الفرق بين المراجعتين لصفحة: «راغب حرب»
لا ملخص تعديل |
ط (نقل Mahdipoor صفحة مسودة:راغب حرب إلى راغب حرب) |
(مراجعة متوسطة واحدة بواسطة نفس المستخدم غير معروضة) | |
(لا فرق)
|
المراجعة الحالية بتاريخ ٠٩:٠٤، ١٢ فبراير ٢٠٢٤
راغب حرب | |
---|---|
الإسم الکامل | الشيخ راغب حرب |
التفاصيل الذاتية | |
الولادة | 1952 م، ١٣٧٠ ق، ١٣٣٠ ش |
مكان الولادة | لبنان |
الوفاة | 1984 م، ١٤٠٣ ق، ١٣٦٢ ش |
الأساتذة | الشهيد السيد محمد باقر الصدر والشهيد عباس الموسوي. |
الدين | الاسلام، الشيعة |
النشاطات | من قادة المقاومة في لبنان ضد الكيان الصهيوني. |
الشيخ راغب حرب عالم دين شيعي من قادة المقاومة في لبنان ضد الكيان الصهيوني، ومن المؤسسين لحركة الإسلامية حزب الله وقد اشتهر بشيخ الشهداء، تلقى دراسته الدينية في النجف الأشرف على أيدي أمثال الشهيد محمد باقر الصدر والشهيد عباس الموسوي، قاد حركة شعبية تطالب بالإنسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، واتخذ من قريته جبشيت وعدّة قرى أخرى قواعدَ لتوعية الأهالي دينياً وحضّهم على المقاومة، وكان يعشق الإمام الخميني وكان يقول العمامة التي لا تقول نعم للخميني، نسقطها ونحرقها" حاول الجيش الإسرائيلي التفاوض معه لإنهاء حِراكه ضد الإحتلال، فرفض وكان شعاره المشهور: "الموقف سلاح والمصافحة اعتراف" في 16 شباط 1984م، تم اغتياله في قريته جبشيت، واتخذت حركة المقاومة خطّاً تصاعدياً بعد شهادته أدّى إلى تحرير القسم الأكبر من جنوب لبنان.
ولادته وتعليمه الإبتدائي
ولد الشيخ الشهيد راغب حرب في بلدة جبشيت جنوب لبنان عام 1952، في عائلة ملتزمة كادحة طيبة، تميّز الأبوان بتمسك قويّ بمبادئ الدين الحنيف، ترعرع ونما في كنف هذه الأسرة الطيبة، وكان ابوه أحد أفراد الثلة المبارزة من عصابة أدهم خنجر الذين وقفوا ضد البريطانيين والفرنسيين، وصدوهم عن التوغل في البلاد الإسلامية، وفي السابعة من عمره، دخل المدرسة الرسمية في بلدته جبشيت، ليتلقى فيها علومه الأولى، ثم توجه بعدها إلى منطقة النبطية لمتابعة المرحلة التعليمية المتوسطة، ولمّا بلغ من العمر 13 سنة حمل السلاح مع الفدائيين في إحدى الأحزاب، وذهب ليقوم معهم بدورات عسكرية، وفي أوائل العام 1969 غادر الشيخ بلدته إلى بيروت، ليكمل الدراسة التي أحب بين العماء والمؤمنين.[١].
