(٥ مراجعات متوسطة بواسطة مستخدمين اثنين آخرين غير معروضة)
سطر ١:
سطر ١:
'''مؤتمر «الوحدة والثقافة الإسلامية»''' هو ملتقى دولي حمل هذا العنوان، وتمّ عقده بدعوة من جمعية التجديد الثقافية الاجتماعية في مملكة البحرين، وذلك في الفترة من (18-20 / من ذي الحجّة / 1428 ه) الموافق (28-30 / ديسمبر / 2007 م)، وقد شارك في المؤتمر نخبة من علماء ومفكّري الأُمّة.<br>وفي أجواء سادتها روح الشعور بالمسؤولية الملقاة على عاتق المشاركين نظراً للحالة الراهنة للأُمّة والتحدّيات التي تواجهها على المستوى الإقليمي والعالمي، ناقش المؤتمر خلال ثلاثة أيّام متتالية عدداً من الأوراق تمّ عرضها ضمن أربعة محاور: المحور الأوّل تناول مفهوم «الفرقة الناجية»، وتناول المحور الثاني موضوع العقيدة والقداسة، كما تمّ تناول موضوع الشيعة والسنّة نموذجاً للمذهبية في المحور الثالث، وفي المحور الرابع<br>تناول المؤتمرون موضوع السياسة والإعلام ودورهما في تعميق الخلافات بين المسلمين.<br>وقد خرج المؤتمرون بالتوصيات التالية باسم «بيان المنامة للوحدة الإسلامية»:
'''مؤتمر «الوحدة والثقافة الإسلامية»'''مؤتمر أقامته جمعية «التوعية الإسلامية» البحرينية بتاريخ 10-2007/4/11 م وبصالة «فاطمة كانو» للمناسبات وسط حضور نوعي ومتنوّع ومتميّز لنخبة من العلماء والمفكّرين الإسلاميّين تحت شعار «'''الوحدة بين الواقع والشعار'''».<br>
==أوّلاً: التصوّرات النظرية:==
وقد نوقش في المؤتمر: موضوع الوحدة ومتطلّبات التعايش بين المسلمين، وموضوع الوحدة وقضايا حقوق الإنسان. وكان من أبرز المشاركين فيه: الشيخ [[عيسىٰ أحمد قاسم]]، والشيخ [[كمال دسوقي]]، والشيخ [[راشد المرّيخي]]، والسيّد [[كامل الهاشمي]]، والدكتور [[عبد الرحمان العصيل]] مدير مركز الأمير نايف بن عبدالعزيز للعلوم والثقافة والتربية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران.<br>
1 - إنّ العودة إلى الإسلام الأوّل قبل المذاهب والطوائف، تتيح الإعلان أنّ كلّ من شهد الشهادتين فهو مسلم، يكمل اعتقاده بالإيمان باللّه ورسله وكتبه وملائكته واليوم الآخر، ويقترن الإيمان بالعمل الصالح. وإنّ مصادر الإيمان القرآن الكريم والسنّة النبوية والمتفّق عليها والمطابقة لآيات القرآن والعقل والواقع وروح التشريع، والإعلان دون مواربة أنّ المقدّس الجامع الذي ينبغي الالتئام عليه والدفاع عنه والدعوة إليه هو ما صدر من القرآن والسنّة الثابتة، كذات اللّه، ووحدانيته، وصفاته، وقبلة المسلمين، وكتابهم. أمّا الإضافات والتفسيرات والكيفيّات التي صدرت من آراء وقرائح تالية فقابلة للنقاش والأخذ والردّ، فينبغي توعية الناس عبر الوسائل المتاحة بعرض فتاوى العلماء وآراء السابقين على المنهج العلمي وعلى المعايير القيمية للدين وعلى محكمات القرآن الكريم، ودعوة علماء الأُمّة إلى بثّ روح الحوار البنّاء والحسّ النقدي.