الفرق بين المراجعتين لصفحة: «محمد الحسين كاشف الغطاء»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
'''الشيخ محمّد الحسين كاشف الغطاء''': مرجع دين شهير، ورائد من روّاد التقريب، ومصلح كبير، ومؤّلف مكثر، وأديب متمكّن. جال في الأقطار الإسلامية، واتّصل بكبار العلماء وقادة الفكر، وألقى‏ المحاضرات والخطب الملهبة داعياً المسلمين إلى الوفاق وإعمال اليقظة والنهوض، وساهم بشكل فعّال في المؤتمرات الإسلامية المهمّة، وساند الحركات التحرّرية، وكتب في أُمّهات الصحف العربية بحوثاً قيّمة وقصائد متينة.
'''الشيخ محمّد الحسين كاشف الغطاء''': مرجع دين شهير، ورائد من روّاد التقريب، ومصلح كبير، ومؤّلف مكثر، وأديب متمكّن. جال في الأقطار الإسلامية، واتّصل بكبار العلماء وقادة الفكر، وألقى‏ المحاضرات والخطب الملهبة داعياً المسلمين إلى الوفاق وإعمال اليقظة والنهوض، وساهم بشكل فعّال في المؤتمرات الإسلامية المهمّة، وساند الحركات التحرّرية. كان مضرب المثل في الخلق الرفيع، والسلوك الاجتماعي الرزين، والقدرة العلمية الفائقة، والحنكة السياسية المميّزة، والذوق الشعري الممتاز.
<div class="wikiInfo">
<div class="wikiInfo">
[[ملف:محمد الحسين كاشف الغطاء.jpg|تصغير|الشيخ محمّد الحسين كاشف الغطاء]]
[[ملف:محمد الحسين كاشف الغطاء.jpg|تصغير|الشيخ محمّد الحسين كاشف الغطاء]]
سطر ٤٥: سطر ٤٥:
=الصفات الأخلاقية=
=الصفات الأخلاقية=


كان الشيخ كاشف الغطاء شجاعاً بكلّ ما تحمله هذه الكلمة من معنىً في جميع المجالات العلمية والسياسة وغيرها، وكمثال على شجاعته السياسية ما كتبه في إحدى رسائله، من أنّ أمريكا تُبقي شعوبنا رازحة تحت أشكال الفقر والجهل والتخلّف، وكذلك في مجال الزراعة والصناعة؛ لكي تجعلنا أذلّاء خاضعين لها، وفي مقابل ذلك كلّه تسعى للسيطرة على ثرواتنا واستثمارها ونحن راضين.
كان الشيخ كاشف الغطاء شجاعاً بكلّ ما تحمله هذه الكلمة من معنىً في جميع المجالات العلمية والسياسية وغيرهما، وكمثال على شجاعته السياسية ما كتبه في إحدى رسائله، من أنّ أمريكا تُبقي شعوبنا رازحة تحت أشكال الفقر والجهل والتخلّف، وكذلك في مجال الزراعة والصناعة؛ لكي تجعلنا أذلّاء خاضعين لها، وفي مقابل ذلك كلّه تسعى للسيطرة على ثرواتنا واستثمارها ونحن نرضى بذلك.


وكان من صفاته: العفو عمّن أساء إليه، والحلم والصبر عمّن أخطأ بحقّه، ولم يكن مستبدّاً برأيه، يتقبّل النقد برحابة صدر، وإذا تبيّن له بأنّ الرأي الذي كان يعتمده خطأ كان يتركه ويأخذ بالصحيح، وكان يعتمد على نفسه، وفي الوقت نفسه لم يكن متكبّراً أو معجباً بنفسه، وكان نقي السريرة لا يحقد على الناس، لذلك لم ينظر إلى أحد نظرة حسد أو حقد أو ما شابه ذلك، وكان متواضعاً للجميع، الصغير منهم والكبير، والقريب والبعيد، وكلّ مَن جاء لمقابلته أو زيارته من جميع أرجاء العالم تحدّث عن تواضعه واحترامه واهتمامه بالجميع.
وكان من صفاته: العفو عمّن أساء إليه، والحلم والصبر عمّن أخطأ بحقّه، ولم يكن مستبدّاً برأيه، يتقبّل النقد برحابة صدر، وإذا تبيّن له بأنّ الرأي الذي كان يعتمده خطأ كان يتركه ويأخذ بالصحيح، وكان يعتمد على نفسه، وفي الوقت نفسه لم يكن متكبّراً أو معجباً بنفسه، وكان نقي السريرة لا يحقد على الناس، لذلك لم ينظر إلى أحد نظرة حسد أو حقد أو ما شابه ذلك، وكان متواضعاً للجميع، الصغير منهم والكبير، والقريب والبعيد، وكلّ مَن جاء لمقابلته أو زيارته من جميع أرجاء العالم تحدّث عن تواضعه واحترامه واهتمامه بالجميع.
سطر ٥١: سطر ٥١:
=الأسفار والرحلات=
=الأسفار والرحلات=


كانت الرحلة الأولى في بداية شهر شوال سنة 1328هـ قاصداً مكة لأداء فريضة الحج، ثم عرَّج على دمشق وبيروت، وأخذ يتنقل بينهما نحو شهرين.ثم أقام في صيدا عدة شهور، وطبع عدة كتب من مصنفاته، وأشرف على طبع بعض الكتب العلمية والأدبية وعلق عليها.
كانت الرحلة الأولى لكاشف الغطاء في بداية شهر شوّال سنة 1328هـ قاصداً مكّة لأداء فريضة الحجّ، ثمّ عرَّج على دمشق وبيروت، وأخذ يتنقّل بينهما نحو شهرين، ثمّ أقام في صيدا عدّة شهور، وطبع عدّة كتب من مصنّفاته، وأشرف على طبع بعض الكتب العلمية والأدبية وعلّق عليها.


