الفرق بين المراجعتين لصفحة: «سعيد شعبان»
(سعيد_شعبان ایجاد شد) |
(لا فرق)
|
مراجعة ٠٠:٢٥، ١٢ نوفمبر ٢٠٢٠
الاسم | سعيد شعبان |
---|---|
الاسم الکامل | سعيد شعبان |
تاريخ الولادة | 1930م/1349ه |
محل الولادة | البترون/لبنان |
تاريخ الوفاة | 1419ه/1998 م |
المهنة | عالم لبناني، وداعية تقريب |
الأساتید | |
الآثار | |
المذهب | مسلمان /سنی |
سعيد شعبان: عالم لبناني، وداعية تقريب.
ولد في البترون، وهي مدينة تقع على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسّط جنوب مدينة طرابلس شمال لبنان، في صيف سنة 1930 م، وتلقّى فيها الدراسة الابتدائية في مدارس المقاصد الإسلامية، ثمّ انتقل سنة 1946 م مع عائلته إلى طرابلس، حيث كان يعمل والده، فتابع دراسته فيها في مدرسة الفرير.
درس بعد ذلك في دار التربية الإسلامية- القسم الشرعي مدّة أربع سنوات، وحصل على شهادة الثانوية الشرعية، ثمّ درس الميكانيك وعمل في مصنع للميكانيك، وكان مسؤولًا عن قسم الخراطة.
وفي عام 1953 م سافر إلى مصر، والتحق بالأزهر الشريف، وأتمّ دراسته سنة 1958 م حاصلًا على إجازة في الشريعة واللغة العربية، ودبلوم في علوم التربية... وكان من زملائه في الدراسة: الأُستاذ عمر مسقاوي، والشيخ ناصر الصالح، والشيخ مفيد شلق، والشيخ أحمد بشير الرفاعي... وفي تلك الفترة اندلعت في لبنان حرب أهلية عرفت بما يسمّى بثورة شمعون أو ثورة 1958 م.
كان له شرف الدفاع عن مصر زمن العدوان الثلاثي، فكان من ضمن التعبئة العامّة التي استنفرت لذلك، وكان في وحدة حماية الجسور، عايش نهضة الإخوان المسلمين في مصر، وحزن عندما نكّل بهم، وكتب في ذلك شعراً وجدنياً مؤثّراً.
بعد تخرّجه سافر إلى المغرب، وتعرّف على المفكّر الإسلامي الكبير مالك بن نبي، ثمّ استقرّ في مدينة تطوان، حيث درّس مادّة التاريخ، وعرّب مع مجموعة من زملائه الأساتذة تاريخ المغرب العربي من العصر الحجري إلى فترة محمّد الخامس من الإسبانية، كما درّس
تاريخ الحضارة الإسلامية، والتاريخ الإسلامي السياسي، وتاريخ الثورة الفرنسية، وتاريخ المغرب، ووضع 4 كتيّبات لطلّاب المغرب في هذا الإطار.
بعد ذلك درّس التربية وعلم النفس وأُصول التدريس في دار المعلّمين، إلى جانب تدريس اللغة العربية وآدابها.
انتقل عام 1960 م إلى العراق، فدرّس في دار المعلّمين لغاية العام 1964 م، وكان ذلك في عهد عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف وعبد الرحمان عارف.
عاد سنة 1964 م إلى لبنان، حيث درّس اللغة العربية وآدابها ما بين سنوات 1964 م إلى سنة 1975 م، ثمّ درّس في الجامعة اللبنانية فرع الشمال مادّة النحو للمتخصّصين خلال سنوات أربع.
أنشأ في طرابلس مع مجموعة من إخوانه مدرسة الإيمان الإسلامية الأُولى، وكان عضواً في جمعية التربية الإسلامية المشرفة على مدارس الإيمان.
ثمّ أسّس مدرسة الرسالة الإسلامية عام 1981 م، وقد أصبحت بعد ذلك ثانوية لها حتّى الآن في مدينة طرابلس فروع ثلاثة في مناطق (أبي سمراء- القبّة- الميناء).
ساهم في تأسيس الكثير من المساجد والمؤسّسات الدعوية، وكان آخرها مسجد الخلفاء الراشدين، لكنّه توفّي قبل أن يستكمل بنائه، ودفن هناك إلى جانبه كما أوصى بذلك.
أدرك أنّه لا بدّ من تطوير العمل الدعوي، فأشار على إخوانه بضرورة إصدار نشرة أُسبوعية توجيهية، فكانت جريدة «التوحيد» الناطقة باسم الحركة تحدّد موقفها من المستجدّات السياسية وتوثّق أنشطة الحركة كلّها.