<br>2 - الإسلام هو الدين، وكلّ مذهب في الإسلام هو مذهب أو فرقة في دين واحد، لا يخرجهم عن هذا الدين هذا الانتماء المذهبي، فالمذاهب والفرق تصورّات ضمن دين واحد، ليس المسلم ملزماً أو ممنوعاً من اتّخاذ مذهب له في الدين، والادّعاء بأنّ الجنّة هي حكر على فرقة أو مذهب ادّعاء باطل، فكلّ من آمن باللّه واليوم الآخر وعمل صالحاً فهو مبشّر بالجنّة، وكلّ اختلاف في تفاصيل الفهم مقبولة بناءً على الفكر الحرّ الملتزم بقواعد الإسلام والإيمان، ولا يجوز لمسلم أن ينتهك حقّاً مدنياً لمسلم آخر لمجرّد أنّه يختلف معه في المذهب أو تفاصيل الاعتقاد، فالحقوق المدنية والسياسية والمالية حقّ لكلّ مسلم في الوطن، تتفرّع من كونها حقّاً لكلّ مواطن مهما كان مذهبه أو دينه، والواجب على المسلمين لكونها مصدر إثراء لكفاءة الأُمّة، مع التأكيد على رفض ظاهرة الانغلاق والتعصّب المذهبي ونعراته المسيئة.<br>3 - بعض ما عند المسلمين من موروث يفرّق ويمزّق ويكفّر ويفسّق أتباع الفرق، يتمّ التجاوز عنه، ويترك عند أهله، ونعذرهم في أسبابه وفق ظروفهم، لذلك وجب النقد الذاتي لكلّ مذهب من داخله، والكفّ عن نقد الآخرين وطعنهم، وأيضاً الامتناع عن التبشير المذهبي والتبشير المضادّ.<br>4 - دراسة مسألة التقريب ضمن التحدّي العامّ الذي يواجه العالم الإسلامي المتمثّل في التحدّي الحضاري، وتقوية مؤسّساته وتفعيلها في طهران والقاهرة وغيرهما وأيّة مشاريع أُخرى جادّة في سائر البلدان.<br>5 - الاتّفاق على الحدّ الأدنى من البرامج الوطنية من أجل مواجهة تحدّيات العصر وقضاياه الأساسية، مثل: الاحتلال، والقهر، والتجزئة، والتخلّف، والفقر، والتنمية، والتغريب. إنّ الظروف السياسية ووقائع الدول ووتيرة المكائد لها أثر كبير في إذكاء الطائفية والمذهبية والاقتتال أو التعايش الطائفي والتسامح المذهبي. إنّ الدفاع عن كرامة الإنسان والمساهمة في النهضة الحضارية والانفتاح على الآخرين هي من ضمن تعاليم الحضارة الإسلامية ورسالتها.<br>6 - البداية تشرّع بوحدة الأوطان، ثمّ وحدة الأُمّة الإسلامية، تدرّجاً في تحقيق الوحدة التي تجمع بين المسلمين جميعاً، وتعزيز الولاء الوطني وتقديمه على الولاء المذهبي، باعتباره المشترك الأقرب للمواطنين؛ إذ تواجه وحدة الأُمّة خطر التجزئية إلى فسيفساء طائفي مذهبي عرقي، حتّى تأخذ إسرائيل شرعية جديدة من طبيعة الجغرافيا السياسية، لتكريس دولة قومية يهودية عنصرية وهمية على أرض فلسطين.<br>7 - ضرورة وحدة الأُمّة ضدّ مخاطر هيمنة العولمة المادّية لتصبح الوحدة قطباً ثانياً في عالم متعدّد الأقطاب.