ثم سافر من صيدا إلى القاهرة ليبقى فيها أكثر من ستة أشهر، اجتمع فيها إلى علماء الأزهر يأخذ عنهم ويأخذون عنه، ثم حاضَرَ في الأزهر الشريف وفي الكنائس مفنّداً مزاعم المبشّرين.
ثمّ سافر من صيدا إلى القاهرة ليبقى فيها أكثر من ستّة أشهر، اجتمع فيها إلى علماء الأزهر يأخذ عنهم ويأخذون عنه، ثمّ حاضَرَ في الأزهر الشريف وفي الكنائس مفنّداً مزاعم المبشّرين.


سافر إلى فلسطين عام 1350 هـ ليحضر المؤتمر الإسلامي المعقود في القدس، ولما حضر المسجد الأقصى دُعي للخطابة والصلاة بجميع المشاركين في المؤتمر آنذاك، وتجول بعد ذلك في مدن فلسطين كحيفا ويافا ونابلس.
سافر إلى فلسطين عام 1350 هـ ليحضر المؤتمر الإسلامي المعقود في القدس، ولمّا حضر المسجد الأقصى دُعي للخطابة والصلاة بجميع المشاركين في المؤتمر آنذاك، وتجوّل بعد ذلك في مدن فلسطين كحيفا ويافا ونابلس.


وفي عام 1352هـ سافر إلى إيران فأقام صلاة الجمعة في جميع المدن التي زارها، وألقى الخطب، واتصل بالعلماء الأعلام هناك، كما زار إيران في عامي 1366 هـ، 1367هـ. وفي عام 1371هـ سافر إلى باكستان بدعوة من حكومتها، فشارك خير مشاركة في مؤتمر لمعالجة الشؤون الاجتماعية والسياسية في الدول الإسلامية، وقد كانت له الباع الطويلة في فضح دسائس الاستعمار التي أراد المستعمرون إدخالها في مقررات ذلك المؤتمر.
وفي عام 1352هـ سافر إلى إيران، فأقام صلاة الجمعة في جميع المدن التي زارها، وألقى الخطب، واتّصل بالعلماء الأعلام هناك، كما زار إيران في عامي 1366 هـ، 1367هـ.  
 
وفي عام 1371هـ سافر إلى باكستان بدعوة من حكومتها، فشارك خير مشاركة في مؤتمر لمعالجة الشؤون الاجتماعية والسياسية في الدول الإسلامية، وقد كانت له الباع الطويلة في فضح دسائس الاستعمار التي أراد المستعمرون إدخالها في مقرّرات ذلك المؤتمر.


=النشاطات والمواقف السياسية=
=النشاطات والمواقف السياسية=
سطر ٦٤: سطر ٦٦:


وساهم بشكل فعّال في المؤتمرات الإسلامية المهمّة، وساند الحركات التحرّرية، وكتب في أُمّهات الصحف العربية بحوثاً قيّمة وقصائد متينة.
وساهم بشكل فعّال في المؤتمرات الإسلامية المهمّة، وساند الحركات التحرّرية، وكتب في أُمّهات الصحف العربية بحوثاً قيّمة وقصائد متينة.
كان مضرب المثل في الخلق الرفيع، والسلوك الاجتماعي الرزين، والقدرة العلمية الفائقة، والحنكة السياسية المميّزة، والذوق الشعري الممتاز.


لم يصرف الانشغال في التدريس والتصنيف الشيخ كاشف الغطاء عن الجهاد في سبيل الله، فقد شارك مع السيّد محمد اليزدي وغيره من العلماء في المضي إلى سوح الجهاد في الكوت أمام قوات الإنكليز، كما أنه كان أبرز المؤيدين للنهضة الإصلاحية في العالم الإسلامي، ولم تزده محاولات الاستعمار للتفرقة الطائفية المذهبية بين أبناء الشعب العراقي إلاّ إصراراً على مكافحة هذا المرض الوبيل بالقول النافع والعمل الجاد الدؤوب الذي قطع الطريق على المصطادين في الماء العكر، وبذلك كان مرجع الأمة الإسلامية بمختلف مذاهبها لأنهم أعطوه الثقة الكاملة لما وجدوه فيه من طهارة الذات ونبل المقصد وصلابة الموقف وحصافة الرأي وبعد النظر، ولولا مواقفه السامية الخالدة هذه لوقعت الفتنة الكبرى والطامة العظمى.
لم يصرف الانشغال في التدريس والتصنيف الشيخ كاشف الغطاء عن الجهاد في سبيل الله، فقد شارك مع السيّد محمد اليزدي وغيره من العلماء في المضي إلى سوح الجهاد في الكوت أمام قوات الإنكليز، كما أنه كان أبرز المؤيدين للنهضة الإصلاحية في العالم الإسلامي، ولم تزده محاولات الاستعمار للتفرقة الطائفية المذهبية بين أبناء الشعب العراقي إلاّ إصراراً على مكافحة هذا المرض الوبيل بالقول النافع والعمل الجاد الدؤوب الذي قطع الطريق على المصطادين في الماء العكر، وبذلك كان مرجع الأمة الإسلامية بمختلف مذاهبها لأنهم أعطوه الثقة الكاملة لما وجدوه فيه من طهارة الذات ونبل المقصد وصلابة الموقف وحصافة الرأي وبعد النظر، ولولا مواقفه السامية الخالدة هذه لوقعت الفتنة الكبرى والطامة العظمى.
٢٬٧٩٦

تعديل