الفرق بين المراجعتين لصفحة: «معركة الجمل»
(أنشأ الصفحة ب'```جنگ الجمل``` هي أول حرب أهلية بين المسلمين في زمن حكم علي بن أبي طالب (عليه السلام). وقعت هذه الحرب في عام 36 هجريًا بين جيش الإمام علي (عليه السلام) ومجموعة من الناكثين الذين تمردوا، بقيادة عائشة زوجة النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) و...') |
ط (نقل Negahban صفحة مسودة:معركة الجمل إلى معركة الجمل) |
||
(٣ مراجعات متوسطة بواسطة مستخدمين اثنين آخرين غير معروضة) | |||
سطر ٢٢: | سطر ٢٢: | ||
ادعيا أنهما قد [[توبة]] وقررا الانتقام لعثمان الذي قُتل ظلمًا، وأنهما يرغبان في تأسيس نظام الخلافة للمسلمين على نحو لجنة مشابهة للجنة عمر، وإحلال السلام بينهم. كما طلبا من عائشة أن تُعلن هذه الأمور للناس. <ref>ابن قتيبة الدينوري، عبدالله بن مسلم، الإمامة والسياسة، ج ١، ص ٦٤.</ref><ref>ابن قتيبة الدينوري، عبدالله بن مسلم، الإمامة والسياسة، ج ١، ص ٦٨.</ref><ref>بلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف، ج ٢، ص ٢٢٣.</ref><ref>بلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف، ج ٢، ص ٢٢٤.</ref> | ادعيا أنهما قد [[توبة]] وقررا الانتقام لعثمان الذي قُتل ظلمًا، وأنهما يرغبان في تأسيس نظام الخلافة للمسلمين على نحو لجنة مشابهة للجنة عمر، وإحلال السلام بينهم. كما طلبا من عائشة أن تُعلن هذه الأمور للناس. <ref>ابن قتيبة الدينوري، عبدالله بن مسلم، الإمامة والسياسة، ج ١، ص ٦٤.</ref><ref>ابن قتيبة الدينوري، عبدالله بن مسلم، الإمامة والسياسة، ج ١، ص ٦٨.</ref><ref>بلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف، ج ٢، ص ٢٢٣.</ref><ref>بلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف، ج ٢، ص ٢٢٤.</ref> | ||
لتبرير تمردهم، ادعى طلحة وزبير أنهما بايعا خوفًا وإكراهًا، وبالتالي ليس لديهما التزام بالطاعة لـ [[علي بن | لتبرير تمردهم، ادعى طلحة وزبير أنهما بايعا خوفًا وإكراهًا، وبالتالي ليس لديهما التزام بالطاعة لـ [[علي بن أبيطالب|أمير المؤمنين]]. <ref>بلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف، ج ٢، ص ٢٢٢.</ref><ref>طبري، محمد بن جرير، تاريخ طبري، ج ٤، ص ٤٢٩٤٣١.</ref><ref>طبري، محمد بن جرير، تاريخ طبري، ج ٤، ص ٤٣٥.</ref><ref>طبري، محمد بن جرير، تاريخ طبري، ج ٤، ص ٤٥٤.</ref><ref>طبري، محمد بن جرير، تاريخ طبري، ج ٤، ص ٤٦٢.</ref> قال الإمام إن زبير يعتقد أنه بايع بيده، لا بقلبه، لذا يعترف بالبيعة ويدعي الخروج منها، وعليه أن يقدم دليلًا صحيحًا على ادعائه. <ref>الإمام علي (عليه السلام)، نهج البلاغة، خطبة ٨، ص ٤٦.</ref> كان طلحة، الذي ينتمي إلى بني تيم وقرابة أبوبكر، <ref>ابن كلبي، هشام بن محمد، جمهرة النسب، ج ١، ص ٧٩٨٠، ج ١.</ref> مثل زبير، يتطلع إلى الخلافة، ولم يكن أحدهما يعتد بالآخر. <ref>الإمام علي (عليه السلام)، نهج البلاغة، خطبة ١٤٨، ص ٣١٢.</ref> | ||
=== ثأر عثمان === | === ثأر عثمان === | ||
سطر ١٠٥: | سطر ١٠٥: | ||
ثم انتقل من ربذة إلى ذي قار، حيث جاء عثمان بن حنيف إلى الإمام، وعندما رآه الإمام بهذه الحالة، أظهر له العطف وقال: "بارك الله فيك". | ثم انتقل من ربذة إلى ذي قار، حيث جاء عثمان بن حنيف إلى الإمام، وعندما رآه الإمام بهذه الحالة، أظهر له العطف وقال: "بارك الله فيك". | ||
في الكوفة، حث حسن بن علي وأصدقاء الإمام الآخرين الناس على مساعدة الإمام. وانضم إليهم جيش يتكون من حوالي تسعة آلاف من الكوفيين، والتحقوا بالإمام في ذي قار. كما انضم حوالي ألفين (أو كما قيل، ثلاثة آلاف) من شيعة الإمام من قبيلتي عبد القيس وربيعة الذين كانوا يعيشون في البصرة، ثم تحرك علي (عليه السلام) ووصل إلى البصرة مع حوالي اثني عشر ألف جندي. | في الكوفة، حث حسن بن علي وأصدقاء الإمام الآخرين الناس على مساعدة الإمام. وانضم إليهم جيش يتكون من حوالي تسعة آلاف من الكوفيين، والتحقوا بالإمام في ذي قار. كما انضم حوالي ألفين (أو كما قيل، ثلاثة آلاف) من شيعة الإمام من قبيلتي عبد القيس وربيعة الذين كانوا يعيشون في البصرة، ثم تحرك علي (عليه السلام) ووصل إلى البصرة مع حوالي اثني عشر ألف جندي. | ||
=== تعداد جيش الإمام === | |||
كان جيش الإمام مكونًا من سبع مجموعات، من قبائل متنوعة، وكان لكل مجموعة قائدها. انضمت بعض القبائل، مثل قيس وأزد وحنظلة وعمران وتميم وضبّة ورباب، إلى أصحاب الجمل. | |||
كما انسحب عدد من الأفراد من كلا الطرفين، من بينهم الأحنف بن قيس الذي قال للإمام: إذا أردت، سأكون معك، وإذا لم ترد، سأعتزل مع قبيلتي بني سعد، وسأمنع عشرة آلاف (أو أربعة آلاف) سيف عنك. فضل الإمام أن ينسحب. | |||
في روايات أخرى، كُتب أن جيش الإمام كان يتكون من تسعة عشر أو عشرين ألفًا، بينما كان عدد جيش الثوار ثلاثين ألفًا أو أكثر. | |||
=== رد الإمام على الشبهة === | |||
رد الإمام على أحد أصحابه الذي سأل كيف يمكن أن يكون طلحة وزبير وعائشة جميعهم على الباطل، فقال: لا يمكن معرفة الحق والباطل بمقدار ومنزلة الرجال، بل يجب معرفة الحق ليُعرف أهله، ومعرفة الباطل ليُعرف أهله. | |||
=== استقرار المجموعتين في البصرة === | |||
عندما دخل الإمام البصرة، دخل من جهة الطف، وأقام عدة أيام في مكان معروف بالزاوية، ثم واصل طريقه. | |||
كما انطلق طلحة وزبير وعائشة من فرضة (الميناء) بعد وصول الإمام إلى البصرة، والتقى الجيشان. انتقلت عائشة أيضًا من مقر إقامتها إلى مسجد حدان، في حي قبيلة أزد، الذي كان قريبًا من ساحة المعركة. | |||
=== رفع شبهة === | |||
تشير روايات سيف بن عمر إلى أنه نتيجة للمحادثات بين رسول الإمام علي (عليه السلام) وعائشة وطلحة وزبير، زادت احتمالية المصالحة، وأصبح الجيشان يأملان في التوافق. لكن المحرضين على قتل عثمان، الذين كانوا في جيش الإمام علي ويرون أنفسهم في خطر، اتفقوا في الليلة السابقة للمعركة على إشعال الفتنة، وفي صباح اليوم التالي، هاجم كوفيون من جيش الإمام المجموعة المقابلة، وهكذا بدأت الحرب. | |||
هذه الروايات، بالإضافة إلى شخصية سيف بن عمر وما تحتويه من تناقضات، تسعى لإظهار تأثير الأفراد والجماعات المحرضة (المتهمين بقتل عثمان ومجموعة سبئية الوهمية) على قرار الإمام علي (عليه السلام) وتصوير الثوار والمخالفين كأشخاص ساعين للسلام، بينما وفقًا لروايات أخرى، لم يكن لدى علي (عليه السلام) رغبة في الحرب، وظل يرسل الرسائل لمدة ثلاثة أيام بعد دخوله البصرة، محاولًا منع الثوار ودعوتهم للانضمام إليه. | |||
في يوم الحرب أيضًا، كان يدعو أصحاب الجمل للعودة من الصباح حتى الظهر. | |||
=== جهود الإمام من أجل السلام === | |||
كتب الإمام رسالة إلى طلحة وزبير، يتحدث فيها عن شرعية خلافتهم، وبيعة الناس الحرة، وبراءته من دم عثمان، وعدم حقهم في المطالبة بدم عثمان، وإجراء طلحة وزبير غير الصحيح في انتهاك أمر القرآن (إخراج زوجة النبي من بيتها ومقرها). | |||
كما حذر الإمام في رسالة إلى عائشة من أنها خرجت من بيتها خلافًا لأمر القرآن، وأنها، تحت ذريعة الإصلاح بين الناس والمطالبة بدم عثمان، شنت حملة عسكرية وأوقعت نفسها في إثم كبير. | |||
أصر طلحة وزبير في رسالة إلى الإمام على تمردهم، ولم ترد عائشة. | |||
بعد ذلك، حرض عبد الله بن زبير الناس ضد الإمام، ورد عليه حسن بن علي (عليه السلام) بكلمات بليغة ومفسرة. | |||
ثم أرسل الإمام صعصعة بن صوحان ثم عبد الله بن عباس للتحدث مع طلحة وزبير وعائشة، لكن المحادثات لم تسفر عن نتيجة، وكانت عائشة الأكثر تصلبًا بينهم. | |||
نتيجة لفشل المراسلات والمناقشات، وإصرار الثوار على نقض البيعة والمعارضة والحرب، ألقى الإمام خطبة وأتم الحجة، ونظم جيشه وعين القادة. كذلك، نظم أصحاب الجمل جيشهم. | |||
جلست عائشة على جمل مُدرع، وتقدمت الصفوف. | |||
=== بيان قوانين الحرب === | |||
