السيد أمير حسين فقيهي

السيرة الذاتية للشهيد أمير حسين فقهي – تقديم

السيد أمير حسين فقهي، أحد أبرز النخب العلمية والمهندسين النوويين الإيرانيين، شغل منصب نائب رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، وكان أستاذًا جامعيًا من الدرجة الأولى (بروفيسور)، وباحثًا، ومهندسًا نوويًا مرموقًا. كما كان عضوًا في الهيئة التحريرية للمجلات العلمية بجامعة شهيد بهشتي في طهران، وأحد أبرز الخبراء والمديرين التنفيذيين في الصناعة النووية الإيرانية، حيث لعب دورًا محوريًا في مجالات البحث، والتعليم، وعلاج السرطان باستخدام الأدوية المشعة (التي لها تطبيقات علاجية فعالة للأمراض المستعصية)، وكذلك في تطوير محطات الطاقة النووية لتوليد الكهرباء. استُشهد فقهي يوم الجمعة 23 خرداد 1404 (الموافق 13 يونيو 2025) إثر غارة جوية لكيان الغاصب الصهيوني استهدفت منزله في طهران. وكان هذا الهجوم بداية حرب استمرت 12 يومًا بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وإسرائيل، وأسفر عن استشهاد علماء نوويين آخرين بالإضافة إلى عدد من كبار قادة الجيش حرس الثوري الإسلامي أثار استشهاد الدكتور فقهي صدى واسعًا في الإعلام والمجتمع العلمي الإيراني، حيث تم تقييم الحادث كجزء من حملة إسرائيلية مستهدفة ضد العلماء النوويين الإيرانيين.

ولادته ونشأته

ولد الشهيد السيد أمير حسين فقهي"، العالم النووي، وُلد عام 1357 (1978) في شيراز، وحصل على درجة البكالوريوس في تخصص الفيزياء (فرع الفيزياء النووية) من جامعة أورمية عام 1379 (2000)، ونال درجة الماجستير في الهندسة النووية (تخصص الطاقة) عام 1382 (2003) من جامعة أمير كبير الصناعية، ثم حصل على درجة الدكتوراه في الهندسة النووية (تخصص الطاقة) عام 1387 (2008) من نفس الجامعة (جامعة أمير كبير الصناعية) في 20 شهريور 1357 (11 سبتمبر 1978) في شيراز.

دراسته وتكوينه العلمي

السيد الدتور أمير حسين فقهي أكمل دراسته من المرحلة الابتدائية حتى الثانوية في مدينة شيراز، ثم انتقل إلى جامعة أورمية لدراسة الفيزياء (تخصص الفيزياء النووية). في عام 1379 (سبتمبر 2000) حصل على شهادة البكالوريوس، ثم بدأ دراساته العليا في جامعة أمير كبير الصناعية في طهران. في عام 1382 (يونيو 2003) نال درجة الماجستير في الهندسة النووية (تخصص الطاقة) من هذه الجامعة، وأخيراً في عام 1387 (أكتوبر 2008) حصل على درجة الدكتوراه في الهندسة النووية بتخصص الطاقة من جامعة أمير كبير الصناعية.

النظام الأكاديمي الإيراني

في النظام الجامعي الإيرني، "القاعدة" (پایه) تشير إلى سنوات الخدمة والمزايا الوظيفية والمالية لأعضاء هيئة التدريس، حيث تزداد مع الترقيات الأكاديمية (أستاذ مساعد، أستاذ مشارك، أستاذ كامل) ومرور الزمن. كل عضو هيئة تدريس عند تعيينه (مثلاً برتبة أستاذ مساعد) يبدأ من القاعدة 1. مقابل كل سنة خدمة بناءً على التقييم، تزداد قاعدته بوحدة واحدة (عادة كل سنة أو كل سنتين). بعد إكمال المدة والترقية إلى رتبة أستاذ مشارك ثم أستاذ كامل (Full Professor)، تستمر القاعدة في الزيادة.