ثمّ أسّس محطّة إذاعية كانت من المحطّات الأُولى في لبنان من حيث التأسيس، وهي صوت الحقّ إذاعة التوحيد الإسلامي التي تبثّ لتغطّي الساحل الشرقي لبحر المتوسّط من جبال إسكندرون التركية مروراً بكلّ الساحل السوري واللبناني إلى منطقة الجليل الأعلى في فلسطين المحتلّة، تبثّ 24/ 24 ساعة منذ 1983 م إلى هذه الأثناء، ولها شعبية واسعة
وسط الملتزمين وخاصّة في شمال لبنان والساحل السوري.
وأمّا على صعيد نشاطه وعلاقاته السياسية فقد كانت تربطه بمختلف الحركات والدعاة على الساحة الإسلامية علاقات الأُخوّة والمحبّة الوثيقة... فقد ساهم الشيخ سعيد شعبان في تأسيس جماعة عباد الرحمان بين عامي 1950 م و 1951 م، وأصبح بعد ذلك عضواً في الجماعة الإسلامية التي كانت تشكّل فرع الإخوان المسلمين في لبنان.
كما قام بأنشطة دعوية مع الشيخ الأمير سالم الشهّال مؤسّس التيّار الإسلامي في لبنان، الذي كان قد أسّس يومها جماعة دعوية إسلامية كانت تسمّى: «مسلمون».
كما كان يخرج مع جماعة الدعوة والتبليغ في أنشطة الخروج الدعوي، وسافر معهم في رحلة دعوية شملت إيران ثمّ الباكستان ثمّ الهند عام 1972 م، في رحلة دعوية عبر البرّ استمرّت ثلاثة أشهر.
كما كان يشارك حزب التحرير في الكثير من لقاءاته السياسية.
أمّا على صعيد الجماعة الإسلامية فقد تدرّج الشيخ سعيد في مواقع العمل فيها، وتولّى فيها مسؤولية طرابلس والشمال عام 1976 م، وأصبح بعد ذلك عضواً في مجلس الشورى في الجماعة، وهذا المجلس له مهمّة استشارية وانتخابية في الجماعة، وليس مهمّة تقريرية أو قيادية.
وفي العام 1980 م ترك الشيخ الجماعة بسبب الاختلاف في منهجية العمل الإسلامي، ويشير الشيخ إلى أنّه لم يقدّم استقالته التنظيمية، بل توقّف عن المشاركة في الأعمال التنظيمية، واحتفظ بعلاقات طيّبة مع قيادات وأعضاء الجماعة، كما أنّه كان يدعم الجماعة في العديد من معاركها السياسية... وحول الخلاف مع الجماعة على الصعيد التنظيمي يقول الشيخ شعبان في حوار نشر في كتاب «الحركات الإسلامية»: «كنت أرى أنّ نظرة القرآن أعمّ وأشمل»، دون أن يمنعه ذلك من تبادل النصح معهم وحتّى الانتقاد والتصويب الذي هو حقّ المسلم على المسلم.
ورغم إيمانه العميق بالعمل الجماعي والتنظيمي، إلّاأنّه كان يعتبر الإسلام هو إطار الأُخوّة الجامع لكلّ المسلمين في الحركات الإسلامية وخارجها، وليس التنظيم. فكان يعتبر العصبية الحزبية من العصبيات التي نهى الشرع الإسلامي عنها، وكان يعتبر كلّ من شهد الشهادتين ولم ينقضهما بترك معلوم من الدين بالضرورة أخاً لكلّ المسلمين.
آمن بأنّ قوّة المسلمين في وحدتهم، فانتهج نهج الوحدة والتوحيد بشكل عملي مع مجموعة من إخوانه، كالدكتورعصمت مراد، والأخ خليل عكّاوي «أبو عربي»، والشيخ علي عبد اللَّه مرعب «أبو عمارة»، وآخرين، إثر جلسات نقاش طويلة كانت تستمرّ لساعات وساعات، إلى أن نضجت الظروف في تأسيس حركة جمعوا من خلالها طاقات وجهود عدّة منظّمات وشخصيات إسلامية، فكانت تجربة مليئة بالإنجازات المباركة، فأثمرت التزاماً وإقداماً وعزيمةً وحميةً وذوداً عن الدين، صبغت طرابلس وشمال لبنان بصبغة الالتزام وميّزتها عن غيرها من المدن اللبنانية.