حذر الإمام أصحابه من بدء الحرب، وقال إنه لا يجب قتل جريح، ولا تشويه أحد، ولا دخول بيت دون إذن، ولا سب أحد، ولا هجاء امرأة، ولا أخذ شيء سوى ما في معسكر أصحاب الجمل. | |||
=== نصيحة قادة الفتنة === | |||
تحدث الإمام علي (عليه السلام) مع طلحة وزبير عن قرب، وذكر لزبير حديثًا عن النبي، فأقر زبير وقال: لو كنت أتذكر هذا، لما جئت إلى هنا. والله لن أقاتلك أبدًا. ثم قال لعائشة إنه يريد ترك الحرب، لكن عبد الله بن زبير قال لأبيه: لقد جعلت هذين الجيشين يتواجهان، والآن وقد رفعوا السيوف على بعضهم، هل تريد أن تتركهم؟ لقد رأيت رايات ابن أبي طالب بيد الشباب الشجعان، وقد خفت. وزبير، بإصرار عبد الله، كفّر عن قسمه بإطلاق سراح عبد، واستعد للحرب. | |||
=== دعوة للاتحاد === | |||
قبل بدء الحرب، أعطى الإمام مصحفًا لأحد أصحابه ليحث الثوار على اتباع أوامره، ويمنعهم من التفرقة ويدعوهم إلى الوحدة، لكنهم قتلوه، وقتلوا عددًا من الآخرين من أصحاب الإمام، فقال الإمام: الآن الحرب جائزة، وقد حان وقت القتال. | |||
=== بدء الحرب === | |||
في يوم الخميس، منتصف جمادى الآخرة 36 أو 10 جمادى الآخرة 36، بدأت الحرب في خُرَيبَة، من نواحي البصرة. | |||
=== صدور فرمان الحرب === | |||
أعطى الإمام علي (عليه السلام) محمد بن حنفية (راية الجيش) ومالك الأشتر (قائد الجناح الأيمن للجيش) أمر الهجوم. استمرت الحرب من الظهر حتى الغروب بشدة. كانت قبائل ضبّة وأزد تحيط بعائشة. | |||
=== الدفاع عن عائشة خلال الحرب === | |||
قتل كعب بن سور، الذي كان يمسك بزمام جمل عائشة، وبعد ذلك، استولى أصحاب الجمل على زمام الجمل واحدًا تلو الآخر، وحافظوا بشدة على عائشة حتى قُتلوا. يُقال إن سبعين شخصًا كانوا يمسكون بزمام الجمل قُطعت أيديهم، وتعرضوا أيضًا للهلاك. | |||
=== بيّ الشتر عائشة === | |||
رواية غريبة من الطبري تتحدث عن تعصب الثوار في تقديس الجمل ودعم عائشة. عندما رأى الإمام مقاومة أهل البصرة حول الجمل، أمر بملاحقته، فهاجم عدد من أفضل أصحاب الإمام الجمل وقتلوه. | |||
=== انتهاء الحرب === | |||
انهزم أصحاب الجمل بعد عدة ساعات من القتال وتكبدوا خسائر كبيرة، في الليل. كتب البلاذري أن جيش الإمام انتصر على أصحاب الجمل بعد سبعة أيام من الحرب. | |||
=== عدد القتلى === | |||
اختلفت الروايات حول عدد القتلى في معركة الجمل. وفقًا لرواية أبو خيثمة عن وهب بن جرير، قُتل من جيش البصرة 2500 شخص في معركة الجمل. في روايات أخرى، يتراوح عدد قتلى أصحاب الجمل بين 6000 إلى 25000. وذكر اليعقوبي أن العدد كان أكثر من 30000، مما يبدو مبالغة. | |||
أما عدد شهداء جيش الإمام فقد تراوح بين 400 إلى 5000 شخص. | |||
== إجراءات الإمام بعد الحرب == | |||
قام الإمام علي (عليه السلام) بعد الحرب بعدة إجراءات، نذكر منها بعض الأمثلة. | |||
=== التعامل مع الجرحى والأسرى === | |||
بعد هزيمة أصحاب الجمل، قال الإمام إنه لا يجب قتل الجرحى والأسرى، ولا ملاحقة الفارين وقتلهم، وأن من يغلق بابه ويضع سلاحه يكون في أمان. | |||
لم يقتل الإمام بعض الذين أسروا من جيش الجمل (مثل مروان بن الحكم، وموسى بن طلحة، وأبناء عثمان، ووليد بن عقبة)، بل منحهم الأمان وأطلق سراحهم. | |||
=== العفو عن أهل البصرة === | |||
عندما بايع أهل البصرة الإمام، قال مروان إنه لن يبايع إلا إذا أجبره الإمام، فقال الإمام: حتى لو بايعت، ستغدر. ثم انضم مروان إلى معاوية. | |||
ذهب عبد الله بن زبير وعتبة بن أبي سفيان إلى عائشة، ولم يتعرض لهم الإمام. | |||
بعد انتصاره على أصحاب الجمل، ألقى الإمام خطبة في جامع البصرة، ووبخ أهل البصرة، واعتبرهم أول من نقض العهد وأحدث الفرقة في الأمة، ومع ذلك، عفا عنهم كما فعل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مع أهل مكة، وحذرهم من الفتنة. ثم جلس وبايعه الناس. | |||
=== منع الاستيلاء ونهب الأموال === | |||
أوقف الإمام جيشه عن الاستيلاء ونهب الأموال الخاصة بأهل البصرة وأصحاب الجمل، وقال إن أموال قتلى أصحاب الجمل هي ميراث لأقاربهم المستحقين لها، وسمح فقط بما يُستخدم في الحرب. بعد ذلك، قسم الإمام الأسلحة والخيول والحمير التي هرب بها الفارون من المعركة بين أصحابه. | |||
عندما سأل أحد أصحابه الإمام: كيف يمكننا محاربتهم وسفك دمائهم، لكن أسر النساء ونهب أموالهم غير جائز؟، أجاب الإمام: لا يجوز أخذ أسير أو مال من مسلم، إلا ما كان يستخدم في القتال. ثم قال: أيكم يأخذ أمكم عائشة كغنيمة؟ فاستغفروا. | |||
كتب الإمام أخبار معركة الجمل وانتصاره على الثوار إلى أهل الكوفة والمدينة، وقام بتقسيم بيت المال بين أصحابه ورفاقه، وأقام عدة أيام في البصرة. ثم عيّن عبد الله بن عباس أميرًا على البصرة، وفي رجب (أو رمضان) من السنة 36 ذهب إلى الكوفة. | |||
== مصير طلحة وزبير == | |||
عندما كان جيش الجمل يفر، أصاب مروان بن حكم طلحة بسهم في ساقه، وتم نقله إلى بيت في البصرة، حيث توفي هناك بسبب النزيف. قيل إن مروان قال لأبان، ابن عثمان، إنه قد تخلص من أحد قاتلي والدك. في بعض الروايات، يُذكر أن طلحة كان أول مقتول في معركة الجمل. | |||
وبحسب بعض المصادر، خرج زبير، نادمًا على ما فعله، من بين أصحاب الجمل قبل الحرب. ومن رواية أخرى، يبدو أن زبير هرب من المعركة بعد هزيمة جيش الجمل متوجهًا إلى المدينة. | |||
على أي حال، عندما غادر زبير الميدان، قام عمرو/عمير بن جرموز، مع بعض من أصحابه، بملاحقته، وفي مكان يُدعى وادي السباع، قتله بشكل مفاجئ. | |||
أظهر الإمام استياءه من هذا الحدث ومقتل زبير، وعندما رأى سيفه، ذكر شجاعة زبير في حروب صدر الإسلام، وقال: هذا السيف قد أزال الحزن عن وجه رسول الله مرات عديدة. | |||
== مصير عائشة == | |||
بعد الحرب، أُخرجت عائشة من الهودج، وأُقيمت لها خيمة، ووبخها علي (عليه السلام) بسبب إحداث الفتنة، ثم أمر أخاها محمد بن أبي بكر أن يأخذها إلى البصرة. | |||
بقيت عائشة هناك عدة أيام حتى كانت ستتوجه إلى المدينة، ولكن عندما انتهت المهلة وتأخرت في الرحيل، أرسل الإمام عبد الله بن عباس إليها ليحذرها، ثم أرسلها مع عدد من نساء البصرة، اللواتي ارتدين ملابس الرجال بأمر الإمام، مع مجموعة من جنوده، برفقة محمد (أو عبد الرحمن) بن أبي بكر، إلى المدينة باحترام ومرافقة، وأعطاها 12000 (درهم أو دينار؟). | |||
لاحقًا، كلما تذكرت عائشة يوم الجمل، كانت تتمنى لو أنها ماتت قبل ذلك ولم تشهد تلك الحادثة. وعندما كانت تقرأ الآية "وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ"، كانت تبكي بشدة حتى تبتل نقابها. | |||
== وجهة نظر المذاهب الإسلامية == | |||
سلوك الإمام علي في معركة الجمل أصبح مرجعًا لفقهاء المذاهب الإسلامية حول "قتال أهل البغي" وأحكام المتمردين الداخليين. | |||
كما ناقشت المذاهب الكلامية الإسلامية الوضع الإيماني لأصحاب الجمل. | |||
أيضًا، كتب مؤرخو القرون الأولى العديد من الدراسات حول معركة الجمل، ورغم أن هذه الأعمال شكلت أساسًا للأعمال اللاحقة، إلا أن معظمها لم يعد موجودًا الآن. | |||
=== وجهة نظر المعتزلة === | |||
يعتقد بعض علماء المعتزلة أن عائشة وأتباعها كانوا يهدفون إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. | |||
== عوامل الحرب == | |||
لتحليل أسباب وقوع حرب الجمل أو الفتنة الناكثين، من الضروري النظر في أدلة الطرفين المتورطين في الحرب، ثم مقارنتها بالحقائق التاريخية واختيار القول الصحيح. | |||
=== وجهة نظر قادة الفتنة === | |||
في خطبة ألقاها طلحة بين أهل البصرة، حاول أن يوحي أن قيامه لم يكن من أجل الخلافة أو الملك، بل كان يهدف إلى الحصول على مساعدة أهل البصرة ليعملوا جميعًا من أجل إصلاح أمة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ونشر طاعة الله. | |||