الأستاذ من القاعدة 16

كون الأستاذ من القاعدة 16 يعني أنه يمتلك 16 سنة من الخدمة الرسمية والتعليمية الفعالة مع الترقيات المطلوبة، وكان عضو هيئة تدريس لمدة 16 سنة على الأقل. وبالتالي، كان الدكتور فقهي عند استشهاده أستاذاً من القاعدة 16 (برتبة Full Professor) في جامعة شهيد بهشتي، مما يجعله أحد أكثر الأساتذة الرسميين في البلاد خبرةً وقيمةً وعلواً في الرتبة. عُرف فقهي كأحد الأعضاء الأساسيين في المجتمع العلمي النووي الإيراني ومن أوائل الباحثين النشطين في المشاريع الوطنية والدولية.

دوره في المنظمات الدولية

اعتبر أمير حسين فقهي أحد الأعضاء الرئيسيين في المجتمع العلمي النووي الإيراني ولعب أدواراً محورية في عدة مشاريع وطنية ودولية. كما كان لديه خبرة في التعاون مع مراكز علمية متقدمة مثل سيرن (CERN).

معلومات عن سيرن (CERN)

سيرن (CERN - المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية) هو أكبر مختبر لفيزياء الجسيمات في العالم، يقع على الحدود بين سويسرا وفرنسا بالقرب من مدينة جنيف، تأسس هذا المركز عام 1954 ويحتوي على مصادم الهادرونات الكبير (LHC) بحلقة طولها 27 كم على عمق 100 متر تحت الأرض. يضم سيرن 25 دولة عضواً ويتعاون مع أكثر من 600 معهد وجامعة حول العالم، مما يجعله أهم مركز لأبحاث الفيزياء الأساسية التي تهدف إلى كشف أسرار تركيب الكون والجسيمات الأولية المكونة له. من أبرز إنجازات هذا المركز اكتشاف بوزون هيغز عام 2012 واختراع شبكة الويب العالمية (World Wide Web) من قبل تيم برنرز لي عام 1989.

دور الدكتور فقهي في سيرن

الدكتور سيد أمير حسين فقهي، العالم النووي الإيراني البارز، دُعي في عام 1386 (2007 ميلادي) لإجراء فترة بحثية في سيرن حيث أجرى أبحاثاً في مجال فيزياء الطاقة العالية. هذه الدعوة التي تعكس قدراته العلمية العالية على المستوى الدولي، تشكل جزءاً من سجله العلمي المشرّف الذي جعله لاحقاً أستاذاً في جامعة شهيد بهشتي ونائباً لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية وأحد رواد تطوير التكنولوجيا النووية السلمية في إيران. وقد نشر أكثر من 158 بحثاً علمياً دولياً وأشرف على 22 أطروحة دكتوراه و145 رسالة ماجستير، مما أسهم بشكل كبير في تقدم العلوم والتكنولوجيا النووية في إيران .

مسؤولياته الإدارية

تم تعيين الشهيد السيد أمير حسين فقهي بموجب أمر من محمد إسلامي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، كمستشار ومساعد خاص لرئيس المنظمة، انضم إلى هيئة التدريس بكلية الهندسة النووية في جامعة شهيد بهشتي منذ عام 1387 (2008)، وحصل على رتبة أستاذ من القاعدة 16 في عام 1395 (2016). تولى لفترة رئاسة معهد علوم وتقنيات الطاقة النووية، وكان من تلامذة الشهيدين أحمدي روشن وشهرياري.

مسؤوليته الاكاديمية والتنفيذية

تولى الدكتور سيد أمير حسين فقهي خلال سنوات خدمته العديد من المسؤوليات في جامعة شهيد بهشتي والمنظمات العلمية بالبلاد. من عام 1398 إلى 1404 (2019-2025)

