الفرق بين المراجعتين لصفحة: «كميل بن زياد بن نهيك»

لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٢٢: سطر ٢٢:
'''كميل بن زياد بن نهيك''' ويقال له أيضاً: كُمَيل بن عبدالله، وقيل: كُمَيل بن عبدالرحمان <ref> كتاب الضعفاء والمجروحين 2: 221، تهذيب الكمال 24: 218.</ref>.
'''كميل بن زياد بن نهيك''' ويقال له أيضاً: كُمَيل بن عبدالله، وقيل: كُمَيل بن عبدالرحمان <ref> كتاب الضعفاء والمجروحين 2: 221، تهذيب الكمال 24: 218.</ref>.


وصفه ابن عمادالحنبلي بأنّه كان شريفاً مطاعاً شيعياً متعبّداً <ref> شذرات الذهب 1: 91.</ref>. وعدّه أبو الحسن المدائني من عبّاد أهل الكوفة إلى جنب أُوَيْس القُرَني وعَمرو بن عُتْبة وربيع بن خُثَيم وجُنْدُب بن عبدالله وغيرهم <ref> تهذيب الكمال 24: 219.</ref>، بينما اعتبره سائر رجاليّي أهل السنّة من المفرطين في علي عليه السلام <ref> الأنساب 5: 475، ميزان الاعتدال 3: 415، تهذيب التهذيب 8: 402.</ref>.
وصفه [[ابن عمادالحنبلي]] بأنّه كان شريفاً مطاعاً شيعياً متعبّداً <ref> شذرات الذهب 1: 91.</ref>. وعدّه [[أبوالحسن المدائني]] من عبّاد أهل الكوفة إلى جنب [[أُوَيْس القُرَني]] و [[عَمرو بن عُتْبة]] و [[ربيع بن خُثَيم]] و [[جُنْدُب بن عبدالله]] وغيرهم <ref> تهذيب الكمال 24: 219.</ref>، بينما اعتبره سائر رجاليّي أهل السنّة من المفرطين في علي عليه السلام <ref> الأنساب 5: 475، ميزان الاعتدال 3: 415، تهذيب التهذيب 8: 402.</ref>.


=ترجمته=
=ترجمته=
وكان ممّن سُيَّر من أهل الكوفة إلى الشام ثم إلى حمص، وكان سبب ذلك أنّه كان يسمر عند سعيد بن العاص وجوه أهل الكوفة، فقال سعيد: إنّما هذا السواد بستان قريش، فقال الأشتر: أتزعم أنّ السواد الذي أفاءه الله علينا بأسيافنا لك ولقومك؟! وتكلّم القوم معه، فقال عبد الرحمان الأسدي - وكان على شرطة سعيد -: أتردّون على  الأمير مقالته؟.... فكتب سعيد إلى عثمان في إخراجهم <ref> الكامل في التاريخ 3: 138، 139،144، تاريخ الإسلام 3: 430، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 2: 134.</ref>.
وكان ممّن سُيَّر من أهل الكوفة إلى الشام ثم إلى حمص، وكان سبب ذلك أنّه كان يسمر عند [[سعيد بن العاص]] وجوه أهل الكوفة، فقال سعيد: إنّما هذا السواد بستان قريش، فقال الأشتر: أتزعم أنّ السواد الذي أفاءه الله علينا بأسيافنا لك ولقومك؟! وتكلّم القوم معه، فقال عبد الرحمان الأسدي - وكان على شرطة سعيد -: أتردّون على  الأمير مقالته؟.... فكتب سعيد إلى عثمان في إخراجهم <ref> الكامل في التاريخ 3: 138، 139،144، تاريخ الإسلام 3: 430، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 2: 134.</ref>.
وكان قد أرسله الإمام علي عليه السلام قبيل حرب الجمل إلى عبدالله بن عمر ليدعوه للاشتراك مع الإمام في القتال <ref> الكامل في التاريخ 3: 205.</ref>. واشترك كُمَيل في معركة صفّين مع الإمام عليه السلام <ref> الطبقات الكبرى‏ 6: 179.</ref>، وكان يعدّ من شيعة الإمام وخاصّته، كما كان عامله على «هيت» <ref> شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 17: 149. و«هيت» بلدة على‏الفرات من نواحي بغداد فوق الأنبار، ذات نخل كثير وخيرات واسعة، وهي مجاورة للبرية (معجم البلدان 5: 421).</ref>.
وكان قد أرسله الإمام علي عليه السلام قبيل حرب الجمل إلى عبدالله بن عمر ليدعوه للاشتراك مع الإمام في القتال <ref> الكامل في التاريخ 3: 205.</ref>. واشترك كُمَيل في معركة صفّين مع الإمام عليه السلام <ref> الطبقات الكبرى‏ 6: 179.</ref>، وكان يعدّ من شيعة الإمام وخاصّته، كما كان عامله على «هيت» <ref> شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 17: 149. و«هيت» بلدة على‏الفرات من نواحي بغداد فوق الأنبار، ذات نخل كثير وخيرات واسعة، وهي مجاورة للبرية (معجم البلدان 5: 421).</ref>.
وبعد انتهاء معركة صفّين وقضية التحكيم، أخذت سرايا معاوية تنهب أطراف العراق ولايردّها كميل، ويحاول أن يجبر ما عنده من الضعف بأن يُغير على أطراف أعمال معاوية، فأنكر الإمام عليه السلام ذلك من فعله، وقال له في كتابه إليه: «أمّا بعد، فإنّ تضييع المرء ما وُليَّ وتكلّفه ما كُفيَ، لعجزٍ حاضر...» <ref> المصدر السابق: 149 - 150.</ref>.
وبعد انتهاء معركة صفّين وقضية التحكيم، أخذت سرايا معاوية تنهب أطراف العراق ولايردّها كميل، ويحاول أن يجبر ما عنده من الضعف بأن يُغير على أطراف أعمال معاوية، فأنكر الإمام عليه السلام ذلك من فعله، وقال له في كتابه إليه: «أمّا بعد، فإنّ تضييع المرء ما وُليَّ وتكلّفه ما كُفيَ، لعجزٍ حاضر...» <ref> المصدر السابق: 149 - 150.</ref>.
ويذكر أنّه في إحدى المرّات تصدّى  بستمائة فارس لهجوم عبدالرحمان بن قَباث على  مدن الجزيرة <ref> وهي بين دجلة والفرات مجاورة الشام، تشتمل على‏ ديار مضر وديار بكر (معجم البلدان 2: 134).</ref> وردّهم، وقتل الكثير من أهل الشام المغيرين عليها، فكتب إلى الإمام علي عليه السلام بالفتح والنصر فجزاه خيراً، وأجابه جواباً حسناً ورضي عنه <ref> الكامل في التاريخ 3: 379.</ref>.
ويذكر أنّه في إحدى المرّات تصدّى  بستمائة فارس لهجوم [[عبدالرحمان بن قَباث]] على  مدن الجزيرة <ref> وهي بين دجلة والفرات مجاورة الشام، تشتمل على‏ ديار مضر وديار بكر (معجم البلدان 2: 134).</ref> وردّهم، وقتل الكثير من أهل الشام المغيرين عليها، فكتب إلى الإمام علي عليه السلام بالفتح والنصر فجزاه خيراً، وأجابه جواباً حسناً ورضي عنه <ref> الكامل في التاريخ 3: 379.</ref>.
ولم يقتصر حضور كُمَيل في ميادين القتال على عهد أميرالمؤمنين عليه السلام، فقد ثار في زمن الحجّاج مع العبّاد والعلماء؛ كالشعبي وسعيد بن جبير وعبدالرحمان بن أبي ليلى، وقُبيل القتال مع جيش الحجّاج صعد منبرالكوفة ودعا الناس للقتال ضدّ الظالمين <ref> أنظر: أنساب الأشراف 7: 339.</ref>. ومع أنّه كان شيخاً فقد شهر سيفه واشترك في القتال مع عبد الرحمان بن محمد بن الأشعث ضد جيش الحجّاج في معركة «ديرالجماجم» <ref> الكامل في التاريخ 4: 472.</ref>.
ولم يقتصر حضور كُمَيل في ميادين القتال على عهد أميرالمؤمنين عليه السلام، فقد ثار في زمن [[الحجّاج]] مع العبّاد والعلماء؛ كالشعبي و [[سعيد بن جبير]] و [[عبدالرحمان بن أبي ليلى]]، وقُبيل القتال مع جيش الحجّاج صعد منبرالكوفة ودعا الناس للقتال ضدّ الظالمين <ref> أنظر: أنساب الأشراف 7: 339.</ref>. ومع أنّه كان شيخاً فقد شهر سيفه واشترك في القتال مع عبد الرحمان بن محمد بن الأشعث ضد جيش الحجّاج في معركة «ديرالجماجم» <ref> الكامل في التاريخ 4: 472.</ref>.


