3. المحتوى الواسع في قالب الألفاظ المتداولة: في القرآن الكريم، بالإضافة إلى الآيات التي تتناول الأمور المشهودة في العالم، توجد آيات تتحدث عن حقائق ما وراء هذا العالم. هذه الآيات تقدم حقائق تفوق هذا العالم في قالب ألفاظ وُضعت لفهم الأمور في هذا العالم، مما يجعل فهم مقصود الله من تلك الآيات غير ممكن للجميع، ويستدعي ذلك جهدًا فكريًا خاصًا، مثل التفسير.

4. اختلاط وتشتت المواضيع: من الخصائص الأخرى للقرآن الكريم أنه ليس لديه تنظيم موضوعي، وليس من الضروري أن يعبر هذا الكتاب عن كل ما لديه حول موضوع معين في مكان واحد أو في فصل محدد، بل في كل صفحة وفي كثير من الأحيان في كل آية، يتم تناول مواضيع متعددة ومختلفة. هذه الأمور أيضًا تجعل الحاجة إلى التفسير ضرورية.

5. الفجوة الزمنية مع نزول القرآن الكريم: على الرغم من أن مرور الزمن، من حيث التقدم العلمي ونمو القدرات والإدراك البشري أو حدوث أحداث توضيحية، قد يؤدي إلى وضوح معنى بعض الآيات وإظهار مقصودها، إلا أن الفجوة الزمنية من الأمور التي تعزز الحاجة إلى التفسير، لأنه من ناحية قد يتغير معنى الكلمات وتبتعد عن أوضاع وظروف زمن نزول الآيات، مما يجعل المعرفة بمفاهيم استعمال الآيات في ذلك الزمن وفهم المعنى المراد منها صعبًا، ومن ناحية أخرى، فإن اختلاف الآراء والشكوك والترددات التي تُطرح تدريجياً من قبل المفسرين أو المغرضين حول القرآن الكريم، تضع المعاني المرادة في هالة من الغموض.[٥]

6. الاحتياجات والضرورات الخاصة بكل عصر: كل عصر له خصائصه وضرورياته ومتطلباته، والتي تنبع من تغيّر المكان والزمان وظهور قضايا جديدة ومعانٍ جديدة في مجالات الحياة.

كما أن كل عصر لديه مشاكله وتعقيداته ومشاغله الخاصة، والتي تنجم أيضًا عن التحولات الاجتماعية والثقافية التي تقتضيها تطورات الحياة ومرور الزمن.

تشغل هذه القضايا جزءًا مهمًا من روح وجوهر الناس. ولكن من الطبيعي أن تكون كل هذه الأمور في شكل استفهام، وللإجابة على هذه المطالب، فإن الخطوة الأولى هي إعادة التراث العلمي والثقافي الإسلام إلى اللغة المعاصرة، وتطبيق جميع تلك المعاني السامية من خلال اللغة العصرية في روح وجوهر وعقل الجيل الحالي، والخطوة الأخرى هي استنباط الاحتياجات والمتطلبات الخاصة بهذا الزمان والمكان من المبادئ العامة الإسلام.[٦]

الحواشي

قالب:الحواشي

  1. معرفة، محمد هادي، تفسير والمفسرون، ج 1، قم: مؤسسة التمهيد، الأولى، 1379، ص 15.
  2. طباطبائي، سيد محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، ج 1، بيروت: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، 1417، ص 4.
  3. جلال الدين السيوطي، الإتقان، ج 2، ص 555.
  4. رجبی، محمود وآخرون، منهجية تفسير القرآن، طهران: منشورات سمت، الأولى، 1379، ص 36.
  5. نفسه، ص 39 و40.
  6. مكارم الشيرازي، ناصر وزملاؤه، تفسير نمونه، ج 1، طهران: دار الكتب الإسلامية، الثامنة والعشرون، 1371، ص 23.