• شغل منصب سكرتير اللجنة المختارة لهيئة التقييم بكلية الهندسة النووية في جامعة شهيد بهشتي.
• كما كان من عام 1397 إلى 1404 (2018-2025) عضواً في هيئة تحرير المجلة الفصلية لتكنولوجيا والطاقة النووية وعضواً في مجلس سياسات الصحة والسلامة والبيئة بالجامعة.
• في الفترة من 1389 إلى 1394 (2010-2015) تولى إدارة مجموعة تطبيقات الإشعاع في جامعة شهيد بهشتي.
• ومن عام 1390 إلى 1398 (2011-2019) شغل منصب نائب الشؤون البحثية والتنفيذية بكلية الهندسة النووية.
• ومن عام 1389 إلى 1404 (2010-2025) عمل كممثل منتخب لرئاسة الجامعة في فريق عمل تقييم القدرات العلمية لأعضاء هيئة التدريس.
• كما كان عضواً في مجلس توجيه المواهب الواعدة بالجامعة من عام 1390 إلى 1404 (2011-2025).
• في عام 1392 (2013) تولى أمانة المؤتمر الوطني الثالث للإشعاعات الفضائية في منظمة الفضاء الإيرانية،
• وكان من عام 1390 إلى 1404 (2011-2025) الممثل المفوض لجامعة شهيد بهشتي في اللجنة الدائمة للإشعاعات الفضائية بمنظمة الفضاء الإيرانية.
• قبل ذلك، كان من عام 1381 إلى 1383 (2002-2004) عضواً في فريق تحليل الحوادث بمشروع FMP التابع لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية.
• كما عمل أستاذاَ مشرفاً ومستشاراً في جامعات أمير كبير الصناعية، شريف الصناعية، قم، والإسلامية الحرة (فرع علوم وتحقيقات طهران).

أنشطته التعليمية والبحثية

ترك الشهيد الدكتور السيد أمير حسين فقهي خلال سنوات نشاطه العلمي سجلاً تعليمياً وبحثياً غنياً ومتميزاً. في مجال إشرافه على الطلاب، تخرج تحت إشرافه باحثان ما بعد الدكتوراه، و22 طالب دكتوراه، و145 طالب ماجستير. في مجال المنشورات العلمية، كما ذكر سابقاً، نشر الدكتور فقهي 158 مقالة في مجلات دولية، كما نشر 82 مقالة في مجلات وطنية، وبإضافة الأوراق المقدمة في المؤتمرات الوطنية يصل العدد الإجمالي إلى 98 مقالة، قدم 38 ورقة بحثية في مؤتمرات دولية. في مجال التأليف والترجمة، صدر له 7 كتب وطنية ودولية. أكمل الدكتور فقهي بنجاح 10 عقود بحثية خارج الجامعة، وسجل في سجله البحثي 5 ابتكارات علمية معتمدة.

الأنشطة الصناعية

كان لديه فعاليات في الأنشطة الصناعية منها:

إنشاء موقع التشعيع

ساهم الدكتور فقهي بشكل فعّال في إنشاء وتشغيل أول موقع للتشعيع في القطاع الخاص الإيراني. يُعد هذا الإنجاز دليلاً على قدرة القطاع الخاص الإيراني في استخدام تكنولوجيا التشعيع للتطبيقات الصناعية والطبية والزراعية.

التطبيقات الطبية للتشعيع

• تعقيم المعدات الطبية باستخدام أشعة غاما أو الإلكترونات يقضي على الكائنات الدقيقة في الأدوات الجراحية مثل المحاقن والإبر والقفازات والملابس الجراحية وخيوط الجراحة.
• هذه الطريقة مناسبة للعبوات السميكة بسبب قدرة الأشعة على الاختراق، ولا تحتاج إلى حرارة أو بقايا كيماوية.
• تُعقّم الغرسات العظمية (مثل المفاصل الصناعية والمسامير والصفائح) وأنسجة الزرع البشرية (بما في ذلك العظام والأوتار والجلد) بهذه التقنية لضمان السلامة.
• تُعقّم عدسات العين وغيرها من المعدات القابلة للزرع بهذه التكنولوجيا.
• يلعب التشعيع دوراً في إنتاج الأدوية المشعّة وتحضير المواد الأولية للنظائر المشعّة لعلاج السرطان والمواد المشعة المستخدمة في التصوير الطبي (PET وSPECT).

