الفرق بين المراجعتين لصفحة: «شُعبة بن الحجّاج»

من ویکي‌وحدت
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
أبو بسطام شعبة بن الحجاج بن الورد الأزدي العَتَكي- مولاهم- الواسطي- رضي الله عنه تعالي- نزيل البصرة و محدثها[1] .
أبو بسطام '''شعبة بن الحجّاج''' بن الورد الأزدي العَتَكي مولاهم الواسطي: من أشهر المحدّثين، وأحد أئمّة الجرح والتعديل.


مولده:
=مولده=


قال أبوزيد الهروي: ولد سنة ثنتين و ثمانين.
قال أبوزيد الهروي: ولد سنة ثنتين وثمانين للهجرة.


شيوخه:
=شيوخه=


سمع من الحسن مسائل، وسمع من معاوية بن قرة ،و عمرو بن مرة ، و الحَكم ، و سلمة بن كهيل، أنس بن سيرين، و يحيى بن أبى كثير، و قتادة، و خلق كثير[2] - رحمهم الله - تعالى.
سمع من الحسن مسائل، وسمع من: معاوية بن قرّة ،وعمرو بن مرّة ، والحَكم، وسلمة بن كهيل، وأنس بن سيرين، ويحيى بن أبي كثير، وقتادة، وخلق كثير.


تلاميذه و من روي عنه:
=تلاميذه ومن روى عنه=


أيوب السختياني، وابن إسحاق ،وهما من شيوخه[3]، و سفيان الثوري،و ابن مبارك، و غندر،وآدم ،و عفان بن مسلم ،و أبو داود الطيالسي ،و سليمان بن حرب، و علي بن الجعد ،وأمم لا يحُصَوُن[4].
ممّن روى عنه: أيّوب السختياني، وابن إسحاق ،وهما من شيوخه، وسفيان الثوري،وابن مبارك، وغندر، وآدم، وعفّان بن مسلم ،وأبو داود الطيالسي ، وسليمان بن حرب، وعلي بن الجعد ، وأمم لا يحُصَوُن.


وقال الذهبي في(سير أعلام النبلاء) ومن جلالته قد روي مالك الإمام عن رجل عنه ،وهذا قَـلًّ أن عَـمِلَـه مالك[5].
وقال الذهبي في(سير أعلام النبلاء): ومن جلالته قد روى مالك الإمام عن رجل عنه ،وهذا قَـلًّ أن عَـمِلَـه مالك.


ثناء العلماء عليه:
=ثناء العلماء عليه=


قال ابن المديني : له نحو ألفي حديث.
قال ابن المديني : له نحو ألفي حديث.

مراجعة ٠٦:١٣، ١٩ مايو ٢٠٢١

أبو بسطام شعبة بن الحجّاج بن الورد الأزدي العَتَكي مولاهم الواسطي: من أشهر المحدّثين، وأحد أئمّة الجرح والتعديل.

مولده

قال أبوزيد الهروي: ولد سنة ثنتين وثمانين للهجرة.

شيوخه

سمع من الحسن مسائل، وسمع من: معاوية بن قرّة ،وعمرو بن مرّة ، والحَكم، وسلمة بن كهيل، وأنس بن سيرين، ويحيى بن أبي كثير، وقتادة، وخلق كثير.

تلاميذه ومن روى عنه

ممّن روى عنه: أيّوب السختياني، وابن إسحاق ،وهما من شيوخه، وسفيان الثوري،وابن مبارك، وغندر، وآدم، وعفّان بن مسلم ،وأبو داود الطيالسي ، وسليمان بن حرب، وعلي بن الجعد ، وأمم لا يحُصَوُن.

وقال الذهبي في(سير أعلام النبلاء): ومن جلالته قد روى مالك الإمام عن رجل عنه ،وهذا قَـلًّ أن عَـمِلَـه مالك.

ثناء العلماء عليه

قال ابن المديني : له نحو ألفي حديث.

و كان الثوري يقول : شعبة أمير المؤمنين في الحديث.

وقال أبو حنيفة : نِعْمَ حَشْوُ المِـصْرِ هو.

و قال الشافعي : لولا شعبة لما عرف الحديث بالعراق.

و قال أحمد : شعبة أثبت في الحكم من الأعمش، و أعلم بحديث الحكم ،ولولا شعبة ذهب حديث الحكم،و شعبة أحسن حديثاً من الثوري ،و لم يكن في زمن شعبة مثله في الحديث ،ولا أحسن حديثاً منه ،قسم له من هذا الحظ ،وروي عن ثلاثين رجلاً من أهل الكوفة لم يرو عنهم سفيان.

