أويس القرني

أويس القرني: القَرَني - بفتح القاف والراء - هو أُويس، أخبر به النبي صلى الله عليه وآله قبل وجوده، وشهد صفّين مع علي عليه السلام، وكان من خيار المسلمين»، ولم يتشرّف بلقاء النبي صلى الله عليه وآله، وقد منعه من ذلك برّه بأُمّه. وهو أحد الرواة المشتركين بين الشيعة و أهل السنة.

أُوَيْس بن عامر بن جُزء (... ــ 37ق)

وهو من الرواة المشتركين.
نسبه: القَرَني، المُرادي، التميمي.
لقبه: اليماني، العابد.
طبقته: الثانية (من المخضرمين).
أصل أُوَيْس من اليمن، وسكن الكوفة، جدّه الأعلى‏ «قَرَن» من أحفاد «مراد»، وبنو مراد فرع من قبيلة «مذحج». وورد في الإصابة مالفظه: «قال عبد الغني بن سعيد: القَرَني - بفتح القاف والراء - هو أُويس، أخبر به النبي صلى الله عليه وآله قبل وجوده، وشهد صفّين مع علي عليه السلام، وكان من خيار المسلمين». ولم يتشرّف بلقاء النبي صلى الله عليه وآله، وقد منعه من ذلك برّه بأُمّه.
ويستفاد ممّا تُرجم له أنّه شوهد لأول مرّة في زمن عمر، في مراسم الحج في منى‏، واهتمّ به الخليفة هناك، وروى‏ هذه الحادثة الفريقان مع اختلاف يسير.
يقول الذهبي: «نادى‏ عمر بمنى‏ على‏ المنبر: ياأهل قَرَن، فقام مشايخ، فقال: أفيكم من اسمه أُوَيس؟ فقال شيخ: يا أمير المؤمنين، ذاك مجنون يسكن القفار، لايألف ولا يُؤلف، قال: ذاك الذي أعنيه، فإذا عدتم فاطلبوه، وبلّغوه سلامي وسلام رسول اللَّه. قال: فقال أُويس: عرّفني أمير المؤمنين وشهّر باسمي؟! اللّهم صلِّ على‏ محمد وعلى‏ آله، السلام على‏ رسول اللَّه، ثم هام على‏ وجهه، فلم يوقف له بعد ذلك على‏ أثرٍ دهراً، ثم عاد في أيام علي عليه السلام فاستشهد معه بصفّين».
وعلى‏ ضوء هذه الرواية، والروايةالأُخرى‏ التي نقلها ابن حجر. بسند صحيح عن أُسَيْر بن جابر بنفس المضمون، ونظراً إلى‏ أنّهم ذكروا أنّه سكن الكوفة، نعلم أنّ ما روي عن أُويس وحالاته إنّما يرتبط بالمدّة التي أقامها بالكوفة حتّى‏ شهادته.
وروى‏ أبو نُعَيم أنّه كان يتصدّق بثيابه، وبما يفضل من طعامه، ويقول: «اللّهم مَن مات جوعاً فلا تؤاخذني به، ومن مات عرياناً فلا تؤاخذني به».
وروى‏ الحاكم النيسابوري وأبو نُعَيم عن عبد الرحمان بن أبي ليلى‏، قال: نادى‏ رجل من أهل الشام يوم صفّين: أمنكم أُوَيْس القَرَني؟ قال: قلنا: نعم، وما تريد منه؟ قال: إنّي سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يقول: «أُويس القَرَني خير التابعين بإحسان» وعطف دابّته فدخل مع أصحاب علي رضي اللَّه تعالى‏ عنهم.
وقيل في حقّه: إنّه يشفع لخلق كثير، وإنّه مجهول في أهل الأرض معروف في السماء، وإنّ النبي قد أوصى‏ به أصحابه، وإنّه من الزهّاد الثمانية بل هو أفضلهم، وإنّه سيد العبّاد، وعلم الأصفياء من الزهّاد.

موقف الرجاليّين منه

قال ابن سعد: «هو ثقة». وروى‏ الذهبي وابن حجر عن ابن عدي: «أنّ اُوَيساً ثقة صدوق».
وقال ابن حجر: «ذكره البخاري في‏الضعفاء له، وقال: في إسناده نظر، واستنكر الذهبي على‏ البخاري تضعيفه، وقال: وماروى‏ الرجل شيئاً فيضعّف أو يوثّق من أجله، ليس له من الرواية شي‏ء».
وادّعى‏ المامقاني في تنقيح المقال اتّفاقَ الفريقين على‏ وثاقة الرجل وتقواه، وزهده وعلاه، وملأوا الكتب من مدائحه وفضائله.

من روى‏ عنهم ومن رووا عنه

روى‏ عن الإمام علي عليه السلام وأيضاً عن عمر قليلاً.
وروى‏ عنه جماعة، منهم: يسير بن عمرو، عبدالرحمان بن أبي ليلى‏، موسى‏ بن يزيد.
أخرج له مسلم من كلامه.

من رواياته

روى‏ أُويس القرني عن علي عليه السلام، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله في حديثٍ أنّه قال: «من دعا بهذا الدعاء في منامه، فيذهب به النوم وهو يدعو بها، بعث اللَّه جلّ ذكره بكلّ حرفٍ منه سبعين ألف ملك من الروحانية، وجوههم أحسن من الشمس بسبعين ألف مرّة، يستغفرون اللَّه، ويدعون له، ويكتبون له الحسنات... والدعاء: يا سلام المؤمن المهيمن، العزيز الجبّار المتكبّر، الطاهر المطهّر، القادر المقتدر، يا من ينادى‏ من كلّ فجّ عميق بألسنة شتّى‏، ولغات مختلفة، وحوائج أخرى‏...».
وروى‏ أيضاً عن علي عليه السلام قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: «إنّ للَّه عزوجل تسعة وتسعين اسماً، مائة غير واحد، إنّه وتر يحبّ الوتر، وما من عبدٍ يدعو بها إلّا وجبت له الجنّة...» وذكر الأسامي كلّها.

وفاته

وقع اختلاف في زمان وفاته ومكانها، لكنّ المشهور أنّه استُشهد سنة 37 هـ في خلافة أمير المؤمنين عليه السلام في وقعة صفّين. قال في كتاب الثقات: «اختلفوا في موته، فمنهم من يزعم أنّه قُتل يوم صفّين في رجّالة علي رضى الله عنه، ومنهم من يزعم أنّه مات على‏ جبل أبي قبيس بمكّة، ومنهم من يزعم أنّه مات بدمشق».