انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «وحدة الحوزة والجامعة»

من ویکي‌وحدت
 
(لا فرق)

المراجعة الحالية بتاريخ ٠٧:٣٠، ٢٣ أغسطس ٢٠٢٥


وحدة الحوزة والجامعة من ثمرات الثورة الإسلامية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث قام الإمام الخميني بتسمية يوم استشهاد الدكتور مفتح بيوم وحدة الحوزة والجامعة، طرح خطاب وحدة الحوزة والجامعة كان من رؤى الإمام الخميني (رحمه الله) الذي توصل قبل سنوات من انتصار الثورة الإسلامية إلى نتيجة مفادها أن مسألة مرافقة وتوازي الحوزة والجامعة لبلوغ آفاق تستطيع بناء المجتمع هي مسألة ضرورية. المقالة الحالية هي بحث حول وحدة الحوزة والجامعة تحاول تحليل ونقد أعماق الأفكار المختلفة في هذا المجال، بعد مرور عدة عقود على بداية الثورة الثقافية، فإن تجاوز الظاهر في النقاش والغوص في عمق أفكار الوحدة أصبح ضرورة لا يمكن إنكارها.

الخلفيات والخلفية التاريخية

يعود أصل ومنشأ نقاش وحدة الحوزة والجامعة، أو لنقل طرح خطاب وحدة الحوزة والجامعة، إلى رؤية الإمام الخميني (رحمه الله). في الحقيقة، قبل سنوات من انتصار الثورة الإسلامية، توصل الإمام الخميني (رحمه الله) إلى نتيجة مفادها أن مسألة التعاون والتوازي بين الحوزة والجامعة لتحقيق آفاق قادرة على بناء المجتمع هي مسألة ضرورية. وبناءً على ذلك، قدم الإمام (رحمه الله) توصيات في هذا المجال لكل من الحوزويين والأكاديميين، فقد أوصى الحوزويين بضرورة تعزيز تواصلهم مع الأكاديميين وعدم التعامل مع الجامعة بنفي أو دفاع. كما وجّه الإمام (رحمه الله) توصية أخرى للجامعة، عبّر فيها عن استيائه من وجهة النظر القائلة بـ"الإسلام من دون الروحانية"، وطلب من الأكاديميين التقارب مع الحوزة والسير في طريق التكامل.[١]. وبالتالي، نشأت إرادة قوية جدًا بين النخب الحوزوية والأكاديمية الموالية للإمام والثورة، وهذه الإرادة القوية جعلت الثورة الإسلامية ونظام الجمهورية الإسلامية تسير في طريقها بنجاح.

ضرورة الوحدة

يمكن النظر إلى ضرورة وحدة الحوزة والجامعة من زوايا متعددة:

أولاً: الوحدة والتماسك الاجتماعي

المجتمع بحاجة إلى الوحدة والتماسك الاجتماعي لضمان بقائه، وهذا التماسك يتحقق من خلال التفاعل والتعاون البناء بين المؤسسات الاجتماعية، التحولات التاريخية والاجتماعية والسياسية تتأثر بعمق بهذا الترابط أو الانفصال بين النخب الاجتماعية (وخاصة الحوزويين والأكاديميين). إن وحدة وتفاعل الحوزة والجامعة، قبل أن تكون واجبًا على نخب هاتين المؤسستين العلمية والمعرفية، فهي حق للمجتمع ككل، وتأثير هذا الترابط أو الانفصال سينعكس مباشرة على المجتمع [٢].

ثانيًا: توفير الكوادر البشرية لهيكل النظام الإسلامي

مما لا شك فيه أن الحوزات العلمية والجامعات، كمزودين للقوى البشرية، يمثلان ركنين أساسيين ومحددين في هيكل النظام. لذلك، يجب أن تتمتع الحوزة والجامعة بوحدة نظرية وعملية بوصفهما قطبين مؤثرين في النظام الإسلامي. هاتان المؤسستان هما الركيزتان الأصليتان لبناء الكوادر المجتمعية التي تتولى أبرز المناصب الحكومية، مما يجعل السعي الدائم نحو وحدة هاتين المؤسستين العلمية ضرورة للحفاظ على هيكل النظام الإسلامي [٣].

ثالثًا: تحقيق إسلامية الجامعات وتجسيد الجامعة الإسلامية

توجيه الجامعة نحو "جعل الدين محورًا" وإضفاء الطابع القيمي على التعليم والبحث، والاهتمام بـ"التوجهات الدينية والقيمية" في المجالات العلمية، يتطلب النظر إلى وحدة الحوزة والجامعة كضرورة وموضوع لا شك فيه. وهذا الأمر مهم لأنه يمكن أن يزيل الأفكار والمعارف والمناهج العلمانية من بيئة العلم والمعرفة.

