الفرق بين المراجعتين لصفحة: «حسونة النواوي»

من ویکي‌وحدت
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
 
(٨ مراجعات متوسطة بواسطة نفس المستخدم غير معروضة)
سطر ١: سطر ١:
الميلاد 1255 هـ
'''حسّونة النواوي''': أحد أشهر شيوخ [[الجامع الأزهر]] في القرن المنصرم، وهو فقيه حنفي معاصر معروف، اشتهر بإصلاحاته في الجامع الأزهر، وكان قد تولّى المشيخة مرّتين، كما كان مفتياً للديار المصرية أيضاً.
نواي (المنيا)،  مصر
 
الوفاة 24 شوال 1343 هـ
<div class="wikiInfo">
القاهرة،  مصر
[[ملف:النواوي.jpg|تصغير|النواوي والأزهر]]
الديانة الإسلام
{| class="wikitable aboutAuthorTable" style="text-align:Right" |+ |
المذهب الفقهي الحنفي
!الاسم!! data-type="AuthorName" |حسّونة النواوي‏
العقيدة أهل السنة والجماعة
|-
مناصب
|الاسم الکامل
الإمام الأكبر (25 )  تعديل قيمة خاصية (P39) في ويكي بيانات
| data-type="AuthorStandardName" |حسّونة عبد الله النواوي الحنفي
في المنصب
|-
1895  – 1899
|تاريخ الولادة
Fleche-defaut-droite-gris-32.pngشمس الدين الأنبابي
| data-type="AuthorBirthDate" |1839م / 1255هـ
عبد الرحمن القطب النواوي Fleche-defaut-gauche-gris-32.png
|-
الإمام الأكبر (30 )   تعديل قيمة خاصية (P39) في ويكي بيانات
|محلّ الولادة
في المنصب
| data-type="AuthorBirthPlace" |[[المنيا]]/ [[مصر]]
1907  – 1909
|-
Fleche-defaut-droite-gris-32.pngعبد الرحمن الشربيني
|الوفاة
سليم البشري Fleche-defaut-gauche-gris-32.png
|data-type="AuthorBirthDate" |1925م / 1343هـ/ [[القاهرة]]
الحياة العملية
|-
المدرسة الأم جامعة الأزهر تعديل قيمة خاصية (P69) في ويكي بيانات
|المهنة
| data-type="AuthorOccupation" |شيخ الجامع الأزهر، وفقيه، ومفتي مصر، وداعية
|-
|الأساتذة
| data-type="AuthorTeachers" |[[محمّد الإنبابي]]، [[عبد الرحمان البحراوي]]، [[علي خليل الأسيوطي]]
|-
|المدرسة الأمّ
| data-type="AuthorTeachers" |جامعة الأزهر
|-
|الآثار
| data-type="AuthorWritings" |سلّم المسترشدين في أحكام الفقه والدين
|-
|المذهب
| data-type="AuthorReligion" |سنّي
|}
</div>
 
=مدخل حول الأزهر ومشيخته=
 
يعدّ الأزهر أعلى مؤسّسة دينية في مصر، بل يعتبره الكثيرون أعلى مرجعية مؤسّسية "لأهل السنّة" في [[العالم الإسلامي]] بأكمله، لذا فإنّ منصب شيخ الأزهر يحتلّ مكانة كبرى وسط المناصب الدينية في العالم لمسلمي [[أهل السنّة]].
 
وشيخ الأزهر كمنصب بدأ رسميّاً عام 1101هـ، وتعاقب عليه حتّى الآن اثنان وأربعون عالماً، كان أوّلهم الشيخ [[محمّد بن عبد الله الخراشي]].
 
وكان تنصيب شيخ الأزهر يتمّ باتّفاق شيوخ الجامع الأزهر وعلمائه، فإذا أجمعوا أمرهم على اختيار أحد العلماء أخطروا ديوان أفندي سكرتير عامّ ديوان القاهرة، ليقوم بإبلاغ الباشا العثماني (الوالي) باسم الشيخ الجديد الذي وقع عليه الاختيار.
 
ومع تولّي أسرة [[محمّد علي باشا]] الحكم في مصر، تغيّرت عملية اختيار شيخ الأزهر، حيث كان يتمّ بتدخّل من الوالي، ومع الجهود المبذولة لتطوير جامع الأزهر وإصلاحه، ظهرت [[جماعة كبار العلماء]] سنة (1239هـ = 1911م) في عهد المشيخة الثانية للشيخ [[سليم البشري]]، ونصّ قانون الأزهر وقتها على أن يكون اختيار شيخ الجامع الأزهر من بين جماعة كبار العلماء، حيث يتمّ اختياره بطريق الانتخاب من بين هيئة كبار العلماء المرشّحين لشغل المنصب على أن يكون حاملاً للجنسية المصرية وحدها ومن أبوين مصريين مسلمين، وأن يكون من خرّيجي إحدى الكلّيات الأزهرية المتخصّصة في علوم أصول الدين والشريعة و[[الدعوة الإسلامية]] واللغة العربية، وأن يكون قد تدرّج في تعليمه قبل الجامعي بالمعاهد الأزهرية، وكان ذلك يضمن ما يجب أن يكون عليه شيخ الأزهر من العلم والمعرفة والسمعة وحسن الخلق.
 