كما ذُكر، في معظم الخطب المنقولة عن عائشة وطلحة، كانت قضية قتل عثمان والثأر له هي أهم سبب لنقض العهد، ولكن يمكن الإشارة إلى أسباب أخرى أيضًا، منها أن طلحة لم يعتبر حكومة علي بن أبي طالب (عليه السلام) متوافقة مع نهج الخلفاء السابقين، وكان معترضًا على عدم استشارة الإمام علي له في الأمور. | |||
=== وجهة نظر الإمام وأصحابه === | |||
قبل مناقشة أسباب بدء حرب الجمل من وجهة نظر علي (عليه السلام)، يجب الانتباه إلى نقطة مهمة - أي الفاعلين الرئيسيين في الحرب. يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبة 172 من نهج البلاغة: "... كان طلحة وزبير يسحبون زوج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كما يسحبون جارية إلى سوق النخاسة". | |||
من هذا القول، نفهم بوضوح أن الفاعل البشري المهم في حرب الجمل لم يكن سوى طلحة وزبير، وأن عائشة كانت أكثر عرضة للاستغلال الدعائي في هذه الأثناء. | |||
=== الطموح للسلطة لدى طلحة وزبير === | |||
يوضح الإمام علي (عليه السلام) في خطبة 148 من نهج البلاغة: "كل من طلحة وزبير يأمل أن يحصل على الحكم، وقد علق عينيه عليهما ولا يعتبر رفيقه". | |||
=== نقض العهد وإشعال الفتنة === | |||
في خطبة، يأمر الإمام علي (عليه السلام) الناس بالاستعداد، ويقول: إن طلحة وزبير قد نقضوا البيعة والعهد، وأخرجوا عائشة من بيتها ليشعلوا الفتنة ويبدأوا سفك الدماء. | |||
=== الأحقاد القديمة === | |||
لا يمكن إنكار وجود أحقاد تجاه علي (عليه السلام)، لذلك يذكر أمير المؤمنين (عليه السلام) سوابق هذا الأمر في بعض المناسبات، منها: | |||
أ: لأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد فضلني على والد عائشة. | |||
ب: لأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خصني بالأخوة معه. | |||
ج: لأن الله أمر بأن تُغلق جميع الأبواب المؤدية إلى المسجد حتى باب (بيت) والد عائشة، لكن بابي لم يُغلق. | |||
د: لأنه في يوم خيبر، أعطى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الراية بعد أن أعطاها للآخرين، ثم أعطاني إياها، وبتلك الطريقة حققت النصر مما أحزنهم. | |||
بالإضافة إلى ذلك، كان طلحة وزبير يأملان أن يستشيرهما علي (عليه السلام) في الأمور، حيث اعتبروا أنفسهم في مرتبة ومقام متساويين مع علي (عليه السلام)، وكانوا يأملون أنه بعد موت عثمان، سيحصلون على جزء من الحكم، لكن لم يتحقق أي من هذه الأمور، مما أدى إلى ظهور العداء السابق بينهما وأمير المؤمنين (عليه السلام). | |||
=== ادعاء الثأر === | |||
عندما وصل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) خبر أن طلحة وزبير قد قاما للثأر لعثمان، قال: لم يقتل عثمان إلا هم أنفسهم. | |||
كما ذكر مضمون هذا القول في خطبة 137 من نهج البلاغة: إنهم يريدون الانتقام لدمٍ قد سفكوه بأنفسهم. | |||
وبهذا، يقول الإمام: إن طلحة هو من أشعل الحرب حتى لا يُسأل عن قتل عثمان. | |||
عند التأمل في الفقرات السابقة، ندرك: | |||
أولاً: في معظم الانتقادات واللوم التي وجهها أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى أصحاب الجمل، كان حديثه موجهًا إلى طلحة وزبير. وكأن الإمام يعتبر هذين الشخصين هما السبب الرئيسي في الحرب، وبعبارة أخرى، كانت عائشة لها دور ثانوي في هذه الفتنة واستُغلت دعائيًا من قبلهما. | |||
ثانيًا: يتضح أنه لا يوجد أي من الأسباب التي ذكرها أصحاب الجمل لأفعالهم مقنعة. خاصة عندما نعلم أن قتل عثمان والثأر له لم يكن سوى ذريعة، لأن عائشة لم تكن لها علاقة جيدة مع عثمان. وقد قيل إن عائشة كانت تأخذ قميص رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى عثمان وتقول له: لم يجف رطوبة كفن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد، وأنت تحرف أحكامه. | |||
لذا، نرى أن أصحاب الجمل قاموا تحت عنوان يبدو جميلًا وحقًا ضد أولي الأمر الخاص بهم، ونقضوا عهدهم وبيعتهم، في حين أن هذا العنوان لم يكن سوى ذريعة. | |||
== أهم أثر مكتوب == | |||
كتاب الجمل والنصرة لسيد العترة في حرب البصرة تأليف الشيخ المفيد (متوفى 413)، فقيه ومحدث ومتكلّم شيعي إمامي، هو أهم كتاب متبقي حول موضوع حرب الجمل. | |||
== المصادر == | |||
* القرآن. | |||
* ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، طبع محمد أبو الفضل إبراهيم، القاهرة 1385-1387/ 1965-1967، طبع أوفست بيروت (بلا تاريخ). | |||
* ابن الأثير، علي بن محمد، أسد الغابة في معرفة الصحابة، طبع محمد إبراهيم بنا ومحمد أحمد عاشور، القاهرة 1970-1973. | |||
* ابن أعثم الكوفي، أحمد بن أعثم، الفتوح، طبع علي شيري، بيروت 1411/1991. | |||
* ابن قتيبة الدينوري، عبدالله بن مسلم، الإمامة والسياسة، المعروف بتاريخ الخلفاء، القاهرة 1388/1969، طبع أوفست قم 1363ش. | |||
* ابن كلبي، جمهرة النسب، ج 1، طبع ناجي حسن، بيروت 1407/1986. | |||
* ابن نديم، محمد بن إسحاق، الفهرست. | |||
* محمد بن عبدالله الأسكافي، المعيار والموازنة في فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه)، طبع محمد باقر محمودي، بيروت 1402/1981. | |||
* البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف، طبع محمود فردوس العظم، دمشق 1996-2000. | |||
* شيباني عصفري، خليفة بن خياط، تاريخ خليفة بن خياط، طبع مصطفى نجيب فواز وحكمة كشلي فواز، بيروت 1415/1995. | |||
* دينوري، أحمد بن داود، الأخبار الطوال، طبع عبدالمنعم عامر، مصر (1379/ 1959)، طبع أوفست بغداد (بلا تاريخ). | |||
* شافعي، محمد بن إدريس، الأم، بيروت 1403/1983. | |||
* سرخسي، محمد بن أحمد، المبسوط، بيروت 1406/1986. | |||
* زين الدين بن علي شهيد ثان، الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية، طبع محمد كلانتر، نجف 1398، طبع أوفست قم 1410. | |||
* طبري، محمد بن جرير، تاريخ الطبري. | |||
* محمد بن حسن الطوسي، المبسوط في فقه الإمامية، ج 7، طبع محمد باقر بهبودي، طهران (بلا تاريخ). | |||
* حسن بن يوسف علامة حلي، مختلف الشيعة في أحكام الشريعة، قم 1412-1420. | |||
* علي بن حسين علم الهدى، مسائل الناصريات، طهران 1417/1997. | |||
* الإمام علي (عليه السلام)، نهج البلاغة، ترجمة جعفر شهيدي، طهران 1370ش. | |||
* مسعودي، علي بن حسين، مروج الذهب. | |||
* مفيد، محمد بن محمد، الجمل والنصرة لسيد العترة في حرب البصرة، طبع علي ميرشريفي، قم 1374ش. | |||
* نجاشي، أحمد بن علي، رجال النجاشي، طبع موسى شبيري زنجاني، قم 1407. | |||
* حموي، ياقوت بن عبدالله، معجم البلدان. | |||
* يعقوبي، تاريخ يعقوبي. | |||
* ابن أبي الحديد المعتزلي، شرح نهج البلاغة، مكتبة آية الله مرعشي، قم، 1404 هـ ق. | |||
* مفيد، محمد بن محمد، الجمل والنصرة لسيد العترة في حرب البصرة. | |||
== الهوامش == | |||
{{الهوامش}} | |||
[[تصنيف:الحروب]] | |||
[[تصنيف:تاريخ الإسلام]] |
المراجعة الحالية بتاريخ ١١:٥٠، ٧ يناير ٢٠٢٥
```جنگ الجمل``` هي أول حرب أهلية بين المسلمين في زمن حكم علي بن أبي طالب (عليه السلام). وقعت هذه الحرب في عام 36 هجريًا بين جيش الإمام علي (عليه السلام) ومجموعة من الناكثين الذين تمردوا، بقيادة عائشة زوجة النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وطلحة وزبير بالقرب من مدينة البصرة. انتهت الحرب في النهاية بانتصار جيش الإمام علي (عليه السلام).
يُعتبر تمرد بعض الصحابة، بما في ذلك طلحة وزبير وعائشة، ومعارضتهم لحكومة الإمام علي (عليه السلام) بدعوى الثأر لقتل عثمان من العوامل التي أدت إلى نشوء هذه الحرب.
عوامل الحرب
هناك عوامل أدت إلى نشوء حرب الجمل، وسنذكرها فيما يلي.
تمرد طلحة وزبير
في ذي الحجة 35، وبسبب إصرار وتوافق أهل المدينة من المهاجرين والأنصار، وعلى الرغم من ميله الباطني، تولى الإمام علي (عليه السلام) زمام الخلافة. بايع الجميع عدا قلة كانت تميل إلى عثمان. هرب عدد من المعارضين إلى الشام ومكة.