رابعًا: حركة إنتاج البرمجيات العلمية والدينية

أحد العوامل الرئيسية الممهدة لإنتاج العلم والنظرية وبناء الحضارة وحركة البرمجة الناعمة، هو تطهير الحوارات ثم ضمان بقاء هذه البيئة الصحية والعلمية للمناقشة والحوار. تحتاج الحوزة والجامعة إلى بيئة خالية من الإفراط والتفريط للنمو، مما يجعل وحدة وتقارب هاتين المؤسستين العلمية أكثر ضرورة.

وجهات النظر

توجد عدة وجهات نظر حول هذا الموضوع، نذكر بعضًا منها:

  • الرأي الأول: أن وحدة الحوزة والجامعة تعني الوحدة المطلقة بين هاتين المؤسستين العلمية في جميع الجوانب.
  • الرأي الثاني: أن تعمل المؤسستان معًا على دراسة القضايا العلمية والاجتماعية، مع استقلالية كل منهما في السعي لنشر الثقافة وتكامل المجتمع الإسلامي.
  • الرأي الثالث: يركز على تعزيز الجوانب الفعالة في كلا المؤسستين ضمن هيكل موحد جديد.
  • الرأي الرابع: يرى أن المقصود بالوحدة هو الوحدة في العمل الاجتماعي والسياسي بين هاتين المؤسستين العلمية والمعرفية.وبالتالي، هناك تفسير للوحدة التنظيمية والعضوية يقترح دمج إدارة الحوزة والجامعة، بينما يرى تفسير آخر أنه إذا تمكن الحوزويون والأكاديميون من العمل معًا بشكل جيد في مجال التفاعل الاجتماعي، فإن مسألة الوحدة تكون قد تحققت إلى حد كبير. ومن المنظور البراغماتي العملي، يمكن توحيد الوظائف النهائية للمؤسستين. لقد طرحنا هذه الآراء بشكل موجز للإطلاع فقط، ونترك التفصيل والاستمرار لفرصة أخرى [٤].

الإنجازات في خطاب الوحدة

إذا قمنا بتقييم موضوع وحدة الحوزة والجامعة تقييمًا منصفًا على أرض الواقع، سنلاحظ نجاحات وإنجازات نسبية يمكن الإشارة إليها على النحو التالي:

  • تقليص الفجوة في المناهج التعليمية والبحثية بين هاتين المؤسستين العلميتين.
  • تبادل الأساتذة والطلاب وتشكيل مجموعات تعليمية وبحثية جديدة في الحوزة والجامعة.
  • ظهور تخصصات علمية جديدة ذات رؤية شمولية مقارنة بين الرؤى المطروحة.
  • طرح واسع النطاق لقضايا العلوم الإنسانية والاجتماعية في الحوزات العلمية.
  • تعميم النظرة القيمية والمقارنة في طرح القضايا العلمية بالجامعات.
  • جهود مشتركة لإنتاج الفكر وتأليف الكتب العلمية وإصدار المجلات.
  • تفاعل وتكامل بين أساتذة ونخب الحوزة والجامعة في ترسيخ الثورة الإسلامية وتحقيق إنجازات متعددة في المجالات الحكومية المختلفة.
  • ومن بين الإجراءات الملموسة التي تم تنفيذها:
  • عقد المؤتمرات والندوات العلمية وتبادل الآراء بين الحوزويين والأكاديميين.
  • إصدار القوانين واللوائح والتعاميم، وإدراج مواد المعارف الإسلامية والأخلاق والنصوص الدينية في المناهج الجامعية.
  • إنشاء مراكز ومؤسسات تعليمية وبحثية مثل:
  • معهد البحوث الحوزوية والجامعية (مكتب تعاون الحوزة والجامعة)
  • مؤسسة "في طريق الحق"
  • جامعة الإمام الصادق (ع)
  • جامعة الباقر العلوم (ع)
  • المدرسة العليا للشهيد مطهري
  • حيث يتم تقديم تعليم متكامل فيها.
  • إنشاء مكتب ممثل الولي الفقيه في الجامعات والذي أصبح ملجأً لحل المشكلات العقائدية وغيرها لدى الأكاديميين.[٥].مسار الوحدة في العقدين الأول والثاني للثورة: ركزت جهود الوحدة في هذين العقدين على:
  • تعزيز التواصل بين الحوزة والجامعة.
  • تحقيق تفاهم متبادل ورفع سوء الفهم.
  • التعرف على مناهج وبيئات كل منهما.
  • توحيد الصفوف في مواجهة الاستبداد والاستكبار العالمي.
  • هذه الجهود أثمرت في إرساء حكومة دينية، وحققت نجاحات نسبية في العقد الثاني بفضل استثمارات كبيرة، وأصبح خطاب الوحدة بين الحوزة والجامعة خطابًا رائدًا متغلغلاً في نسيج النظام والمجتمع خلال هذين العقدين، حيث لعب أدوارًا أساسية مثل:
  • إقامة نظام الحكم.
  • صياغة الدستور.
  • تأسيس سلطات الجمهورية الإسلامية.