وبصدور القانون رقم 103 لسنة 1961م الخاصّ بتطوير الأزهر، ألغيت هيئة كبار العلماء وحلّ محلّها ما عرف باسم: [[مجمع البحوث الإسلامية]]، ويتكوّن من 50 عضواً على الأكثر، كان من بينهم في بداية نشأته حوالي 20 من غير المصريّين من كبار علماء العالم الإسلامي، ولا تسقط عضوية أيّ منهم إلّا بالوفاة أو الاستقالة أو العجز الصحّي.
 
ومجمع البحوث هو الذي يقرّر إسقاط العضوية، وهو الذي يملأ المكان الشاغر بانتخاب أحد المرشّحين سواء بالاقتراع السرّي أو بأغلبية الأصوات، ويتمّ اختيار شيخ الأزهر بشكل عامّ من بين أعضاء المجمع، ويكون رئيس الجمهورية وحده هو صاحب القرار، وعلى أن يعيّن ولا يقال. ويُعيّن شيخ الأزهر في منصبه بعد صدور قرار من رئيس الجمهورية، ويعامل معاملة رئيس مجلس الوزراء من حيث الدرجة والراتب والمعاش.
 
وقد جعل هذا القانون شيخ الأزهر هو الإمام الأكبر وصاحب الرأي في كلّ ما يتّصل بالشئون الدينية وفي كلّ ما يتعلّق بالقرآن وعلوم الإسلام.


=مولده ونشأته=
=مولده ونشأته=


ولد الشيخ حسّونة عبد الله النواوي الحنفي بقرية "نواي" مركز "ملوي" بمحافظة أسيوط سنة 1839م، وقد حفظ القرآن الكريم، ثمّ التحق بالأزهر، وتلقّى دروسه على كبار مشايخه، أمثال: الشيخ الإنبابي، والشيخ عبد الرحمان البحراوي، والشيخ علي خليل الأسيوطي، وغيرهم. واستمرّ في دراسته حتّى حصل على شهادة العالمية.
ولد الشيخ حسّونة عبد الله النواوي الحنفي بقرية "نواي" مركز "ملوي" بمحافظة المنيا المصرية سنة 1839م، وقد حفظ القرآن الكريم، ثمّ التحق بالأزهر، وتلقّى دروسه على كبار مشايخه، أمثال: الشيخ محمّد الإنبابي(أخذ عنه علوم المعقول)، والشيخ عبد الرحمان البحراوي(أخذ عنه الفقه الحنفي)، والشيخ علي خليل الأسيوطي، وغيرهم. امتاز النواوي بقوّة الحفظ، وجودة التحصيل، وشدّة الذكاء، واستمرّ في دراسته حتّى حصل على [[شهادة العالمية]].
 
=صفاته=
 
عرف الشيخ بالعفة وعلوّ الهمة ونقاء اليد، لولا جفاء كان يبدو على منطقه في بعض الأحيان وشدّة يراها الناس فيه، ولكن كان يعدها البعض شهامة لحفظ ناموس العلم وبخاصّة مع الكبراء الذين استهان بعضهم بالعلماء.
 
كذلك من مآثره موقفه في إنصاف الشيخ [[عبد الرحمان قراعة]]- والذي أصبح مُفتياً للديار المصرية بعد ذلك- حيث أزال عنه محنة كانت قد ألمّت به، فحصل بعدها الشيخ قراعة على العَالِمية وصار من كبار العلماء.


=وظائفه ومناصبـه=
=وظائفه ومناصبـه=
سطر ٢٨: سطر ٦٥:
بعدما أتمّ الشيخ النواوي دراسته جلس لتدريس أمّهات الكتب العلمية، فأقبلت عليه جموع الطلّاب ولفت إليه الأنظار، فاختاره القائمون على الأزهر لتدريس الفقه في جامع محمّد علي باشا بالقلعة، بجانب تدريسه له بالأزهر، ونظراً لكفاءته وعلمه الواسع الغزير عُيّن بجانب ذلك أستاذاً للفقه بمدرسة دار العلوم ومدرسة الحقوق.
بعدما أتمّ الشيخ النواوي دراسته جلس لتدريس أمّهات الكتب العلمية، فأقبلت عليه جموع الطلّاب ولفت إليه الأنظار، فاختاره القائمون على الأزهر لتدريس الفقه في جامع محمّد علي باشا بالقلعة، بجانب تدريسه له بالأزهر، ونظراً لكفاءته وعلمه الواسع الغزير عُيّن بجانب ذلك أستاذاً للفقه بمدرسة دار العلوم ومدرسة الحقوق.


وفي عام 1894م انتدب وكيلاً للأزهر؛ وذلك لمرض الشيخ الإنبابي وعجزه عن مباشرة مهام عمله، ثمّ صدر قرار بتعيين لجنة لمعاونته في إصلاح شؤون الأزهر، وكانت مكوّنة من: الشيخ محمّد عبده، والشيخ عبد الكريم سلمان، والشيخ سليمان العبد، والشيخ محمّد أبو الفضل الجيزاوي، والشيخ أحمد البسيوني الحنبلي. كما عُيّن الشيخ النواوي عضواً دائماً غير قابل للعزل بمجلس شورى القوانين.
وفي عام 1894م انتدب وكيلاً للأزهر؛ وذلك لمرض الشيخ الإنبابي وعجزه عن مباشرة مهام عمله، ثمّ صدر قرار بتعيين لجنة لمعاونته في إصلاح شؤون الأزهر، وكانت مكوّنة من: الشيخ [[محمّد عبده]]، والشيخ [[عبد الكريم سلمان]]، والشيخ [[سليمان العبد]]، والشيخ [[محمّد أبو الفضل الجيزاوي]]، والشيخ [[أحمد البسيوني الحنبلي]]. كما عُيّن الشيخ النواوي عضواً دائماً غير قابل للعزل بمجلس شورى القوانين.