طلحة بن عبيد الله وزبير بن العوام، وهما من الشخصيات البارزة في الصحابة وكانا من المرشحين لتولي الحكم، بايعا الإمام علي (عليه السلام). ويُقال إن طلحة كان أول من بايع، ولأن يده كانت مشلولة، اعتبر البعض ذلك فألًا سيئًا وقالوا إن هذا الأمر لن يكتمل. [١]
طلحة وزبير اللذان كانا يتطلعون إلى الخلافة [٢] [٣] [٤] عندما لم ينجحا وتولى الإمام علي (عليه السلام) الخلافة، توقعا أن يشاركا مع الإمام في الخلافة أو على الأقل يحصلان على حكم الولايات. طلبا من علي (عليه السلام) أن يمنحهما إمارة البصرة والكوفة (أو العراق واليمن)، لكن الإمام لم يرَ فيهما الكفاءة لهذه المهمة. [٥][٦][٧]
بعد أربعة أشهر من تولي علي (عليه السلام) الخلافة، أدرك طلحة وزبير أن الناس قد ابتعدوا عنهم بسبب خلافة الإمام علي ولم يعد لهما مكان في المدينة، فطلبا من الإمام الإذن للذهاب إلى مكة لأداء العمرة. قال الإمام ربما لديكما نية الذهاب إلى الشام أو العراق، فأجابا أنهما يعتزمان فقط أداء العمرة وأقسموا أنهما لن يثيرا فسادًا أو فتنة ولن ينقضا بيعتهما. سمح الإمام لهما وذهبا مسرعين إلى مكة. ومع ذلك، قال الإمام إنهما لا يذهبان لأداء العمرة بل ينويان المكر. [٨][٩][١٠][١١][١٢]
تحالف طلحة وزبير مع عائشة
طلب طلحة وزبير من عائشة، التي كانت قد ذهبت إلى مكة لأداء العمرة قبل قتل عثمان، أن تنضم إليهما في الثأر لعثمان والانتقام من قاتليه الذين أصبحوا الآن من المقربين لعلي (عليه السلام) وقادته. بعد فترة، وافقت عائشة على طلبهما. [١٣][١٤][١٥][١٦]
على الرغم من أن طلحة وزبير ادعيا أنهما يسعيان للثأر لعثمان، إلا أنهما رفضا طاعة الإمام وانسحبا من صفوف المسلمين، لكن وفقًا لما قاله علي (عليه السلام) [١٧] كانا هما من قاتل عثمان. [١٨]
ادعيا أنهما قد توبة وقررا الانتقام لعثمان الذي قُتل ظلمًا، وأنهما يرغبان في تأسيس نظام الخلافة للمسلمين على نحو لجنة مشابهة للجنة عمر، وإحلال السلام بينهم. كما طلبا من عائشة أن تُعلن هذه الأمور للناس. [١٩][٢٠][٢١][٢٢]
لتبرير تمردهم، ادعى طلحة وزبير أنهما بايعا خوفًا وإكراهًا، وبالتالي ليس لديهما التزام بالطاعة لـ أمير المؤمنين. [٢٣][٢٤][٢٥][٢٦][٢٧] قال الإمام إن زبير يعتقد أنه بايع بيده، لا بقلبه، لذا يعترف بالبيعة ويدعي الخروج منها، وعليه أن يقدم دليلًا صحيحًا على ادعائه. [٢٨] كان طلحة، الذي ينتمي إلى بني تيم وقرابة أبوبكر، [٢٩] مثل زبير، يتطلع إلى الخلافة، ولم يكن أحدهما يعتد بالآخر. [٣٠]
ثأر عثمان
عائشة التي كانت في مكة عند قتل عثمان، كانت تظن أو قد علمت أن طلحة قد تولى الخلافة بعد قتل عثمان، فتوجهت إلى المدينة، ولكن عندما سمعت في الطريق أن الناس قد بايعوا عليًا (عليه السلام)، عادت إلى مكة وأعربت عن ندمها على تحريض الناس ضد عثمان، وأعلنت أن عثمان قد قُتل ظلمًا، ودعت الناس إلى الثأر له ومعارضة أمير المؤمنين ومكافحة الفتنة في المدينة، وعندما وُجه إليها اعتراض بأنها كانت تشجع الناس على قتل عثمان (كما عبرت عائشة: نَعْثَل)، قالت إن عثمان قد تاب ثم قُتل.
اتحاد الناكثين
كان زبير ابن عمة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) وابن عم الإمام علي (عليه السلام) وزوج أخت عائشة، ولعب ابنه عبد الله دورًا رئيسيًا في إقناع عائشة بالانضمام إلى طلحة وزبير وإشعال فتيل الحرب. كانت عائشة تحمل كراهية للإمام علي (عليه السلام) [٣١] [٣٢][٣٣][٣٤][٣٥][٣٦]، وكان لذلك تأثير في انضمامها إلى طلحة وزبير، وبالتالي، حقق طلحة وزبير وغيرهم من الانفصاليين الذين كانوا يعلمون أن عملهم لن ينجح بدون عائشة، أم المؤمنين وزوجة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، التي كانت محط أنظار الناس، نجاحًا كبيرًا بعد أن حصلوا على موافقتها.
كان عبد الله بن عامر حضرمي، وكيل عثمان في مكة، أول من استجاب لدعوة عائشة، ثم انضم إليه الأمويون الذين هربوا إلى مكة بعد قتل عثمان (مثل سعيد بن العاص، مروان بن الحكم، عبد الرحمن بن عتاب، مغيرة بن شعبه، ووليد بن عقبة). كان مغيرة يدعو الناس إلى الثأر لعثمان، وانضم عبد الله بن عامر بن كريز ويعلي بن أمية إليهم بأموال وجمال كثيرة (حسب بعض الأخبار، مع ستمائة جمل وستمائة ألف درهم أو دينار) من اليمن، وتجمع الجميع في بيت عائشة؛ وبذلك، لجأ جميع معارضي الإمام، وخاصة الذين كانوا يخشون من أن يسترد الإمام حقوق المسلمين منهم، إلى عائشة.
أحداث قبل الحرب
قبل حرب الجمل، وقعت أحداث يجب الإشارة إليها.
تحرك المعارضين نحو البصرة
وافق المعارضون على اقتراح عبد الله بن عامر بالتحرك نحو البصرة (على عكس رأي عائشة التي كانت تقول إنهم يجب أن يتوجهوا إلى المدينة)، لأنهم لم يكونوا قادرين على مواجهة أهل المدينة، بالإضافة إلى أن أهل البصرة كانوا مؤيدين لطلحة وزبير، وكان لعبد الله أيضًا أنصار هناك. كان طلحة وزبير يأملون أن تحرض عائشة أهل البصرة كما فعلت مع أهل مكة ضد الإمام علي.
جهزوا جيوشًا وأعلن المنادي أن أم المؤمنين وطلحة وزبير ذاهبون إلى البصرة، وأن كل من يرغب في عز الإسلام والقتال مع المذنبين والثأر لعثمان عليه أن ينطلق. وفي النهاية، تم إعداد جيش مكون من ثلاثة آلاف مقاتل، كان تسعمائة منهم من أهل المدينة ومكة. [٣٧][٣٨][٣٩][٤٠][٤١][٤٢]
كتب معاوية، الذي كان يحكم الشام ويدعي الثأر لعثمان، رسالة إلى زبير وطلب منه كذبًا أن يذهب إلى الشام ليبايعه هو وأهلها. [٤٣]
موقف زوجات النبي
من وجهة نظر كبار الصحابة، كان خروج عائشة معارضة واضحة للآية ٣٣ من سورة الأحزاب، التي تطلب صراحة من نساء النبي أن يقبعن في بيوتهن. [٤٤][٤٥][٤٦][٤٧][٤٨]
كانت حفصة من بين زوجات النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) تسعى لتتبع رأي عائشة ومؤازرتها، لكن أخاها عبد الله بن عمر لم يسمح لها بذلك. [٤٩][٥٠] دعت أم سلمة الناس إلى تقوى الله وطاعة علي (عليه السلام) [٥١] وسعت لإثناء عائشة عن مرافقة الناكثين، وذكرتها بأنها كانت من أكثر الناس تشددًا ضد عثمان، وذكرتها بأقوال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حول ولاية وخلافة علي (عليه السلام)، لكن عائشة لم تقبل نصيحتها وأجابت بأنها خرجت بنية إصلاح بين المسلمين وتريد تعويض ذنبها في تصرفها مع عثمان. [٥٢][٥٣][٥٤]
بعد ذلك، أبلغت أم سلمة الإمام علي (عليه السلام) عن تحركات المعارضين، وأرسلت ابنها عمر لمساعدة الإمام [٥٥][٥٦][٥٧] (يُقال إن أم فضل، زوجة عباس عم النبي، كتبت رسالة إلى الإمام. [٥٨] وقد ذكر ابن أعثم الكوفي كلًا من رسالة أم سلمة ورسالة أم فضل، كما نسب ابن قتيبة الدينوري رسالة إلى قثم بن عباس. [٥٩])
موقف الإمام علي من المعارضين
كان الإمام مستعدًا للحرب مع معاوية وأتباعه، وعندما وصل خبر معارضة أهل مكة إلى المدينة، أعلن الإمام، في حديث له، أنه إذا اكتفوا بهذا القدر (المعارضة والاعتراض) فلن يتعامل معهم، وعندما وصل خبر أن المعارضين يعتزمون التوجه إلى البصرة، استعد لمواجهتهم، وقال إنه إذا فعلوا ذلك، فإن نظام المسلمين سيتفكك، وأكد أن بقائهم بيننا، رغم المعارضة وعدم التوافق، لن يسبب لنا أي ضيق أو معاناة. [٦٠]
سبب تسمية الحرب
ركبت عائشة على جمل يُدعى عسكر، الذي اشتراه يَعْلَى بن أميّة بثمانين دينارًا (أو كما قيل، مئتي دينار) وتركه تحت تصرفها. لذلك، سُميت هذه الحرب "الجمل" (الجمل النّجدي).
