الفرق بين المراجعتين لصفحة: «أسباب التباعد»
(أسباب_التباعد ایجاد شد) |
Mohsenmadani (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
||
(مراجعتان متوسطتان بواسطة مستخدمين اثنين آخرين غير معروضتين) | |||
سطر ١: | سطر ١: | ||
عوامل حدوث ظاهرة الفرقة والتباعد بين أبناء الأُمّة الإسلامية، والتي منها :<br>1- الاختلاف في فهم الإسلام، وهذا السبب من الأسباب الرئيسية التي أشار إليها القرآن الكريم في مواضع عندما تحدّث عن أسباب الاختلاف بين الناس. وأهمّ علاج له هو التقريب والدعوة إلى الوحدة.<br>2- التخلّف الروحي والأخلاقي والمعنوي في أوساط الأُمّة، ولا سيّما عندما يمتدّ هذا المرض الحضاري إلى أوساط العلماء والأُمراء، فتظهر آثاره في التعصّب والحقد والبغضاء والعداوة وطلب الدنيا والشهوات والانشغال بالجزئيات عن الكلّيات وبالهموم الصغيرة عن الهموم الكبيرة، ثمّ يتطوّر إلى الظلم والجور والعدوان، إلى غير ذلك ممّا يشاهد في ثنايا العالم الإسلامي الحاضر أو في تاريخه.<br>ولمعالجة هذا السبب نحتاج إلى حركة سياسية وحركة روحية وأخلاقية وقيمية واسعة يمكن أن تسمّى ب «حركة التزكية والتطهير»، وذلك بإحياء القيم الإسلامية والأخلاق الإلهية عن طريق الوعظ والإرشاد، وعن طريق التربية والتزكية، وعن طريق القدوة الصالحة، وعن طريق إحياء العواطف والمشاعر النبيلة في حبّ اللّه تعالى والنبي وأهل بيته الكرام وعن طريق إقامة الشعائر الإسلامية.<br>3- العامل الخارجي والتآمر الاستكباري وهيمنة الكفر العالمي على بلادنا ومقدّراتنا، حيث كان يرى بأنّ أحد أهمّ الوسائل الأساسية للتسلّط هي إشاعة التفرّق والاختلاف، وإثارة النعرات العرقية والتعصّب المذهبي والقبلي والجغرافي، وإيجاد فتائل الاشتغال وصواعق الانفجارات المحلّية، وتسليط الطغاة والظالمين، واستخدام وسائل القهر والقمع لفرض الفساد والضلال والتشتّت على الأُمّة.<br>ولا شكّ أنّ هذا السبب للاختلاف هو من أشدّ وأقوى الأسباب تأثيراً في عامل التفرقة والتمزّق والضعف الذي تواجهه الأُمّة في هذا العصر.<br>4- المرجعيات (المصادر)، حيث إنّ طرق استنباط المجتهدين للأحكام الشرعية تختلف حسب مدرستهم الاجتهادية وفقاً لأُصولهم المعمول بها عندهم، وقد تسبّب هذه المصادر حصول التباعد والتفرّق، إلّاإذا فهم منها أنّها مجرّد اجتهادات، وهي قابلة للأخذ والردّ، كما أنّ الاختلاف من طبيعة البشر.<br>5- الإرث الثقافي، والمقصود به كتب ومنقولات الفرق | '''أسباب التباعد''' هي في الواقع: عوامل حدوث ظاهرة الفرقة والتباعد بين أبناء الأُمّة الإسلامية، والتي منها :<br>1- الاختلاف في فهم الإسلام، وهذا السبب من الأسباب الرئيسية التي أشار إليها [[القرآن الكريم]] في مواضع عندما تحدّث عن أسباب الاختلاف بين الناس. وأهمّ علاج له هو [[التقريب]] والدعوة إلى الوحدة.<br>2- التخلّف الروحي والأخلاقي والمعنوي في أوساط الأُمّة، ولا سيّما عندما يمتدّ هذا المرض الحضاري إلى أوساط العلماء والأُمراء، فتظهر آثاره في التعصّب والحقد والبغضاء والعداوة وطلب الدنيا والشهوات والانشغال بالجزئيات عن الكلّيات وبالهموم الصغيرة عن الهموم الكبيرة، ثمّ يتطوّر إلى الظلم والجور والعدوان، إلى غير ذلك ممّا يشاهد في ثنايا العالم الإسلامي الحاضر أو في تاريخه.