=توليته مشيخة الأزهر=
=توليته مشيخة الأزهر=
سطر ٣٦: سطر ٧٣:
الأولى عندما صدر قرار بتعيينه شيخاً للأزهر في يونيو عام 1895م، خلفاً للشيخ الإنبابي الذي قدّم استقالته من المشيخة. كما صدر قرار بتعيين الشيخ النواوي في المجلس العالي بالمحكمة الشرعية في العام نفسه، مع بقائه شيخاً للأزهر الشريف، وظلّ يواصل عمله في النهوض بالأزهر حتّى أصدر الخديو قراراً بتنحيته في 4 يونيو عام 1899م؛ بسبب معارضته لندب قاضيين من مستشاري محكمة الاستئناف الأهلية ليشاركا كقضاة المحكمة الشرعية في الحكم.
الأولى عندما صدر قرار بتعيينه شيخاً للأزهر في يونيو عام 1895م، خلفاً للشيخ الإنبابي الذي قدّم استقالته من المشيخة. كما صدر قرار بتعيين الشيخ النواوي في المجلس العالي بالمحكمة الشرعية في العام نفسه، مع بقائه شيخاً للأزهر الشريف، وظلّ يواصل عمله في النهوض بالأزهر حتّى أصدر الخديو قراراً بتنحيته في 4 يونيو عام 1899م؛ بسبب معارضته لندب قاضيين من مستشاري محكمة الاستئناف الأهلية ليشاركا كقضاة المحكمة الشرعية في الحكم.


أمّا المرّة الثانية التي تولّى فيها مشيخة الأزهر فكانت في 30 يناير 1907م، حيث صدر قرار بتوليته مشيخة الأزهر مرّة ثانية بعد أن توالى على المشيخة أربعة من المشايخ بعد الفترة الأولى لمشيخة الشيخ حسّونة النواوي، ولكنّه آثر ترك المنصب بعد أقلّ من ثلاث سنوات، فاستقال في عام 1910م؛ لأنّه وجد أنّ الأمور في الأزهر لا تسير وفق ما كان يأمل من إصلاح وتطوير، وأنّ أهل الحكم وبعض مشايخ الأزهر يضعون العقبات في طريق الإصلاح.
أمّا المرّة الثانية التي تولّى فيها مشيخة الأزهر فكانت في 30 يناير 1907م، حيث صدر قرار بتوليته مشيخة الأزهر مرّة ثانية بعد أن توالى على المشيخة أربعة من المشايخ بعد الفترة الأولى لمشيخة الشيخ حسّونة النواوي، ولكنّه آثر ترك المنصب بعد أقلّ من ثلاث سنوات، فاستقال في عام 1910م؛ لأنّه وجد أنّ الأمور في الأزهر لا تسير وفق ما كان يأمل من إصلاح وتطوير، وأنّ أهل الحكم وبعض مشايخ الأزهر يضعون العقبات في طريق [[الإصلاح]]. وخلفه في منصبه الشيخ [[سليم البشري]].


=إصلاحاته في الأزهر=
=إصلاحاته في الأزهر=
سطر ٤٢: سطر ٧٩:
لقد ارتبط اسم الشيخ النواوي بقانون تنظيم الأزهر الذي صدر بعد سنة واحدة من تولّيه المشيخة، وكان للشيخ محمّد عبده يد صادقة وراء إصدار هذا القانون، الذي خطا بالأزهر خطوة واسعة نحو الإصلاح؛ إذ حدّد هذا القانون سنّ قبول الطالب بالأزهر بخمسة عشر عاماً، وأن تكون له دراية بالقراءة والكتابة، وأن يكون حافظاً للقرآن الكريم أو على الأقلّ نصفه، ومنع هذا القانون تدريس كتب الحواشي منعاً باتّاً، وقصرها على الطلبة المتقدّمين دراسيّاً، ونظّم القانون الامتحانات، وجعلها على مرحلتين: الأولى بعد ثماني سنوات من التحاق الطالب بالأزهر، وتحصيله ثمانية علوم على الأقلّ من علوم اللغة والدين، ويختبر أمام لجنة تتكوّن من ثلاثة من العلماء برئاسة شيخ الأزهر، والناجحون إمّا أن يكملوا دراستهم بالأزهر في المرحلة التالية، وإمّا أن يتمّ تعيينهم في وظائف الإمامة والخطابة والوعظ بالمساجد. وأمّا المرحلة الثانية فتنتهي بامتحان الشهادة العالمية لمن أمضى اثنتي عشرة سنة من الدراسة، وتلقّى العلوم المقرّرة بالأزهر، ويصبح من حقّ الحاصلين عليها التدريس بالأزهر. وعني القانون بشئون الطلاب، فاهتمّ بتحسين أحوالهم المعيشية، ووسّع لهم في المساكن الصحّية، وحدّد لهم بعض المعونات المالية.
لقد ارتبط اسم الشيخ النواوي بقانون تنظيم الأزهر الذي صدر بعد سنة واحدة من تولّيه المشيخة، وكان للشيخ محمّد عبده يد صادقة وراء إصدار هذا القانون، الذي خطا بالأزهر خطوة واسعة نحو الإصلاح؛ إذ حدّد هذا القانون سنّ قبول الطالب بالأزهر بخمسة عشر عاماً، وأن تكون له دراية بالقراءة والكتابة، وأن يكون حافظاً للقرآن الكريم أو على الأقلّ نصفه، ومنع هذا القانون تدريس كتب الحواشي منعاً باتّاً، وقصرها على الطلبة المتقدّمين دراسيّاً، ونظّم القانون الامتحانات، وجعلها على مرحلتين: الأولى بعد ثماني سنوات من التحاق الطالب بالأزهر، وتحصيله ثمانية علوم على الأقلّ من علوم اللغة والدين، ويختبر أمام لجنة تتكوّن من ثلاثة من العلماء برئاسة شيخ الأزهر، والناجحون إمّا أن يكملوا دراستهم بالأزهر في المرحلة التالية، وإمّا أن يتمّ تعيينهم في وظائف الإمامة والخطابة والوعظ بالمساجد. وأمّا المرحلة الثانية فتنتهي بامتحان الشهادة العالمية لمن أمضى اثنتي عشرة سنة من الدراسة، وتلقّى العلوم المقرّرة بالأزهر، ويصبح من حقّ الحاصلين عليها التدريس بالأزهر. وعني القانون بشئون الطلاب، فاهتمّ بتحسين أحوالهم المعيشية، ووسّع لهم في المساكن الصحّية، وحدّد لهم بعض المعونات المالية.