معارضة بعض القادة للحرب
مغيرة بن شعبه الثقفي وسعيد بن العاص، اللذان كانا قد ابتعدا عن مكة، استشارا بعضهما بشأن مواصلة الطريق، فقرر مغيرة، بدافع من الفرصة، العودة وقال للثقفيين أن يعودوا. كما قال سعيد لمروان بن الحكم الأموي، الذي كان من المدعين الرئيسيين للثأر وداماد عثمان، إن الذين يحملون الدم على أعناقهم هم على ظهور الجمال، اقتلوهم، وارجعوا إلى بيوتكم ولا تعرضوا أنفسكم للهلاك، ثم عاد إلى مكة. من جهة أخرى، بقي عبد الله بن عمر في مكة بحجة أنه أحد أهل المدينة ويتبع قرارهم. فقط عبد الله ابن زبير ذهب معه، بينما كان طلحة يحمل ابنه محمد.
ندم عائشة على الحرب
بين الطريق من مكة إلى البصرة، عند ماء يُدعى حَوْءَب، نبح الكلاب، وعندما سمعت عائشة نباحها وعرفت أنها حَوْءَب، تذكرت قولًا من النبي وطلبت أن يعيدوها. كان رسول الله قد قال لزوجاته: "لا تكوني واحدة منكن التي تنبح عليها كلاب حَوْءَب". في هذه الأثناء، أنكر عبد الله بن زبير (ووفقًا لرواية، طلحة وزبير) أن يكون هذا المكان هو حَوْءَب، وجلبوا خمسين من بني عامر إلى عائشة، وشهدوا على صدق قول عبد الله وأقسموا.
دخول عائشة إلى البصرة
وصل الثوار إلى خارج البصرة، وبطلب من عائشة، دخل عبد الله بن عامر سرًا إلى المدينة برسالة منها إلى قادة البصرة، وتقدمت عائشة مع رفاقها حتى حُفَيْر أو حَفْر أبي موسى. عندما وصل الخبر إلى أهل البصرة، أرسل عثمان بن حنيف (والي علي في البصرة) عمران بن حصين وأبو الأسود الدؤلي إلى عائشة ليسألوها عن سبب قدومها ومعارضتها. قالت عائشة إن الفوضويين هاجموا حرمة النبي وقتلوا إمام المسلمين ظلمًا ونهبوا الأموال المحترمة، وانتهكوا حرمة المدينة والشهر الحرام. لقد جئت لأخبر المسلمين بأعمالهم ولأقول ما يجب فعله لإصلاح هذا الوضع. ذكرها الاثنان بأنه يجب عليها، بأمر الله، مثل بقية زوجات رسول الله، أن تبقى في بيتها. كما قال طلحة وزبير إنهم جاءوا للثأر لعثمان وأن بيعتهم كانت تحت الإكراه.
إجراءات الثوار في البصرة
بتوجيه من الإمام علي (عليه السلام)، تم تكليف عثمان بن حنيف بدعوة الثوار إلى الطريق الحق، وإذا لم يقبلوا، أن يقاومهم حتى وصول الإمام. قال عثمان بن حنيف للناس أن يتجهزوا ويكونوا مستعدين. دخلت عائشة مع الثوار إلى المِرْبَد (من الأحياء الكبيرة والمشهورة في البصرة) وانضم إليها عدد من البصريين. حرض طلحة وزبير الناس على الثأر لعثمان، ثم بدأت عائشة، وهي جالسة على جملها في هودجها، تتحدث بصوت عالٍ عن قتل عثمان ظلمًا، وضد علي وترك أمر الخلافة للشورى. حدث انقسام بين أنصار عثمان بن حنيف، وانضم فريق إلى عائشة. قام جارية بن قدامة، من أنصار الإمام علي، بنصح عائشة قائلاً إن قتل عثمان أخف من خروجك من بيتك واستهداف نفسك بالسلاح على هذا الجمل الملعون، وانتهاك سترتك وحرمتك.
الحرب بين الثوار والبصريين
حكيم بن جبلة، قائد فرسان عثمان بن حنيف، حارب فرسان عائشة، وكان الناس، كل منهم مؤيد لأحد الطرفين، يقذفون الحجارة من الأسطح نحو الفريق الآخر. في اليوم التالي، من شروق الشمس حتى الظهر، وقعت معركة عنيفة بين أنصار عثمان بن حنيف وأنصار عائشة في مكان يُدعى دار الرزق (مدينة الرزق/ قرية الأرزاق) في زابوقة (مكان قريب من البصرة)، وقُتل العديد من أنصار عثمان، ولكن في النهاية، تصالح الطرفان.
الصلح بين الثوار وعثمان
بعد الصلح بين أنصار عائشة وأنصار عثمان بن حنيف، كتبوا عقدًا للامتناع عن الحرب حتى يأتي علي (عليه السلام)، وعدم التعرض لبعضهم في السوق والأزقة، وأن تكون دار الإمارة وبيت المال والمسجد تحت تصرف عثمان بن حنيف، وأن يقيم طلحة وزبير وأنصارهما حيثما شاؤوا. ثم تفرق الناس وتركوا أسلحتهم على الأرض. وفي رواية من سيف بن عمر، تم ذكر مضمون العقد لتأييد الثوار بطريقة أخرى. وفقًا لروايته، اتفق الطرفان على إرسال كعب بن سور كممثل إلى المدينة ليكتشف ما إذا كان طلحة وزبير قد أُجبروا على البيعة مع علي أم لا، لكن هذا الأمر يبدو غير صحيح، لأن كعب بن سور كان أحد قادة أصحاب الجمل، ومن الطبيعي أن عثمان بن حنيف لم يكن ليوافق على مثل هذا الاتفاق ومع مثل هذا الممثل.
نقض وثيقة الصلح
بعد يومين من الصلح، نقض طلحة وزبير الاتفاق خوفًا من أن يأتي علي (عليه السلام) ويستولي عليهم، وبعد ذلك، تم القبض على عثمان بن حنيف أثناء قراءته صلاة العشاء في المسجد. في البداية، أمرت عائشة بقتله، لكنها تراجعت بعد ذلك وأمرت بحبسه. تم جلده أربعين جلدة، وبأمر من طلحة أو مجاشع بن مسعود، تم نتف شعر رأسه ولحيته وحاجبيه وجفونه، ثم حبسه. بعد ذلك، ذهب عبد الله بن زبير ومجموعة إلى دار الإمارة وقتلوا أربعين (أو كما قيل، سبعين) من حراس عثمان بن حنيف، ودخلوا القصر، واستولى طلحة وزبير على بيت المال، وكان الناس مع الثوار، وكل من لم يكن معهم كان مجهولًا ومختفيًا. بايع الناس طلحة وزبير كأمير، وليس خليفة. وعندما وقع خلاف بين طلحة وزبير حول إمامة الصلاة، تقرر أن يتولى أحدهما (أو ابناهما محمد وعبد الله) إمامة الصلاة بالتناوب كل يوم.
إجراءات حكيم لتحرير عثمان
ذهب حكيم بن جبلة مع ثلاثمائة شخص إلى زابوقة. قال إن الذين قتلهم الثوار ليس لهم يد في قتل عثمان. طلب حكيم من طلحة وزبير أن يحرروا عثمان بن حنيف ويسلموا دار الإمارة وبيت المال إليه، وأن يعودوا إلى أماكنهم حتى يأتي علي (عليه السلام)، لكنهم لم يقبلوا. وقف حكيم وفرسانه وبعض أفراد قبيلته (عبد القيس) وقبيلة ربيعة لمساعدة عثمان بن حنيف، وبعد معركة شديدة، قُتل هو وسبعون من قبائل عبد القيس وربيعة.
ادعاء أداء الواجب
أعلن طلحة وزبير أنه يجب الانتقام من جميع الذين تصرفوا ضد الخليفة عثمان بين قبائل البصرة. ثم كتبوا رسائل إلى أهل الشام والكوفة والمدينة، وأعلنوا أنهم قد انتقموا من قاتلي عثمان وأدوا واجبهم، وعليهم أن يفعلوا مثلهم. كما كتبت عائشة في رسالة إلى أهل الكوفة لتبرير تصرفات الثوار: إذا انتقمنا من قتلى، فنحن معذورون، فقد بقينا 26 يومًا ودعونا أهل البصرة إلى تنفيذ حدود الله ومنع سفك الدماء، لكنهم خانوا، وجمع الله قاتلي عثمان معًا، فانتقم منهم، فلا تغضوا الطرف عن قاتلي عثمان. دعت عائشة أيضًا في رسائلها إلى أهل المدينة واليمامة لدعم الثوار. كان الثوار ينوون قتل عثمان بن حنيف أيضًا، لكن خوفًا من انتقام أخيه (سهل بن حنيف) وعشيرته، استجابوا لطلب عائشة وتركوه، فذهب إلى علي (عليه السلام). تاريخ هذه الأحداث هو 24 و25 ربيع الآخر (أو شهر جمادى الأولى) سنة 36.
إجراءات الإمام علي قبل الحرب
عندما علم الإمام أن عائشة وطلحة وزبير قد ذهبوا إلى البصرة، دعا أهل المدينة للمساعدة، واستجاب الناس. ثم عيّن سهل بن حنيف الأنصاري نائبًا عنه، وخرج مسرعًا مع نفس الجيش المكون من سبعمائة شخص (بما في ذلك أربعمائة من المهاجرين والأنصار) الذين كانوا مستعدين للذهاب إلى الشام (في آخر ربيع الآخر 36) لعله يعيد الثوار، لكن عندما وصل إلى رَبَذَه، على بعد ثلاثة أميال من المدينة، تبين أن الثوار قد ابتعدوا، فبقي الإمام عدة أيام في ربذة. هناك، انضم إليه بعض الأصدقاء، بما في ذلك من قبيلة طيء، ووردت إليه مركبات وسلاح من المدينة. ثم كتب رسالة إلى أهل الكوفة يطلب منهم المساعدة.
