الفرق بين المراجعتين لصفحة: «عمل أهل المدينة»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
سطر ١٢: سطر ١٢:
<br>واستدلّ بعض المتأخّرين على كون مالك قد فرّق بين عمل أهل المدينة وإجماعهم بعدّة شواهد:
<br>واستدلّ بعض المتأخّرين على كون مالك قد فرّق بين عمل أهل المدينة وإجماعهم بعدّة شواهد:
<br>منها: لم يروَ عن مالك أيّ قول يصرّح فيه بأنّ إجماع أهل المدينة وحدهم كافٍ لانعقاد إجماع الأمّة ولا عبرة بموافقة أو مخالفة غيرهم.
<br>منها: لم يروَ عن مالك أيّ قول يصرّح فيه بأنّ إجماع أهل المدينة وحدهم كافٍ لانعقاد إجماع الأمّة ولا عبرة بموافقة أو مخالفة غيرهم.
<br>ومنها: أنّه نقل مالك فى (الموطأ) ما يزيد عن ثلاثمئة مسألة ممّا اتّفق عليه أهل المدينة وجرى به العمل عندهم، ولم يقل في واحد منها أنّه [[الإجماع|إجماع المسلمين]] عامّة.
<br>ومنها: أنّه نقل مالك فى (الموطأ) ما يزيد عن ثلاثمئة مسألة ممّا اتّفق عليه [[أهل المدينة]] وجرى به العمل عندهم، ولم يقل في واحد منها أنّه [[الإجماع|إجماع المسلمين]] عامّة.
<br>ومنها: أنّ العلماء والمحقّقين وخاصة أتباع مذهبه من الذين استخلصوا منهجه واُصول مذهبه ذكروا مصادر فقهه، وهي: [[الكتاب]] و [[السنة]] و [[الإجماع]] وعمل أهل المدينة وغيرها. ما يعني أنّهما مصدران مختلفان.
<br>ومنها: أنّ العلماء والمحقّقين وخاصة أتباع مذهبه من الذين استخلصوا منهجه واُصول مذهبه ذكروا مصادر فقهه، وهي: [[الكتاب]] و [[السنة]] و [[الإجماع]] وعمل أهل المدينة وغيرها. ما يعني أنّهما مصدران مختلفان.
<br>ومنها: أنّه ذكر فى بعض مسائله اتّفاق أهل المدينة فيها وخالفهم لدليل يراه أرجح من عملهم، ولو كان عمل أهل المدينة من الإجماع لما وسعه مخالفته<ref>. عمل أهل المدينة إسماعيل: 216 ـ 218.</ref>.
<br>ومنها: أنّه ذكر فى بعض مسائله اتّفاق أهل المدينة فيها وخالفهم لدليل يراه أرجح من عملهم، ولو كان عمل أهل المدينة من الإجماع لما وسعه مخالفته<ref>. عمل أهل المدينة إسماعيل: 216 ـ 218.</ref>.
سطر ١٩: سطر ١٩:
<br>منها: ما اتّفق عليه [[أهل المدينة]] من [[الصحابي|الصحابة]] و [[التابعي|التابعين]] وعملوا به، سواء كان توقيفيا أو رأيا واستدلالاً لهم<ref>. عمل أهل المدينة إسماعيل: 238.</ref>.
<br>منها: ما اتّفق عليه [[أهل المدينة]] من [[الصحابي|الصحابة]] و [[التابعي|التابعين]] وعملوا به، سواء كان توقيفيا أو رأيا واستدلالاً لهم<ref>. عمل أهل المدينة إسماعيل: 238.</ref>.
<br>ومنها: عرْف تسلسل العمل به عبر الأجيال تبعا لا اجتهادا حتّى ينتهي إلى عصر النبي(ص)<ref>. العرف والعمل فى [[المالکية|المذهب المالكي]] عمر الجيدي: 333 ـ 334، عمل أهل المدينة (إسماعيل): 279.</ref>.
<br>ومنها: عرْف تسلسل العمل به عبر الأجيال تبعا لا اجتهادا حتّى ينتهي إلى عصر النبي(ص)<ref>. العرف والعمل فى [[المالکية|المذهب المالكي]] عمر الجيدي: 333 ـ 334، عمل أهل المدينة (إسماعيل): 279.</ref>.
<br>عرّفه بعض بقوله: ما نقله أهل المدينة من سنن نقلاً مستمرّا عن زمن النبي(ص) أو ما كان رأيا واستدلالاً لهم<ref>. عمل أهل المدينة نورسيف: 317.</ref>.
<br>عرّفه بعض بقوله: ما نقله [[أهل المدينة]] من سنن نقلاً مستمرّا عن زمن النبي(ص) أو ما كان رأيا واستدلالاً لهم<ref>. عمل أهل المدينة نورسيف: 317.</ref>.
<br>وعدّه بعض آخر من ضمن السنّة كقول الشيخ أبو زهرة عند بيانه لـ [[أصول المذهب المالكي]]: «ويدخل في [[السنة]] عنده (أي الإمام مالك) أحاديث الرسول(ص) و [[الإفتاء|فتاوى الصحابة]] وأقضيتهم وعمل أهل المدينة...»<ref>. تاريخ المذاهب الإسلامية: 423.</ref>. لكنّ البعض الآخر خصّ السنّة المعنيّة بالمتواترة أو اليقينية دون غيرها <ref>. تيسير علم اُصول الفقه: 137 ـ 138، مقاصد الشريعة الإسلامية ابن عاشور: 19.</ref>.
<br>وعدّه بعض آخر من ضمن السنّة كقول الشيخ أبو زهرة عند بيانه لـ [[أصول المذهب المالكي]]: «ويدخل في [[السنة]] عنده (أي الإمام مالك) أحاديث الرسول(ص) و [[الإفتاء|فتاوى الصحابة]] وأقضيتهم وعمل أهل المدينة...»<ref>. تاريخ المذاهب الإسلامية: 423.</ref>. لكنّ البعض الآخر خصّ السنّة المعنيّة بالمتواترة أو اليقينية دون غيرها <ref>. تيسير علم اُصول الفقه: 137 ـ 138، مقاصد الشريعة الإسلامية ابن عاشور: 19.</ref>.