وقال حماد بن زيد : ما أبالي من خالفني إذا وافقني شعبة،فإذا خالفني شعبة في شئ تركته.

و قال أبو بكر البكراوي : ما رأيت أحداً أعبد لله من شعبة. لقد عبد الله حتي جف جلده علي عظمه و أسود.

قال حمزة بن زياد الطوسي : سمعت شعبة يقول :لو حدثتكم عن ثقة ما حدثتكم عن ثلاثة.

قال أبو قطن : ما رأيت شعبة قد ركع إلا ظننت أنه نسي ،و لا سجد إلا قلت نسي.

و قال عمر بن هارون : كان شعبة يصوم الدهر.

و قال يحيى القطان : كان شعبة رقيقاً يعطى السائل ما أمكنه.

و قال الحاكم فى ترجمة شعبة : رأى أنس بن مالك ،و عمرو بن سلمة ،و سمع من أربعمائة من التابعين ،و حدث عنه من التابعين : سعد بن إبراهيم ،و منصور بن المعتمر،و أيوب ، و داود بن أبى هند.

و قال أبو قتيبة :قدمت إلي الكوفة فقال لى سفيان: ما فعل أستاذنا شعبة؟

و قال ابن المدينى : هؤلاء مشيخة شعبة الذين فاتوا سفيان بالكوفة: إسماعيل بن رجاء ، وعبيد بن الحسن، و الحكم، و عدى بن ثابت ،و طلحة بن مصرف،و المنهال بن عمرو ، و على بن مدرك، و سماك الحنفى ،و سعيد بن أبى بردة، و سمى جماعة.

منهجه و شدة تحريه فى الحديث:

لا شك أن نشأة شعبة وحبه للحديث ، و تفرغه له قد أعانه- كل ذلك - على طلب الحديث ،و التحرى فيه و فى رجاله ، و التفتيش عن الصحيح و الجيد ،و البعد عن الضعيف و الردئ ،فأبوه من علماء الحديث ، و ممن روى هو عنه . كما ذكره المزى فى تهذيب الكمال[6]، و أمه كانت تحثه على السماع و الطلب ، و أخواه قد فرغاه عن العمل و كفياه مئونته.

قال ابن سعد فى الطبقات[7] أخبرنا عفان بن مسلم ،قال :حدثنا شعبة قال: قالت لى أمى : ههنا امراة تحدثت عن عائشة ،فاذهب فاسمع منها ،قال: فذهبت إليها فسمعت منها ، ثم قلت لها : قد سمعت منها ،قالت :لا يسألك الله.

قال ابن أبى حاتم فى( الجرح و التعديل)[8].

قال وكيع : حدثنا شعبة ، و كان معنياً بالحديث قال : أتيت يَعْلَى بن عطاء فقال : يا هذا خذ حديثى و إذهب ، فقلت : لا حتى أحفظه من فيك، فاختلف إليه حتى قرع رأسى (أى مل منى فضربنى بالمقرعة).

و قال الشافعى : لولا شعبة ما عرف الحديث بالعراق ، كان يجيئ إلي الرجل فيقول : لا تحدث ،و إلا استعديت عليك السلطان . قلت : و هذا يدل على شدة حرصه على حديث النبى الله – صلي الله عليه و سلم - و خوفه من ان يكذب عليه الكاذبون ، فكان شعبة يتهددهم بالسلطان.

و روى الذهبى فى ( سير أعلام النبلاء ) :عن شعيب بن حرب ،سمع شعبة يقول :اختلفت إلى عمرو بن دينار خمسمائة مرة ،و ما سمعت منه إلا مائة حديث.

و عن أبى الوليد قال: قال شعبة: كنت آتى قتادة فأسأله عن حديثين فيحدثنى ، ثم يقول : أزيدك؟ فأقول : لا ،حتى احفظهما و أتقنهما .

قال الحافظ فى التهذيب[9]: قال ابن المدينى: سألت يحيى بن سعيد: أيما كان أحفظ للأحاديث الطوال سفيان أو شعبة؟ فقال: كان شعبة أمر فيها.