طلب الجهاد من الكوفيين
أرسل الإمام هاشم بن عتبة المعروف بمِرقال برسالة إلى أبو موسى الأشعري، عامل الكوفة، ليحث الناس على الانضمام إلى الإمام، لكن أبو موسى منع الناس من مساعدة الإمام وقال إن الوضع الحالي هو فتنة، وهدد حتى هاشم بالسجن. بعد ذلك، أرسل الإمام عبد الله بن عباس ومحمد بن أبي بكر إلى الكوفة (وفقًا لرواية، أرسل في المرة الأولى محمد بن أبي بكر ومحمد بن عون، وفي المرة الثانية عبد الله بن عباس ومالك الأشتر) ليعزلوا أبو موسى ويعينوا قرظة بن كعب الأنصاري واليًا على الكوفة. ثم أرسل الإمام حسن بن علي (عليه السلام) وعمّار بن ياسر برسالة إلى أهل الكوفة ليجمعوهم. ثم انتقل من ربذة إلى ذي قار، حيث جاء عثمان بن حنيف إلى الإمام، وعندما رآه الإمام بهذه الحالة، أظهر له العطف وقال: "بارك الله فيك". في الكوفة، حث حسن بن علي وأصدقاء الإمام الآخرين الناس على مساعدة الإمام. وانضم إليهم جيش يتكون من حوالي تسعة آلاف من الكوفيين، والتحقوا بالإمام في ذي قار. كما انضم حوالي ألفين (أو كما قيل، ثلاثة آلاف) من شيعة الإمام من قبيلتي عبد القيس وربيعة الذين كانوا يعيشون في البصرة، ثم تحرك علي (عليه السلام) ووصل إلى البصرة مع حوالي اثني عشر ألف جندي.
تعداد جيش الإمام
كان جيش الإمام مكونًا من سبع مجموعات، من قبائل متنوعة، وكان لكل مجموعة قائدها. انضمت بعض القبائل، مثل قيس وأزد وحنظلة وعمران وتميم وضبّة ورباب، إلى أصحاب الجمل. كما انسحب عدد من الأفراد من كلا الطرفين، من بينهم الأحنف بن قيس الذي قال للإمام: إذا أردت، سأكون معك، وإذا لم ترد، سأعتزل مع قبيلتي بني سعد، وسأمنع عشرة آلاف (أو أربعة آلاف) سيف عنك. فضل الإمام أن ينسحب. في روايات أخرى، كُتب أن جيش الإمام كان يتكون من تسعة عشر أو عشرين ألفًا، بينما كان عدد جيش الثوار ثلاثين ألفًا أو أكثر.
رد الإمام على الشبهة
رد الإمام على أحد أصحابه الذي سأل كيف يمكن أن يكون طلحة وزبير وعائشة جميعهم على الباطل، فقال: لا يمكن معرفة الحق والباطل بمقدار ومنزلة الرجال، بل يجب معرفة الحق ليُعرف أهله، ومعرفة الباطل ليُعرف أهله.
استقرار المجموعتين في البصرة
عندما دخل الإمام البصرة، دخل من جهة الطف، وأقام عدة أيام في مكان معروف بالزاوية، ثم واصل طريقه. كما انطلق طلحة وزبير وعائشة من فرضة (الميناء) بعد وصول الإمام إلى البصرة، والتقى الجيشان. انتقلت عائشة أيضًا من مقر إقامتها إلى مسجد حدان، في حي قبيلة أزد، الذي كان قريبًا من ساحة المعركة.
رفع شبهة
تشير روايات سيف بن عمر إلى أنه نتيجة للمحادثات بين رسول الإمام علي (عليه السلام) وعائشة وطلحة وزبير، زادت احتمالية المصالحة، وأصبح الجيشان يأملان في التوافق. لكن المحرضين على قتل عثمان، الذين كانوا في جيش الإمام علي ويرون أنفسهم في خطر، اتفقوا في الليلة السابقة للمعركة على إشعال الفتنة، وفي صباح اليوم التالي، هاجم كوفيون من جيش الإمام المجموعة المقابلة، وهكذا بدأت الحرب. هذه الروايات، بالإضافة إلى شخصية سيف بن عمر وما تحتويه من تناقضات، تسعى لإظهار تأثير الأفراد والجماعات المحرضة (المتهمين بقتل عثمان ومجموعة سبئية الوهمية) على قرار الإمام علي (عليه السلام) وتصوير الثوار والمخالفين كأشخاص ساعين للسلام، بينما وفقًا لروايات أخرى، لم يكن لدى علي (عليه السلام) رغبة في الحرب، وظل يرسل الرسائل لمدة ثلاثة أيام بعد دخوله البصرة، محاولًا منع الثوار ودعوتهم للانضمام إليه. في يوم الحرب أيضًا، كان يدعو أصحاب الجمل للعودة من الصباح حتى الظهر.
جهود الإمام من أجل السلام
كتب الإمام رسالة إلى طلحة وزبير، يتحدث فيها عن شرعية خلافتهم، وبيعة الناس الحرة، وبراءته من دم عثمان، وعدم حقهم في المطالبة بدم عثمان، وإجراء طلحة وزبير غير الصحيح في انتهاك أمر القرآن (إخراج زوجة النبي من بيتها ومقرها). كما حذر الإمام في رسالة إلى عائشة من أنها خرجت من بيتها خلافًا لأمر القرآن، وأنها، تحت ذريعة الإصلاح بين الناس والمطالبة بدم عثمان، شنت حملة عسكرية وأوقعت نفسها في إثم كبير. أصر طلحة وزبير في رسالة إلى الإمام على تمردهم، ولم ترد عائشة. بعد ذلك، حرض عبد الله بن زبير الناس ضد الإمام، ورد عليه حسن بن علي (عليه السلام) بكلمات بليغة ومفسرة. ثم أرسل الإمام صعصعة بن صوحان ثم عبد الله بن عباس للتحدث مع طلحة وزبير وعائشة، لكن المحادثات لم تسفر عن نتيجة، وكانت عائشة الأكثر تصلبًا بينهم. نتيجة لفشل المراسلات والمناقشات، وإصرار الثوار على نقض البيعة والمعارضة والحرب، ألقى الإمام خطبة وأتم الحجة، ونظم جيشه وعين القادة. كذلك، نظم أصحاب الجمل جيشهم. جلست عائشة على جمل مُدرع، وتقدمت الصفوف.
بيان قوانين الحرب
حذر الإمام أصحابه من بدء الحرب، وقال إنه لا يجب قتل جريح، ولا تشويه أحد، ولا دخول بيت دون إذن، ولا سب أحد، ولا هجاء امرأة، ولا أخذ شيء سوى ما في معسكر أصحاب الجمل.
نصيحة قادة الفتنة
تحدث الإمام علي (عليه السلام) مع طلحة وزبير عن قرب، وذكر لزبير حديثًا عن النبي، فأقر زبير وقال: لو كنت أتذكر هذا، لما جئت إلى هنا. والله لن أقاتلك أبدًا. ثم قال لعائشة إنه يريد ترك الحرب، لكن عبد الله بن زبير قال لأبيه: لقد جعلت هذين الجيشين يتواجهان، والآن وقد رفعوا السيوف على بعضهم، هل تريد أن تتركهم؟ لقد رأيت رايات ابن أبي طالب بيد الشباب الشجعان، وقد خفت. وزبير، بإصرار عبد الله، كفّر عن قسمه بإطلاق سراح عبد، واستعد للحرب.
دعوة للاتحاد
قبل بدء الحرب، أعطى الإمام مصحفًا لأحد أصحابه ليحث الثوار على اتباع أوامره، ويمنعهم من التفرقة ويدعوهم إلى الوحدة، لكنهم قتلوه، وقتلوا عددًا من الآخرين من أصحاب الإمام، فقال الإمام: الآن الحرب جائزة، وقد حان وقت القتال.
بدء الحرب
في يوم الخميس، منتصف جمادى الآخرة 36 أو 10 جمادى الآخرة 36، بدأت الحرب في خُرَيبَة، من نواحي البصرة.
صدور فرمان الحرب
أعطى الإمام علي (عليه السلام) محمد بن حنفية (راية الجيش) ومالك الأشتر (قائد الجناح الأيمن للجيش) أمر الهجوم. استمرت الحرب من الظهر حتى الغروب بشدة. كانت قبائل ضبّة وأزد تحيط بعائشة.
الدفاع عن عائشة خلال الحرب
قتل كعب بن سور، الذي كان يمسك بزمام جمل عائشة، وبعد ذلك، استولى أصحاب الجمل على زمام الجمل واحدًا تلو الآخر، وحافظوا بشدة على عائشة حتى قُتلوا. يُقال إن سبعين شخصًا كانوا يمسكون بزمام الجمل قُطعت أيديهم، وتعرضوا أيضًا للهلاك.
بيّ الشتر عائشة
رواية غريبة من الطبري تتحدث عن تعصب الثوار في تقديس الجمل ودعم عائشة. عندما رأى الإمام مقاومة أهل البصرة حول الجمل، أمر بملاحقته، فهاجم عدد من أفضل أصحاب الإمام الجمل وقتلوه.
انتهاء الحرب
انهزم أصحاب الجمل بعد عدة ساعات من القتال وتكبدوا خسائر كبيرة، في الليل. كتب البلاذري أن جيش الإمام انتصر على أصحاب الجمل بعد سبعة أيام من الحرب.
عدد القتلى
اختلفت الروايات حول عدد القتلى في معركة الجمل. وفقًا لرواية أبو خيثمة عن وهب بن جرير، قُتل من جيش البصرة 2500 شخص في معركة الجمل. في روايات أخرى، يتراوح عدد قتلى أصحاب الجمل بين 6000 إلى 25000. وذكر اليعقوبي أن العدد كان أكثر من 30000، مما يبدو مبالغة. أما عدد شهداء جيش الإمام فقد تراوح بين 400 إلى 5000 شخص.
إجراءات الإمام بعد الحرب
قام الإمام علي (عليه السلام) بعد الحرب بعدة إجراءات، نذكر منها بعض الأمثلة.
التعامل مع الجرحى والأسرى
بعد هزيمة أصحاب الجمل، قال الإمام إنه لا يجب قتل الجرحى والأسرى، ولا ملاحقة الفارين وقتلهم، وأن من يغلق بابه ويضع سلاحه يكون في أمان. لم يقتل الإمام بعض الذين أسروا من جيش الجمل (مثل مروان بن الحكم، وموسى بن طلحة، وأبناء عثمان، ووليد بن عقبة)، بل منحهم الأمان وأطلق سراحهم.