دراسته الحوزوية
هاجر الشيخ راغب إلى بيروت سنة 1969 م، وبقي فيها حوالي سنة، حيث درس فيها العلوم الدينية، وكان الشيخ يأتي بين الحين والآخر إلى جبشيت، فيعقد مجالس الفقه والحوار بين مجموعة من الشباب، وفي سنة 1971م هاجر إلى النجف الاشرف وعاش في مدارسها، لينهل من معينها، وتلمذ على أيدي أساتذتها الكبار، أمثال الشهيد السيد محمد باقر الصدر، والشهيد عباس الموسوي وبعد ثلاث سنوات عاد الشيخ إلى لبنان لزيارة أهله وأصحابه، ثم قفل راجعاً إلى النجف ليتابع علومه، إلاّ أنه في هذه المرة، لم يلبث سوى سنة ونصف، حتى عاد عام 1974 بعد أن أسفر النظام في العراق عن حقد دفين على المؤمنين والعلماء فطاردهم وشرّدهم وزج عدداً كبيراً منهم في السجون.[٢]. وبعد مدّة أرسل النطام البعثي العراقي جاسوساً بعنوان أنه قارئ عزاء إلى قرية الشيخ، وبقي عنده ضيفاً حوالي العشرين يوماً وهو يتقرب إليه. وبعد هذه المدة التي عاشر فيها الجاسوسُ الشيخَ كتب له رسالة ووضعها تحت الفراش قائلاً: كنت مبعوثاً لاغتيالك. وخرج الجاسوس متخفياً دون أن يعلم به أحد.[٣].
عودته إلى لبنان
عاد إلى مسقط رأسه في جبشيت، في وقت كانت فيه طروحات اليسار، وشعاراته ومفاهيمه تغزو المنطقة بأسرها، وتتسلل لتدخل إلى قلوب الناس في محاولة لاستقطابها، عاد والإسلام بكل مفاهيمه في غربة عن أذهان الناس وعقولهم، اللهم إلا فئة قليلة مؤمنة، كانت تعي دورها، وتحمل قضايا الإسلام في قلبها وفكرها، لتقدمه كحل ناجع لإصلاح الأمة وبناء المجتمع.. عمل الشيخ الشهيد بشتى الوسائل ليجمع حوله أهالي بلدته ليبث فيهم روح الايمان والجهاد والمقاومة وهذا ما كان.. وبعد أن أطمأنّ إلى الصحوة التي أنشأها في بلدته، أراد أن يتجاوز بعمله حدود قريته الصغيرة، ليشمل ما جاورها من قرى المنطقة، فراح يوطد العلاقة مع أبنائها، ويلتقي مع المؤمنين فيها، ليشاركهم فيما يحملون من هموم العمل وشؤونه، ولينشئ بالتعاون معهم وجوداً إسلامياً، يقدر على الوقوف بوجه التحديات التي تواجهه، والأخطار المحدقة به.[٤].
إقامة صلاة الجمعة
إيماناً منه بتأسيس وجود إسلامي قادر وقوي، وإنشاء جيل إسلامي واع ومتجانس، فقد بادر الشيخ إلى إقامة صلاة الجمعة، هذه الصلاة التي يتعارف عليها الناس من ذي قبل، والتي كانت بالنسبة إليهم نمطاً جديداً وبارزاً.. وأخذت صلاة الجمعة تكبر شيئاً فشيئاً، حتى شكلت فيما بعد نواة العمل الجهادي الصلب، الذي قدّم إلى ساحة الصراع مع العدو مقاومين ومجاهدين وشهداء.. ولم يكن الشيخ ليكتفي بالعمل التبليغي وحسب، ، بل عمل بشكل دؤوب مع الناس فعاش معهم ودخل إلى عمق مأساتهم، وراح يعالج مشاكلهم، ويكابد معهم، فيعاني ما يعانون، ويألم لما يألمون.[٥].