وقد ألقىٰ كلمة الافتتاح رئيس المجلس الثقافي بالجمعية سالفة الذكر الشيخ [[جاسم الخيّاط]]، والذي أكّد على ضرورة السعي لممارسة [[التقريب بين المذاهب الإسلامية]] في [[البحرين]] لترجمة الوحدة الإسلامية على أرض الواقع سلوكاً وعملاً دون الوقوف عند مستوىٰ الشعارات.<br>
==ثانياً: الآليات العمليّة:==
1 - تنبيه القنوات الفضائية العربية والإسلامية أن تمتنع عن التهييج الطائفي والأخبار والبرامج الحوارية والاتّصالات الهاتفية التي تدعم خطّة التمزيق الأمريكية الصهيونية، <br>والدعوة لتأسيس فضائيات ومواقع جديدة تهتمّ بوحدة الأُمّة عن طريق فتح نوافذ التعارف بين أرجاء العالم الإسلامي، ونشر الأخبار والوثائق والأفلام التي تجعل المتلقّي المسلم يستشعر بعزّته في الانتماء إلى أُمّته الإسلامية.<br>2 - الشروع في دراسات للتاريخ الإسلامي والثقافة والحضارة والأدب من أجل غرس فكرة الأُمّة الواحدة، ووضع مشروع عامّ يقوم على أُسس فكرية وعلمية، يوجّه الأفكار والمشاعر والطاقات نحو استئناف مسيرة الحضارة الإسلامية.<br>3 - وحدة المسلمين فرض، فينبغي التأكيد عليها، وتجريم مثيري الفتن من الخطباء والوعّاظ والسياسيّين المهيّجين للفتن بين المذاهب قانونياً، وسنّ بعض التشريعات والقوانين التي تمنع الشقاق الطائفي بالأقوال والأعمال أو إهانة المقدّسات الواضحة لأيّ فريق، والتوقّف عن حملات التبشير المظلِّل للفرق الأُخرى والمشهِّر بالمذاهب الأُخرى، والانصراف للتبشير بسماحة الدين العالمي وأخلاقياته وشرائعه الحضارية.<br>4 - توفير وإدراج كتب دراسية في المدارس والمعاهد الإسلامية والجامعات؛ لمعرفة كيفية التعامل الحسن بين المسلمين، وبينهم وبين غيرهم من أتباع الديانات الأُخرى ومن بني الإنسان.<br>5 - تنقيح المذاهب حاضراً ممّا يؤذي أتباع المذاهب الأُخرى، والعمل على رسم منهجية لتنسيق المواقف بين المذاهب المختلفة؛ لبلورة موقف إسلامي موحّد على المستوى الإقليمي والدولي بين يدي التطلّع إلى تحقيق الوحدة الإسلامية، واحترام التنوّع في مسائل فروع الاعتقاد فيما لا يتعارض مع جوهر عقيدة التوحيد.<br>6 - تطوير هيكلية وميثاق منظّمة المؤتمر الإسلامي من أجل المزيد من التفاعل مع تحدّيات الأُمّة، وتشجيع ودعم كلّ مراكز الوحدة والمؤسّسات الإسلامية الداعية للوحدة بكلّ أشكالها، والإهابة بعلماء الأُمّة ومفكّريها بترسيخ وتعميق ثقافة الوحدة ونهج رسول اللّه محمّد صلى الله عليه و آله في جمع شمل الأُمّة وتوحيد كلمتها، والتواصل مع الهيئات والجمعيات المهتمّة بتوحيد طوائف الإسلام، والتعرّف عليها، والتنسيق معها في الجهود والفعّاليّات.<br>7 - مناشدة وسائل الإعلام بكلّ منابرها ووسائلها العمل على توسيع ثقافة احترام المسلمين بعضهم لبعض، وتجنّب استخدام المصطلحات التي تؤجّج نيران الخلاف والتنازع بينهم، ودعوة الإعلام الرسمي ومطالبته بوقف نشر فتاوى الفتن والتفريق بين أتباع المذاهب، واستنهاض مؤسّسات الإنتاج الفنّي والمسرحي بالعمل على إنتاج أعمال تخدم وتساعد على ترسيخ وحدة الأُمّة وتعزيز ثقافة المحبّة بين أبنائها.