العفو عن أهل البصرة
عندما بايع أهل البصرة الإمام، قال مروان إنه لن يبايع إلا إذا أجبره الإمام، فقال الإمام: حتى لو بايعت، ستغدر. ثم انضم مروان إلى معاوية. ذهب عبد الله بن زبير وعتبة بن أبي سفيان إلى عائشة، ولم يتعرض لهم الإمام. بعد انتصاره على أصحاب الجمل، ألقى الإمام خطبة في جامع البصرة، ووبخ أهل البصرة، واعتبرهم أول من نقض العهد وأحدث الفرقة في الأمة، ومع ذلك، عفا عنهم كما فعل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مع أهل مكة، وحذرهم من الفتنة. ثم جلس وبايعه الناس.
منع الاستيلاء ونهب الأموال
أوقف الإمام جيشه عن الاستيلاء ونهب الأموال الخاصة بأهل البصرة وأصحاب الجمل، وقال إن أموال قتلى أصحاب الجمل هي ميراث لأقاربهم المستحقين لها، وسمح فقط بما يُستخدم في الحرب. بعد ذلك، قسم الإمام الأسلحة والخيول والحمير التي هرب بها الفارون من المعركة بين أصحابه. عندما سأل أحد أصحابه الإمام: كيف يمكننا محاربتهم وسفك دمائهم، لكن أسر النساء ونهب أموالهم غير جائز؟، أجاب الإمام: لا يجوز أخذ أسير أو مال من مسلم، إلا ما كان يستخدم في القتال. ثم قال: أيكم يأخذ أمكم عائشة كغنيمة؟ فاستغفروا.
كتب الإمام أخبار معركة الجمل وانتصاره على الثوار إلى أهل الكوفة والمدينة، وقام بتقسيم بيت المال بين أصحابه ورفاقه، وأقام عدة أيام في البصرة. ثم عيّن عبد الله بن عباس أميرًا على البصرة، وفي رجب (أو رمضان) من السنة 36 ذهب إلى الكوفة.
مصير طلحة وزبير
عندما كان جيش الجمل يفر، أصاب مروان بن حكم طلحة بسهم في ساقه، وتم نقله إلى بيت في البصرة، حيث توفي هناك بسبب النزيف. قيل إن مروان قال لأبان، ابن عثمان، إنه قد تخلص من أحد قاتلي والدك. في بعض الروايات، يُذكر أن طلحة كان أول مقتول في معركة الجمل. وبحسب بعض المصادر، خرج زبير، نادمًا على ما فعله، من بين أصحاب الجمل قبل الحرب. ومن رواية أخرى، يبدو أن زبير هرب من المعركة بعد هزيمة جيش الجمل متوجهًا إلى المدينة. على أي حال، عندما غادر زبير الميدان، قام عمرو/عمير بن جرموز، مع بعض من أصحابه، بملاحقته، وفي مكان يُدعى وادي السباع، قتله بشكل مفاجئ. أظهر الإمام استياءه من هذا الحدث ومقتل زبير، وعندما رأى سيفه، ذكر شجاعة زبير في حروب صدر الإسلام، وقال: هذا السيف قد أزال الحزن عن وجه رسول الله مرات عديدة.
مصير عائشة
بعد الحرب، أُخرجت عائشة من الهودج، وأُقيمت لها خيمة، ووبخها علي (عليه السلام) بسبب إحداث الفتنة، ثم أمر أخاها محمد بن أبي بكر أن يأخذها إلى البصرة. بقيت عائشة هناك عدة أيام حتى كانت ستتوجه إلى المدينة، ولكن عندما انتهت المهلة وتأخرت في الرحيل، أرسل الإمام عبد الله بن عباس إليها ليحذرها، ثم أرسلها مع عدد من نساء البصرة، اللواتي ارتدين ملابس الرجال بأمر الإمام، مع مجموعة من جنوده، برفقة محمد (أو عبد الرحمن) بن أبي بكر، إلى المدينة باحترام ومرافقة، وأعطاها 12000 (درهم أو دينار؟). لاحقًا، كلما تذكرت عائشة يوم الجمل، كانت تتمنى لو أنها ماتت قبل ذلك ولم تشهد تلك الحادثة. وعندما كانت تقرأ الآية "وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ"، كانت تبكي بشدة حتى تبتل نقابها.
وجهة نظر المذاهب الإسلامية
سلوك الإمام علي في معركة الجمل أصبح مرجعًا لفقهاء المذاهب الإسلامية حول "قتال أهل البغي" وأحكام المتمردين الداخليين. كما ناقشت المذاهب الكلامية الإسلامية الوضع الإيماني لأصحاب الجمل. أيضًا، كتب مؤرخو القرون الأولى العديد من الدراسات حول معركة الجمل، ورغم أن هذه الأعمال شكلت أساسًا للأعمال اللاحقة، إلا أن معظمها لم يعد موجودًا الآن.
وجهة نظر المعتزلة
يعتقد بعض علماء المعتزلة أن عائشة وأتباعها كانوا يهدفون إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
عوامل الحرب
لتحليل أسباب وقوع حرب الجمل أو الفتنة الناكثين، من الضروري النظر في أدلة الطرفين المتورطين في الحرب، ثم مقارنتها بالحقائق التاريخية واختيار القول الصحيح.
وجهة نظر قادة الفتنة
في خطبة ألقاها طلحة بين أهل البصرة، حاول أن يوحي أن قيامه لم يكن من أجل الخلافة أو الملك، بل كان يهدف إلى الحصول على مساعدة أهل البصرة ليعملوا جميعًا من أجل إصلاح أمة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ونشر طاعة الله. كما ذُكر، في معظم الخطب المنقولة عن عائشة وطلحة، كانت قضية قتل عثمان والثأر له هي أهم سبب لنقض العهد، ولكن يمكن الإشارة إلى أسباب أخرى أيضًا، منها أن طلحة لم يعتبر حكومة علي بن أبي طالب (عليه السلام) متوافقة مع نهج الخلفاء السابقين، وكان معترضًا على عدم استشارة الإمام علي له في الأمور.
وجهة نظر الإمام وأصحابه
قبل مناقشة أسباب بدء حرب الجمل من وجهة نظر علي (عليه السلام)، يجب الانتباه إلى نقطة مهمة - أي الفاعلين الرئيسيين في الحرب. يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبة 172 من نهج البلاغة: "... كان طلحة وزبير يسحبون زوج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كما يسحبون جارية إلى سوق النخاسة". من هذا القول، نفهم بوضوح أن الفاعل البشري المهم في حرب الجمل لم يكن سوى طلحة وزبير، وأن عائشة كانت أكثر عرضة للاستغلال الدعائي في هذه الأثناء.
الطموح للسلطة لدى طلحة وزبير
يوضح الإمام علي (عليه السلام) في خطبة 148 من نهج البلاغة: "كل من طلحة وزبير يأمل أن يحصل على الحكم، وقد علق عينيه عليهما ولا يعتبر رفيقه".
نقض العهد وإشعال الفتنة
في خطبة، يأمر الإمام علي (عليه السلام) الناس بالاستعداد، ويقول: إن طلحة وزبير قد نقضوا البيعة والعهد، وأخرجوا عائشة من بيتها ليشعلوا الفتنة ويبدأوا سفك الدماء.
الأحقاد القديمة
لا يمكن إنكار وجود أحقاد تجاه علي (عليه السلام)، لذلك يذكر أمير المؤمنين (عليه السلام) سوابق هذا الأمر في بعض المناسبات، منها: أ: لأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد فضلني على والد عائشة. ب: لأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خصني بالأخوة معه. ج: لأن الله أمر بأن تُغلق جميع الأبواب المؤدية إلى المسجد حتى باب (بيت) والد عائشة، لكن بابي لم يُغلق. د: لأنه في يوم خيبر، أعطى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الراية بعد أن أعطاها للآخرين، ثم أعطاني إياها، وبتلك الطريقة حققت النصر مما أحزنهم.
بالإضافة إلى ذلك، كان طلحة وزبير يأملان أن يستشيرهما علي (عليه السلام) في الأمور، حيث اعتبروا أنفسهم في مرتبة ومقام متساويين مع علي (عليه السلام)، وكانوا يأملون أنه بعد موت عثمان، سيحصلون على جزء من الحكم، لكن لم يتحقق أي من هذه الأمور، مما أدى إلى ظهور العداء السابق بينهما وأمير المؤمنين (عليه السلام).
ادعاء الثأر
عندما وصل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) خبر أن طلحة وزبير قد قاما للثأر لعثمان، قال: لم يقتل عثمان إلا هم أنفسهم. كما ذكر مضمون هذا القول في خطبة 137 من نهج البلاغة: إنهم يريدون الانتقام لدمٍ قد سفكوه بأنفسهم. وبهذا، يقول الإمام: إن طلحة هو من أشعل الحرب حتى لا يُسأل عن قتل عثمان. عند التأمل في الفقرات السابقة، ندرك: أولاً: في معظم الانتقادات واللوم التي وجهها أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى أصحاب الجمل، كان حديثه موجهًا إلى طلحة وزبير. وكأن الإمام يعتبر هذين الشخصين هما السبب الرئيسي في الحرب، وبعبارة أخرى، كانت عائشة لها دور ثانوي في هذه الفتنة واستُغلت دعائيًا من قبلهما. ثانيًا: يتضح أنه لا يوجد أي من الأسباب التي ذكرها أصحاب الجمل لأفعالهم مقنعة. خاصة عندما نعلم أن قتل عثمان والثأر له لم يكن سوى ذريعة، لأن عائشة لم تكن لها علاقة جيدة مع عثمان. وقد قيل إن عائشة كانت تأخذ قميص رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى عثمان وتقول له: لم يجف رطوبة كفن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد، وأنت تحرف أحكامه. لذا، نرى أن أصحاب الجمل قاموا تحت عنوان يبدو جميلًا وحقًا ضد أولي الأمر الخاص بهم، ونقضوا عهدهم وبيعتهم، في حين أن هذا العنوان لم يكن سوى ذريعة.