نشاطاته الثقافية
شارك مع "الجمعية الخيرية الثقافية" ببناء مبرّة "السّيدة زينب" في جبشيت والتي أنشئت 1980 من أجل إيواء يتامى المسلمين، وهي تضمّ 500 يتيم ويتيمة أغلبهم في القسم الدّاخلي، توفّر لهم المبرّة العيش الكريم والتعليم المناسب والتربية السليمة. ثمّ شارك الشيخ الشهيد ببناء مسجد في بلدته، واستكمالا لنشاطه الرعائي قام الشيخ راغب بتأسيس العديد من المؤسسات الخيرية الاجتماعية نذكر منها: بيت مال المسلمين الذي كان يقدم القروض البسيطة وكان يديره بنفسه، بناء مدرسة "الشرقية" بيديه مع مساعدة أبناء قريته، مؤسسة شهيد الثورة الإسلامية لعوائل شهداء الاحتلال الإسرائيلي، وكانت الجمهورية الإسلامية في ايران قد ساهمت بتقديم المساعدات لهم، وكانت انطلاقة لتأسيس مؤسسة الشهيد في لبنان. هذا إضافة إلى الكثير من نشاطاته الإجتماعية المتنوّعة التي لا يتّسع المجال لذكرها.[٦].
عشقه للإمام الخميني
لابّد أن نسجل هنا، عشقه الكبير والمتميز للإمام الخميني ، وانبهاره بشخصيته الفذّة، وخضوعه أمام الوقار الذي كان يرتسم على محياه، وهذا ما تجلى خلال زيارة انفرد بها مع الإمام، تملكته فيها الخشية، حتى أنه لم يستطع أن يتحدّث إليه إلا بكلمات قليلة، يتأمّل بعدها خيوط النور التي كانت تشع من تقاسيم وجهه، .. لقد كان يرى في الإمام الولي الواجب الطاعة، والمعيار الذي تميز به الأمة الحق من الباطل، ولقد ظلّ الشيخ نصيراً لقضايا الثورة الإسلامية، ولأهدافها السامية، يحملها في قلبه وفي وجدانه، واستمر يدافع عنها بقوّة في كل محفل ومجلس، حتى آخر لحظة من لحظات حياته [٧].
نشاطاته الجهادية
في عام 1982، احتل الكيان الإسرائيلي لبنان في ظل تواطؤ دولي وسكوت عربي، كان الشيخ في مؤتمر أقيم في إيران، ليعود فوراً ويكون مع شعبه ويبدأ مسيرته المقاومة من جديد. مع وصوله إلى الجنوب علم بقرار منع التجول فدعا الناس لإقامة الصلاة في المسجد تحدياً للاحتلال، حيث كانت تزداد أعداد المصلين يوماً بعد يوم حتى أصبحت جماهيرية في صلاة الجمعة في الأسبوع الثاني للاحتلال. كانت المواجهة الأولى مع جماعة العميل سعد حداد، حيث اصطدم الأهالي مع القوة العسكرية الإسرائيلية وكان في مقدمتهم الشيخ حرب حيث استفاد من هذه المواجهة ليكرر على الناس حرمة التعامل بأي شكل مع الاحتلال. يذكر أن ضابطاً اسرائيلياً مدّ يده لمصافحة الشيخ فرفض قائلاً: "أنتم محتلون، ولا أريد مصافحتكم، أخرجوا من هنا، لا أصافحكم ولا أجالسكم". هذا الموقف رسّخ في أذهان اللبنانيين عقيدة " المصافحة اعتراف" حتى أصبح مجرد الحديث مع أحد المحتلين ذنباً متعارف عليه. قام الإسرائيليون بمداهمة منزل الشيخ عدة مرات وفي كل مرة تسقط ذريعة اعتقاله عندما لا يجدون سلاحاً في منزله، الا أنه تابع مراقبته والتضييق عليه إلى أن اعتقلوه عام 1983 واقتادوه إلى مقر المخابرات، ثم إلى مقر معتقل أنصار ومن بعدها إلى مركز المخابرات في صور، حيث مورست عليه أساليب التعذيب والإرهاب. وعرضوا عليه مغادرة الجنوب لكنه رفض. وكان خروج الجماهير المنددة باعتقاله بمثابة أول وأهم مظهرعلني للمواجهة، فأطلق العدو سراحه قبل ان تحرج الأمور عن السيطرة. عمل الشيخ الشهيد على تصعيد وتيرة الصراع فأخذ يوفر الدعم المالي والعسكري للمجاهدين، ويصوّب بوصلة العداء بشكل واضح في كل خطبه، خاصة عام 1984 في ذكرى الشهيد هاني شكر حيث خطَبَ قائلاً:" لن نقبل بأنصاف الحلول، وإن من يمد يداً إلى عدونا، ويداً إلينا، نقول له، إما أن تكون كلّك معنا، أو كلك مع عدونا".[٨].