الخلاصة: لتقييم موضوع الوحدة، يجب مقارنة الوضع قبل الثورة بما بعده. والإنجازات التي تحققت - كما ذكرنا بعضها - تشير إلى نجاح نسبي لا يمكن تجاهله.

التوقعات لتعميق الوحدة

لتحقيق وحدة الحوزة والجامعة، لا بد من اتخاذ إجراءات عملية:

أولاً

على الجيل الثالث من الحوزويين والأكاديميين اليوم أن يخطو الخطوة التالية في ترسيخ قيم الثورة وإكمال هذا المشروع. إن فكرة الوحدة بين الحوزة والجامعة تعتمد على نوعية التخطيط وكيفية تنفيذ هذه البرامج. نحن اليوم بحاجة إلى رؤية جديدة للوحدة تكون قابلة للتحقيق عمليًا من ناحية، وقادرة على تلبية احتياجات المجتمع الإسلامي في جميع الجوانب الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والدينية والعلمية وغيرها من ناحية أخرى.

ثانياً

يجب على صانعي السياسات والمخططين الحكوميين والناشطين السياسيين والاجتماعيين ونخب الحوزة والجامعة ومسؤوليها اعتبار "وحدة وتقارب الحوزة والجامعة" استراتيجية أساسية، وضبط وتعديل قرارات وبرامج الدولة وفقًا لهذا المعيار. وعلى جميع مؤسسات المجتمع ضمان تفاعل الحوزة والجامعة بعيدًا عن أي شكليات زائفة [٦].

ثالثاً

يجب ألا ينشغل الجسم الرئيسي للحوزة والجامعة بقضايا هامشية أو خلافات فئوية، بل توجيه هذه الطاقات نحو ما يخدم مصالح الناس.

رابعاً

على الحوزة والجامعة أن تتعاملا مع الغرب دون الوقوع في فخ العلمانية أو التطرف والجمود، بل تبني مسارًا للإبداع والإنتاج والاجتهاد مع التمسك بالأصالة والنصوص الإسلامية والقيم الجوهرية، والسعي الجاد في هذا المسار.

خامساً

على المؤسستين الاعتراف بضرورة كل منهما لإدارة المجتمع، وقبول أدوارهما وحدود مسؤولياتهما، وزيادة قدرتهما على التحمل.

سادساً

عزل الحركات غير الصحية التي تهاجم القيم الأساسية للمجتمع الإسلامي بتطرف أو تفريط، وتوفير مساحة أكبر للتفاعل والتقارب.

سابعاً

يجب أن يكون للنقد المتبادل والحوارات النقدية ضوابط، مع إبقاء باب الاجتهاد وطرح الأسئلة والمناقشات وحرية الرأي ومنصات الحوار مفتوحًا ضمن الحدود المسموحة.

ثامناً

يجب فهم الوحدة بشكل يسمح بالتنوع ضمن الوحدة، أي تحقيق التفاهم وحسن النية مع الحفاظ على حق الاختلاف في الرأي والنقاش[٧].

الخلاصة

مع الأخذ في الاعتبار الضرورات والرؤى والتقييمات حول وحدة الحوزة والجامعة، وبعض المقترحات والتوقعات المطروحة، وإذ ندرك النجاحات النسبية والعقبات القائمة، فإن الحوزة والجامعة - من خلال التفاعل والتقارب الذي تحقق حتى الآن - قد خطت خطوات كبيرة في هذا الصدد. واليوم، يجب الوصول إلى اتفاق حول كيفية تصوير الآفاق الكبرى للمجتمع في الخمسين أو المائة سنة القادمة. ومن خلال هذه الرؤية، يمكن تحقيق الكثير من الأهداف والضرورات التي ذكرناها، وتحويل مخاوف المخلصين للثورة إلى أمل.