و قيل - لأبى داود : هو أحسن حديثاً من سفيان؟ قال ليس فى الدنيا أحسن حديثاً من شعبة و مالك - على قلته- و الزهرى أحسن حديثاً، و شعبة يخطئ فيما لا يضره، و لا يعاب عليه، يعنى فى (الأسماء).

قال الذهبى فى (التذكرة): قال أبو الوليد: قال لى حماد بن زيد : إذا خالفنى شعبة تبعته،لأنه كان لا يرضى أن يسمع الحديث عشرين مرة،و أنا أرضى أن اسمعه مرة.

و قال أبوزيد الهروى: سمعت شعبة يقول:لأن أقع من السماء فأنقطع أحب إلى من أن أُدَلِّسَ.

و قال أحمد بن حنبل :كان شعبة أمة وحده فى هذا الشأن، يعنى فى الرجال، و بصره بالحديث.

و قال إبو الوليد الطيالسى :قلت ليحيى بن سعيد :رأيت أحداً أحسن حديثاً من شعبة قال : لا.قلت فكم صحبته؟ قال :عشرين سنة.

و قال على بن الجعد : سمعت شعبة يقول حدثنى أبو إسحق عن الحارث بن الأزمع قال: وجد قتيل فى وداعة همدان، فقلت لأبى إسحق :أسمعته من الحارث ؟ فقال : حدثنيه مجالد عن الشعبى.

قلت :و أبو إسحق هو السبيعى،و أسمه عمرو ابن عبد الله، و هو ثقة مكثر عابد روى عنه الجماعة، و اختلط بآخرة كما قال الحافظ بن حجر فى(التقريب) ،و ذكره ابن حبان فى(كتاب الثقات) قال:و كان مدلساً،و كذا ذكره فى المدلسين حسين الكرابيسى ،و أبو جعفر الطبرى.و لذلك استوقفه شعبة و سأله عن سماعه لهذا الحديث من الحارث بن الأزمع، فتبين أن بينه و بين الحارث رجلين ،و لولا سؤال شعبة ما تبين ذلك ،خاصة عند من لم يثبت عنده تدليس أبى إسحق.

و ذكر الحافظ فى(التهذيب) عن على بن المدينى قول شعبة : و كان أبو إسحق إذا أخبرنى عن رجل قلت له : هذا أكبر منك،فإن قال :نعم علمت أنه لقى ، و إن قال :أنا أكبر منه تركته.

و عن عبد الرحمن بن مهدى قال :قال لى شعبة:أحفظ مائة حديث عن أبى الزبير ،فقلت:ولا تذكره؟قال : لا أحب ان أذكره.

و ذكر الذهبى هذه الرواية فى تاريخ الإسلام [10] عن أبى داود (الطياسى سليمان بن داود)و فيها: قال لى شعبة :فى صدرى أربعمائة حديث لأبى الزبير و الله لا حدثت عنه.

قلت: وإبو الزبير هو محمد بن مسلم بن تدرس وهو صدوق إلا أنه يدلس ، و روى عنه الجماعة غير أن حديثه فى البخارى مقرون بغيره. و ذكر الحافظ فى (التهذيب) سبب ترك شعبة له ،فقال :قال محمد بن جعفر المدائنى ،عن ورقاء، قلت لشعبة: مالك تركت حديث أبى الزبير؟ قال: رأيته يزن و يسترجع فى الميزان. و اعترض ابن حبان فى الثقات على ذلك فقال : ولم ينصف من قدح فيه ،لأن من استرجع فى الوزن لنفسه لم يستحق الترك لأجله.

و قال بن عدى :روى مالك عن أبى الزبير أحاديث ،و كفى بأبى الزبير صدقاً أن يحدث عنه مالك ،فإن مالكاً لا يروى إلا عن ثقة ،و قال لا اعلم أحداً من الثقات تخلف عن أبى الزبير إلا وقد كتب عنه ،وهو فى نفسه ثقة إلا أنه روى عنه بعض الضعفاء، فيكون ذلك من جهة الضعيف.

و ذكر الحافظ سبباً آخر لترك شعبةلأبى الزبير يدل على شدة توقى شعبة و ورعه ،قال روى أحمد بن سعيد الرباطى عن ابى داود الطيالسى قال، قال شعبة :لم يكن فى الدنيا أحب إلى من رجل يقدم فأسأله عن أبى الزبير ،فقدمت مكة فسمعت منه فبينا أنا جالس إذ جاءه رجل فسأله عن مسألة فرد عليه فافترى عليه،فقال له :يا أبا الزبير تفترى على رجل مسلم ؟ قال : إنه يغضبنى. قلت: و من يغضبك تفترى عليه! لا رويت عنك شيئاً.