كما حاول الشيخ النواوي إعادة تنظيم الأزهر من الناحيتين المالية والإدارية، فرفع من رواتب العلماء والشيوخ، وكذا عمل على إدخال العلوم الحديثة في الأزهر بعد أن كادت تهجر تماماً، وأحضر لتدريس علوم الرياضيات والجغرافيا والتاريخ بالأزهر مدرّسين مهرة من المدارس الأميرية، كما أنشئ في عهده الرواق العبّاسي بالجامع الأزهر. وكان الشيخ محمّد عبده من أقرب المعاونين له في تنفيذ تلك الإصلاحات.
كما حاول الشيخ النواوي إعادة تنظيم الأزهر من الناحيتين المالية والإدارية، فرفع من رواتب العلماء والشيوخ، وكذا عمل على إدخال العلوم الحديثة في الأزهر بعد أن كادت تهجر تماماً، وأحضر لتدريس علوم الرياضيات والجغرافيا والتاريخ بالأزهر مدرّسين مهرة من المدارس الأميرية، كما أنشئ في عهده [[الرواق العبّاسي]] بالجامع الأزهر. وكان الشيخ محمّد عبده من أقرب المعاونين له في تنفيذ تلك الإصلاحات.


ويذكر للشيخ حسّونة أنّه قام في أثناء تولّيه مشيخة الأزهر بجمع مكتبات الأزهر، وكانت مبعثرة في المساجد وأروقة الأزهر، وتحتوي على نوادر المخطوطات والكتب، وضمّها في مكتبة واحدة، وأعاد نظامها وترتيبها، فأنقذ بهذا العمل ضياع ثروة نادرة من المخطوطات النادرة، وكان الأساس للمكتبة الأزهرية العامرية، التي تعدّ أضخم مكتبة تضمّ المخطوطات في مصر بعد دار الكتب المصرية.
ويذكر للشيخ حسّونة أنّه قام في أثناء تولّيه مشيخة الأزهر بجمع مكتبات الأزهر، وكانت مبعثرة في المساجد وأروقة الأزهر، وتحتوي على نوادر المخطوطات والكتب، وضمّها في مكتبة واحدة، وأعاد نظامها وترتيبها، فأنقذ بهذا العمل ضياع ثروة نادرة من المخطوطات النادرة، وكان الأساس للمكتبة الأزهرية العامرية، التي تعدّ أضخم مكتبة تضمّ المخطوطات في مصر بعد [[دار الكتب المصرية]].


=توليته منصب الإفتاء=
=توليته منصب الإفتاء=
سطر ٥٠: سطر ٨٧:
تولّى الشيخ النواوي منصب الإفتاء للديار المصرية بجانب مشيخة الأزهر، واستمرّ يشغل هذا المنصب في الفترة من 24 نوفمبر سنة 1895م وحتّى 21 مايو 1899م، وأصدر خلال هذه الفترة حوالي (287) فتوى مسجّلة بسجلّات دار الإفتاء.
تولّى الشيخ النواوي منصب الإفتاء للديار المصرية بجانب مشيخة الأزهر، واستمرّ يشغل هذا المنصب في الفترة من 24 نوفمبر سنة 1895م وحتّى 21 مايو 1899م، وأصدر خلال هذه الفترة حوالي (287) فتوى مسجّلة بسجلّات دار الإفتاء.


=مؤلّفاتــه=
=مؤلّفاته=


من مؤلّفاته كتاب (سلّم المسترشدين في أحكام الفقه والدين)، وهو كتاب من جزأين جمع فيه الأصول الشرعية مع الدقائق الفقهية، وقد حاز هذا الكتاب شهرة واسعة جعلت القائمين على نظارة المعارف يقرّرون تدريسه بالمدارس الأميرية.
من مؤلّفاته كتاب (سلّم المسترشدين في أحكام الفقه والدين)، وهو كتاب من جزأين جمع فيه الأصول الشرعية مع الدقائق الفقهية، وقد حاز هذا الكتاب شهرة واسعة جعلت القائمين على نظارة المعارف يقرّرون تدريسه ب[[المدارس الأميرية]].