الحدث الأبرز الذي حصل عام 1982 م في لبنان وكلّ المنطقة العربية كان الاجتياح الصهيوني للبنان حتّى بلغ عاصمته، وكان ينوي احتلال كلّ لبنان، وقد ضعفت يومها وتراجعت الكثير من الإيدولوجيات في حربها مع العدوّ الصهيوني، فكان لا بدّ من البحث عن حركة جذرية في صراعها مع العدوّ الصهيوني تواجه المحتلّ وإفرازاته السياسية، فكان إطلاق «حركة التوحيد الإسلامي» بعد أن بويع لإمارتها بيعة خاصّة من أصحاب الفكرة وبيعة عامّة في مسجد التوبة عقب صلاة الجمعة.
وكانت «حركة التوحيد الإسلامي» تمدّ المقاومة الصامدة في بيروت المحاصرة يومها بالسلاح، وتشارك في الدفاع عن بيروت عبر طليعة مجموعاتها يومذاك بقيادة الشيخ سمير الشيخ وآخرين.
كان الشيخ سعيد يدرك أنّ القطرية والتجزئة وكلّ العصبيات والقوميات الضيّقة مقتل للعمل الإسلامي، فكان ينزع إلى العالمية والتلاقي مع كلّ القوى المخلصة عبر الحدود، وشارك في عشرات المؤتمرات، ومنها في باكستان في كراتشي وراولبندي وإسلام آباد، والتقى قيادات الجهاد الأفغاني والدكتور عبد اللَّه عزّام في مؤتمر عام 1985 م في بيشاور.
كما زار الولايات المتّحدة الأمريكية عام 1989 م، وزار العديد من الولايات، وشارك في أربعة مؤتمرات في سانت لويس وشيكاغو وسان فرانسيسكو وواشنطن.
كما حضر العديد من المؤتمرات، وخاصّة في إيران، حيث كان يجول أيضاً على مختلف المحافظات على اختلاف مذاهبها، وكان لعلاقته بالثورة الإسلامية في إيران طيّب الأثر، حيث قام ما بين عامي 1989- 1990 م بوساطة لإطلاق الأسرى المصريّين بسبب الحرب العراقية- الإيرانية من إيران بمرافقة الشيخ محمّد الغزالي، والمهندس إبراهيم شكري، رئيس حزب العمل المصري على دفعتين، فأطلق 64 أسيراً مصرياً.
كما حضر الكثير من المؤتمرات في السعودية وسوريا والسودان.
وكان عضواً مؤسّساً في مجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية بطهران، وعضواً مؤسّساً لتجمّع العلماء المسلمين في لبنان.
كان خطيباً مفوّهاً اتّسم خطابه بالجرأة وتسمية الأشياء بمسمّياتها، وكان المسجد الذي يلقي فيه خطبة الجمعة محطّ أعين المؤمنين من مختلف مناطق طرابلس وقرى وأقضية الشمال اللبناني.
تولّى الخطابة لعشرات السنوات في مختلف مساجد طرابلس والشمال بل لبنان، ولكنّه استقرّ في سنواته العشر الأخيرة في مسجد التوبة، ثمّ المسجد المنصوري الكبير، وأخيراً مسجد محمّد الأمين صلى الله عليه و آله الذي كان يخطب فيه لحين وفاته.
إضافة لذلك كان يقوم بأنشطة متعدّدة عبر إعطاء الدروس الدينية، واستقبال أصحاب الحاجات والمراجعين له، وكانت لديه علاقات جيّدة مع مختلف الاتّجاهات الإسلامية في لبنان والخارج.
كان من آخر إنجازاته قبل وفاته بفترة قليلة أن ساهم في تشكيل لائحة الإصلاح للانتخابات البلدية عام 1998 م بالتعاون مع القوى الإسلامية في طرابلس، ونجح جميع أعضاء هذه اللائحة في الانتخابات البلدية، وكان العمل والتنسيق يومها بالنسبة إليه مرهقاً، فتوفّي قبل صدور النتائج النهائية، ولكنّه عرف النتائج غير الرسمية لتلك النتائج، وكان فرحاً مسروراً، ولم ينم ليلتها.
ساعة إعلان خبر وفاته مساء الاثنين الأوّل من حزيران سنة 1998 م تقاطر آلاف الشبّان إلى المقرّ الرئيسي للحركة، حيث سجّي جثمان الشيخ الراحل في مكتبه، فكان يستقبل محبّيه، فبكاه الجميع، وبقوا مع جسده طوال الليل حتّى الظهيرة ساعة جنازته التي شارك فيها عشرات الآلاف بحيث يقول الكثيرون: ربّما لم تشهد طرابلس مسيرة تشييع بهذا الحجم من قبل.