<br>ولمعالجة هذا السبب نحتاج إلى حركة سياسية وحركة روحية وأخلاقية وقيمية واسعة يمكن أن تسمّى ب «حركة التزكية والتطهير»، وذلك بإحياء القيم الإسلامية والأخلاق الإلهية عن طريق الوعظ والإرشاد، وعن طريق التربية والتزكية، وعن طريق القدوة الصالحة، وعن طريق إحياء العواطف والمشاعر النبيلة في حبّ اللّه تعالى والنبي وأهل بيته الكرام وعن طريق إقامة الشعائر الإسلامية.<br>3- العامل الخارجي والتآمر الاستكباري وهيمنة الكفر العالمي على بلادنا ومقدّراتنا، حيث كان يرى بأنّ أحد أهمّ الوسائل الأساسية للتسلّط هي إشاعة التفرّق والاختلاف، وإثارة النعرات العرقية والتعصّب المذهبي والقبلي والجغرافي، وإيجاد فتائل الاشتغال وصواعق الانفجارات المحلّية، وتسليط الطغاة والظالمين، واستخدام وسائل القهر والقمع لفرض الفساد والضلال والتشتّت على الأُمّة.<br>ولا شكّ أنّ هذا السبب للاختلاف هو من أشدّ وأقوى الأسباب تأثيراً في عامل التفرقة والتمزّق والضعف الذي تواجهه الأُمّة في هذا العصر.<br>4- المرجعيات (المصادر)، حيث إنّ طرق استنباط المجتهدين للأحكام الشرعية تختلف حسب مدرستهم الاجتهادية وفقاً لأُصولهم المعمول بها عندهم، وقد تسبّب هذه المصادر حصول التباعد والتفرّق، إلّاإذا فهم منها أنّها مجرّد اجتهادات، وهي قابلة للأخذ والردّ، كما أنّ الاختلاف من طبيعة البشر.<br>5- الإرث الثقافي، والمقصود به كتب ومنقولات الفرق و[[المذاهب الإسلامية]] من كتب التفسير والتأويل للقرآن الكريم ومن كتب العقيدة وعلم الكلام وكتب الفقه وكتب المواعظ وكتب الأدعية وغيرها، فهي التي تكوّن ثقافة متّبع المذهب أو الفرقة، وتكوّن اتّجاهاته نحو المذاهب والفرق الأُخرى وأتباعها سواء كانت اتّجاهات إيجابية أم سلبية. وفي طيّات هذا الإرث الثقافي تكمن أسباب التباغض والتباعد بين أتباع المذاهب و[[الفرق الإسلامية]]، والعلماء هم الذين يغفلون أسباب التباغض والتباعد أو يثيرونها، وهم الذين يوجّهون جماهير مقلّديهم إلى الوحدة الإسلامية قولاً وفعلاً، أو قولاً فقط، أو يبذرون في نفوسهم دواعي التفرّق والتمزّق بين أبناء الأُمّة الإسلامية!<br>6- الحوادث التاريخية، وتحليلها في المقام واضح.<br>7- القضايا الشخصية والخلافات الفردية والجماعية، فكلّ النزاعات الدينية والسياسية والاجتماعية نزاعات فردية وخلافات شخصية أو جماعية، ولكن سرعان ما يتمّ تحميل هذا الخلاف على المذاهب والفرق والأحزاب عندما يكون بين المتخاصمين خلاف ديني أو سياسي أو حزبي، فإذا لم يكن بين القوم حكماء يضعون الأُمور في مواضعها ويردّون القضايا إلى أُصولها وحقائقها فإنّ أصحاب المصالح الخاصّة يستغلّونها لتأجيج الخلاف على أساس مذهبي أو طائفي أو حزبي، كما أنّ الشيطان يجد في هذا الخلاف سبباً لبذر الفتنة وإشاعة الفوضى، لذلك كان توجيه اللّه تعالى للمؤمنين : (وَ قُلْ لِعِبادِي يَقُولُوا اَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ اَلشَّيْطانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ اَلشَّيْطانَ كانَ لِلْإِنْسانِ عَدُوًّا مُبِيناً) (سورة الإسراء : 53).<br> | ||
[[تصنيف: المفاهيم التقريبية]] |
المراجعة الحالية بتاريخ ١١:١٥، ١٧ مايو ٢٠٢١
أسباب التباعد هي في الواقع: عوامل حدوث ظاهرة الفرقة والتباعد بين أبناء الأُمّة الإسلامية، والتي منها :
1- الاختلاف في فهم الإسلام، وهذا السبب من الأسباب الرئيسية التي أشار إليها القرآن الكريم في مواضع عندما تحدّث عن أسباب الاختلاف بين الناس. وأهمّ علاج له هو التقريب والدعوة إلى الوحدة.