أهم أثر مكتوب
كتاب الجمل والنصرة لسيد العترة في حرب البصرة تأليف الشيخ المفيد (متوفى 413)، فقيه ومحدث ومتكلّم شيعي إمامي، هو أهم كتاب متبقي حول موضوع حرب الجمل.
المصادر
- القرآن.
- ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، طبع محمد أبو الفضل إبراهيم، القاهرة 1385-1387/ 1965-1967، طبع أوفست بيروت (بلا تاريخ).
- ابن الأثير، علي بن محمد، أسد الغابة في معرفة الصحابة، طبع محمد إبراهيم بنا ومحمد أحمد عاشور، القاهرة 1970-1973.
- ابن أعثم الكوفي، أحمد بن أعثم، الفتوح، طبع علي شيري، بيروت 1411/1991.
- ابن قتيبة الدينوري، عبدالله بن مسلم، الإمامة والسياسة، المعروف بتاريخ الخلفاء، القاهرة 1388/1969، طبع أوفست قم 1363ش.
- ابن كلبي، جمهرة النسب، ج 1، طبع ناجي حسن، بيروت 1407/1986.
- ابن نديم، محمد بن إسحاق، الفهرست.
- محمد بن عبدالله الأسكافي، المعيار والموازنة في فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه)، طبع محمد باقر محمودي، بيروت 1402/1981.
- البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف، طبع محمود فردوس العظم، دمشق 1996-2000.
- شيباني عصفري، خليفة بن خياط، تاريخ خليفة بن خياط، طبع مصطفى نجيب فواز وحكمة كشلي فواز، بيروت 1415/1995.
- دينوري، أحمد بن داود، الأخبار الطوال، طبع عبدالمنعم عامر، مصر (1379/ 1959)، طبع أوفست بغداد (بلا تاريخ).
- شافعي، محمد بن إدريس، الأم، بيروت 1403/1983.
- سرخسي، محمد بن أحمد، المبسوط، بيروت 1406/1986.
- زين الدين بن علي شهيد ثان، الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية، طبع محمد كلانتر، نجف 1398، طبع أوفست قم 1410.
- طبري، محمد بن جرير، تاريخ الطبري.
- محمد بن حسن الطوسي، المبسوط في فقه الإمامية، ج 7، طبع محمد باقر بهبودي، طهران (بلا تاريخ).
- حسن بن يوسف علامة حلي، مختلف الشيعة في أحكام الشريعة، قم 1412-1420.
- علي بن حسين علم الهدى، مسائل الناصريات، طهران 1417/1997.
- الإمام علي (عليه السلام)، نهج البلاغة، ترجمة جعفر شهيدي، طهران 1370ش.
- مسعودي، علي بن حسين، مروج الذهب.
- مفيد، محمد بن محمد، الجمل والنصرة لسيد العترة في حرب البصرة، طبع علي ميرشريفي، قم 1374ش.
- نجاشي، أحمد بن علي، رجال النجاشي، طبع موسى شبيري زنجاني، قم 1407.
- حموي، ياقوت بن عبدالله، معجم البلدان.
- يعقوبي، تاريخ يعقوبي.
- ابن أبي الحديد المعتزلي، شرح نهج البلاغة، مكتبة آية الله مرعشي، قم، 1404 هـ ق.
- مفيد، محمد بن محمد، الجمل والنصرة لسيد العترة في حرب البصرة.
الهوامش
- ↑ طبري، محمد بن جرير، تاريخ طبري، ج ٤، ص ٤٢٧٤٣٥.
- ↑ الإمام علي (عليه السلام)، نهج البلاغة، خطبة ١٤٨، ص ٣١٢.
- ↑ طبري، محمد بن جرير، تاريخ طبري، ج ٤، ص ٤٥٣.
- ↑ طبري، محمد بن جرير، تاريخ طبري، ج ٤، ص ٤٥٥.
- ↑ ابن قتيبة الدينوري، عبدالله بن مسلم، الإمامة والسياسة، ج ١، ص ٥١٥٢.
- ↑ طبري، محمد بن جرير، تاريخ طبري، ج ٤، ص ٤٢٩.
- ↑ طبري، محمد بن جرير، تاريخ طبري، ج ٤، ص ٤٣٨.
- ↑ بلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف، ج ٢، ص ٢٢٢.
- ↑ طبري، محمد بن جرير، تاريخ طبري، ج ٤، ص ٤٢٩.
- ↑ طبري، محمد بن جرير، تاريخ طبري، ج ٤، ص ٤٤٤.
- ↑ مفيد، محمد بن محمد، الجمل والنصرة لسيد العترة في حرب البصرة، ج ١، ص ٢٣٣.
- ↑ مفيد، محمد بن محمد، الجمل والنصرة لسيد العترة في حرب البصرة، ج ١، ص ٨٩.
- ↑ بلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف، ج ٢، ص ٢٢٢.
- ↑ دينوري، أحمد بن داود، الأخبار الطوال، ج ١، ص ١٤٤.
- ↑ طبري، محمد بن جرير، تاريخ طبري، ج ٤، ص ٤٥٠.
- ↑ ابن أعثم الكوفي، أحمد بن أعثم، الفتوح، ج ٢، ص ٤٥٢.
- ↑ الإمام علي (عليه السلام)، نهج البلاغة، خطبة ١٧٤، ص ٣٨٢.
- ↑ طبري، محمد بن جرير، تاريخ طبري، ج ٤، ص ٤٤٠.
- ↑ ابن قتيبة الدينوري، عبدالله بن مسلم، الإمامة والسياسة، ج ١، ص ٦٤.
- ↑ ابن قتيبة الدينوري، عبدالله بن مسلم، الإمامة والسياسة، ج ١، ص ٦٨.
- ↑ بلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف، ج ٢، ص ٢٢٣.
- ↑ بلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف، ج ٢، ص ٢٢٤.
- ↑ بلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف، ج ٢، ص ٢٢٢.
- ↑ طبري، محمد بن جرير، تاريخ طبري، ج ٤، ص ٤٢٩٤٣١.
- ↑ طبري، محمد بن جرير، تاريخ طبري، ج ٤، ص ٤٣٥.
- ↑ طبري، محمد بن جرير، تاريخ طبري، ج ٤، ص ٤٥٤.
- ↑ طبري، محمد بن جرير، تاريخ طبري، ج ٤، ص ٤٦٢.
- ↑ الإمام علي (عليه السلام)، نهج البلاغة، خطبة ٨، ص ٤٦.
- ↑ ابن كلبي، هشام بن محمد، جمهرة النسب، ج ١، ص ٧٩٨٠، ج ١.
- ↑ الإمام علي (عليه السلام)، نهج البلاغة، خطبة ١٤٨، ص ٣١٢.
- ↑ الإمام علي (عليه السلام)، نهج البلاغة، خطبة ١٥٦، ص ٣٣٢.
- ↑ طبري، محمد بن جرير، تاريخ طبري، ج ٤، ص ٥٤٤.
- ↑ طبري، محمد بن جرير، تاريخ طبري، ج ٥، ص ١٥٠.
- ↑ مفيد، محمد بن محمد، الجمل والنصرة لسيد العترة في حرب البصرة، ج ١، ص ٢٢٦.
- ↑ مفيد، محمد بن محمد، الجمل والنصرة لسيد العترة في حرب البصرة، ج ١، ص ٤٠٩ـ٤١٢.
- ↑ مفيد، محمد بن محمد، الجمل والنصرة لسيد العترة في حرب البصرة، ج ١، ص ٤٢٥ـ٤٣٤.
- ↑ بلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف، ج ٢، ص ٢٢٤.
- ↑ طبري، محمد بن جرير، تاريخ طبري، ج ٤، ص ٤٤٩٤٥٢.
- ↑ طبري، محمد بن جرير، تاريخ طبري، ج ٤، ص ٤٥٤.
- ↑ ابن أعثم الكوفي، أحمد بن أعثم، الفتوح، ج ٢، ص ٤٥٣.
- ↑ مسعودي، علي بن حسين، مروج الذهب، ج ٣، ص ١٠٢.
- ↑ مفيد، محمد بن محمد، الجمل والنصرة لسيد العترة في حرب البصرة، ج ١، ص ٢٢٨.
- ↑ بلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف، ج ٢، ص ١٨٣.
- ↑ طبري، محمد بن جرير، تاريخ طبري، ج ٤، ص ٤٧٧.
- ↑ ابن أعثم الكوفي، أحمد بن أعثم، الفتوح، ج ٢، ص ٤٥٦٤٥٧.
- ↑ ابن أعثم الكوفي، أحمد بن أعثم، الفتوح، ج ٢، ص ٤٦٠.
- ↑ ابن أعثم الكوفي، أحمد بن أعثم، الفتوح، ج ٢، ص ٤٦٧.
- ↑ ابن أعثم الكوفي، أحمد بن أعثم، الفتوح، ج ٢، ص ٤٨٣٤٨٤.
- ↑ طبري، محمد بن جرير، تاريخ طبري، ج ٤، ص ٤٥١.
- ↑ طبري، محمد بن جرير، تاريخ طبري، ج ٤، ص ٤٥٤.
- ↑ بلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف، ج ٢، ص ٢٢٤.
- ↑ بلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف، ج ٢، ص ٢٢٤.
- ↑ ابن أعثم الكوفي، أحمد بن أعثم، الفتوح، ج ٢، ص ٤٥٤٤٥٥.
- ↑ مفيد، محمد بن محمد، الجمل والنصرة لسيد العترة في حرب البصرة، ج ١، ص ١٢٧.
- ↑ ابن أعثم الكوفي، أحمد بن أعثم، الفتوح، ج ٢، ص ٤٥٥٤٥٦.
- ↑ طبري، محمد بن جرير، تاريخ طبري، ج ٤، ص ٤٥١٤٥٢.
- ↑ بلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف، ج ٢، ص ١٥٨.
- ↑ ابن أعثم الكوفي، أحمد بن أعثم، الفتوح، ج ٢، ص ٤٥٥٤٥٧.
- ↑ ابن قتيبة الدينوري، عبدالله بن مسلم، الإمامة والسياسة، ج ١، ص ٥٩.
- ↑ طبري، محمد بن جرير، تاريخ طبري، ج ٤، ص ٤٤٥٤٤٦.