إعتقالاته
دخلت إسرائيل إلى لبنان في حزيران من عام 1982 بحجّة القضاء على ما أسمته الإرهاب الفلسطيني حيث امتدّ اجتياحها إلى بيروت والجبل، ثمّ ما لبثت أن انسحبت منهما إلى الجنوب لتكون هناك القضية والمحور. قضية الجنوب في ظل الأطماع الإسرائيلية قديمة وخاصة وأنها غنية بالأرض والمياه. ولذا عمدت سلطات العدو الصهيوني إلى إقامة التحصينات والتحالفات مع ما يسمى بالجيش الشيعي وجيش لبنان الحر وأشكال متعددّة من الميليشيات وذلك بغية استعمالها في وجه الجنوب الرافض لهذا الغريب. وكان لا بد للمقاومة الإسلامية في الجنوب من أن تشتد وتتخذ الكفاح المسلح كوسيلة لتحرير الجنوب. وبرز المجاهد الشهيد الشيخ راغب حرب قائد الانتفاضة الشعبية في وجه ذا الوجود السرطاني الجاثم على صدور أبناء جبل عامل، وبدأ تحرّكه عبر زياراته لقرى الجنوب وتشديده على مقاومة الاحتلال. فلبّت نداءه الجماهير المؤمنة وتحرّكت قرىَ جبل عامل، فكان أن اشتدت القبضة الصهيونية والمداهمات والتهديدات، ولكنها باءت جميعها بالفشل. فعمدت سلطات الاحتلال إلى اعتقال المجاهد الشيخ راغب حرب عندما كان نائماً خارج بيته وذلك سنة 1983 على أمل أن تحدث شللاً في المقاومة، ولكن المكر انقلب ضدّها، إذ أصبح هذا الاعتقال الشرارة الأقوى في تصعيد الصراع مع الكيان الصهيوني لما يمثّله الشهيد من رمز مقدّس في النضال والجهاد لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الكافرين هي السفلى. فأقيمت الإعتصامات والإحتجاجات في المساجد والحسينيات وقامت التظاهرات. وأمام هذا الضغط الجماهيري أطلق سراح الشيخ الشهيد بعد أن تيقّن العدو أن اعتقاله لم يحقق أهدافهم. بل إنه لم يثن عزيمة الشيخ وإصرار على الاستمرار في مواجهتهم.[٩].
إغتياله
وفي 16 شباط من عام 1984 قام الاحتلال الإسرائيلي عبر عملائه باغتيال الشيخ راغب حرب ليلة الجمعة. وحصل ذلك بعد أن أنهى الشيخ قراءة دعاء كميل وتوجه للسهر مع بعض إخوانه في بيت بجوار منزله وأثناء خروجه صوّب العملاء الرصاص عليه، وفي صباح اليوم التالي ترددت أصداء الجريمة النكراء، في كافة المناطق، فأدمى ذلك قلوب المؤمنين، وقرح جفونهم، وتنادى عشرات الألوف من أبناء جبل عامل، احتشدوا في مهرجان الشهادة، يهتفون بملء حناجرهم، منددين بالاحتلال الغاصب مهددين بالثأر لدم الشهيد، معاهدين قائدهم الراحل على المضي في الطريق الذي رسمه بدمه وكان مقتل الشيخ من الأحداث الحاسمة في مسيرة المقاومة في لبنان وقد أججت أعمال المقاومة وحفزت الشعب على رفض الاحتلال أكثر فأكثر. وقد أطلق لقب شيخ الشهداء على الشيخ راغب حرب.[١٠].