=وفــــاته=
=وفاته=


بعد أن استقال الشيخ النواوي من مشيخة الأزهر لازم منزله، يلتقي بأصحابه وطلّاب العلم، إلى أن انتقل إلى رحمة الله تعالى في صباح الأحد 17 مايو 1925م.
بعد أن استقال الشيخ النواوي من مشيخة الأزهر لازم منزله، يلتقي بأصحابه وطلّاب العلم، إلى أن انتقل إلى رحمة الله تعالى في صباح الأحد 17 مايو 1925م.


=مصادر ترجمته=


- الخطط التوفيقية، طبع المطبعة الأميرية ببولاق.


- كنز الجوهر في تاريخ الأزهر، [[سليمان رصد]].


مولده ونشأته:
- مرآة العصر، [[إلياس زخّورة]]، طبع المطبعة العمومية 1897م.
هو فضيلة الإمام الشيخ حسونة بن عبد الله النواوي الحنفي، ولد -رحمه الله- بقرية نواي مركز ملوي بمحافظة أسيوط سنة 1255هـ/ 1839م. وقد حفظ القرآن الكريم، ثم التحق بالأزهر، وتلقى دروسه على كبار مشايخه، أمثال الشيخ الإنبابي -والذي أخذ عنه علوم المعقول- والشيخ عبد الرحمن البحراوي -وأخذ عنه الفقه الحنفي- والشيخ علي خليل الأسيوطي، وغيرهم، وامتاز فضيلته بقوة الحفظ، وجودة التحصيل، وشدة الذكاء، واستمر في دراسته حتى حصل على شهادة العَالِمية.
 
مناصبـه:
لما فرغ فضيلته من الدراسة جلس لتدريس أمهات الكتب العلمية فأقبلت عليه جموع الطلاب ولفت إليه الأنظار؛ فاختاره القائمون على الأزهر لتدريس الفقه في جامع محمد علي باشا بالقلعة، بجانب تدريسه له بالأزهر، ونظرًا لكفاءته وعلمه الواسع الغزير عُيِّن بجانب ذلك أستاذًا للفقه بكلية دار العلوم، وكلية الحقوق التي كانت تسمى حينئذٍ (بمدرسة الحقوق)، وفي عام 1311هـ/1894م انتدب وكيلا للأزهر، وذلك لمرض الشيخ الإنبابي وعجزه عن مباشرة مهام عمله، ثم صدر قرار بتعيين لجنة لمعاونته في إصلاح شؤون الأزهر وكانت مكونة من: الشيخ محمد عبده والشيخ عبد الكريم سلمان والشيخ سليمان العبد والشيخ محمد أبو الفضل الجيزاوي والشيخ أحمد البسيوني الحنبلي.
كما عُيِّن فضيلته عضوًا دائمًا غير قابل للعزل بمجلس شورى القوانين.
 
توليه مشيخة الأزهر:
وبعد أن قدم فضيلة الشيخ الإنبابي استقالته من مشيخة الأزهر صدر قرار بتعيين الإمام الشيخ حسونة النواوي شيخًا للأزهر في 8 من محرم سنة 1313 هـ الموافق آخر يونيو عام 1895م، كما صدر قرار بتعيين فضيلته في المجلس العالي بالمحكمة الشرعية في العام نفسه مع بقائه شيخًا للأزهر الشريف، وظل يواصل عمله في النهوض بالأزهر حتى أصدر الخديوي قرارًا بتنحيته في 25 من المحرم سنة 1317 هـ الموافق 4 يونيو عام 1899م وتولية ابن عمه الشيخ عبد الرحمن القطب النواوي بسبب معارضة فضيلته لندب قاضيين من مستشاري محكمة الاستئناف الأهلية ليشاركا قضاة المحكمة الشرعية في الحكم.
 
وفي 16 من ذي الحجة سنة 1324 هـ الموافق 30 من يناير 1907م، أعيد الشيخ حسونة إلى مشيخة الأزهر مرة ثانية بعد أن توالى على المشيخة أربعة من المشايخ بعد الفترة الأولى لمشيخة الشيخ حسونة النواوي، ولكنه آثر ترك المنصب بعد أقل من ثلاث سنوات، فاستقال في 1327هـ.
 
وقد حاول الشيخ أثناء توليه المشيخة إعادة تنظيم الأزهر من الناحيتين المالية والإدارية، فرفع من رواتب العلماء والشيوخ وكذا عمل على إدخال العلوم الحديثة في الأزهر بعد أن كادت تهجر تمامًا، وأحضر لتدريس علوم الرياضيات والجغرافيا والتاريخ بالأزهر مدرسين مهرة من المدارس الأميرية، كما أنشئ في عهده الرواق العباسي بالجامع الأزهر، وكان الشيخ محمد عبده -رحمه الله- من أقرب المعاونين له في إصلاحاته تلك.
كما أنه تم في عهده جمع مكتبات الأزهر في مكتبة واحدة وتنظيمها وصيانتها.
 