التطبيقات الصناعية للتشعيع

• في الصناعة، يُستخدم التشعيع لتعديل خصائص المواد البوليمرية:
• تشابك البوليمرات يزيد من المتانة الميكانيكية والحرارية للبلاستيك.
• إنتاج رغوات بوليمرية يمكّن من تصنيع عوازل فائقة الجودة.
• يزيد التشعيع من مقاومة الإطارات والمنتجات المطاطية للتآكل.
• يمكن تحسين لون وشفافية الألماس والتاباز والكوارتز لزيادة قيمتها.
• في صناعة أشباه الموصلات، يُحسّن التشعيع خصائص السيليكون الكهربائية في الرقائق الإلكترونية مثل الترانزستورات.

التطبيقات الزراعية والغذائية للتشعيع

• في الزراعة والغذاء، التشعيع طريقة فعّالة للتطهير وإطالة العمر الافتراضي:
• يقضي على بكتيريا مثل E.coli والسالمونيلا والفطريات والطفيليات.
• يمنع إنبات البطاطس والبصل والثوم أثناء التخزين.
• تقنية الحشرات العقيمة (SIT) تقلل من أعداد الآفات بشكل مستدام دون مبيدات.
• يُؤخر نضج الفواكه مثل الموز والمانجو والبابايا لتسهيل التصدير.
• يزيد من عمر الزهور المقطوفة للتصدير ويحسّن جودة علف الحيوان.

التوحيد القياسي الدولي

• ساهم في تطبيق واستلام شهادتي ISO9001:2015 وISO13485:2016 بناءً على ISO11137 لنظام التشعيع في شهركورد. تضمن هذه الشهادات جودة وسلامة عمليات التشعيع وفق المعايير العالمية.
• شهادة ISO9001:2015:
• معيار عالمي لنظام إدارة الجودة، يشترط:
• التركيز على العميل
• القيادة الفعّالة
• مشاركة الموظفين
• التحسين المستمر
• اتخاذ القرارات المبنيّة على الأدلة
• تطبيقها في نظام التشعيع يضمن:
• تنفيذ جميع العمليات (من استلام الطلبات إلى المراقبة النهائية) وفق إجراءات مضبوطة وموثّقة
• ضمان الجودة ورضا العملاء بشكل دائم.

كلمات والدة فقهي في تشيعه

خلال الاستعدادات لمراسم تشييع العلماء والقادة في "إمامزاده صالح"، تحدثت والدة الشهيد الدكتور أمير حسين فقهي لمراسل وكالة "خبرگزاری دانشجو" قائلة:«أشكر الله أن وجد ابني ذروة آماله في طريق مقدس كهذا. الحمد لله الذي حقق له أمنيته... فراقه جرح عميق لنا، لكني في أعماق قلبي أؤمن بأنه بالشهادة وصل إلى السعادة والمصير الذي كنت أدعو له دائمًا. ليعلم أمريكا والكيان الصهيوني أن هذه الأرض، برحيل أبناء مثل ابني، لن تنحرف أبدًا عن مسيرها؛ بل إن كل شهيد سيكون بداية لنهضة علماء أكثر إيمانًا وقوة. كنت أدعو له دائمًا أن يختم له بخير، وقد رأيت ذلك في شهادته. قد يستطيع العدو أن يأخذ أجساد أبنائنا الأطهار، لكن فكرهم وإخلاصهم سيبقى متجذرًا في تراب إيران. أتمنى أن يواصل طلابه مسيرته، بل ويتفوقوا عليها.» في كلماتها، نلمس قلبًا أموميًا مفعمًا بالإيمان... أم ظلت سنوات ترفع عينيها إلى السماء، وتقرأ كل ليلة دعاء العاقبة لابنها. هذه الأم هي عمود صبر منح إيران كنزًا مقدسًا من الألم والفخر، فهذه الأرض هي مهد أمهاتٍ بهذه البصيرة والوفاء.

المصادر

حياة المهندس امير حسين فقيهي العالم النووي، مقتبس من موقع الثقافة الإعلامية، تاريخ النشر: 2025/06/16 وتاريخ المشاهدة: 2025/07/09م.