2- التخلّف الروحي والأخلاقي والمعنوي في أوساط الأُمّة، ولا سيّما عندما يمتدّ هذا المرض الحضاري إلى أوساط العلماء والأُمراء، فتظهر آثاره في التعصّب والحقد والبغضاء والعداوة وطلب الدنيا والشهوات والانشغال بالجزئيات عن الكلّيات وبالهموم الصغيرة عن الهموم الكبيرة، ثمّ يتطوّر إلى الظلم والجور والعدوان، إلى غير ذلك ممّا يشاهد في ثنايا العالم الإسلامي الحاضر أو في تاريخه.
ولمعالجة هذا السبب نحتاج إلى حركة سياسية وحركة روحية وأخلاقية وقيمية واسعة يمكن أن تسمّى ب «حركة التزكية والتطهير»، وذلك بإحياء القيم الإسلامية والأخلاق الإلهية عن طريق الوعظ والإرشاد، وعن طريق التربية والتزكية، وعن طريق القدوة الصالحة، وعن طريق إحياء العواطف والمشاعر النبيلة في حبّ اللّه تعالى والنبي وأهل بيته الكرام وعن طريق إقامة الشعائر الإسلامية.
3- العامل الخارجي والتآمر الاستكباري وهيمنة الكفر العالمي على بلادنا ومقدّراتنا، حيث كان يرى بأنّ أحد أهمّ الوسائل الأساسية للتسلّط هي إشاعة التفرّق والاختلاف، وإثارة النعرات العرقية والتعصّب المذهبي والقبلي والجغرافي، وإيجاد فتائل الاشتغال وصواعق الانفجارات المحلّية، وتسليط الطغاة والظالمين، واستخدام وسائل القهر والقمع لفرض الفساد والضلال والتشتّت على الأُمّة.
ولا شكّ أنّ هذا السبب للاختلاف هو من أشدّ وأقوى الأسباب تأثيراً في عامل التفرقة والتمزّق والضعف الذي تواجهه الأُمّة في هذا العصر.
4- المرجعيات (المصادر)، حيث إنّ طرق استنباط المجتهدين للأحكام الشرعية تختلف حسب مدرستهم الاجتهادية وفقاً لأُصولهم المعمول بها عندهم، وقد تسبّب هذه المصادر حصول التباعد والتفرّق، إلّاإذا فهم منها أنّها مجرّد اجتهادات، وهي قابلة للأخذ والردّ، كما أنّ الاختلاف من طبيعة البشر.
5- الإرث الثقافي، والمقصود به كتب ومنقولات الفرق والمذاهب الإسلامية من كتب التفسير والتأويل للقرآن الكريم ومن كتب العقيدة وعلم الكلام وكتب الفقه وكتب المواعظ وكتب الأدعية وغيرها، فهي التي تكوّن ثقافة متّبع المذهب أو الفرقة، وتكوّن اتّجاهاته نحو المذاهب والفرق الأُخرى وأتباعها سواء كانت اتّجاهات إيجابية أم سلبية. وفي طيّات هذا الإرث الثقافي تكمن أسباب التباغض والتباعد بين أتباع المذاهب والفرق الإسلامية، والعلماء هم الذين يغفلون أسباب التباغض والتباعد أو يثيرونها، وهم الذين يوجّهون جماهير مقلّديهم إلى الوحدة الإسلامية قولاً وفعلاً، أو قولاً فقط، أو يبذرون في نفوسهم دواعي التفرّق والتمزّق بين أبناء الأُمّة الإسلامية!
6- الحوادث التاريخية، وتحليلها في المقام واضح.
7- القضايا الشخصية والخلافات الفردية والجماعية، فكلّ النزاعات الدينية والسياسية والاجتماعية نزاعات فردية وخلافات شخصية أو جماعية، ولكن سرعان ما يتمّ تحميل هذا الخلاف على المذاهب والفرق والأحزاب عندما يكون بين المتخاصمين خلاف ديني أو سياسي أو حزبي، فإذا لم يكن بين القوم حكماء يضعون الأُمور في مواضعها ويردّون القضايا إلى أُصولها وحقائقها فإنّ أصحاب المصالح الخاصّة يستغلّونها لتأجيج الخلاف على أساس مذهبي أو طائفي أو حزبي، كما أنّ الشيطان يجد في هذا الخلاف سبباً لبذر الفتنة وإشاعة الفوضى، لذلك كان توجيه اللّه تعالى للمؤمنين : (وَ قُلْ لِعِبادِي يَقُولُوا اَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ اَلشَّيْطانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ اَلشَّيْطانَ كانَ لِلْإِنْسانِ عَدُوًّا مُبِيناً) (سورة الإسراء : 53).