تقلده منصب الإفتاء:
بعد وفاة الشيخ المهدي تولى الشيخ النواوي منصب الإفتاء بالإضافة إلى مشيخة الأزهر، واستمر يشغل هذا المنصب في الفترة من 7 من جمادى الآخرة سنة 1313 هـ الموافق 24 من نوفمبر سنة 1895م وحتى 11 من محرم سنة 1317 هـ الموافق 21 من مايو 1899م، وأصدر خلال هذه الفترة حوالي (287) فتوى مسجلة بسجلات دار الإفتاء.


صفاته:
- الأعلام، [[خير الدين الزركلي]].
عرف الشيخ -رحمه الله- بالعفة وعلو الهمة ونقاء اليد لولا جفاء كان يبدو على منطقه في بعض الأحيان وشدة يراها الناس فيه، ولكن كان يعدها البعض شهامة لحفظ ناموس العلم وبخاصة مع الكبراء الذين استهان بعضهم بالعلماء.


كذلك من مآثره موقفه في إنصاف فضيلة الشيخ عبد الرحمن قراعة -والذي أصبح مُفتيًا للديار المصرية بعد ذلك- حيث أزال عنه محنة كانت قد ألمَّت به فحصل بعدها الشيخ قراعة على العَالِمية وصار من كبار العلماء.
- مشيخة الأزهر، ج1 ص (285 - 297).


مؤلفاتــه:
=المصدر=
سلم المسترشدين في أحكام الفقه والدين، وهو كتاب من جزأين جمع فيه الأصول الشرعية مع الدقائق الفقهية، وقد حاز الكتاب على شهرة كبيرة حتى قرر تدريسه بالمدارس الأميرية.


وفــــاته:
مقال مقتبس مع تعديلات من موقعي: www.streetstory.eg/www.dar-alifta.org
لزم فضيلته منزله بعد استقالته يلتقي بأصحابه وطلاب العلم إلى أن انتقل إلى رحمة الله تعالى في صباح الأحد 24 من شوال سنة 1343 هـ الموافق 17 من مايو 1925م.


مصادر الترجمة:
[[تصنيف: العلماء المسلمون]]
- الخطط التوفيقية ج 17/ 14، 15، طبع المطبعة الأميرية ببولاق.
[[تصنيف: علماء السنّة]]
- كنز الجوهر في تاريخ الأزهر لسليمان رصد، ص ( 155، 156)، الطبعة الأولى.
[[تصنيف: شيوخ الأزهر]]
- مرآة العصر لإلياس زخورة، ص (190 - 192) طبع المطبعة العمومية 1897م.
[[تصنيف: علماء الإسلام في القرن العشرين]]
- الأعلام للزركلي 2/ 229.
[[تصنيف: علماء إسلاميّات مصريّون]]
- مشيخة الأزهر ج1 ص (285 - 297).
[[تصنيف: فقهاء حنفيّون معاصرون]]
[[تصنيف: مفتو الديار المصرية]]

المراجعة الحالية بتاريخ ٠٥:٠٤، ٢٣ يونيو ٢٠٢١

حسّونة النواوي: أحد أشهر شيوخ الجامع الأزهر في القرن المنصرم، وهو فقيه حنفي معاصر معروف، اشتهر بإصلاحاته في الجامع الأزهر، وكان قد تولّى المشيخة مرّتين، كما كان مفتياً للديار المصرية أيضاً.

النواوي والأزهر
الاسم حسّونة النواوي‏
الاسم الکامل حسّونة عبد الله النواوي الحنفي
تاريخ الولادة 1839م / 1255هـ
محلّ الولادة المنيا/ مصر
الوفاة 1925م / 1343هـ/ القاهرة
المهنة شيخ الجامع الأزهر، وفقيه، ومفتي مصر، وداعية
الأساتذة محمّد الإنبابي، عبد الرحمان البحراوي، علي خليل الأسيوطي
المدرسة الأمّ جامعة الأزهر
الآثار سلّم المسترشدين في أحكام الفقه والدين
المذهب سنّي

مدخل حول الأزهر ومشيخته

يعدّ الأزهر أعلى مؤسّسة دينية في مصر، بل يعتبره الكثيرون أعلى مرجعية مؤسّسية "لأهل السنّة" في العالم الإسلامي بأكمله، لذا فإنّ منصب شيخ الأزهر يحتلّ مكانة كبرى وسط المناصب الدينية في العالم لمسلمي أهل السنّة.

وشيخ الأزهر كمنصب بدأ رسميّاً عام 1101هـ، وتعاقب عليه حتّى الآن اثنان وأربعون عالماً، كان أوّلهم الشيخ محمّد بن عبد الله الخراشي.

وكان تنصيب شيخ الأزهر يتمّ باتّفاق شيوخ الجامع الأزهر وعلمائه، فإذا أجمعوا أمرهم على اختيار أحد العلماء أخطروا ديوان أفندي سكرتير عامّ ديوان القاهرة، ليقوم بإبلاغ الباشا العثماني (الوالي) باسم الشيخ الجديد الذي وقع عليه الاختيار.

