الفرق بين المراجعتين لصفحة: «شبهة اختيار الإنسان»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
سطر ٤: سطر ٤:
=هل الإنسان مسيَّرٌ أم مخيَّرٌ=
=هل الإنسان مسيَّرٌ أم مخيَّرٌ=


فإنَّ كلَّ ما يجري في هذا الكون مهما صغر أو عظم هو بقضاء الله تعالى وقدره وسبق علمه به في سابق أزله، كما قال تعالى: >إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ<.  وقال تعالى: >مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ<.  ويدخل في عموم شيء أفعال العباد، وهي تشمل حركاتهم وأفكارهم واختيارهم فكل ما يعمله الإنسان أو يحصل من خير أو شر فهو مقدر قبل ميلاده. ومع ذلك فقد جعل الله تبارك وتعالى للعبد إختيارا ومشيئة وإرادة بها يختار طريق الخير أو الشر، وبها يفعل ما يريد، وعلى أساسها يحاسب على أفعاله التي اختارها لنفسه لأنها أفعاله حقيقة، ولذلك فالاختيار مع وجود العقل وعدم الإكراه هو مناط التكليف إذا فقد إرتفع التكليف. ومن رحمة الله تعالى بعباده أنَّه إذا سلب ما وهب أسقط ما أوجب.
فإنَّ كلَّ ما يجري في هذا الكون مهما صغر أو عظم هو بقضاء [[الله]] تعالى وقدره وسبق علمه به في سابق أزله، كما قال تعالى: >إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ<.  وقال تعالى: >مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ<.  ويدخل في عموم شيء أفعال العباد، وهي تشمل حركاتهم وأفكارهم واختيارهم فكل ما يعمله الإنسان أو يحصل من خير أو شر فهو مقدر قبل ميلاده. ومع ذلك فقد جعل الله تبارك وتعالى للعبد إختيارا ومشيئة وإرادة بها يختار طريق الخير أو الشر، وبها يفعل ما يريد، وعلى أساسها يحاسب على أفعاله التي اختارها لنفسه لأنها أفعاله حقيقة، ولذلك فالاختيار مع وجود [[العقل]] وعدم [[الإكراه]] هو مناط التكليف إذا فقد إرتفع التكليف. ومن رحمة الله تعالى بعباده أنَّه إذا سلب ما وهب أسقط ما أوجب.
  وممَّا يدل على خلق الله لأفعال العباد قوله تعالى: >وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ<.  وقوله تعالى: >وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ<.  فقد أثبت في الآيتين أنَّ لهم عملا ومشيئة وأسندهما إليهم وأثبت أنَّهما من خلق الله. وعلى هذه المشيئة والعمل الذي يفعله العبد بإختياره يحاسب العبد ويجازى ويسامح فيما فعله من دون قصد أو كان مضطرا إليه، وذلك أنَّ الله خلق الإنسان وأعطاه إرادة ومشيئة وقدرة واستطاعة واختيارا، وجعل فيه قابلية الخير والشر. قال تعالى: >وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا<.   
  وممَّا يدل على خلق الله لأفعال العباد قوله تعالى: >وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ<.  وقوله تعالى: >وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ<.  فقد أثبت في الآيتين أنَّ لهم عملا ومشيئة وأسندهما إليهم وأثبت أنَّهما من خلق الله. وعلى هذه المشيئة والعمل الذي يفعله العبد بإختياره يحاسب العبد ويجازى ويسامح فيما فعله من دون قصد أو كان مضطرا إليه، وذلك أنَّ الله خلق الإنسان وأعطاه إرادة ومشيئة وقدرة واستطاعة واختيارا، وجعل فيه قابلية الخير والشر. قال تعالى: >وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا<.   