و فى تاريخ الإسلام أيضاً : قال أبو نعيم : سمعت شعبة يقول : لأن أزنى احب إلى من أدلس.

و قال وكيع : قال شعبة: رأيت ناجية الذى يروى عنه أبو اسحق فرأيته يلعب بالشطرنج فتركته و لم أكتب عنه.

و نقل الخطيب البغدادى هذه الرواية فى الكفاية[11] عن وكيع و زاد: ثم كتبت عن رجل عنه قال الخطيب : قلت: ألا ترى ان شعبة فى الا بتداء جعل لعب الشطرنج مما يجرحه فتركه ،ثم استبان له صدقه فى الرواية و سلامته من الكبائر ، فكتب حديثه نازلاً.

و ساق الخطيب بإسناده عن شعبة قال :أتيت منزل المنهال بن عمرو فسمعت فيه صوت الطنبور فرجعت ،(فقلت له)[12] فهلا سألت؟ عسى الا يعلم هو.

و قال ابن المهدى : قال شعبة كنت أتفقد فم قتادة فإذا قال( سمعت) أو (حدثنا) حفظته و إلا تركته.

و ساق الخطيب البغدادى فى تاريخ بغداد[13] بإسناده عن أبى داود الطيالسى قال: كنا عند شعبة بن الحجاج فى البيت و جراب معلق فالتفت فإذا هو فى السقف ،فقال ترون ذلك الجراب ؟ و الله لقد كتبت فيه عن الحكم عن عبد الرحمن بن إبى ليلى عن على عن النبى -صلي الله عليه و سلم - لو حدثتكم به لرقصتم.

قلت :و الحكم هو ابن عتيبة الكندى. قال ابن سعد :كان ثقة فقيهاً عالماً رفيعاً كثير الحديث ، ووثقه ابن معين و أبو حاتم و النسائى و العجلى، و قال البخارى فى التاريخ الكبير : قال القطان قال شعبة : الحكم عن مجاهد كتاب إلا ما قال سمعت، و قال ابن حبان فى الثقات : كان يدلس، فكأن شعبة لما تشكك فى تدليسه لم يحدث بهذا الجراب ،و الله أعلم .

و ساق الخطيب فى الكفاية بإسناده عن هارون بن سعيد الأيلى قال :سألت أيوب بن سويد عن الذى كان شعبة يطعن به على الحسن بن عمارة؟ فقال لى : كان يقول: إن الحكم بن عتيبة لم يحدث عن يحيى بن الجزار إلا ثلاثة أحاديث. و الحسن يحدث عن الحكم عن يحيى أحاديث كثيرة، قال سويد :فقلت ذلك للحسن بن عمارة ، فقال : إن الحكم أعطانى حديثه عن يحيى فى كتاب لأحفظه فحفظته.

و ذكر الحافظ فى(التهذيب) فى ترجمة الحكم بن عمارة أن شعبة قال: أفادنى الحسن بن عمارة سبعين حديثاً عن الحكم فلم يكن لها أصل ،و قال أبو داود الطيالسى قال شعبة: ائت جرير بن حازم فقل له : لا يحل لك أن تروى عن الحسن بن عمارة فإنه يكذب . قال أبو داود فقلت - لشعبة : ما علامة ذلك ؟فقال: روى عن الحكم أشياء فلم نجد لها أصلاً ز قلت للخكم : صلى النبى – صلي الله عليه و سلم – على قتلى أحد؟ قال : لا.و قال الحسن :حدثنى الحكم عن مقسم عن ابن عباس أن النبى – صلي الله عليه و سلم – صلى عليهم و دفنهم!

قلت: و هذا يدل على شدة تحريه و تفتيشه عن حديث النبى– صلي الله عليه و سلم – فإنه لما لم يطمئن للحسن سأل شيخه الحكم عن هذه الأحاديث ،فلما علم أن الحسن لم يسمعها منه حذر منه.و الحسن بن عمارة قال عنه الحافظ فى(التقريب): متروك.

و ذكر الحافظ ابن حجر فى تهذيب التهذيب فى ترجمة يحيى بن عبيد الله : قال قال على ابن المدينى سألت يحيى بن سعيد عن يحيى بن عبيد الله فقال: قال شعبة:رأيته يصلى صلاة لا يقيمها فتركت حديثه.