ومع تولّي أسرة محمّد علي باشا الحكم في مصر، تغيّرت عملية اختيار شيخ الأزهر، حيث كان يتمّ بتدخّل من الوالي، ومع الجهود المبذولة لتطوير جامع الأزهر وإصلاحه، ظهرت جماعة كبار العلماء سنة (1239هـ = 1911م) في عهد المشيخة الثانية للشيخ سليم البشري، ونصّ قانون الأزهر وقتها على أن يكون اختيار شيخ الجامع الأزهر من بين جماعة كبار العلماء، حيث يتمّ اختياره بطريق الانتخاب من بين هيئة كبار العلماء المرشّحين لشغل المنصب على أن يكون حاملاً للجنسية المصرية وحدها ومن أبوين مصريين مسلمين، وأن يكون من خرّيجي إحدى الكلّيات الأزهرية المتخصّصة في علوم أصول الدين والشريعة والدعوة الإسلامية واللغة العربية، وأن يكون قد تدرّج في تعليمه قبل الجامعي بالمعاهد الأزهرية، وكان ذلك يضمن ما يجب أن يكون عليه شيخ الأزهر من العلم والمعرفة والسمعة وحسن الخلق.

وبصدور القانون رقم 103 لسنة 1961م الخاصّ بتطوير الأزهر، ألغيت هيئة كبار العلماء وحلّ محلّها ما عرف باسم: مجمع البحوث الإسلامية، ويتكوّن من 50 عضواً على الأكثر، كان من بينهم في بداية نشأته حوالي 20 من غير المصريّين من كبار علماء العالم الإسلامي، ولا تسقط عضوية أيّ منهم إلّا بالوفاة أو الاستقالة أو العجز الصحّي.

ومجمع البحوث هو الذي يقرّر إسقاط العضوية، وهو الذي يملأ المكان الشاغر بانتخاب أحد المرشّحين سواء بالاقتراع السرّي أو بأغلبية الأصوات، ويتمّ اختيار شيخ الأزهر بشكل عامّ من بين أعضاء المجمع، ويكون رئيس الجمهورية وحده هو صاحب القرار، وعلى أن يعيّن ولا يقال. ويُعيّن شيخ الأزهر في منصبه بعد صدور قرار من رئيس الجمهورية، ويعامل معاملة رئيس مجلس الوزراء من حيث الدرجة والراتب والمعاش.

وقد جعل هذا القانون شيخ الأزهر هو الإمام الأكبر وصاحب الرأي في كلّ ما يتّصل بالشئون الدينية وفي كلّ ما يتعلّق بالقرآن وعلوم الإسلام.

مولده ونشأته

ولد الشيخ حسّونة عبد الله النواوي الحنفي بقرية "نواي" مركز "ملوي" بمحافظة المنيا المصرية سنة 1839م، وقد حفظ القرآن الكريم، ثمّ التحق بالأزهر، وتلقّى دروسه على كبار مشايخه، أمثال: الشيخ محمّد الإنبابي(أخذ عنه علوم المعقول)، والشيخ عبد الرحمان البحراوي(أخذ عنه الفقه الحنفي)، والشيخ علي خليل الأسيوطي، وغيرهم. امتاز النواوي بقوّة الحفظ، وجودة التحصيل، وشدّة الذكاء، واستمرّ في دراسته حتّى حصل على شهادة العالمية.

صفاته

عرف الشيخ بالعفة وعلوّ الهمة ونقاء اليد، لولا جفاء كان يبدو على منطقه في بعض الأحيان وشدّة يراها الناس فيه، ولكن كان يعدها البعض شهامة لحفظ ناموس العلم وبخاصّة مع الكبراء الذين استهان بعضهم بالعلماء.

كذلك من مآثره موقفه في إنصاف الشيخ عبد الرحمان قراعة- والذي أصبح مُفتياً للديار المصرية بعد ذلك- حيث أزال عنه محنة كانت قد ألمّت به، فحصل بعدها الشيخ قراعة على العَالِمية وصار من كبار العلماء.

وظائفه ومناصبـه

بعدما أتمّ الشيخ النواوي دراسته جلس لتدريس أمّهات الكتب العلمية، فأقبلت عليه جموع الطلّاب ولفت إليه الأنظار، فاختاره القائمون على الأزهر لتدريس الفقه في جامع محمّد علي باشا بالقلعة، بجانب تدريسه له بالأزهر، ونظراً لكفاءته وعلمه الواسع الغزير عُيّن بجانب ذلك أستاذاً للفقه بمدرسة دار العلوم ومدرسة الحقوق.

وفي عام 1894م انتدب وكيلاً للأزهر؛ وذلك لمرض الشيخ الإنبابي وعجزه عن مباشرة مهام عمله، ثمّ صدر قرار بتعيين لجنة لمعاونته في إصلاح شؤون الأزهر، وكانت مكوّنة من: الشيخ محمّد عبده، والشيخ عبد الكريم سلمان، والشيخ سليمان العبد، والشيخ محمّد أبو الفضل الجيزاوي، والشيخ أحمد البسيوني الحنبلي. كما عُيّن الشيخ النواوي عضواً دائماً غير قابل للعزل بمجلس شورى القوانين.

توليته مشيخة الأزهر

لقد تولّى الشيخ حسّونة النواوي مشيخة الأزهر مرّتين:

الأولى عندما صدر قرار بتعيينه شيخاً للأزهر في يونيو عام 1895م، خلفاً للشيخ الإنبابي الذي قدّم استقالته من المشيخة. كما صدر قرار بتعيين الشيخ النواوي في المجلس العالي بالمحكمة الشرعية في العام نفسه، مع بقائه شيخاً للأزهر الشريف، وظلّ يواصل عمله في النهوض بالأزهر حتّى أصدر الخديو قراراً بتنحيته في 4 يونيو عام 1899م؛ بسبب معارضته لندب قاضيين من مستشاري محكمة الاستئناف الأهلية ليشاركا كقضاة المحكمة الشرعية في الحكم.

