الفرق بين المراجعتين لصفحة: «جبريل»

جبريل في [[اللغة العبرية]] تعني "رجل الله". هو أحد الأربعة [[ملائكة]] المقربين والأعلى بينهم، وفي [[الأديان الإبراهيمية]] هو الوسيط بين [[الله]] و[[الأنبياء]].   

هذا الاسم له نطق آخر مثل ```جبرايل``` و```جبريل``` أيضًا. يُشار إلى جبريل بأسماء مثل فرشته [[الوحي]]، أمين الوحي، العقل الأول، الناموس الأكبر، الروح الأعظم، وغيرها.   

أصل كلمة ```جبريل``` [[عبري]]؛ مركب من: ```جبر``` بمعنى القوة والقدرة و```إيل``` بمعنى الله، والجملة تعني ```قوة الله```؛ كما جاء في سورة "النجم": «علمه شديد القوى». جبريل ينزل الوحي على نبينا: ```«فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ»```<ref>سورة البقرة/آية 92</ref><ref> نثر طوبى، ج1، ص 122 </ref>.

"جبريل" اسم أعجمي (غير عربي) دخل اللغة العربية و```جبر``` في [[السريانية]] تعني العبد و```إيل``` تعني الله؛<ref> فضل بن حسن الطبرسي، مجمع البيان، ج1، ص324. </ref> وبناءً عليه "جبريل" تعني عبد الله.

```جبريل``` مع همزة و```جِبريل``` بدون همزة، وفي كلام [[علي بن أبي طالب]] (عليه السلام) ذُكر بشكل «جبرايل» أيضًا؛<ref> نهج البلاغة، خطبة 180. </ref> ولكن في [[القرآن الكريم]] ذُكر اسم هذا "الملاك" ثلاث مرات فقط بصيغة "جِبريل" <ref>سورة البقرة/97 و98</ref><ref>سورة التحريم/4</ref>. ومع ذلك، في آيات أخرى يُشار إليه بألقاب وعناوين أخرى مثل «روح القدس»، «روح الأمين» وغيرها.

```«وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء...»```؛ <ref>سورة الشورى/51</ref> ولا يحق لأي إنسان أن يتحدث الله معه، إلا عن طريق [[الوحي]] أو من خلف حجاب، أو يرسل رسولًا فيوحى بإذنه ما يشاء...

في القسم الثالث، يكون إرسال الوحي من قبل رسول الله، وهذا الرسول هو ```جبريل الأمين``` الذي هو رسول الله للأنبياء، والأنبياء هم رسل الله لبقية المخلوقات؛ بمعنى أن رسالة الله تُعطى أولاً إلى ملك الوحي، وهو ينقل كل ما أذن الله به إلى رسول الله <ref> العلامة الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج18، ص73 و74.</ref>.

القرآن يرد على تذرع اليهود في إنكار جبريل كملك الوحي بقوله: ```«قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ...»```؛ <ref>سورة البقرة/97</ref> قل: من كان عدوًا لجبريل (فهو في الحقيقة عدو لله) لأنه نزل بأمر الله، القرآن على قلبك؛ بينما يصدق [[الكتب السماوية]] السابقة...

```«...وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ»```؛ <ref>سورة البقرة/87</ref> ... وقد أعطينا [[حضرت عيسى|عيسى بن مريم]] دلائل واضحة وأيدناه بروح القدس.

ساعد جبريل عيسى بن مريم في مراحل مختلفة من حياته؛ أولاً عندما ظهر لأمه وبشرها بمولده، ثم خلال حياته حفظه من أعدائه حتى رفع الله عيسى المسيح إلى السماء. أيضًا في [[سورة التحريم]]، تم الإشارة إلى مساعدة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) بواسطة جبريل: ```«...وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ...»```؛ <ref>سورة التحريم/4</ref> ... وإذا اجتمعتما ضده، (فلن تنجحوا) لأن الله هو ناصره وكذلك جبريل...

```«نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ»```؛ <ref>سورة الشعراء/193</ref> الروح الأمين هو الذي نزل به.

```«قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ...»```؛ <ref>سورة النحل/102</ref> قل: إن روح القدس نزل به حقًا من ربك...

بعض المفسرين فسروا [[آيات]] 19-21 من سورة التكوير على أنها تشير إلى جبريل. في هذه الآيات، التي هي جواب لعدة أقسام، يقول الله تعالى: ```«إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ × ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ × مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ»```؛ <ref>سورة التكوير/19-21</ref> هذا (القرآن) هو كلام رسول عظيم، جبريل الأمين الذي له قوة، وعند (الله) صاحب العرش، له مقام عالٍ! هناك هو قائد وأمين!

```* رسول:``` هو الذي يوحي القرآن إلى النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله).

```* كريم:``` لأنه عند الله تعالى له كرامة واحترام وعزة.

```* صاحب قوة:``` هو الذي يمتلك قوة شديدة في تكليفه ومهمته العلمية والعملية والدعوية. "ذي قوة" بمعناه الحقيقي هو القدرة الذاتية على القيام بأعمال عظيمة، وبمعناه المجازي، هو الإصرار في اتخاذ القرارات، والشجاعة، والثقة بالنفس، ويمكن أن تشير صفة جبريل إلى كلا المعنيين الحقيقي والمجازي.

```* مرتفع (مكين):``` المكان بمعنى القرب والعلو؛ بمعنى أن جبريل عند خالق العرش هو مرتفع ومقامه عظيم، وهذه المقام والعزة، عندما تأتي مع قيد "عِندَ ذِي الْعَرْش"، تشير إلى عظمة هذا المقام.

```* قائد (مُطاعٍ ثَمَّ):``` "ثَمَّ" كلمة تشير إلى مكان بعيد و"مطاع" هو الذي يُطاع. تشير الكلمات إلى أن جبريل في حضرة الله هو الذي يأمر، وتحت سلطته الملائكة الذين يطيعونه؛ بمعنى أن جبريل في السماوات لديه معاونون من الملائكة الذين يطيعونه.

```* أمين:``` كما ذُكر، جبريل أمين في إيصال الوحي ورسالة الله إلى الأنبياء، ولا يحدث أي خيانة أو تغيير في الأوامر الإلهية.

الأمر الثاني الذي يختلف فيه المفسرون، وبعضهم فسروا أنه جبريل الأمين، هو الآيات الأولى من [[سورة النجم]]. بعد القسم بالنجم، يقول الله تعالى في وصف النبي الكريم: ```«عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى؛ ذُو مِرَّةٍ...»```؛ <ref>سورة النجم/5–7</ref> الذي يمتلك قوة عظيمة علمه جبريل الأمين؛ هو الذي لديه قدرة فائقة...