الفرق بين المراجعتين لصفحة: «دعاة التقريب»

أُضيف ٩٬٣١٩ بايت ،  ١٦ يونيو ٢٠٢١
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٩٩: سطر ٩٩:


(‏10‏)راجع لجميع ما تقدّم موسوعة أعلام الدعوة والوحدة والإصلاح ج1 ،ص26-37 .
(‏10‏)راجع لجميع ما تقدّم موسوعة أعلام الدعوة والوحدة والإصلاح ج1 ،ص26-37 .
من عوامل نجاح التقريب :
1 ـ جعل القرآن الكريم دستور الأُمّة ، واعتباره العنصر الرئيس في أُسس أيّ لقاء ، وجعله الحاكم في القضايا بين المسلمين .
2 ـ إقامة التقريب بين المذاهب على أساس علمي رصين بعيداً عن العواطف أور ردّات الفعل الآنية; لأنّ ما يقوم على أُسس علمية يبقى ويستمرّ ، وما يقوم على الظروف الزمانية يفنى ويضمحل .
3 ـ جعل التقريب قائماً على أساس التعاون الجماعي والاجتماعي بعيداً عن السياسات المتقلّبة ، أو الانحياز إلى نظام سياسي معيّن هنا أو هناك ، فالأنظمة السياسية لا تدوم ، والعمل الجماعي يدوم .
4 ـ حسن النيّة وسلامة الطوية ، وذلك بتبنّي المقاصد لتحقيق الأهداف .
5 ـ الاهتمام بإبراز [[النقاط المشتركة بين المذاهب]] ، والحديث دائماً عن نقاط التلاقي ، وبخاصّة مع العامّة ، وتوجيههم إلى أهمية الوحدة الإسلامية كما أرادها القرآن الكريم : ( ''' هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ''' ) ( سورة الحجّ : 78 ) ، وإشاعة ثقافة التقريب ، وتضافر الجهود لذلك ، وترك الجدل والمناظرات الفكرية والعقدية والفقهية للمختصّين في المستويات العليا .
6 ـ التأكيد على أنّ الاختلاف بين المذاهب الإسلامية هو اختلاف خطأ وصواب ، وليس اختلاف كفر وإيمان .
7 ـ عدم تضخيم مسائل الخلاف وتحويلها إلى منازعات تشاحنية وخصومات تنافرية ، تنسي مقوّمات الوحدة وعوامل [[الوفاق]] ، مع أنّ نقاط التلاقي والاتّفاق أكثر بكثير من نقاط الخصام والتفرّق.
8 ـ عدم الانشغال بمناظرات جانبية وجدالات داخلية ، فالأهمّ هو الدعوة إلى الإسلام بعرض جوهره النقي وصفائه الروحي ، وبيان رسالته الواضحة ، وإبراز جمال الدين وشموله لكلّ مجالات الحياة، وأنّه يُصلح الإنسان والزمان والمكان .
فرسالة الإسلام جاءت لتجعل حياة الإنسان سعيدة ، وقد وضّح الإسلام سبل النجاة والأمن والاطمئنان للبشر جميعاً ، وللعيش فيما بينهم بسلام ومحبّة وإخاء ، قال تعالى : ( '''وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ''' ) ( سورة الأنبياء : 107 ) ، وأهمّ العالمين المسلمون فيما بينهم ليكونوا رحماء برحمة رسول الله (صلى الله عليه وآله) .
9 ـ التخلّص من عقدة كمال الصحّة المطلقة ، وعقدة الوصاية على الدين ، فما تحمله حقّ وصواب يحتمل الخطأ ، وما أحمله حقّ وصواب يحتمل الخطأ ، قال تعالى : ( '''وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدىً أَوْ فِي ضَلاَل مُبِين''' ) ( سورة سبأ : 24 ) ، وإذا كان هذا في الحوار مع غير المسلمين فهو مع المسلمين من باب أولى .
فالمجتهد مهما بلغ لا يستطيع الجزم بأنّ اجتهاده هو الحقّ المطلق ، وأنّ اجتهاد غيره هو الخطأ المتيقّن ; فذلك لا يعلمه إلاّ الله ورسوله ، ولا سبيل إلى ذلك العلم بعد انقطاع الوحي .
10 ـ تجنّب التعصّب المذموم ومحاربته ، فإنّه يعمي ويصمّ القلوب والعقول والبصائر ، ومنهج القرآن النهي عن التعصّب المقيت ، ويدعو إلى [[التسامح الديني]] ، ومن باب أولى [[التسامح المذهبي]] ، ويدعو إلى التآخي البشري ، فكيف بالتآخي الإيماني ؟ !