قال الخطيب :قال حماد بن زيد : إذا خالفنا شعبة- كأنه قال : الصواب ما قال - فإنا كنا نسمع و نذهب و كان شعبة يرجع و يراجع ,ويُسْمِعُ و يُسَمِّعُ . و قال سفيان الثورى : ما رأيت أحداً أروع فى الحديث من شعبة ، يشك في الحديث الجيد فيتركه.

و من ورعه ايضاً و توقيه ما ذكره الذهبى فى (سير أعلام النبلاء) عن حماد بن سلمة قال: جاء شعبة إلى حميد فسأله عن حديث لأنس ، فحدثه به .فقال شعبة : سمعته من أنس ؟ قال: فيما أحسب. فقال شعبة بيده هكذا، و أشار بأصابعه :لا أريده .ثم ولَّى.

قال حميد : سمعته من أنس؟ كذا و كذا مرة ، و لكن شدد على فأحببت ان أشدد عليه

من اقواله :

روى الخطيب فى الكفاية عن على بن عاصم .فال حدثنا شعبة قال: احذروا غيرة اصحاب الحديث بعضهم على بعض ، فلهم أشد غيرة من التيوس.

و ساق الذهبى و غيره قوله لأصحاب الحديث : ويلكم الزموا السوق فإنما أنا عيال على أخوى . يعنى يأمرهم بالعمل و الكسب لئلا يحتاجوا إلى غيرهم.

و قوله : كل شيئ ليس فى الحديث( سمعت) فهو خل و بقل .أى لا قيمة له.

قال ابن الصلاح : و هذا محمول على المبالغة و الزجر.

و كان يقول : ما شيئ أخوف عندى من أن يدخلنى النار من الحديث ،و يقول : وددت أنى وقاد حمام ،و أنى لم أعرف الحديث . قال الذهبى : كل من حاقق نفسه فى صحة نيته فى طلب العلم يخاف من مثل هذا،و يود ان ينجو كفافاً.

و كان يقول : لأن أخر من السماء أحب إلى أن أقول : قال الحكم ، لشيئ لم أسمعه منه. قال الذهبى هذا - و الله - الورع.

و قال عبد الرحمن بن مهدى : قلت لشعبة: من الذين تترك الرواية عنهم؟ قال: إذا أكثر عن المعروفين من الرواية ما لا يعرف، أو أكثر من الغلط ، أو تمادى فى غلط مجتمع عليه ، و لم يَتَّهِم نفسه عند اجتماعهم على خلافة ، أو رجل متهم بكذب ، و سائر الناس ، فَارْوِ عنهم.

و قال رحمه الله : إنى لأذاكر بالحديث يفوتنى فأمرض .

و قال مظفر بن مدرك : ذكروا لشعبة حديثاً لم يسمعه ، فجعل يقول : واحزناه.

عدد ما أخرجه له أصحاب الكتب الستة و الإمام أحمد من احاديث:

لشعبة في صحيح البخارى(793) ثلاثة و تسعون و سبعمائة حديث.

و له فى صحيح مسلم (590) تسعون و خمسمائة حديث.

و له فى سنن أبى داود (278) ثمانية و سبعون و مائتا حديث.

وله عند الترمذى(299) تسعة و تسعون و مائتا حديث.

و له عند النسائى (299) تسعة و تسعون و مائتا حديث.

و له عند ابن ماجة (272) اثنان و سبعون و مائتا حديث.

و له فى مسند أحمد (2681) حديث،و ذكر فيه فى (3223) اسناد. و الله أعلم.

وفاته:

قال الذهبى فى(تاريخ الإسلام) : اتفقوا على وفاة شعبة سنة ستين و مائة بالبصرة، و يقال إنه مات فى أول السنة.

و قيل: عاش ثمانياً و سبعين سنة.

و قال غندر : لما حضرت شعبة الوفاة لم يأذن لأحد إلا ليحيى بن سعيد، و إنما غمض عينيه يحيى بن سعيد.

و قال الذهبى فى( سير أعلام النبلاء) : قال سعد بن شعبة: أوصى أبى : إذا مات ان اغسل كتبه فغسلتها.

قال الذهبى : و هذا قد فعله غير واحد: بالغسل و بالحرق و بالدفن، خوفاً من ان تقع فى يد إنسان واه يزيد قيها أو يغيرها.