=كميل وأهل البيت عليهم السلام =
=كميل وأهل البيت عليهم السلام =
سطر ٤١: سطر ٤١:
=من روى عنهم ومن رووا عنه<ref> تهذيب الكمال 24: 218.</ref>=
=من روى عنهم ومن رووا عنه<ref> تهذيب الكمال 24: 218.</ref>=
روى عن الإمام علي عليه السلام.
روى عن الإمام علي عليه السلام.
وروى أيضاً عن ابن مسعود، عثمان بن عفّان، عمر بن الخطاب، أبو مسعود الأنصاري، أبوهريرة.
وروى أيضاً عن ابن مسعود، [[عثمان بن عفّان]]، [[عمر بن الخطاب]]، [[أبو مسعود الأنصاري]]، أبوهريرة.
وروى عنه جماعة، منهم: الأعمش، العباس بن ذُرَيْح، أبوإسحاق السَبيعي، عبدالله ابن يزيدالصُهْباني، عبدالرحمان بن جُنْدب الفَزاري. وأورد له النسائي في «عمل اليوم والليلة» حديثاً واحداً، وكذلك الشيخ الطوسي في الأمالي ومصباح المتهجّد، والشيخ الصدوق في الخصال، والبيهقي في السنن الكبرى <ref> عمل اليوم والليلة: 124 ح 360، كتاب الخصال: 186، أمالي الطوسي 1: 19، مصباح المتهجّد: 844، السنن الكبرى‏ 6: 97 ح‏10190.</ref>.
وروى عنه جماعة، منهم: الأعمش، [[العباس بن ذُرَيْح]]، أبوإسحاق السَبيعي، عبدالله ابن يزيدالصُهْباني، عبدالرحمان بن جُنْدب الفَزاري. وأورد له النسائي في «عمل اليوم والليلة» حديثاً واحداً، وكذلك الشيخ الطوسي في الأمالي ومصباح المتهجّد، والشيخ الصدوق في الخصال، والبيهقي في السنن الكبرى <ref> عمل اليوم والليلة: 124 ح 360، كتاب الخصال: 186، أمالي الطوسي 1: 19، مصباح المتهجّد: 844، السنن الكبرى‏ 6: 97 ح‏10190.</ref>.


=وفاته=
=وفاته=