أمّا المرّة الثانية التي تولّى فيها مشيخة الأزهر فكانت في 30 يناير 1907م، حيث صدر قرار بتوليته مشيخة الأزهر مرّة ثانية بعد أن توالى على المشيخة أربعة من المشايخ بعد الفترة الأولى لمشيخة الشيخ حسّونة النواوي، ولكنّه آثر ترك المنصب بعد أقلّ من ثلاث سنوات، فاستقال في عام 1910م؛ لأنّه وجد أنّ الأمور في الأزهر لا تسير وفق ما كان يأمل من إصلاح وتطوير، وأنّ أهل الحكم وبعض مشايخ الأزهر يضعون العقبات في طريق الإصلاح. وخلفه في منصبه الشيخ سليم البشري.

إصلاحاته في الأزهر

لقد ارتبط اسم الشيخ النواوي بقانون تنظيم الأزهر الذي صدر بعد سنة واحدة من تولّيه المشيخة، وكان للشيخ محمّد عبده يد صادقة وراء إصدار هذا القانون، الذي خطا بالأزهر خطوة واسعة نحو الإصلاح؛ إذ حدّد هذا القانون سنّ قبول الطالب بالأزهر بخمسة عشر عاماً، وأن تكون له دراية بالقراءة والكتابة، وأن يكون حافظاً للقرآن الكريم أو على الأقلّ نصفه، ومنع هذا القانون تدريس كتب الحواشي منعاً باتّاً، وقصرها على الطلبة المتقدّمين دراسيّاً، ونظّم القانون الامتحانات، وجعلها على مرحلتين: الأولى بعد ثماني سنوات من التحاق الطالب بالأزهر، وتحصيله ثمانية علوم على الأقلّ من علوم اللغة والدين، ويختبر أمام لجنة تتكوّن من ثلاثة من العلماء برئاسة شيخ الأزهر، والناجحون إمّا أن يكملوا دراستهم بالأزهر في المرحلة التالية، وإمّا أن يتمّ تعيينهم في وظائف الإمامة والخطابة والوعظ بالمساجد. وأمّا المرحلة الثانية فتنتهي بامتحان الشهادة العالمية لمن أمضى اثنتي عشرة سنة من الدراسة، وتلقّى العلوم المقرّرة بالأزهر، ويصبح من حقّ الحاصلين عليها التدريس بالأزهر. وعني القانون بشئون الطلاب، فاهتمّ بتحسين أحوالهم المعيشية، ووسّع لهم في المساكن الصحّية، وحدّد لهم بعض المعونات المالية.

كما حاول الشيخ النواوي إعادة تنظيم الأزهر من الناحيتين المالية والإدارية، فرفع من رواتب العلماء والشيوخ، وكذا عمل على إدخال العلوم الحديثة في الأزهر بعد أن كادت تهجر تماماً، وأحضر لتدريس علوم الرياضيات والجغرافيا والتاريخ بالأزهر مدرّسين مهرة من المدارس الأميرية، كما أنشئ في عهده الرواق العبّاسي بالجامع الأزهر. وكان الشيخ محمّد عبده من أقرب المعاونين له في تنفيذ تلك الإصلاحات.

ويذكر للشيخ حسّونة أنّه قام في أثناء تولّيه مشيخة الأزهر بجمع مكتبات الأزهر، وكانت مبعثرة في المساجد وأروقة الأزهر، وتحتوي على نوادر المخطوطات والكتب، وضمّها في مكتبة واحدة، وأعاد نظامها وترتيبها، فأنقذ بهذا العمل ضياع ثروة نادرة من المخطوطات النادرة، وكان الأساس للمكتبة الأزهرية العامرية، التي تعدّ أضخم مكتبة تضمّ المخطوطات في مصر بعد دار الكتب المصرية.

توليته منصب الإفتاء

تولّى الشيخ النواوي منصب الإفتاء للديار المصرية بجانب مشيخة الأزهر، واستمرّ يشغل هذا المنصب في الفترة من 24 نوفمبر سنة 1895م وحتّى 21 مايو 1899م، وأصدر خلال هذه الفترة حوالي (287) فتوى مسجّلة بسجلّات دار الإفتاء.

مؤلّفاته

من مؤلّفاته كتاب (سلّم المسترشدين في أحكام الفقه والدين)، وهو كتاب من جزأين جمع فيه الأصول الشرعية مع الدقائق الفقهية، وقد حاز هذا الكتاب شهرة واسعة جعلت القائمين على نظارة المعارف يقرّرون تدريسه بالمدارس الأميرية.

وفاته

بعد أن استقال الشيخ النواوي من مشيخة الأزهر لازم منزله، يلتقي بأصحابه وطلّاب العلم، إلى أن انتقل إلى رحمة الله تعالى في صباح الأحد 17 مايو 1925م.

مصادر ترجمته

- الخطط التوفيقية، طبع المطبعة الأميرية ببولاق.

- كنز الجوهر في تاريخ الأزهر، سليمان رصد.

- مرآة العصر، إلياس زخّورة، طبع المطبعة العمومية 1897م.

- الأعلام، خير الدين الزركلي.

- مشيخة الأزهر، ج1 ص (285 - 297).

المصدر

مقال مقتبس مع تعديلات من موقعي: www.streetstory.eg/www.dar-alifta.org