سطر ٤٣: سطر ٤٣:


=من تاريخ القول بعمل أهل المدينة=
=من تاريخ القول بعمل أهل المدينة=
بناءً على رأي الكثير من [[أصول الفقه|الاُصوليين]] و الفقهاء في أنّ القائل بعمل أهل المدينة كأصل من أصول الفقه هو الإمام مالك، فإنّ هذا القول يعنى بدء العمل به كمبدأ بدأ في عهد ذلك الإمام، أي من القرن الثاني من الهجرة، لكنّ هناك من ينفي هذه النسبة إليه من الأساس<ref>. اُنظر: البرهان 1: 279.</ref>. وينقل عن [[القاضي عياض]] قوله: «وممّا ذكر المخالفون عن مالك أنّه يقول: إنّ المؤمنين الذين أمر الله تعالى باتّباعهم هم أهل المدينة، ومالك لا يقول هذا، وكيف يقوله وهو يرى أنّ [[الإجماع]] حجّة»<ref>. عمل أهل المدينة إسماعيل: 216، ترتيب المدارك 1: 55.</ref>.
بناءً على رأي الكثير من [[أصول الفقه|الاُصوليين]] و الفقهاء في أنّ القائل بعمل أهل المدينة كأصل من أصول الفقه هو الإمام مالك، فإنّ هذا القول يعنى بدء العمل به كمبدأ بدأ في عهد ذلك الإمام، أي من القرن الثاني من الهجرة، لكنّ هناك من ينفي هذه النسبة إليه من الأساس<ref>. اُنظر: البرهان 1: 279.</ref>. وينقل عن [[القاضي عياض]] قوله: «وممّا ذكر المخالفون عن مالك أنّه يقول: إنّ المؤمنين الذين أمر الله تعالى باتّباعهم هم [[أهل المدينة]]، ومالك لا يقول هذا، وكيف يقوله وهو يرى أنّ [[الإجماع]] حجّة»<ref>. عمل أهل المدينة إسماعيل: 216، ترتيب المدارك 1: 55.</ref>.
<br>ومن الناسبين حجّيّة هذا المنهج إلى مالك هناك من يذهب إلى أنّ مالكا قد اتّبع غيره من الصحابة في هذا المجال، وأنّ بعض الصحابة كانوا قد اعتبروا عمل أهل المدينة أصلاً <ref>. عمل أهل المدينة سالم: 48 ـ 50.</ref>. وبرغم أنّه لم يحدّد التاريخ بالضبط إلاّ أنّه يعني القول بهذا المبدأ قد تقدّم على مالك، ويكون مبدأ القول به هو عهد الصحابة، أي القرن الأوّل أو النصف الأوّل من القرن الثاني.
<br>ومن الناسبين حجّيّة هذا المنهج إلى مالك هناك من يذهب إلى أنّ مالكا قد اتّبع غيره من الصحابة في هذا المجال، وأنّ بعض الصحابة كانوا قد اعتبروا عمل أهل المدينة أصلاً <ref>. عمل أهل المدينة سالم: 48 ـ 50.</ref>. وبرغم أنّه لم يحدّد التاريخ بالضبط إلاّ أنّه يعني القول بهذا المبدأ قد تقدّم على مالك، ويكون مبدأ القول به هو عهد الصحابة، أي القرن الأوّل أو النصف الأوّل من القرن الثاني.
<br>وهناك من قال بأنّ الاحتجاج بعمل أهل المدينة قد اعتمده شيوخ مالك، وقد سبقوه بهذا الأصل، وحدّد بعض هؤلاء الشيوخ بمثل سعيد بن المسيب وشهاب الزهري<ref>. عمل أهل المدينة اسماعيل: 159 ـ 173.</ref>.
<br>وهناك من قال بأنّ الاحتجاج بعمل أهل المدينة قد اعتمده شيوخ مالك، وقد سبقوه بهذا الأصل، وحدّد بعض هؤلاء الشيوخ بمثل سعيد بن المسيب وشهاب الزهري<ref>. عمل أهل المدينة اسماعيل: 159 ـ 173.</ref>.
confirmed
١٬٦٣٠

تعديل