التصورات السائدة حول التعارض بين الحوزة والجامعة

قضية وحدة الحوزة والجامعة من القضايا التي كانت منذ بداية الثورة الإسلامية وحتى قبلها محط اهتمام المفكرين والمصلحين في إيران بطرق مختلفة. هذا الزمن الطويل من النقاش والحديث كان من المفترض ألا يترك مجالاً للغموض في الخطوة الأولى، وهي تشخيص القضية، بل كان من المتوقع أن يؤدي إلى حل العديد من القضايا العملية المرتبطة بهذا الموضوع. يمكن التشكيك أساساً في وجود ذلك التعارض والتضاد الشامل بين الحوزة والجامعة كما هو شائع ومقبول لدى الجميع (والذي يشكل أساس النقاش في هذا المقال) أم لا؟ نحن نعتقد جازمين أن الحكم بناءً على البيانات الموضوعية سيكون سلبياً. منذ البداية، وعلى الرغم من رغبة بعض الأطراف، لم تكن الحوزة والجامعة في حالة تعارض شامل، بل كان هناك دائماً نقاط التقاء متعددة. بل إن بعض رواد التعليم الجامعي ومؤسسيه ممن كانت لهم خلفيات حوزوية لم ينفصلوا عن أحدهما لينضموا للآخر، ولم ينظروا للأمر بهذه الطريقة. وبالتالي، في الوضع الراهن بعد التقدم الكبير الذي تحقق في هذا المجال، لم تعد القضية مطروحة بالشكل الذي نوقش في هذا المقال. لكن الحقيقة أن المناخ السائد في علاقات هاتين المؤسستين كان يتأثر في الغالب بأكثر الرؤى تطرفاً في هذا الشأن، حيث سعى البعض باتباع النموذج الغربي إلى خلق انقسام حاسم بينهما، واعتبار الحوزة والجامعة تنتميان لعالمين مختلفين تماماً، بحيث يكون بقاء ونمو أحدهما مرهوناً بتراجع وموت الآخر، والعكس صحيح، فهذه الصورة رغم عدم وجود ما يقابلها واقعياً بشكل كامل، إلا أنها وجهت مسار النقاشات والتفاعلات بينهما في مجملها.

الكلمة الختامية

إذا نظرنا إلى هذه المشكلة من زاوية قضايانا المعاصرة، يتضح أكثر لماذا تُعد هذه المشكلة من أكثر القضايا جذرية في نظامنا ومجتمعنا، ومدى حساسية وأهمية حلها. من هذا المنظور الجديد، فإن الموقف يتعلق بوضع الأسس وتشكيل هيكل اجتماعي جديد وبناء مجتمع ونظام حديث. تاريخياً، فشلت محاولات تدمير المجتمع الوطني وهياكله التقليدية عبر الضغوط والدعايات، حيث تمكنت هذه الهياكل من تنظيم نفسها والتغلب على الهجمات الموجهة ضدها في تحدٍ تاريخي. أدت المحاولات السابقة لتدمير الأسس الوطنية للمجتمع إلى إنشاء هياكل موازية للهياكل التقليدية، مما خلق ازدواجية هيكلية في جميع المجالات الفكرية. يتجلى هذا الازدواج الهيكلي في مجال النخب والتعليم بشكل ملموس في الازدواجية بين الحوزة والجامعة.

النجاح النهائي في تأسيس النظام الجديد والمجتمع الحديث يعتمد على حل هذه الازدواجية الهيكلية في جميع المجالات، وخاصة في هذا المجال، في الواقع، حل هذه الازدواجية في المجتمع ككل مرتبط بحل التحول في هذا المجال الخاص، لأن الحوزة والجامعة في حالتهما المجردة المنفصلة تماماً تعملان كموجهين لهياكل مماثلة داخل المجتمع. من هذا المنظور، يستمد الفصل بين الجامعة والحوزة وجوده ومعناه على الأقل في السياق الاجتماعي الحالي من هذه الازدواجية، لأن هذه التوجهات أو الاهتمامات المختلفة هي في الحقيقة توجهات واهتمامات مجموعتين اجتماعيتين. بلا شك، إذا لم يكن لكل منهما بيئة اجتماعية تنشطهما وتحولهما إلى تيار اجتماعي، لكان لدينا في النهاية مجرد قضية نظرية حول وحدة الحوزة والجامعة، لو كانت القضية بهذا الشكل، لما استحقت هذا القدر من الاهتمام، ولما كان لها أي معنى أو دلالة اجتماعية. القضايا النظرية، مهما كانت مهمة، لا تتجاوز نطاق علم معين أو أهله، وعامة الناس لا يوجد لديهم دافع للمشاركة فيها. لكن هذه القضية ليست كذلك، لأنها تعكس مشكلة اجتماعية حية يعتمد عليها بقاء ونمو معظم المؤسسات الاجتماعية. هذه القضية تغطي مجموعة من القضايا الرئيسية والملحة في المجتمع، وفي الواقع يجب أن نعتبر هذه القضايا أشكالاً مختلفة ومظاهر متعددة لهذه الازدواجية. قضايا مثل:

  • التخصص والالتزام
  • الإدارة الفقهية والإدارة العلمية
  • التعارض بين العقل والدين
  • الصراع بين العلم والدين
  • التناقض بين القيم والواقعيات والمصالح الوطنية مع المصالح الدينية، لذلك، فإن حل هذه المجموعة من القضايا مرهون بحل قضية الحوزة والجامعة، وأي تحول في هذا المجال سيظهر تأثيره الكامل في تلك المجالات المرتبطة. هذا الرأي الجديد، بالإضافة إلى كونه يجعلنا أكثر وعياً بحساسية وأهمية القضية، لديه أيضًا القدرة على تحريك هذا الصراع أو المشكلة في مسار جديد.

بهذه الرؤية، لا يمكن لأحد أن يستمر في طرح المشكلة في الإطار القديم والأسطوري للصراع بين العلم والدين، أو أن يخوض معركة أيديولوجية أخرى تحت غطاء مبررات خادعة. هذا الكشف يجعل من الممكن طرح القضية بشكل صريح، وتوفير أدلة وحجج أكثر ملاءمة للدفاع عن كل من هذين الطرفين. هذه الرؤية تساعد أيضًا في إنشاء اصطفاف أوضح بين المجموعات المشاركة في هذا الصراع التاريخي. في الواقع، مع هذه الرؤية، سيتم إزالة العديد من الغموض في هذا المجال.

  • أولاً: لن يكون مسموحاً لأحد أن يدعي قيادة الصنف بأكمله بناءً على موقعه الجغرافي أو هويته النقابية. من الطبيعي جداً أن ينحاز أفراد من هاتين المؤسستين، بسبب ولاءاتهم الأيديولوجية المختلفة، إلى صف خارج صفهم النقابي، وبالتالي لا يقبلون بالقيادة المدعية.
  • ثانياً: يتضح أيضًا سبب وقوف بعض المجموعات في الجامعة إلى جانب الحوزة في هذا الصراع التاريخي، ووجودهم خارج الاصطفاف الذي يفرضه التصور التقليدي.
  • ثالثاً: بما أن الطبيعة الأيديولوجية للصراع أصبحت واضحة، فلن يخطئ أحد أو يتردد في تحديد صفه، ولن يتمكن من خداع نفسه بالاعتقاد أنه بسبب حبه للعلم وطلب الحقيقة وانتمائه للواقعية والموضوعية يقف في صف الجامعة، أو أن يخاف من اتهامه بأنه ضد العلم والحقيقة ومعارض للواقع إذا وقف في صف الحوزة.

الهوامش

  1. السيد عباس نبوّي، مجلة "پگاه حوزه" (صحوة الحوزة)، ناشر: مكتب الإعلام الإسلامي التابع للحوزة العلمية في قم، 31 خرداد 1382 (2003/06/21)، العددان 96-97، الصفحة 28
  2. عليرضا أعرافي، جريدة "رسالت" (الرسالة)، 30 آذر 1382 (2003/12/21)، الصفحة 11
  3. عليرضا أعرافي، جريدة "رسالت" (الرسالة)، 30 آذر 1382 (2003/12/21)، الصفحة 11
  4. مجهول المؤلف، مقال منشور في مجلة "پگاه حوزه" (صحوة الحوزة)، مكتب الإعلام الإسلامي التابع للحوزة العلمية في قم، الصفحتان 22-23
  5. زكريا فؤاد، مجلة "المستقبل العربي"، مقال بعنوان "الفلسفة والدين في المجتمع العربي"، العدد 76، سنة 1985، الصفحة 111
  6. محمد عابد الجابري، كتاب "تكوين العقل العربي"، الصفحة 105
  7. محمد حامد الجابري وآخرون، كتاب "دروس في الفلسفة"، الصفحة 36