Write، بيروقراطيون، إداريون
٤٬٩٤١
تعديل
Mohsenmadani (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
Mohsenmadani (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
||
سطر ٢٩: | سطر ٢٩: | ||
|} | |} | ||
</div> | </div> | ||
سالم بن عمر بو حاجب البنيلي: شخصية تونسية معروفة، ومصلح إسلامي مشارك في العلوم. ولد سنة 1827 م (1243 ه) في قرية [[بنيل الساحلية]] قرب ([[المنستير]]) في [[تونس]]، وطوى المراحل الدراسية، وتولّى التدريس في جامع الزيتونة ثمّ الفتيا سنة 1323 ه، ثمّ عيّن كبيراً لأهل الشورى المالكية. | '''سالم بن عمر بو حاجب البنيلي''': شخصية تونسية معروفة، ومصلح إسلامي مشارك في العلوم. ولد سنة 1827 م (1243 ه) في قرية [[بنيل الساحلية]] قرب ([[المنستير]]) في [[تونس]]، وطوى المراحل الدراسية، وتولّى التدريس في جامع الزيتونة ثمّ الفتيا سنة 1323 ه، ثمّ عيّن كبيراً لأهل الشورى المالكية. | ||
<br>يقول في كتابه «الخطب المنبرية» حول تربية الأبناء: «الحمد للَّه الذي أسّس مصالح العباد على وسائل التواصل، وربط عمران الأرض بسلاسل التناسل، فركّب في الطبيعة ما يحمل على اتّصال الذكر بالأُنثى، وميّز ما يُثني عليه من طُرقه وما يُنثى؛ إذ مِن حِكَم حفظ الأنساب تحقيقُ الوصلة بين الأجنّة والأصلاب، وخلوص المعادن الإنسانية وإن كان أصلها من تراب، والمعدن إذا اتّحد سهل الالتحام، كما يُشاهد من تراحم ذوي الأرحام؛ إذ الفرع الحقيقي ينجذب بالطبع إلى أصله، فيقوّم به كما يتقوّم الجنس بفصله، وكما يتدعّم ذباب السيف بنصله، فسبحانه من قادر حكيم، خلق الإنسان في أحسن تقويم، وأرشده أن يسلم فيما يجب لأصله وفرعه النهج القويم». | <br>يقول في كتابه «الخطب المنبرية» حول تربية الأبناء: «الحمد للَّه الذي أسّس مصالح العباد على وسائل التواصل، وربط عمران الأرض بسلاسل التناسل، فركّب في الطبيعة ما يحمل على اتّصال الذكر بالأُنثى، وميّز ما يُثني عليه من طُرقه وما يُنثى؛ إذ مِن حِكَم حفظ الأنساب تحقيقُ الوصلة بين الأجنّة والأصلاب، وخلوص المعادن الإنسانية وإن كان أصلها من تراب، والمعدن إذا اتّحد سهل الالتحام، كما يُشاهد من تراحم ذوي الأرحام؛ إذ الفرع الحقيقي ينجذب بالطبع إلى أصله، فيقوّم به كما يتقوّم الجنس بفصله، وكما يتدعّم ذباب السيف بنصله، فسبحانه من قادر حكيم، خلق الإنسان في أحسن تقويم، وأرشده أن يسلم فيما يجب لأصله وفرعه النهج القويم». | ||
<br>وقضت الخطبة تُحدِّث في مثل هذا الأُسلوب عن حقوق الأبناء على الآباء، وحقوق الآباء على الأبناء، ومن آرائه في هذا الصدد:<br>«ويجب أن يُمنع الولد في أوّل الأمر من خلطة الناس؛ لأنّها مجلبةٌ لكلّ شرّ وبأس، ثمّ إذا عرف الخير والشرّ، وصار بحيث لا يشتبه عليه الفاجر بالبرّ، ولا تروج عليه الخدائع والمكر، يؤذن له في مخالطة ذوي الرشد والحياء، ويتباعد عمّن فوقه من الأغنياء، ومن تحته من الأغبياء، ولا بأس أن يُدرّب على تنمية المال، والتوصّل لاكتسابه من طرق الحلال، ويذمّ التداين؛ إذ يجلب بين الأجنّة العداوات والتضاغن، ولأن تصبر عليك نفسك<br>التي بين جنبيك أهون وأحقّ من صبر الناس عليك... وممّا يذمّ للصبي صرف الهمّة لتحسين اللباس والطعام، والتقدّم على من هو أسنّ منه في الكلام. وكان من تربية لقمان لابنه: يا بني، إن كنت تشكّ أن تموت فاجتهد ألّا تنام، وإن كنت تشكّ أن تستيقظ فاجتهد ألّا تستيقظ بعد المنام. يعني: كما أنّك تنام فلا بدّ أن تموت، وكما أنّك تستيقظ من نومك فلا بدّ أن تُبعث، ومثل هذا وإن كان من قياس التمثيل الذي لا يُفيد القطع بالدليل، لكنّه يغرس في النفوس عقيدة فطرية، تجري مَجرى الجِبِلّيّات الجبرية». | <br>وقضت الخطبة تُحدِّث في مثل هذا الأُسلوب عن حقوق الأبناء على الآباء، وحقوق الآباء على الأبناء، ومن آرائه في هذا الصدد:<br>«ويجب أن يُمنع الولد في أوّل الأمر من خلطة الناس؛ لأنّها مجلبةٌ لكلّ شرّ وبأس، ثمّ إذا عرف الخير والشرّ، وصار بحيث لا يشتبه عليه الفاجر بالبرّ، ولا تروج عليه الخدائع والمكر، يؤذن له في مخالطة ذوي الرشد والحياء، ويتباعد عمّن فوقه من الأغنياء، ومن تحته من الأغبياء، ولا بأس أن يُدرّب على تنمية المال، والتوصّل لاكتسابه من طرق الحلال، ويذمّ التداين؛ إذ يجلب بين الأجنّة العداوات والتضاغن، ولأن تصبر عليك نفسك<br>التي بين جنبيك أهون وأحقّ من صبر الناس عليك... وممّا يذمّ للصبي صرف الهمّة لتحسين اللباس والطعام، والتقدّم على من هو أسنّ منه في الكلام. وكان من تربية لقمان لابنه: يا بني، إن كنت تشكّ أن تموت فاجتهد ألّا تنام، وإن كنت تشكّ أن تستيقظ فاجتهد ألّا تستيقظ بعد المنام. يعني: كما أنّك تنام فلا بدّ أن تموت، وكما أنّك تستيقظ من نومك فلا بدّ أن تُبعث، ومثل هذا وإن كان من قياس التمثيل الذي لا يُفيد القطع بالدليل، لكنّه يغرس في النفوس عقيدة فطرية، تجري مَجرى الجِبِلّيّات الجبرية». |