وقد كلَّف الله الإنسان وألزمه الأحكام باعتبار ما أعطاه من العقل والطاقات والإرادة، فإذا فقد هذه الأشياء فعجز أو أكره أو حبس لم يعد مكلفا. فالإنسان مخير؛ لأنَّ الله تعالى أعطاه عقلاً وسمعاً و إدراكاً وإرادةً فهو يعرف الخير من الشر والضار من النافع وما يلائمه وما لا يلائمه، فيختار لنفسه المناسب ويدع غيره، وبذلك تعلقت التكاليف الشرعية به من الأمر والنهي، واستحق العبد الثواب على الطاعة، والعقاب على المعصية. قال تعالى: >إِنَّا خَلَقْنَا الإنسان مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيراً * إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ أمَّا شَاكِرًا وَأمَّا كَفُورًا<.  ولكن مع ذالك لايخرج بشيء من أعماله كلّها عن قدرة الله تعالى ومشيئته، وهذا لاينافي إختياره. فما يفعله العبد من الأفعال يفعله بمحض إختياره وإرادته، وكلُّ إنسان يعرف الفرق بين ما يقع منه باختيار وبين ما يقع منه باضطرار وإجبار. نعم الإنسان مسيَّر في أمور القضاء والقدر بحيث لايستطيع تغيير شيء فيها؛ كالأب والأم والجنس والطول، والأمور الجبليَّة كالبلادة والذكاء وقوّة الجسم وضعفه.  
وقد كلَّف الله الإنسان وألزمه الأحكام باعتبار ما أعطاه من العقل والطاقات والإرادة، فإذا فقد هذه الأشياء فعجز أو أكره أو حبس لم يعد مكلفا. فالإنسان مخير؛ لأنَّ الله تعالى أعطاه عقلاً وسمعاً و إدراكاً وإرادةً فهو يعرف الخير من الشر والضار من النافع وما يلائمه وما لا يلائمه، فيختار لنفسه المناسب ويدع غيره، وبذلك تعلقت التكاليف الشرعية به من الأمر والنهي، واستحق العبد الثواب على الطاعة، والعقاب على المعصية. قال تعالى: >إِنَّا خَلَقْنَا الإنسان مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيراً * إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ أمَّا شَاكِرًا وَأمَّا كَفُورًا<.  ولكن مع ذالك لايخرج بشيء من أعماله كلّها عن قدرة الله تعالى ومشيئته، وهذا لاينافي إختياره. فما يفعله العبد من الأفعال يفعله بمحض إختياره وإرادته، وكلُّ إنسان يعرف الفرق بين ما يقع منه باختيار وبين ما يقع منه باضطرار وإجبار. نعم الإنسان مسيَّر في أمور القضاء والقدر بحيث لايستطيع تغيير شيء فيها؛ كالأب والأم والجنس والطول، والأمور الجبليَّة كالبلادة والذكاء وقوّة الجسم وضعفه.  
سطر ١٣: سطر ١٣:
ولكن أهل الباطل يريدون لهذا المجتمع أنْ يكون على الباطل، بحجة الحرية؛ فتراهم يرون في العري، والشذوذ، والإلحاد، والكفر؛ وذاك للخلط بين الحريَّة الذاتية: >وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ<.  وحقوق الآخرين؛ فليس هناك لأحدٍ من البشر سلطانٌ على القلوب والضمائر، أو التَّدخل في حقوق الآخرين ظلماً: >وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا<.  
ولكن أهل الباطل يريدون لهذا المجتمع أنْ يكون على الباطل، بحجة الحرية؛ فتراهم يرون في العري، والشذوذ، والإلحاد، والكفر؛ وذاك للخلط بين الحريَّة الذاتية: >وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ<.  وحقوق الآخرين؛ فليس هناك لأحدٍ من البشر سلطانٌ على القلوب والضمائر، أو التَّدخل في حقوق الآخرين ظلماً: >وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا<.  
وأهل الباطل يريدون أنْ ينقلوا الباطل إلى داخل المجتمع ليكون له السيادة والقيادة والسياسة، وهنا تكون الكارثة، والخلط، والتدليس، كالعلمانية التي لها صولاتٌ وجولاتٌ حول مفردة الحريَّة، ليفتتنوا وليضلُّوا الإنسان فرديّاً وإجتماعيّاً عن طريقه الوسط، ودينهم الصحيح: >وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا<.
وأهل الباطل يريدون أنْ ينقلوا الباطل إلى داخل المجتمع ليكون له السيادة والقيادة والسياسة، وهنا تكون الكارثة، والخلط، والتدليس، كالعلمانية التي لها صولاتٌ وجولاتٌ حول مفردة الحريَّة، ليفتتنوا وليضلُّوا الإنسان فرديّاً وإجتماعيّاً عن طريقه الوسط، ودينهم الصحيح: >وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا<.
[[تصنيف: المفاهيم التقريبية]]
[[تصنيف: الشبهات]]
٤٬٩٤١

تعديل