<br>8 - التأكيد على وجوب التواصل، والتكافل الاجتماعي، وتوحيد مواقيت المناسبات الإسلامية، وتحبيب إقامة الشعائر الجامعة؛ لبثّ روح الأُلفة والتسامح.<br>9 - التحلّي بثقافة الحرّية، كلّ من موقعه، فيدعو بالحكمة وبالتي هي أحسن لإصلاح كلّ أشكال التقديس لغير اللّه سبحانه، ودعم الحرّية الاعتقادية، والنأي عن أيّ ترهيب فكري، وأيّ تبشير بالقوّة منمّط للاعتقاد.<br>10 - التعارف بين العلماء ضروري لكسر الحواجز، العلماء المصلحون هم المدخل للحلّ، فيجب توجيه رسائل ومناشدات لهم تتضمّن توصيات المؤتمر؛ ليوجّهوا طوائفهم إلى كلمة السواء وتوحيد الكلمة، ودعوة الخطباء عبر مراكز تأهيلهم وتوجيههم والرقابة عليهم إلى تعليم الناس بمشتركات الدين وأخلاقياته وسلوكياته الحميدة، لا الخصوصيات المفرّقة المُدينة لخيارات الآخرين.<br>11 - دعوة الناس لاحترام قيمة الفرد، ونفي هيمنة الدولة والمجتمع على الفكر، واحترام الثوابت المشتركة، وتعزيزها، والدعوة إليها، وتعليم النشء عليها، كرسالة دعوية وتعليمية توجّه للأُسر ولقواعد أتباع المذاهب وللمواطنين عامّة، والسماح للآخرين باختيار مقدّساتهم، واحترام خياراتهم مادامت لا تتنافى مع روح الإسلام.<br>12 - الاطّلاع على ما عند الآخر؛ عملاً بقوله تعالى: (لِتَعارَفُوا) ؛ لمعرفتهم بما ظهر لديهم، وليس بما نسب إليهم من زيادات أو قبائح أو إدانات، وعدم تحميل أتباع المذاهب المعاصرين ما قاله بعض أوائلهم، ممّا لا يؤمن به المعاصرون ولا يتبنّونه، بل يلزمهم ما تبنّوه ودافعوا عنه فحسب، إنّ حسن الظنّ فرع التقوى، فلا نحكم على الناس بما في ضمائرهم، <br>علينا التركيز على الجيل الجديد (الناشئة) وتثقيفه وتنمية حبّ الآخر فيه واحترامه.<br>13 - تأسيس موقع الكتروني تحت عنوان: «وديعة محمّد صلى الله عليه و آله شبكة أمان للوحدة الإسلامية» بهدف تحقيق هذه التوصيات، وتشكيل لجنة متابعة دائمة لتفعيل توصيات المؤتمر مع الجهات المعنية، وإدارة كافّة المشاريع المنبثقة عنها.<br>
[[تصنيف: المفاهيم التقريبية]]
المراجعة الحالية بتاريخ ١٠:٤٤، ١٧ نوفمبر ٢٠٢١
مؤتمر «الوحدة والثقافة الإسلامية»مؤتمر أقامته جمعية «التوعية الإسلامية» البحرينية بتاريخ 10-2007/4/11 م وبصالة «فاطمة كانو» للمناسبات وسط حضور نوعي ومتنوّع ومتميّز لنخبة من العلماء والمفكّرين الإسلاميّين تحت شعار «الوحدة بين الواقع والشعار».
وقد نوقش في المؤتمر: موضوع الوحدة ومتطلّبات التعايش بين المسلمين، وموضوع الوحدة وقضايا حقوق الإنسان. وكان من أبرز المشاركين فيه: الشيخ عيسىٰ أحمد قاسم، والشيخ كمال دسوقي، والشيخ راشد المرّيخي، والسيّد كامل الهاشمي، والدكتور عبد الرحمان العصيل مدير مركز الأمير نايف بن عبدالعزيز للعلوم والثقافة والتربية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران.
وقد ألقىٰ كلمة الافتتاح رئيس المجلس الثقافي بالجمعية سالفة الذكر الشيخ جاسم الخيّاط، والذي أكّد على ضرورة السعي لممارسة التقريب بين المذاهب الإسلامية في البحرين لترجمة الوحدة الإسلامية على أرض الواقع سلوكاً وعملاً دون الوقوف عند مستوىٰ الشعارات.