11 ـ الابتعاد عن مواجهة المسلم للمسلم بأشدّ الكلمات ، وأغلظ العبارات ، وأقسى الأساليب وتجنّب التجريح والتنقيص ، وإحصاء الأخطاء والعثرات لدرجة قد تصل إلى الإهانة ، فمثل هذا يولِّد مزيداً من الأحقاد والكراهية والبغضاء ، وما أروع منهج القرآن : ( '''وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ''' ) ( سورة آل عمران : 159 ) !
فما أجمل اللقاء إذا كان بألطف الكلام وأرهف العبارات ! وما أحسن الحوار إذا كان بأقوى الحجّة وأصدق الدليل !
12 ـ تقدير الرأي والرأي الآخر واحترامهما ; لضرورتهما وأهمّيتهما عند الحوار وحين تبادل الرأي .
13 ـ أن يكون الحوار الفكري قائماً على تبادل المعرفة ، وقبول الحجّة المنطقية المدعمة بالدليل الشرعي الصحيح دون جمود أو تعصّب .
14 ـ أن يكون الجدال بالتي هي أحسن ، فلا يتعدّى الإقناع بالدليل إلى إثارة الفرقة والخصام ، ومحاولة التفريق بين المسلمين ; ليضعف أمرهم ، ويتمكّن أعداؤهم منهم ، فمنهج القرآن مع غير المسلمين رفق ولين ، فهو مع المسلمين من باب أولى ، قال تعالى : ( '''ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ  أَحْسَنُ''' )( سورة النحل : 125 ) .
15 ـ مراعاة الشعور والعواطف ، واحترام تباين الآراء واختلاف الأفهام ، فمثل هذا يولِّد المحبّة والصفاء ، قال تعالى : ( '''ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ''' ) ( سورة فصّلت : 34 )، وحينها يتحوّل العدوّ إلى صديق ، والمبغض إلى محبٍّ ، والبعيد إلى قريب .
16 ـ عدم إثارة الطرف الآخر ، فالإثارة تولّد الانفعال وتقطع الحبائل المقرّبة ، فهذا منهج القرآن مع غير المسلمين : ( '''وَلاَ تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّوا اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْم''' ) (سورة الأنعام : 108 ) ، فالمسلم ليس بالسبّاب ولا اللعّان ولا الفحّاش ولا البذيء ، فالكلمة الطيّبة أصل التلاقي ، والحوار الهادئ أساس التفاهم .
17 ـ التجرّد عن الأحكام المسبقة المبنية على الظنّ لدى أطراف التقريب ، فالعمل لا بدّ أن يكون قائماً على اليقين ، وليس على الوهم والظنّ والشكّ .
فقد كان أهل السنّة يتصوّرون الشيعة من [[الغلاة]] والرافضة ، مع أنّ الشيعة تكفِّر الغلاة وتعدّهم من النجاسات . وعند العامّة من أهل السنّة حكم مسبق أنّ الشيعة يعبدون الأحجار ، وذلك بسجودهم على أقراص خاصّة ، والحقّ أنّ السجود على جنس الأرض هو فعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، كما وصف ذلك الصحابة . وعند بعض العامّة من الشيعة أنّ أهل السنّة يبغضون آل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله)  ، ولا يُظهرون مناقبهم وأخلاقهم ، وواقع الحال أنّ محبّة آل البيت لا ينكرها مسلم ، بدليل تسمية أبنائهم ، تبرّكاً بأسماء [[آل البيت]] ، ويكاد لا يخلو بيت من اسم أحد أفراده باسم أحد آل البيت ، ، كعلي وفاطمة والحسن والحسين ورقية وزينب ، وما من قصيدة تمدح رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلاّ ذكرت مناقب آل بيته الكرام .
إنّنا مطالبون بالتعارف والتعاون ; لتحقيق المصالح المشتركة لشعوب الأُمّة الإسلامية ، ونشر القيم النبيلة والأخلاق الفاضلة بين شعوب الأرض قاطبة .
٢٬٧٩٦

تعديل